تجربة الغابة الصينية فشلت لاعتمادها على نوع واحد من الأشجار 
تنوع الأشجار وزراعتها بالقرب من بعضها يعززان نموها السريع 
نستخدم تجربة فعالة تسهم في النمو السريع بـ 10 أضعاف الزراعة العادية 
مشروع الشرق الأوسط الأخضر ذكي جداً إن طُبق 
يمكن للغابات تعزيز الأمن الغذائي فضلاً عن الفوائد البيئية   

أشاد الدكتور عيسى العيسى مؤسس مشروع غابة الكويت بمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة وبما يحمله من رسائل ذات أهمية كبيرة للبيئة الخليجية على حد تعبيره، وأضاف: في حوار مع «العرب» على هامش محاضرة قدمها في الجناح الكويتي: إن التنظيم الذي رأيته والجمع العالمي الكبير يدعو للانبهار، وهذا ليس بمستغرب على دولة قطر التي عودتنا على التميز في تنظيم الفعاليات الكبرى بدءا من بطولة كأس العالم مروراً بهذه النسخة المميزة من معرض إكسبو البستنة، وما زالت الدوحة تقدم كل جديد ومميز في الفعاليات التي تنظمها وتستضيفها، وأوضح العيسى ان معرض إكسبو يعد من اهم المعارض والاحداث العالمية، وتقديمه بهذه الصورة المميزة والمشاركة الفعالة التي تطرح أفكارا وحلولا بيئية مستدامة انجاز كبير، واردف، هو ايضاً اكبر تجمع عالمي لمجتمع البستنة، لذا فهو مهم للجميع للدول والمجتمعات والمختصين وغيرهم كونه يستعرض احدث الابتكارات والتقنيات في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وتكتسب هذه النسخة أهميتها من الشعار « صحراء خضراء، بيئة أفضل» كونه يرمي إلى مستقبل اخضر في البلاد والمنطقة، كما انه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع.

ويركز المعرض على الزراعة الحديثة، بما في ذلك البستنة، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسية، كما أنه ليس فقط معرضا عالميا، بل هو منصة للابتكار والاكتشاف، وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك، وكذلك فرصة لتقديم الأفكار والحلول التي تسهم في مكافحة التصحر والتعامل مع قضية التغيّر المناخي. 

في سياق متصل لفت د. العيسى الى أن الحل في مكافحة التصحر هو استزراع الغابات، فمشروع الغابة هو الحل الأمثل لمكافحة تمدد التصحر وجفاف الأراضي، وأضاف بدأ مشروع استزراع الغابات في دولة الكويت تحت مسمى مشروع « غابة الكويت « والذي يتضمن مشاركات مجتمعية لتشجير الصحراء، بأنواع متعددة من الأشجار لضمان تكامل النظام البيئي وعدم انتشار الأوبئة بينها.
وحول تفاصيل المشروع قال د. العيسى: نقوم بالتشجير ونعمل لمستقبل أحفادنا، لذلك نزرع أنواعاً مختلفة من الأشجار المحلية بالقرب من بعضها البعض، بحيث تتلقى ضوء الشمس فقط من الأعلى وتنمو في الاتجاه الرأسي أسرع من الأفقي، وهي تنطوي على زراعة عشرات الأنواع المحلية التي تتضمن ما بين خمسة عشر و ثلاثين نوعاً من الأشجار في نفس المنطقة، ولا تحتاج عمليات الصيانة بعد السنوات الثلاث الأولى، لذلك يجب أن يكون الحد الأدنى لعرض الغابة 3-4 أمتار، ويجب أن تروى الغابة بانتظام خلال سنتين إلى 3 سنوات من الغرس. وهذه الطريقة فعّالة للغاية لضمان نمو أسرع بمقدار 10 مرات وأكثر كثافة بمقدار 30 مرة من الطرق التقليدية لزراعة الغابات. 
فيما يلي تفاصيل الحوار: 

