أكد الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، السفير أحمد حجاج، أهمية زيارة الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، إلى القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما في هذا التوقيت الحرج الذي تشهد فيه مقديشو تهديداً لأمنها واستقرارها؛ عقب انتهاك إثيوبيا لسيادتها ووحدة أرضيها بإبرام مذكرة التفاهم غير القانونية مع إقليم "أرض الصومال" المنشق (صوماليلاند).

وأوضح السفير حجاج -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين- أن تلك الزيارة الثانية من نوعها لرئيس الصومال إلى مصر منذ توليه الحكم ولقائه بالرئيس السيسي- جاءت في إطار المشاورات المستمرة بين قيادة البلدين، إذ تعول مقديشيو على دعم ومساندة القاهرة لها في تلك الأزمة، لاسيما أن مصر دائمًا ما وقفت بجانب أبناء شعب الصومال في كل القضايا و المحن التي واجهتهم.
وأضاف أن الرئيس "حسن شيخ محمود" رأى ضرورة التشاور مع الرئيس السيسي في النهج الذي يمكن أن تقوم به الحكومة الصومالية، بتأييد من الحكومة المصرية، في المحافل الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، منوهًا بتأكيد الوزير سامح شكري خلال تواجده بالعاصمة الأوغندية كمبالا، للمشاركة في القمة التاسعة عشرة لدول عدم الانحياز، تضامن مصر مع الصومال ضد المحاولات الرامية لانتهاك سيادته وسلامة أراضيه.

وذكر السفير حجاج بالعلاقات التي تربط البلدين على مر التاريخ، حيث ساندت مصر الحركات التحريرية الصومالية في وجه الاستعمار حتى نالت استقلالها، كما قدمت المساعدات لأبناء الصومال والجيش الوطني لمواجهة التحديات وإحلال الأمن والاستقرار بالبلاد، وتحرص على التنسيق مع الحكومة الصومالية في العلاقات الخارجية والثنائية، علاوة على تواجد بعثة من الطلاب الصوماليين (بمنح دراسية) في المعاهد والجامعات المصرية.

وأبرز الدور المهم الذي اضطلعت به جمهورية الصومال الفيدرالية في شرق القارة، إلا أنها كانت تُقابل بتحديات لاسيما من إثيوبيا التي لم تشأ أن ترى دولة قوية تظهر بجوارها، منبهاً بأطماع أديس أبابا في أراضي الصومال التي تمتلك شاطئا كبيرا على البحر الأحمر وتتمتع بثروة سمكية هائلة تستغلها أساطيل الأسماك الدولية.

وأشار إلى أن الاتفاق المخالف للقانون الدولي الذي وقعته إثيوبيا مع "أرض الصومال" للحصول على "ميناء بربرة" الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، أثر على علاقات أديس أبابا بدول شرق إفريقيا التي تعي تمامًا أطماع تلك الدولة الحبيسة في الاستيلاء على منفذ بحري، معتبرين أن إثيوبيا ضغطت على "أرض الصومال" التي لا يُعترف بها وليس لها صفة بالعالم، لتوقيع تلك الاتفاقية المخالفة للقانون الدولي، الأمر الذي يهدد بزعزعة أمن واستقرار القرن الإفريقي.

أهمية موقف جامعة الدول العربية

وشدد السفير أحمد حجاج على أهمية موقف جامعة الدول العربية الداعم لوحدة وسلامة أراضي الصومال، قبل التوجه إلى مجلس الأمن الدولي المعني بصون السلم والأمن الدوليين، وللتأكيد أن "ارض الصومال" هي جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية.واختتم الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية بالتشديد على الأولوية التي توليها مصر لأمن وسلامة واستقرار محيطها وقارتها الإفريقية، ووقوفها بجانب الصومال وحرصها الدائم واستعدادها لتسخير القدرات والإمكانيات المصرية لمساعدة الصومال في بناء كوادره الوطنية وتنفيذ خططه التنموية ودعم استقراره.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟

(CNN)—عُيّن عضو تنظيم القاعدة السابق، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم "أبو محمد الجولاني"، رئيساً لسوريا لفترة انتقالية، وفقا لبيان على لسان المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية السورية، حسن عبد الغني، الأربعاء، قال فيه: "نعلن تعيين القائد أحمد الشرع رئيسا للدولة خلال الفترة الانتقالية، والرئيس الجديد سيتولى مهام رئيس الجمهورية العربية السورية ويمثل البلاد في المحافل الدولية".

