أمريكا وتطويع مفهوم الإرهاب لحماية مصالحها
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية مصطلح الإرهاب للدفاع عن مصالحها، وتلصق هذه التهمة بالأشخاص أو الجماعات، أو حتى الدول التي تقف أمام هيمنتها، أو لا تتفق مع سياستها الرعناء.
مصطلح الإرهاب مطاطي، استخدمته أمريكا وسخرته لتمرير أكثر سياساتها ظلماً وقذارة، لا يمكن للمرء إلا أن يقف في حالة ذهول أمام هكذا سياسة اتخذت من الإرهاب أداة طيعة لحماية مصالحها.
آخر التقليعات الأمريكية هو تصنيف مكون أنصار الله في الجمهورية اليمنية إرهابياً، والسبب وقوفه المشرّف مع الشعب الفلسطيني الذي تُمارس ضده أبشع أنواع الإرهاب؛ إرهاب الدولة المنظم من قِبل العدو الصهيوني، وحاميه أمريكا.
كيف نفهم القرار الأمريكي الجائر والبعيد كل البُعد عن جادة الصواب.. من هو الإرهابي الحقيقي الذي تنطبق عليه مواصفات الإرهاب؟ أليس هو المحتل الصهيوني، الذي جاء من أصقاع العالم إلى أرض فلسطين محتلاً لها وقاتلاً لأبنائها؟ جاء إلى فلسطين بقرار بريطاني ودعم أمريكي، ويمارس اليوم القوة المفرطة، وينفذ عملية إبادة جماعية للسكان الأصليين في فلسطين المحتلة.
لقد رفض العالم أجمع السياسية الاستعمارية الصهيونية – الأمريكية – البريطانية في فلسطين المحتلة.. كل من ينتمي للإنسانية والبشرية على سطح الأرض أدان واستنكر بشدة المذابح التي ترتكبها العصابات الصهيونية بالسلاح الأمريكي والغربي ضد الفلسطينيين العُزل الذين يدافعون عن أرضهم بأيديهم.
قرار تصنيف أنصار الله “منظمة إرهابية” قرار لا معنى له، وفارغ محتواه، ولن يكون له أي تأثير يُذكر على الموقف الشجاع للجمهورية اليمنية، الداعم لحركة حماس في حربها المشروعة ضد المحتل الصهيوني، المتمثل بإغلاق حركة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب أمام السفن الصهيونية وكافة السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، ودون ذلك حركة الملاحة تسير بشكلها الطبيعي، والمسؤولية تتحمّلها أمريكا وبريطانيا عن ما يترتب على عسكرة البحر الأحمر من خسائر لقناة السويس، والمصالح التجارية، وحركة الملاحة، وارتفاع رسوم التأمين البحري.
الشيء المؤكد أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل قد أصبحت خطراً على استقرار شعوب، وأنظمة الشرق الأوسط، والعديد من مناطق العالم.
– وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
منير أديب يكتب: عندما تغيب أمريكا عن دورها في مواجهة الإرهاب؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
السؤال الذي يطرحه هذا المقال ليس للاستفسار ولكنه للاستنكار، فالولايات المتحدة الأمريكية غابت في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترمب، عن القيام بدورها في مواجهة الإرهاب المعولم أو العابر للحدود والقارات.
والحقيقة التي نشهدها منذ وصول الرئيس الأمريكي منذ أيام للبيت البيضاوي، أنه أصدر قرارات من شأنها اشعال فتيل الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط ودعم جماعات العنف والتطرف والتمرد.
من الأمثلة على ذلك دعوة ترمب إلى تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضة، ليس هذا فحسب ولكن أنّ يتم التهجير على حساب أمن الدول المجاورة، وللمناسبة هو يرى أنّ هذا التهجير لابد أنّ يكون دائمًا ومستمرًا، وهنا يُعطي مساحة أكبر لما يمكن أنّ نسميه بالإرهاب الإسرائيلي.
ومتوقع أنّ تخرج القوات الأمريكية من سوريا، وهو ما يٌساعد داعش في الظهور من جديد، ويبدو أنه لا يرى فرقًا كبيرًا ما بين هيئة تحرير الشام وباقي التنظيمات الإسلاموية الراديكالية ومنها داعش!
صحيح أنه رد على سؤال يتعلق ببقاء القوات الأمريكية من عدمه، يحتمل الوجهين كعادته قائلُا: الولايات المتحدة الأمريكية ليست منخرطه الآن في سوريا! ولكن المؤشرات كلها تذهب في اتجاه عودة داعش.