◆ في البداية حدثنا عن مشروع غابة الكويت ؟ 
■ مشروع غابة الكويت أسسته قبل عدة سنوات لإيماني الراسخ بأهمية التشجير في مكافحة التصحر، ولقد تمت زراعة عدد من المناطق في دولة الكويت بالأشجار التي تُسهم في تحسين البيئة لاسيما أن تلك الأشجار توفّر 90 في المائة من النظام المائي ومن الأسمدة على مدى 5 سنوات. ولقد استنسخنا تجربة يابانية في زراعة الأشجار بحيث تعمل على نمو الأشجار أكثر من 10 أضعاف عن نموها باستخدام الأسمدة العضوية وهي طريقة تحسين التربة، لذلك نحتاج إلى حفر بعمق متر ونضع مواد عضوية تزيد من امتصاص المياه. ومن ثم نضع غرس الأشجار وتتم متابعتها في المراحل الأولى من النمو لحين اعتمادها على نفسها في امتصاص غذائها من التربة. 

◆ لماذا يجب زراعة الأشجار بالقرب من بعضها.. ألا يشكل ذلك عائقاً للنمو ؟ 
■ على العكس.. المشكلة التي يقع بها الكثيرون هي زراعة أشجار متباعدة عن بعضها البعض. فتتأثر بالعوامل الطبيعية والبيئة المحيطة ويعوق ذلك نمو الشجرة، اما زراعتها بالقرب من بعضها البعض فهي فرصة لاستفادة الأشجار من بعضها، بحيث تتلقى ضوء الشمس فقط، من الأعلى وتنمو في الاتجاه الرأسي أسرع من الأفقي. 

◆ هل مشروع غابة الكويت هو جهود شخصية ؟ 
■ مشروع غابة الكويت فكرتي وأنا أسسته، ولقد تلقينا دعما لهذا المشروع من العديد من الجهات، ولقد فعلنا أيضا المشاركة المجتمعية في هذا الاتجاه لتعزيز الدور المجتمعي في الاسهام بتشجير الصحراء، لأنه عندما يشارك افراد المجتمع بهذا النوع من الاعمال التطوعية يرتفع لديهم حس المسؤولية تجاه الشتلة التي غرسوها، وبالتالي ينعكس ذلك ايجابياً على جميع ممارساتهم البيئية ويصبح اهتمامهم بها اكثر وافضل. لاسيما أبناؤنا الطلبة، وهذا ما نسعى له للدفع بالتعاون مع المجتمع المدني على الإسهام في أعمال التشجير، لتعزيز السلوكيات الإيجابية وغرس مفاهيم حب الوطن والمحافظة على نظافته والحفاظ على البيئة. وأن مثل هذه الحملات للتشجير تسهم في غرس المفاهيم البيئية لدى النشء حول أهمية تشجير المناطق ومشروع الغابة لحماية البيئة من تغير المناخ. لأنها ستؤمن مصدراً غذائياً في المستقبل. 

◆ هل تعتقد أن تجربة الزراعة يمكن ان تنجح في البيئات الخليجية ؟ 
■ بكل تأكيد.. لا سيما وان البيئة الخليجية ذات خصائص ومشتركة، لذا بحسب التجارب التي اجريناها خلال السنوات الماضية استطيع ان أؤكد انها تجربة ناجحة 100% ومناسبة لطبيعة البيئات الخليجية. لا سيما وان التجربة استخدمت أنواعاً من الشتلات، هي السدر والطلح والغاق والسمر وأشجار أمريكية، وهي صديقة للبيئة، وفي إمكانها تحسين الطقس، لذلك نزرع أشجاراً مختلفة لتنوع احتياجاتها، ويتعاون في ما بينهم بفطريات الجذور وتوسعة في غابة الخيران مع دراسات تهدى للمجتمع لتحقيق الحلم بزراعة فواكه في المستقبل»، لاسيما وأن الأشجار هي مصدر التبريد الوحيد المتوافر لامتصاص غاز ثاني أسيد الكربون، وتحول الطاقة الحرارية إلى سكريات. 

