مليشيا الحوثي تطلب المزيد من الأسلحة وواشنطن تحذر من استهداف قواعدها بالمنطقة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
حذرت واشنطن من استهداف مليشيا الحوثي لقواعد غربية في المنطقة، بعد أن كشف تقرير استخباراتي أمريكي أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة الايرانية، رغم الهجمات الأمريكية والبريطانية الأخيرة على قواعد انطلاق صواريخهم باليمن. ومع تأكيد المليشيات الحوثية استمرار هجماتها في البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة الدولية، كشفت تقارير استخباراتية أميركية وغربية نقلتها صحيفة “بوليتيكو” أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة من طهران.
وبحسب الصحيفة فإن مهمة واشنطن في اعتراض الأسلحة الإيرانية أثناء شحنها إلى اليمن صعبة للغاية، بالنظر إلى الطرق المتعددة والذكية التي يستخدمها المهربون المتمرسون في مثل هذه المهام، وقياسا بالخسائر الفادحة لمثل هذه العمليات، حيث شهدت العملية الأخيرة مقتل اثنين من قوات البحرية الأميركية أثناء محاولتهما الصعود على متن قارب التهريب.
وحذرت واشنطن من استهداف الحوثيين لقواعد غربية بالمنطقة، حيث وضع الحوثيون قائمة أهداف تشمل القواعد الأميركية إذا تَوسَع الصراع.
وكشفت مجلة “ناشيونال إنترست” أن قاعدة معسكر لومونييه في جيبوتي وهي القاعدة الأميركية الوحيدة في القارة الإفريقية، والمقر الأساسي لعمليات القيادة الأميركية في إفريقيا المعروفة باسم “أفريكوم” وتستضيف نحو أربعة آلاف عسكري ومدني، ويتم استخدامها في عمليات مكافحة الإرهاب، المعرّضة للتهديد الأكبر إذا توسع الصراع بسبب أنها تبعد عن مضيق باب المندب بنحو 130 كيلومترا فقط، وهي مسافة من السهل أن تجتازها صواريخ الحوثي ومسيّراتهم، وتحظى القاعدة باهتمام كبير من الحوثيين، حيث استُخدمت من قَبل لشّن ضربات عليهم في الماضي، ولكن ليس خلال التصعيد الحالي.
وبينما كشف رئيس وزراء جيبوتي أنه تمت الموافقة للولايات المتحدة على نشر أنظمة دفاع جوي باتريوت في القاعدة للحماية من أي هجوم، أكد محللون عسكريون أن القاعدة تشكل تحديا لأميركا، لأنه تم تجهيزها لاستضافة قوات، وليست مجهزة لمقاومة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ. في غضون ذلك، أكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركى جون فاينر أن العمل العسكري لردع المتمردين الحوثيين في اليمن سيستغرق وقتا وسيكون لدى إدارة بايدن المزيد مما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن قريبا.
وقال إن “الردع ليس أمرا بسيطا، فنحن نقوم بتفكيك وتدمير المخزونات حتى لا يتمكنوا من شن عدد كبير للغاية من الهجمات بمرور الوقت، وهذا سوف يستغرق وقتا حتى يتم تنفيذه”. واعتبرت وكالة “بلومبرج” للأنباء تعليقاته تتفق مع اعتراف الرئيس جو بايدن بأن هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر من غير المرجح أن تتوقف على الفور.
من جانبه، أكد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط السابق فرانك ماكنزي أن إيران لا تسعى إلى حرب مفتوحة مع الغرب، قائلا إن أهداف طهران الحفاظ على النظام وتدمير إسرائيل وإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة، وبناءً على ذلك، فإنهم لا يسعون إلى حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة لأنهم يعلمون أن النظام سيتعرض للتهديد، بينما قال مسؤول أميركي إنه في نهاية المطاف يأمل الأميركيون أن تقرر إيران أن هجمات الحوثيين لم تعد تستحق التكلفة الاقتصادية للمنطقة، وأن تقول دول المنطقة عند نقطة معينة “طفح الكيل”.
