بمميزات لا تصدق.. شركة تصمم يختا من الذهب للآثرياء فقط
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
يسافر المليارديرات مثل جيف بيزوس ورومان أبراموفيتش بالفعل حول مياه العالم في سفن ترفيهية عائمة ضخمة تُعرف باسم اليخوت الفاخرة، ولكن ماذا لو أرادوا أخذ سفينتهم الفاخرة تحت السطح للاستمتاع بأعماق المحيط؟
لدى شركة تصميم نمساوية الإجابة، فهي تصمم أول غواصة عملاقة في العالم، توصف بأنها "مستقبل اليخوت"، حيب يبلغ طول اليخت 543 قدمًا، ويمكنها استيعاب 20 راكبًا و40 من أفراد الطاقم أثناء غمرها تحت الماء بشكل مستمر لمدة أربعة أسابيع.
يأتي اليخت والذي تمت تسميته "Migaloo M5" مجهزًا بحوض سباحة وقبو نبيذ وسينما، لتبلغ تكلفة اليخت 2 مليار دولار لبنائه، فهو مخصص تمامًا لنخبة العالم، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يمكن لـ Migaloo M5 الغوص على عمق 820 قدمًا (250 مترًا)، أي ما يزيد قليلاً عن نصف عمق تيتانيك، وتم تصميم السفينة الطموحة من قبل شركة التصميم Migaloo، ومقرها في غراتس، النمسا، والتي سميت على اسم الحوت الأحدب الأبيض بالكامل.
وقال الرئيس التنفيذي كريستيان جامبولد لصحيفة التايمز: "إن مجموعتنا المستهدفة هي المليارديرات أصحاب الرؤى الذين لديهم أو لا يتمتعون بخبرة حالية في مجال اليخوت الفاخرة، والذين لديهم متطلبات غير عادية للحصرية أو السلامة أو المغامرة أو التجارب".
وأضاف:"نظرًا لأنه تطور جديد تمامًا، فإن مثل هذا المشروع سيتطلب موارد مالية مقابلة، ويستغرق الكثير من الوقت للتصميم والبناء والبناء ويتطلب العديد من القرارات".
ووفقًا لجامبولد، تجري الشركة حاليًا مفاوضات مع الأطراف المهتمة لبناء الغواصة، على الرغم من أنه رفض ذكر أسمائهم.
تكشف الصور الترويجية للشكل الذي ستبدو عليه الغواصة بمجرد بنائها عن غواصة بيضاء نحيلة تتعارض تمامًا مع غواصات فئة فانجارد التابعة للبحرية الملكية.
ولكن مثل الغواصات الأخرى، يمكنها العمل على السطح قبل القيام بالغوص تحت الماء، وتمتد حمامات السباحة الموجودة على جانبي السفينة فوق الماء بينما لا تزال الغواصة على السطح.
ولكن تعود حمامات السباحة إلى جسم السفينة قبل الهبوط، ويوجد أيضًا مهبط لطائرات الهليكوبتر لاستقبال الضيوف بطائرة هليكوبتر قبل هبوط السفينة.
يتم تشغيل الهبوط عندما تمتلئ صهاريج التخزين الضخمة الموجودة على متن السفينة بالمياه لتقليل الطفو، وفي الوقت نفسه، فإن التصميم الداخلي الفاخر مكسو إلى حد كبير بالجلد الذهبي والأبيض ويأتي مكتملًا بأرائك مريحة وكراسي للاستلقاء وإضاءة مزاجية.
هذا الحرم الداخلي هو في الهواء الطلق، حتى يتم إغلاقه وضغطه قبل نزول الغواصة أيضًا، كما يوجد درج يأخذ الركاب بالأسفل إلى هيكل الضغط، حيث يمكنهم الاستمتاع بأعماق المحيط من خلال نافذة المشاهدة.
منذ ما يقرب من عقد من الزمن، كشفت شركة ميجالو النقاب عن مفهوم الجزر الخاصة العائمة التي يمكن نقلها إلى أي مكان في العالم - ولكن لم يتم تحقيق ذلك بعد.
ستحتوي الجزر على أجنحة بنتهاوس، وحمامات سباحة، وشلالات، ومهابط طائرات الهليكوبتر، بالإضافة إلى حدائق عمودية تشمل أشجار النخيل.
تنشر شركات أخرى بشكل روتيني صورًا جديدة لأحدث اليخوت الفاخرة، وكلها بأسعار باهظة، وقد شملت هذه اليخوت الفاخرة غير المرئية المصنوعة من الزجاج واليخت الضخم على شكل بجعة مع رأس قابل للفصل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الیخوت الفاخرة
إقرأ أيضاً:
نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.
التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا
لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.
واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.
أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟
إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:
تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.
تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.
سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.
المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين
من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.
هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.
إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.
التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟
إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.
إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
zuhair.osman@aol.com