موقع النيلين:
2025-01-18@06:41:32 GMT

غزة قد تطيح ببايدن وترامب يعود

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


قبل أيام تم الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية لولاية “أيوا” التي أجراها الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه القادم للمنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير كل التوقعات إلى أنه المرشح الجمهوري المحتمل، وبذلك ربما نرى ترامب الذي خسر الانتخابات السابقة أمام الرئيس الحالي جو بايدن يهزمه بعد فترة واحدة كما فعل معه أيضا قبل ثلاث سنوات وأطاح به من سدة الحكم.

مفارقات سياسية غريبة لكنها تتماشى مع ترامب الذي رأيناه دائما رجلا يثير الجدل.. ولكن هل سيفعلها حقا أم ستكون هناك مفاجآت أخرى؟

الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ربما كانت تختلف كثيرا ما قبل غزة، وحرب الإبادة الإسرائيلية عليها بمشاركة كاملة من إدارة بايدن، الذي ظن في البداية أن هذا الدعم اللا محدود لنتنياهو في حربه على القطاع قد يعزز موقفه في الانتخابات المقبلة، ليفوز بفترة رئاسية ثانية، ولكن كما يقال، انقلب السحر على الساحر، حيث إنه لم يتوقع بايدن أن الرأي العام الأمريكي سوف يتغير، وقد تم خداعه في البداية بإظهار إسرائيل كضحية تشن هذه الحرب كنوع من حق الدفاع عن النفس ضد حركة حماس، فيرى الجميع بعد ذلك حقيقة كانت محجوبة عن الشعوب الغربية بالكامل، وهي أن تلك الدولة اللقيطة ليست إلا كيان محتل مجرم، لا يمارس سوى القتل بحق المدنيين منذ أكثر من سبعة عقود في فلسطين التي يحتلها بمساعدة غربية، وأن أحداث السابع من أكتوبر كانت ردًّا على جرائم يومية وانتهاكات لا أخلاقية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، وما كانت تلك العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية إلا حق مشروع ولا تستوجب كل هذه الجرائم بحق المدنيين بقطاع غزة، وقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء بواسطة القصف الذي لم ينقطع برا وبحرا وجوا لأكثر من مئة يوم حتى الآن، وتدمير كامل لكل شيء على سطح الأرض من حجر وشجر بشكل بربري وقح، بالإضافة إلى فرض الحصار الكامل والتعنت في إدخال المساعدات الإنسانية لقرابة مليوني إنسان يعيشون جحيما حقيقيا، وربما لولا بسالة المقاومين في مواجهة جيش الاحتلال بعدما بدأ عمليته البرية في القطاع، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني رغم كل الإجرام الذي يواجهه، لربما كان قد تم تنفيذ مخطط التهجير الذي تسعى إليه إسرائيل منذ سنوات وتباركه الولايات المتحدة الأمريكية.

وبناء على ما سبق وتغيير بوصلة الرأي العام الأمريكي وخروج المظاهرات بشكل شبه يومي من أجل المطالبة بوقف العدوان على غزة، وآراء سياسيين معارضة لما يحدث حتى من داخل الحزب الديمقراطي، والتدني غير المسبوق لشعبية الرئيس بايدن بحسب استطلاعات الرأي ربما يتمكن ترامب من هزيمته.

والآن وبعد إدراك بايدن للمستنقع الذي أدخله فيه نتنياهو نرى تغيرا ملحوظا في رؤية الإدارة الأمريكية للحرب على غزة، وقد تحدثت تقارير صحفية إسرائيلية عن إخبار وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لنتنياهو أنه لا حل عسكريا بشأن مصير حركة حماس، التي كان القضاء عليها بشكل نهائي هو أول أهداف هذه الحرب، لكن المقاومة بتصديها الأسطوري لهذا العدوان الإجرامي خلقت واقعا مختلفا تماما فاق كل توقعات العدو.. وذلك يشير إلى أن أمريكا لم تعد ترى ضرورة لاستمرار هذه الحرب التي أصبحت عبئا ثقيلا عليها.