◆ هل انتم على استعداد لمشاركة تجربة غابة الكويت ؟ 
■ نعم.. انا مستعد لمشاركة الفكرة والمساعدة في تطبيقها في أي دولة عربية ترغب بذلك ودون أي مقابل مادي، فهدفي من هذه المبادرة أو هذا المشروع هو المساعدة على الحد من آثار التغير المناخي وإيقاف تمدد التصحر الذي يعصف بالأراضي بالوطن العربي، لذا سأكون دائما مرحباً ومستعدا لتقديم المساعدة والمشورة حول هذا الموضوع. 
ألا تخشى من تكرار التجربة الصينية في استزراع الغابات ؟ 
الخطأ الذي وقعت به الحكومة الصينية في تشجير الصحراء كان في اعتمادها على نوع واحد من الأشجار سريع النمو، وهذا ما جعل من الغابة عرضة لأوبئة الأشجار التي سهل انتشارها نوع الأشجار الواحد، مما عاد بنتائج عكسية على المشروع الذي كان يهدف لإيقاف تمدد الصحراء. اما هنا نحن نستخدم مجموعة متنوعة من الأشجار المنتشرة في البيئة الخليجية، وتنوع الأشجار حتى وان كانت بالقرب من بعضها يسهم في القضاء على الأوبئة ومنع انتشارها. 

◆ هل للتشجير أو استزراع الغابات علاقة بالأمن الغذائي ؟ 
■ التشجير يعزز الامن الغذائي. لأن استزراع الغابات يقلل من انبعاثات الكربون ويسحن البيئة ويخصب التربة مما يجعل الرمال تربة زراعية قادرة على اعطاء محاصيل زراعية جيدة، وبالتالي تزيد المساحات الزراعية في المنطقة ويرتفع منسوب الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي لدى الدول. 

◆ ما رأيكم بالاهتمام الخليجي بقضية تغيّر المناخ والاستدامة ؟ 
■ هناك اهتمام ملحوظ في هذه القضية على مستوى الحكومات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولاحظنا الكثير من المبادرات التي تلفت الانتباه مثل المبادرة القطرية لزراعة المليون شجرة والتي اتمتها الجهات المعنية مع انطلاقة بطولة كأس العالم، واعجبنا بإكمال الطموح إلى عشرة ملايين شجرة بحلول عام 2030. كما اعجبت بالمبادرة الذكية للمملكة العربية السعودية وهي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء. فاذا طبقت هذه المبادرات ستكون من انجح واذكى المبادرات التي ستعود بالنفع على البيئة الخليجية والبيئة بالوطن العربي بشكل عام. 

◆ كيف بدأت بالاهتمام البيئي وهل لديك أحلام لتحققها في هذا المجال ؟ 
■ حلمي هو ان نصل إلى الخليج الأخضر.. ببيئة نظيفة وصحية منتجة لمختلف المحاصيل الزراعية وقدوة لكل العالم في امتصاص وعزل الكربون، وبرأيي هو في متناول اليد من خلال استزراع الغابات هو الخطوة الصحيحة نحو تحقيق هذا الحلم لما له من تأثير كبير على تغير المناخ وتمدد التصحر، وتحسين جودة الهواء وتخصيب التربة. 

◆ بالعودة إلى معرض إكسبو كيف كان التفاعل مع محاضرة غابة الكويت ؟ 
■  المميز في معرض إكسبو أن جميع زواره والعاملين به من منظمين وغيرهم أناس مهتمون بالبيئة، لذا نعم كان التفاعل مع المحاضرة كبيرا جداً، ولقد استمتعت بالحضور والمناقشة مع الحضور، وتعد المحاضرة جزءاً من برنامج جناح الكويت بالإكسبو الذي يتضمن فعاليات بيئية عديدة، للتعريف بجهود الكويت في مجال البيئة والاستدامة والبستنة. وكذلك للتعريف ببيئة الكويت الغنية وما تحتويه من نباتات وحياة فطرية وغيرها. 

◆ ما هي أهمية معرض إكسبو الدوحة بالنسبة للبيئة الخليجية ؟ 
■ إن المعرض يأتي في وقت يتباحث فيه المجتمع الدولي السبل المثلى للمحافظة على البيئة، والبحث عن حلول لضمان ولمواجهة العديد من التحديات التي تواجه خطط الاستدامة والتغيّر المناخي، وهنا نجد ان هذه المحاور على رأس أولويات المعرض ما يعطيه أهمية كبيرة بتركه إرثاً بيئياً وحلولاً كبيرة لتنمية البيئة واستدامتها. كما ان التجمع البستاني العالمي والبرامج والحلول التي يطرحونها بالمعرض، بالإضافة إلى الفعاليات ستكون ذات أهمية كبيرة للبيئة من خلال المخرجات التي تنتج عن هذا التنوع الكبير في الأفكار والحلول البيئية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة البيئة الخليجية مكافحة التصحر الخليج الأخضر

إقرأ أيضاً:

من أرض الزيتون إلى الخيام.. حلم مزارعي إدلب بالعودة يتأجل

"يا فرحة ما تمت"، بهذه العبارة يصف الحاج عبد الحميد الفجر حال بلدته الواقعة في ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، بعد عودته إليها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عقب تحريرها.