وأضاف عبد الغني أن "الرئيس مخول بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، يتولى مهامه لحين وضع دستور دائم ودخوله حيز التنفيذ"، كما أعلنت القيادة عدة قرارات، من بينها تعليق دستور البلاد، وحل برلمان البلاد، وحل جيش النظام السابق وحزب البعث التابع له.

من هو أحمد الشرع؟

أصبح الشرع "مقاتلاً أجنبياً" سورياً في أوائل العشرينيات من عمره، حيث عبر الحدود إلى العراق لمحاربة الأميركيين عندما غزوا البلاد في ربيع عام 2003، وأدى به ذلك في نهاية المطاف إلى السجن العراقي سيء السمعة الذي تديره الولايات المتحدة باسم معسكر بوكا، الذي أصبح ساحة تجنيد رئيسية للجماعات الإرهابية، بما في ذلك ما سيصبح داعش لاحقا.

وبعد إطلاق سراحه من معسكر بوكا، عاد إلى سوريا وبدأ القتال ضد نظام الأسد البعثي، وذلك بدعم من أبو بكر البغدادي، الذي أصبح فيما بعد مؤسس تنظيم داعش.

وفي سوريا، أسس الشرع جماعة مسلحة تعرف باسم جبهة النصرة والتي تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة، ولكن في عام 2016، انفصل عن الجماعة الإرهابية، وفقًا لتحليلات مركز القوات البحرية الأمريكي.

ومنذ ذلك الحين - على عكس تنظيم القاعدة، الذي روج لحرب مقدسة عالمية خيالية - قامت جماعة الشرع، المعروفة الآن بالأحرف الأولى من اسم هيئة تحرير الشام (HTS)، بمهمة أكثر واقعية تتمثل في محاولة حكم الملايين من الناس في شمال غرب البلاد، محافظة إدلب السورية، تقدم الخدمات الأساسية، بحسب الباحث في شؤون الإرهاب، آرون زيلين، الذي ألف كتابًا عن هيئة تحرير الشام.

وكان الشرع زعيم الجماعة المسلحة الرئيسية " HTS" التي قادت الهجوم الخاطف الذي أدى العام الماضي إلى الإطاحة بالديكتاتور السوري بشار الأسد، الذي ظل نظامه في السلطة لعدة عقود.

وتتمثل مهمته الآن في إعادة بناء بلد مزقته أكثر من عقد من الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص وشردت ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة. اندلع الصراع خلال الربيع العربي عام 2011 عندما قمع نظام الأسد انتفاضة مؤيدة للديمقراطية وسرعان ما انغمس في حرب واسعة النطاق جذبت قوى إقليمية أخرى من المملكة العربية السعودية وإيران إلى الولايات المتحدة وروسيا ومكنت داعش من تحقيق مكاسب. موطئ قدم – لفترة – في البلاد.

مقالات مشابهة

  • حادث طائرة واشنطن يعيد للأذهان سقوط مروحية «بلاك هوك» في الصومال
  • بعد طرحها اليوم.. كلمات أغنية «ظهوري مخيف» لـ مصطفى حجاج
  • مدبولي من بغداد: الرئيس السيسي يؤكد دائما على أهمية مساندة ودعم العراق
  • مدبولي من بغداد: الرئيس السيسي يؤكد دائما على حتمية مساندة ودعم العراق
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟
  • أستاذ علوم سياسية يوضح كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وكينيا
  • «الريادة»: تصريحات الرئيس السيسي تعكس موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطيني
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • شباب الكنيسة السريانية الكاثوليكية يزورون كنيسة العائلة المقدسة ضمن برنامج حجاج الرجاء
  • زوجة أحمد الشرع في أول ظهور علني: ما الذي قاله عنها؟ (صورة)