كشفت الفنانة السودانية سارة سليمان عن كواليس تغلبها على مصاعب الإنتاج خلال خروج فيلمها "أجساد بطولية" الذي عرض مؤخرا في دار الأوبرا. 

وقالت:" اعتمدت على الإنتاج الذاتي مع تقليل النفقات، فأنا ليست لدى فكرة عن الدعم الخارجي للفيلم ولا أملك خبرة في هذا المجال، لذلك حرصت على إنتاجه بنفسي وذهبت لتصوير عدد من اللقاءات وأغلب من شاركوا معي في العمل تحمسوا للفكرة وساعدوني".

 

وأعربت الفنانة السودانية سارة سليمان عن سعادتها الكبيرة بردود الفعل التي استقبلتها على فيلمها أجساد بطولية الذي عرض في الأوبرا منذ أيام.

وقالت في تصريحات لـ صدى:" قاعة دار الأوبرا كانت مليئة بالجمهور وخارجها كان هناك عدد كبير يتمنى أن يدخل الفيلم وخرجت لأعتذر لهم، وفي أوروبا حينما شارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية؛ تلقينا ردود فعل قوية على العمل وأحبوه وطالبوني أن أقدم المزيد من الأفلام". 

كواليس تصوير فيلم «بنقدر ظروفك» في المنيب.. صور فيلم مقسوم تريند عبر موقع أكس .. تفاصيل

عرض الفيلم الوثائقي، أجساد بطويلة للمخرجة سارة سليمان بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية  في أمسية بعنوان "تناول الهوية السودانية في الفيلم السينمائي".

ويتناول الفيلم حقيقة أن النساء السودانيات لم يتمتعن بالحرية ولم يحظين بالملكية الكاملة لأجسادهن حتى نهضت مجموعة من النساء الرائدات لمواجهة القمع والظلم مستخدمات أجسادهن كأداة للمقاومة فحالت أجسادهن المنتهكة إلى أجسادٍ بطولية.

الفيلم شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية "إدفا" في قسم "فرونت لايت"، وخاض الفيلم بعدها رحلة مميزة في عدة مهرجانات سينمائية، بداية بعرضه في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد حيث نال جائزة الجمهور، ثم عُرض في فلسطين بمهرجان القدس للسينما العربية ونال جائزة "شيرين أبو عاقلة" كأفضل فيلم وثائقي،  ثم في مصر بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة.

كما شارك في مهرجان زنجبار السينمائي الدولي، مهرجان عمان السينمائي الدولي، مهرجان كرامة- بيروت، ومهرجان سفر ومهرجان استاتيكا ببريطانيا وعدة مهرجان اخري حول العالم.

الفيلم من تأليف وإخراج سارة سليمان وتمثيل آية طارق وياسين رائف وأحمد رائف وآية أحمد، ومونتاج عماد ماهر، وهو نتاج بحث مطول بعنوان "سياسات الجسد في الحركة النسوية السودانية" ومن إنتاج شركة فينتي برودكشن، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم عالميًا.

سارة سليمان هي مخرجة وباحثة سودانية مقيمة ببريطانيا، وحاصلة على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الأحفاد للبنات بالسودان، وماجستير في دراسات الجندر من جامعة لندن - مدرسة الدراسات الشرقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المهرجانات الدولية دار الأوبرا فيلم مقسوم فيلم بنقدر ظروفك

إقرأ أيضاً:

البرد ينهش أجساد 7 أطفال في خيام النزوح

غزة- كان يحمل طفلته الصغيرة بين ذراعيه، يضمها إلى صدره بكل ما يملك من قوة، يهرول بخطوات عجولة نحو المستشفى، متشبثًا بأمل أن يطمئنه الأطباء وينفوا له ما يخشاه.

وكانت عائشة التي كان يصفها بـ"فلقة القمر" بين يديه كتمثال خشبي، بعينين مفتوحتين دون حراك، ويركض عدنان القصاص أكثر من كيلومتر متحديًا برودة الفجر وحرقة قلبه، ليصل إلى المستشفى حيث واجهه الطبيب بالكلمات التي أحرقته كالنار "عظّم الله أجرك، قلب طفلتك متوقف منذ أكثر من ساعة".

ويصرخ عدنان "يابا يا عيوش، لسا ما فرحت فيكي، قومي نلعب يا حبيبة قلب أبيك".