فرحة الفجر سرعان ما تلاشت بسبب تغيّر معالم بلدته لأن جميع أشجارها اقتلعت ومعظم منازلها هدمت.

كان لدى الفجر 5 آلاف شجرة زيتون، تدر عليه سنويًا أطنانًا من الزيت، يبيعها ويعيش من خيراتها، وما يفيض منها كان يدّخره لشراء أراضٍ جديدة وتوسيع رأس ماله.

وعند عودته، فوجئ بأراضيه وقد تحوّلت إلى أرض جرداء، بعد اقتلاع جميع الأشجار من جذورها على يد عناصر نظام الأسد.

يقول الفجر في حديثه للجزيرة نت: "قريتي حاس لم تسلم فيها شجرة واحدة، علمًا أن عدد أشجار الزيتون فيها يُقدّر بنحو 140 ألف شجرة".

وأوضح أن عملية الاقتلاع لم تقتصر على قريته فقط، بل امتدت لتشمل عشرات القرى والمناطق من ريف إدلب الجنوبي حتى ريف حماة الشمالي وسهل الغاب.

ويشير الفجر إلى أن نحو 90% من السكان يعيشون على الزراعة، خاصة الزيتون والمواسم الصيفية والتين، موضحا أن معظم هذه الأشجار يزيد عمرها عن100 عام، وأن استعادة إنتاجيتها تحتاج إلى أكثر من 15 عامًا، وهو أمر مكلف للغاية.

إعلان كارثة اقتصادية

شكل اقتلاع عشرات آلاف الأشجار المثمرة من جذورها -خصوصًا الزيتون والتين والرمان- ضربة قاصمة للقطاع الزراعي في ريف إدلب الجنوبي، الذي يعتمد في اقتصاده على الزراعة البعلية كمصدر رئيسي للدخل والغذاء.

تقدّر خسائر المزارعين في قرى جبالا وكفرنبل وحدها باقتلاع نحو 200 ألف شجرة زيتون (الجزيرة)

وكانت هذه الأشجار تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي، وتوفّر دخلًا مستقرًا نسبيًا للأهالي رغم ظروف الحرب. ومع تدمير هذا الغطاء النباتي، فقدَ الأهالي مصدر رزقهم الرئيسي، مما تسبب في ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

مأساة

يؤكد ياسر المحمود، وهو مزارع يعمل في شراء وبيع الأراضي الزراعية، أن عدد السكان المتضررين من عمليات القلع الممنهج يتراوح بين نصف مليون إلى مليون نسمة.

ويُقدّر عدد الأشجار التي اقتلعت من جذورها بمئات الآلاف، بينما قطعت ملايين الأشجار جزئيًا.

ويقول المحمود: "منطقة بين جبالا وكفرنبل وحدها اُقتلع منها نحو 200 ألف شجرة زيتون، علمًا أن 90% من سكان هذه القرى يعتمدون على الزراعة وبيع المحاصيل لتأمين قوتهم طوال العام".

ويضيف أن هذه الأراضي الممتدة من ريف إدلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشرقي وريف حماة الشمالي وسهل الغاب، كانت تدر في مواسم عشرات ملايين الدولارات سنويًا من منتجات الزيت والتين والفستق الحلبي، وتصدر إلى خارج سوريا.

ويؤكد محمود أن فقدان هذه الأشجار المعمّرة لا يمكن تعويضه سريعًا، إذ تحتاج الأشجار الجديدة سنوات حتى تبدأ بالإنتاج، ويقول إن الاقتلاع أدّى إلى تآكل التربة وزيادة هشاشتها أمام عوامل التعرية، مما أثر سلبًا على جودة الأراضي الزراعية وأضعف إنتاجية المحاصيل الموسمية الأخرى.

