حقيقة كما قال ياسر العطا لقد صبر الشعب السوداني على الجيش كثيرا
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
كلنا نعرف أن حرب 15 أبريل لم تبدأ فجأة وكل المؤشرات كانت تدل على وقوع حرب. عندما يقول مساعد القائد العام أن تعداد الجيش في الخرطوم صبيحة الحرب كان 37 ألفاً مقابل أكثر من 150 ألف من قوات الدعم السريع فماذا يعني ذلك؟
وفي اليوم الأول للحرب سقطت فرقة كاملة في الباقير بكل أسحلتها ودباباتها واختفت من الوجود، كانت من ضمن هذا العدد.
السؤال، هل هذه استراتيجية؟ استهتار؟ ثقة زائدة؟ هذا هو وضع الجيش؟ أم ماذا؟
كلام ياسر العطا لا يوحي بأن هناك خطة عسكرية اقتضت عدم حشد قوات كبيرة في الخرطوم. على الرغم من هذا قد يكون أكثر تفسير مقبول، وذلك باعتبار قرار الجيش بعدم خوض حرب برية مفتوحة في شوارع العاصمة وسط المدنيين لأنها ستكون معركة بلا أي جدوى عسكرية وستسبب خسائر هائلة وسط المدنيين علاوة على ذلك.
سيكون أكثر إقناعاً لو أن الجيش قرر أن خطته دفاعية من البداية وبالتالي لا توجد حاجة لحشد قوات كبيرة في العاصمة. أما أن يكون الجيش قد تفاجأ بالحرب وبعدم تكافؤ القوة بهذا الشكل، فهذه فضيحة وجريمة في نفس الوقت، ويجب أن يُحاسب عليها قادة الجيش، مع كامل التقدير والامتنان لثبات واستبسال جنود وضباط الجيش وعشرات الشهداء الذين لولا بطولاتهم التي كانت عصية على الحساب والتوقع بالنسبة للعدو وكانت خارج كل الحسابات كلياً كونها عوامل ذاتية محضة لكنا الآن تحت سلطة آل دقلو وحلفاءهم وأسيادهم.
حقيقة كما قال ياسر العطا لقد صبر الشعب السوداني على الجيش كثيرا وأكثر من اللازم. والكشف عن كل الحقائق فيما يتعلق بوضع الجيش قبل وأثناء الحرب وتحديد المسؤليات ومحاسبة المسؤلين عن أي تقصير أو خلل هو أقل ما يقدمه الجيش للشعب السوداني، لا أن تتم مكافأة الشعب السوداني بتتويج القادة المسؤلين عن هذا الوضع كأبطال.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يواصل تقدمه في ولاية الجزيرة والدعم السريع يرد بالمسيرات
واصل الجيش السُّوداني، الأحد، تقدمه بولاية الجزيرة وسط البلاد حيث سيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق الولاية بما في ذلك مواقع متاخمة للعاصمة الخرطوم.
والسبت، استأنف الجيش ومسانديه العمليات العسكرية بولاية الجزيرة حيث سيطر على مدن رفاعة وتمبول والقرى المحيطة بالمنطقتين من الجهة الشرقية، كما سيطر على محلية الحيصاحيصا شمال الجزيرة والتقدم حتى تخوم محلية الكاملين.
وأعلن قائد قوات درع السُّودان أبوعاقلة كيكل إن "الجيش سيطر على منطقة ود راوة، والنابتي وأنه عازم على التقدم نحو العاصمة الخرطوم".
وقال القائد الميداني العقيد العبادي الطاهر في مقطع فيديو بثه الجيش السوداني عبر حسابه على "فيسبوك": "اليوم تمكنت قواتنا وقوات درع السودان بقيادة أبوعاقلة كيكل من تحرير مدينتي رفاعة والحصاحيصا".
وأفاد الجيش في بيان بأن "قوات الجيش، وقوة درع السودان بقيادة أبوعاقلة كيكل يتقدمون في محاور الحصاحيصا ورفاعة، ويكبدون مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة ويطاردون فلول العدو الهاربة".
وبذلك يبسط الجيش السوداني سيطرته على الحصاحيصا ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة التي تبعد 55 كيلومترا عن ود مدني عاصمة الولاية، ومدينة رفاعة التي تعد أكبر مدن شرق ولاية الجزيرة.
وفي 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش السوداني دخول مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات "الدعم السريع".
وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، تجددت الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في ولاية الجزيرة، وذلك عقب انشقاق أبو عاقلة كيكل، الذي ينحدر من الولاية، عن قوات "الدعم السريع" وإعلانه الانضمام إلى الجيش.
وحاليا، انحصرت سيطرة "الدعم السريع" على الأجزاء الشمالية من ولاية الجزيرة والمتاخمة لها، والشمالية الغربية المتاخمة مع ولاية النيل الأبيض.
فيما يسيطر الجيش على أجزاء واسعة بولاية الجزيرة بينها مدن ود مدني والمناقل وأم القرى والمناطق المحيطة بهما، الممتدة جنوبا حتى حدود ولاية سنار (جنوب شرق الجزيرة)، وشرقا حتى حدود ولاية القضارف، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
من جهة أخرى هاجمت قوات الدعم السريع بعدد من المسيرات الانتحارية، فجر الأحد، مدينة تَنْدَلتي غربي ولاية النيل الأبيض، بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان للمدينة، بحسب قناة الجزيرة.
وقالت القناة إن الدفاعات الجوية للجيش السوداني في المدينة تصدت للمسيرات، في عدد من المواقع بسماء المدينة.
ويأتي استهداف قوات الدعم السريع للمدينة بالمسيرات، بعد ساعات من زيارة قام بها البرهان للمدينة، وشملت زيارته، أيضا، مدينة أُم رُوابة المجاورة، التي أعلن الجيش سيطرته عليها من الدعم السريع، الجمعة.
الاتحاد الأفريقي يعقد قمة استثنائية بشأن السودان
قالت قناة الجزيرة إن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي سيعقد قمة استثنائية في منتصف شباط/ فبراير الجاري بشأن السودان.
وأوضح المصدر أن القمة -التي ستعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات- تهدف إلى تقييم الوضع الراهن في السودان، وبحث التطورات المتسارعة، ووضع خارطة طريق لتحقيق وقف إطلاق النار.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما استهداف مدنيين، وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.