 

سيلا الفصيح توفيت نتيجة البرد القارس بخيام النازحين جنوب القطاع (الجزيرة) الطفلة المتيبسة

كانت عائشة فرحته التي انتظرها بعد 4 ذكور، ليجد نفسه الآن يحملها جثمانًا باردًا، كما كان ينقل أجساد الشهداء إلى ثلاجات الموتى في مستشفى ناصر خلال الحرب، يقول للجزيرة نت "لم أكن أتصور يومًا أن يكون جسد طفلتي من بين الجثث الهامدة التي أحملها".

ويروي عدنان تفاصيل تلك "الليلة السوداء" التي قلبت حياته رأسًا على عقب، من خيمته القماشية المنصوبة على شاطئ بحر مواصي خان يونس، حيث يعيش مع أسرته نزوحًا قاسيًا، وتسربت مياه المطر إلى الخيمة.

إعلان

ويحمل أطفاله الأربعة إلى منتصف الخيمة، بينما ضمت زوجته سيلا الصغيرة إلى صدرها "أطراف سيلا باردة جدًا" قالت الأم لزوجها الذي لف طفلته بما تبقى من أغطية جافة، وبعدما هدأت العاصفة خلد الجميع إلى النوم مستندين إلى عمود الخيمة، وعند صلاة الفجر اكتشف عدنان أن طفلته قد تيبست وتبدو عيناها مفتوحتين وكأنها تنظر إليه بلا روح.

وجع مستمر

لم تستطع والدة عائشة تجاوز الصدمة، فتشتم ملابس طفلتها صباح مساء. أما عدنان، فقد صار البرد شبحًا يطارده، وينهشه الخوف على بقية أطفاله، خوف من الموت قصفا وبردا أو نهشا من الكلاب الضالة خاصة بعد أن تكرر هجومها على خيمته في ليال عديدة.

وأمام كل هذا يجتاح عدنان -كآلاف الآباء في قطاع غزة- شعور بالعجز، ويثقل كاهله وجعه على طفلته التي هزمها البرد، بينما لا يزال صدى كلماته يرتجف في ذاكرته "يكفي خسارة، أوقفوا الحرب.. إنها تسرق منا كل شيء".

ولم تكن عائشة الطفلة الوحيدة التي عصف البرد بجسدها الغض، فسيلا الفصيح عاشت بالكاد 3 أسابيع قبل أن يستسلم جسدها الصغير لزمهرير الفقر والقهر.

وفجر أحد الأيام، أيقظت الأم والد سيلا لإشعال الحطب لتدفئة الماء وإعداد رضعة الحليب لطفلتهم، وبينما كان الأب ينتظر الماء ليغلي، ذهب لمداعبة صغيرته، لكنه رأى مشهدًا يزلزل القلب كما يقول "جسد أزرق، وأيادٍ متيبسة كأنها تستغيث بلا صوت، لقد خطفها الموت على حين غفلة، ببرود لم يكن في الحسبان".

ويتحدث والد سيلا، الذي خسر كل شيء في غزة قبل أن يضطر للنزوح إلى مواصي خان يونس "كنا نعيش في منزل دافئ، أطفالي كانوا ينامون في غرف واسعة، وخزائنهم مليئة بالملابس. اليوم، لم يعد لديهم سوى لباسين لكل منهما، رغم حاجتهم لكثير منها خاصة في ظل عيشهم على الرمل".

ويضيف "نتلفح بأقمشة لا تصرف عنا شيئًا، ينخر البرد في عظامنا" ويختم الأب حديثه للجزيرة نت بصرخة ألم وقهر "سئمنا حياة الذل، نحن مشردون بلا مأوى، مرضى ومتسولون، حياتنا أصبحت كابوسًا لا ينتهي! كفى!".

إعلان

جراح فوق الجراح

أما أم علي عزام فلم تنس آلام مخاضها العسير ولم تشف من أوجاع العملية القيصرية التي وضعت فيها ولدها علي الذي لم يمهله الموت العيش لأكثر من أسبوع واحد فقط، فاستيقظت الأم لإرضاعه لتجد خيطًا من الدم متسربًا من أنفه، وحمله الأب إلى المشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه قبل أن يصل.

وكان علي ملفوفًا بكل ما تملك الأسرة من ثياب، وتحت غطاء وحيد، وعندما أغرقت الأمطار الخيمة بفراشها وأغطيتها، اضطر الأب لاستعارة غطاء من جاره لم يحل دون موته متجمدا.