هذه العودة مرتبطة بصورتين الأولى، أنّ هناك بيئة حاضنة للتنظيمات المتطرفة في الداخل السوري بعد سيطرة الفصائل المسلحة على الحكم، والثانية ترتبط بإحتمالات كثيرة لها علاقة بهروب سجناء داعش من السجون التي تُسيطر عليها قوات شمال شرق سوريا والمعروفة بـ"قسد"، وما يُعزز هذا الاحتمال هو رحيل القوات الأمريكية المتوقع من سوريا.
تهجير الفلسطينين من أرضهم بمثابة إرهاب تمارسة إدارة ترمب، فكيف يتم تهجير شعب من أرضه؟ قرارات لا تتسق مع القانون الدولي والإنساني، الموقف الأمريكي يُعزز الإرهاب في المنطقة، ونحن هنا نفرق بين سلوك حركات المقاومة ورفض الشعب الفلسطيني وما بين سلوك جماعات التطرف، فالأولى من حقها أنّ ترفض القرار بأي صورة تراها، أما الثانية فليس من حقها أنّ تقتل على الهوية لمجرد الخلاف السياسي أو التوجه الأيديولوجي.
وهنا تخلق واشنطن بيئة العنف الجديدة، أو على الأقل توفر عوامل ظهورها، وهنا تخلّت عن دورها في مواجهة الإرهاب حتى قامت بخلق بيئة الإرهاب من خلال قرارات ضد القانون والإنسان والحق.
حالة الشد والجذب التي خلقتها واشنطن سوف تُعيد صورة أمريكا القديمة في العقل العربي أنها رأس الشيطان بعد سياسات خرقاء، وهو ما اضطرها في النهاية لإنشاء عدد من الفضائيات بهدف غسل سمعتها، كأنّ أنشأت شاشة الحرة العراق كي تُخاطب منها الشعب العراقي فقط، بعد احتلال دام لسنوات طويلة.
وقبل هذا وذاك أنشأت قناة الحرة في 14 فبراير من العام 2004 ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تبث بلغتين الإنجليزية والعربية، وتمولها الحكومة الأمريكية، هدفها الترويج للمواقف الأمريكية في أكثر من 22 بلد عبر الشرق الأوسط.
دونالد ترامب سوف يُعيد تجربة أمريكا السابقه عندما احتلت عدد من البلدان مثل، أفغانستان في العام 2001 والعراق في العام 2003 ومشاركتها بقوات وقواعد عسكرية في عدد كبير من البلدان العربية وغير العربية، التوجه الأمريكي الحالي هدفه اشعال الحروب وليس اخمادها كما يُروج الرئيس الأمريكي.
ولذلك نتوقع أنّ تعود تنظيمات العنف والتطرف مرة أخرى بواجهة أكثر شراسة مما كانت عليه، بسبب الظروف التي توفرها واشنطن لهذه التنظيمات، سواء كانت تفعل ذلك بقصد أو بدون قصد، فعشوائية ترامب الأخيرة وإصراره على قرارات ضد الشرعيّة والإنسان والقانون الدولي سوف يُدعم هذا التوجه.
تقديري الخاص أنّ واشنطن تقوم بخلق بيئة التطرف دون قصد، وهذا لا يُعفيها عن الاستعانة بهذه التنظيمات في تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط، ومن قبل في أفغانستان على خلفية الحرب الأفغانية في العام 1979 والذي أدى إلى إنتاج تنظيم قاعدة الجهاد، ومن رحمه خرج تنظيم داعش.
على كل الأحوال واشنطن أمامها فرصه كبيرة حتى تُصوب مواقفها وقراراتها، وألا تقف أمام حقوق الشعب الفلسطيني وأنّ تتورع عن دعم إسرائيل بالصورة التي أدت إلى قتل وتشريد الفلسطينين والقضاء على قطاع غزة بصورة تامة.
هذه الفرصه لن تنتظرها كثيرًا، حتى لا تكون هناك قاعدة أخرى يكون هدفها الأول هو ضرب المصالح الأمريكية في العالم، لا نتمنى أنّ يقتل بريء أمريكي واحد ولا ندعم سلوك الجماعات المتطرفة، ولكننا نُريد أنّ نقول لواشنطن عليك أنّ تنتبه لخطر الإرهاب القادم من بعيد.