ميدانيا، أعلن الجيش الأميركي وفاة جنديين من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، فقدا أثناء مصادرة أسلحة إيرانية من مركب شراعي بالقرب من الساحل الصومالي منذ عشرة أيام. وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية في بيان انتهاء عملية البحث والإنقاذ الخاصة بعنصري القوات الخاصة اللذين تم الإبلاغ عن فقدهما أثناء الصعود على مركب شراعي غير شرعي يحمل أسلحة تقليدية إيرانية متطورة في 11 يناير، معلنة تغيير حالة الجنديين إلى متوفين.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
البيضاء.. مسلحو قيفة يقطعون طريق رداع ويتهمون مليشيا الحوثي بإثارة الفتن بين أبناء القبائل
قطع عشرات المسلحين من قبائل قيفة الطريق العام في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، على خلفية تورط قيادات حوثية رفيعة في استمرار احتجاز أحد المعينين من قبلها مسؤولاً في محافظة البيضاء، بهدف تصفية أغراض تأتي ضمن صراع الأجنحة الحوثية.
وأوضحت مصادر قبلية لوكالة خبر، أن المليشيا الحوثية لا تزال تحتجز في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، المدعو مجلي أحمد الجوفي، والمعين من قبلها مديرًا لأمن مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء على خلفية قضية تفجير منازل في حارة الحفرة بالمدينة في 9 رمضان الماضي.
يأتي ذلك في إطار الصراع الداخلي والانقسامات التي تشهدها الصفوف الحوثية، حيث يحاول أحد أجنحة المليشيا الزج بين أبناء رداع وقيفة في صراع قبلي عواقبه وخيمة، من خلال استمرار احتجاز مدير أمن مديرية ولد ربيع مجلي الجوفي المنحدر من آل الجوف - قيفة.
في الوقت الذي كشفت وثيقة حصلنا على نسخة منها براءة الجوفي من جريمة التفجير، مؤكدة عدم تواجده لحظة وقوع الحادثة، علاوة على ذلك فإن المتهمين الرئيسيين في تفجير منازل حارة الحفرة لا يزالون طلقاء.
وتضمنت الوثيقة اعترافات من نائب قائد ما يسمى القوات الخاصة، والقائد الميداني لقوات الاقتحام، وقائد التخطيط والمداهمة، ومساعد القائد الميداني للقوات الخاصة التابعين للمليشيا، بعدم تواجد الجوفي في موقع الحادثة ولا علاقة له بها.
وأمهل المحتجون مليشيا الحوثي خمسة أيام لإطلاق سراح الجوفي، محذرين من التمادي، ومتوعدين باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
في السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد وجهاء آل الجوف في قيفة، اتهم فيه قيادات حوثية بإثارة الفتن بين أهالي رداع - البيضاء، ويريم التابعة لمحافظة إب، ثم بين آل الجوفي وآل الزيلعي في رداع.
وأوضح أن تلك القيادات حالت دون حل قضية تفجير منازل حارة الحفرة برداع وتوقيع التنازل من أولياء الدم - أهالي يريم - في عدة اجتماعات في صنعاء رغم ما قدمه زعيم المليشيا - حد زعمه.
وبين أن أسرة ضحايا تفجير حارة الحفرة برداع المنتمين لمديرية يريم وقعوا التنازل قبل أيام في مدينة ذمار رغم محاولات إفشال جهود حل القضية.
واتهم وزارة داخلية الميليشيا وقيادات حوثية، لم يسمها - بإثارة الفتن وتغذية الصراعات بين أبناء رداع وآل الجوف - قيفة بإطلاق سراح الشاب عبداللطيف الزيلعي، والذي كان قد نصب كمينًا لقيادي حوثي ومرافقيه ردًا على مقتل شقيقه برصاص هذا القيادي.
وكان قد سقط قتلى ومصابون من أبناء قبائل رداع وعناصر المليشيا على خلفية انتهاكات حوثية، قبل قيام عناصر الأخيرة بتفجير منازل مدنيين في حارة الحفرة برداع.
ودعا المتحدث، قيادات الميليشيا إلى إطلاق سراح مجلي أحمد الجوفي، خاصة بعد الإفراج عن الشاب عبداللطيف الزيلعي، لافتًا إلى أن قيادات في الميليشيا تحاول زرع الفتن بين القبائل.
وأكد أن دم أحد أفراد آل الجوفي لا يزال في ذمة عبداللطيف الزيلعي، والذي كان مضطرًا للثأر لشقيقه لعدم إنصافه، منوهًا أن الإفراج عنه دون حل قضيته نهائيًا يهدف إلى إشعال فتنة جديدة.
وأشار إلى أن الزيلعي سلم نفسه لسلطة الأمر الواقع الحوثية بضمانات، بهدف حل قضيته جذريًا، وليس لاحتجازه لعدة أشهر ثم إطلاق سراحه دون حل، مما يساهم في تأجيج الصراعات.