ذلك بالإضافة إلى إعلان إعلام أمريكي عن تواصل إدارة بايدن مع مسئولين إسرائيليين للتحضير لما بعد نتنياهو الذي يواجه أيضا انتقادات كبيرة ومعارضة واسعة وصلت للمطالبة صراحة بإقالته من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وذلك لحالة التخبط الكبيرة داخل الكيان الصهيوني والخسائر الفادحة التي تلاقها جيشه في صفوف القوات والمعدات، بجانب النزيف الاقتصادي بسبب الحرب حتى وصل الأمر لرفض جنود الاحتياط الذهاب إلى غزة..

وهنا يتضح أن بايدن بعد انقلاب الأمور رأسا على عقب وتشويه صورته الشخصية في الداخل الأمريكي والعالم، يحاول إنقاذ مستقبله السياسي بالخروج من هذا المأزق الذي دخله في البداية ظنا منه أنه سوف يعزز موقفه خلال الانتخابات المقبلة، ليجد العكس تماما بل أن غزة هي التي قد تطيح به، خاصة عندما نجد أن ترامب يتفوق عليه في استطلاعات الرأي بنسبة كبيرة وذلك ليس حبا فيه وإنما معاقبة لبايدن، وهو ما يسمى في العلوم السياسية بالتصويت العقابي.

السعيد حمدي – القاهرة 24

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بايدن وترامب يتسابقان لتبني نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

تسابق كل من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب لنسب الفضل في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى جهود إدارته خلال المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وفي مؤتمر صحفي بالدوحة مساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التوصل للاتفاق وعرض بنوده الرئيسية. وأضاف أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي إعلانه عن الاتفاق، أشار جو بايدن إلى أن التوصل إليه يعكس إلى حد كبير إطار الاقتراح الذي طرحه في مايو/أيار الماضي. وعندما سأله أحد الصحفيين عمن يُنسب له الفضل في إعلان الاتفاق، أجاب ساخرا: "هل هذه مزحة؟"، في إشارة إلى أنه صاحب الفضل.

وقال بايدن، في خطاب الوداع الذي ألقاه مساء الأربعاء من مكتبه في البيت الأبيض، إن "فريقي طوّر هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل".

حذر من "جحيم"

في المقابل، سارع دونالد ترامب، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن أنه هو صاحب الفضل في الانفراجة التي جاءت بعد أشهر من المفاوضات. وكان ترامب قد حذر مرارا من "جحيم" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه المقرر الاثنين المقبل.

إعلان

وقال ترامب "هذا الاتفاق الملحمي ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ أشار ذلك للعالم أجمع إلى أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأميركيين وحلفائنا".

وأرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمشاركة في المحادثات في الدوحة، حيث ظل هناك خلال آخر 96 ساعة من المفاوضات
التي أفضت إلى إعلان الاتفاق.

"جنبا إلى جنب"

وفي إفادة للصحفيين، أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمبعوث ترامب لمساعدته في التوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أنه عمل جنبا إلى جنب بريت ماكغورك مبعوث بايدن، علما أن ماكغورك كان في الدوحة منذ الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين إن بايدن أراد مشاركة فريق ترامب، لأن الرئيس المنتخب هو من سيتولى مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال بايدن: "خلال الأيام القليلة الماضية، كنا نتحدث كفريق واحد".

ولم يقدم بايدن تفاصيل خارج الخطوط العريضة المعروفة للاتفاق، لكنه رجح أنه قد يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال "بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، مسار موثوق به لدولة خاصة بهم. وبالنسبة إلى المنطقة، مستقبل من التطبيع والتكامل بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، ومنهم السعودية".

مقالات مشابهة

  • بايدن وترامب وصفقة غزة
  • إدارة بايدن: قرار تنفيذ حظر تيك توك يعود للرئيس المنتخب دونالد ترامب
  • من غزة إلى إيران.. بايدن وترامب على درب كارتر وريغان
  • صحف عالمية تتناول اتفاق غزة وأسباب تعاون بايدن وترامب بشأنه
  • هدنة غزة.. "الصفقة التائهة" بين بايدن وترامب
  • هدنة غزة.. بايدن وترامب يكسران عداء الماضي لإنهاء أزمة الحاضر
  • بايدن وترامب يتحدان لإنهاء الحرب في غزة.. اتفاق تاريخي قبل انتقال السلطة
  • من يستحق “التاج”؟ معركة بايدن وترامب على “فضل” إنقاذ غزة
  • بايدن وترامب يتسابقان لتبني نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • كيف عمل بايدن وترامب معًا لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