%90 من سكان ريف إدلب الجنوبي يعتمدون على الزراعة مصدرا رئيسيا للعيش (الجزيرة) النزوح من الأرض إلى الخيام

دفعت هذه الأوضاع كثيرًا من المزارعين إلى هجر أراضيهم أو تغيير أنماط الزراعة إلى محاصيل سريعة النمو لكنها أقل مردودية.

وفي ظل تدمير منازلهم، لجأ كثير منهم إلى الإقامة في الخيام، محاولين التكيف مع الواقع الجديد، مما ساهم في تراجع التنوع الزراعي التقليدي في المنطقة.

من جانبه، تحدث محمد الحمادو من مدينة خان شيخون، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، عن معاناته: "فقدت حقلي الذي يحتوي على نحو ألف شجرة فستق حلبي، قبل أسبوع فقط من تحرير المدينة، بعد أن فقد الضباط الأمل في استثمار الأرض من جديد".

إعلان

ويضيف الحمادو في حديثه للجزيرة نت، أن هناك ورشات يجلبها متعهدون يتفقون مع الضباط على قطع الأشجار وبيعها في الأسواق بأسعار زهيدة، ثم تُتقاسم العائدات بين المتعهد والضابط المسؤول عن المنطقة.

ويضيف: "خسائر المزارعين لا تُقدّر بثمن، وما جرى يُعد إبادة ممنهجة للأشجار من جيش النظام السابق، وربما لن تُعوض إلا بعد مرور أجيال، خصوصًا وأن المزارعين لا يزالون في حيرة من أمرهم بشأن نوع الزراعة المناسب لأراضيهم بعد فقدان غطائها النباتي".

مطالبات بالعدالة والمحاسبة

وطالب السكان والمزارعون الحكومة السورية الجديدة بملاحقة المتعهدين والضباط والورشات التي شاركت في عمليات التدمير، ومحاسبتهم قانونيًا والحصول على تعويضات ضمن مسار العدالة الانتقالية المنتظرة.

ويقول الحقوقي السوري أحمد الأيمن: "من المفترض أن تشكل الحكومة محاكم خاصة لاستقبال دعاوى المتضررين، وخصوصًا أصحاب الأراضي، وملاحقة كل من شارك في عمليات القطع والبيع، وسجنهم وتغريمهم مقابل ما اقترفوه بحق السكان".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت، أن مسار العدالة الانتقالية يجب أن ينطلق بأسرع وقت، لأن التأخر فيه قد يفتح أبوابًا للانتقام الشخصي، مما يهدد السلم الأهلي الذي تسعى الحكومة إلى الحفاظ عليه.

ويبقى المزارعون في ريف إدلب الجنوبي بانتظار تحرك فعلي من الجهات المعنية، لوقف نزْف الأرض وتعويض المتضررين، في وقت لا تزال فيه آثار الحرب تلاحقهم حتى في أرزاقهم، وتعيق حلم العودة الكاملة إلى حياتهم الزراعية التي عرفوها سنوات.

مقالات مشابهة

  • عرض فيلم مشروع x لـ كريم عبد العزيز فى الخليج
  • كيف تغير الأقمار الصناعية طريقة رصد الغابات؟
  • من أرض الزيتون إلى الخيام.. حلم مزارعي إدلب بالعودة يتأجل
  • قرعة كأس العرب لكرة اليد تضع المنتخب السعودي في المجموعة الثانية
  • اليوم.. قرعة كأس العرب لكرة اليد بالكويت بمشاركة 9 منتخبات
  • وزارة البيئة: حملة تنظيف بمحمية الجزر الشمالية لحماية البحر الأحمر
  • الخليج بطل الدوري الممتاز لكرة اليد للكبار للمرة الثالثة على التوالي والـ12 تاريخيًا
  • عرض فيلم مشروع x لـ كريم عبد العزيز فى الخليج .. 5 يونيو
  • الخليج بطلًا لممتاز كبار اليد للمرة الثالثة على التوالي والـ12 تاريخيًا
  • مؤسس أمهات مصر تهنئ الرئيس والشعب المصري بذكري تحرير سيناء