وفي خيمة ضيقة، تتكدس عائلة أبو علي المكونة من 10 أفراد على فرشتين فقط، ولا يملكون سوى غطاءين باليين لا يردان البرد عن عظامهم المرتجفة.

وتطرق الأم قليلا ثم تقول "قلبي يتقطع كل دقيقة، كان علي يتمتع بصحة جيدة، لكنه غاب فجأة وكأنه لم يكن" وتتأمل الثكلى مأساتها ومأساة الناس من حولها ثم تختم حديثها بسؤال تبدو إجابته مفتوحة "كم من الأرواح البريئة يجب أن تُزهق قبل أن يتوقف هذا الألم؟".

وفاة طفل رضيع شمال غزة جراء الجفاف وسوء التغذية وانعدام التدفئة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/gagGdeYHr0

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 26, 2024

تحذيرات طبية

لم تكن قصص الأطفال الثلاثة -التي رصدتها الجزيرة نت- هي الوحيدة لأطفال قضى عليهم البرد القارس، فلم يكن هؤلاء سوى جزء من مأساة أعمق، حيث سجّل هذا الموسم وفاة 7 أطفال للسبب ذاته، في نسبة غير مسبوقة مقارنة بالمواسم السابقة التي بالكاد شهدت وفاة واحدة بالموسم الواحد.

ويقول الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر -للجزيرة نت- إنهم يستقبلون خلال 5 أيام فقط حالات وفاة لأطفال حديثي الولادة قد عجزت أجسادهم عن احتمال البرد. وعدد الفرا أسباب ذلك التي تعود إلى عدم توفر مخزون كافٍ من الجليكوجين كمصدر للطاقة، وانعدام الدهون تحت الجلد، إلى جانب قدرة أجسامهم على فقدان الحرارة بشكل سريع.

إعلان

ويوضح أن انخفاض حرارة أجسام الأطفال يتسبب في تقلص الأوعية الدموية واضطراب كهرباء القلب، مما قد ينتهي بتوقفه تماما.

ويؤكد الدكتور الفرا أن المستشفى يستقبل يوميا 4-5 حالات مماثلة، يتم التعامل معها بشكل طارئ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ويحذر من خطورة ترك الأطفال بالخيام، داعيًا الأمهات إلى اتخاذ تدابير لإنقاذ حياة أطفالهن، مثل وضعية "الكنغر" التي تعتمد على التلامس المباشر بين الأم وطفلها لتدفئته، وإحكام إغلاق الثغرات بالخيام، ووضع عازل على الأرض التي ينام عليها الطفل، واستخدام نايلون تغليف الأطعمة للف الأطفال من أخمص قدمهم وحتى أعلى صدرهم في حال عدم توفر الملابس المناسبة.

ويؤكد الفرا أهمية مراقبة الأطفال باستمرار، مشيراً إلى أن فقدان الحياة بسبب البرد قد يحدث خلال فترة تتراوح بين 60 و90 دقيقة.

وفي عراء الخيام تلتهم المأساة أرواح الأبرياء وتزهق البراءة بأشكال موت شتى، ولا تستطيع أقمشة ردعه أو حماية من فيه، ووسط كل هذا يسأل الغزيون: هل اقترب اليوم الذي ينتهي فيه كل هذا الموت؟

مقالات مشابهة

  • الشرقية: نلتزم بإنتاج مياه نقية مطابقة للمواصفات
  • أفضل خيّال في تصنيفات لونجين العالمية جيمس ماكدونالد يتقدم المشاركين في نسخة قوية من تحدي الخيّالة الدولي ضمن مهرجان كأس السعودية
  • حمدان بن زايد يستقبل عدداً من المواطنين ولجنة مهرجان ليوا الدولي
  • حمدان بن زايد يستقبل عددا من المواطنين ولجنة مهرجان ليوا الدولي 2025
  • لاجئة سورية لا تتحدث ولا تسمع تكفلت ⁧‫المملكة برعايتها هي وابنتيها .. فيديو
  • فبراير.. دار الأوبرا المصرية تستضيف مهرجان أخبار النجوم الدولي
  • «الخارجية السودانية»: ندعو المجتمع الدولي لإدانة جرائم ميليشيا الدعم السريع
  • البرد ينهش أجساد 7 أطفال في خيام النزوح
  • مهرجان أبوظبي يوقّع مذكرة تفاهم مع «شنغهاي الصيني الدولي للفنون»
  • مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يعلن عن منحة لإنتاج 10 أفلام قصيرة