يمانيون – متابعات
نشر موقع “ذا إنترسبت” تقريرًا جاء فيه أنّ: “جماعة أنصار الله اليمنية تجرّ الولايات المتحدة إلى سلسلة من الضربات الجوية في محاولة فاشلة للردع”.

كما تحدّث الموقع عن معطيات أفادت أن أنصار الله تحركت بجرأة أكبر بعدما بادرت الولايات المتحدة إلى العمل العسكري ضد أهداف في اليمن.

وتابع الموقع أن: “أنصار الله على ما يبدو وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مسار جيوسياسي مسدود”، كما رجّح أن يزداد تعطيل حركة السفن نتيجة تصعيد الضربات ضد الجماعة، محذرًا من أن ذلك ربما سيحمل معه تداعيات تتناقض والحدّ من التداعيات الاقتصادية ويهدّد باندلاع حرب إقليمية.

كذلك أضاف الموقع أن: “التفاوض مع مطالب جماعة مسلحة من دولة هي من الأفقر في العالم أو الرضوخ أمام هذه المطالب، إنما سيعدّه الكثيرون استسلامًا أمريكيًا، الأمر الذي من شأنه تعزيز شعبية أنصار الله أكثر فأكثر”؛ بحسب تعبيره

شدّد الموقع على أنّ أنصار الله لا تبدو في وارد التراجع، حتى وإن كان يعني ذلك حربًا على نطاق أوسع، كما أردف أنّه: “ومع عدم تراجع أنصار الله، تبنّت وزارة الخارجية الأمريكية مقاربة مختلفة، فقد صنّفت الجماعة بالكيان الإرهابي العالمي المصنف تصنيفًا خاصًا (Specially Designated Global Terrorist Group)”، منبّهًا إلى أن ذلك هو تراجع جزئي عن القرار الذي اتخذ في العام ٢٠٢١ بحذف اسم الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية (Foreign Terrorist Organisation List)”.

كذلك أوضح الموقع أنّ: “التصنيف الجديد يفرض العقوبات السياسية والاقتصادية على أنصار الله، لكنه يتجنّب الإجراءات الأشد التي تُفرض عند إدراج الجهات في لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وأشار إلى أن :”المجموعات الإنسانية تقول إن الإجراءات الأكثر تشددًا ستعرقل إرسال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها أنصار الله في اليمن”.

كما لفت الموقع إلى أن أنصار الله استهدفت حاملة طائرات أمريكية بعد ساعتين من إعادة إدراجها منظمةً إرهابيةً، وإلى أن الولايات المتحدة بدورها ردّت بجولة أخرى من الضربات. كذلك قال الموقع :”إن أنصار الله تعلمت كيف ترد على جيوش أكثر قوة بكثير بعد التجارب التي خاضتها على مدار أعوام من “الحرب الأهلية” والتدخلات الخارجية”، بحسب توصيفها، مضيفًا أن: “الجماعة اكتسبت خبرة يبدو أنها تترجمها إلى فعل ضد الولايات المتحدة”.

كما أردف الموقع بأنّ ما سمّاه “الحرب الأهلية” قد :”تحولت إلى ميدان تدريب حيث تعلمت أنصار الله كيف تتفوق على الأسلحة الأميركية، وخاصة القوة الجوية التي تُستخدم حاليًا في البحر الأحمر”، وأشار إلى أن أنصار الله تستخدم الصواريخ المضادة للسفن غير المكلفة والزوارق الصغيرة من أجل مهاجمة السفن، كذلك أردف أن: “الجماعة تستفيد من تفوق القوات المتحركة التي تزيد من الأثمان وتقوّض فاعلية هجمات الأعداء التي تشن من الجو”.

وتابع الموقع أن: “أنصار الله لا تميز نفسها مُناصرًا للقضية الفلسطينية فحسب، بل هي: “تعيد تأهيل” سمعتها في الداخل”، كما رجّح أن تزداد وتيرة الغضب حيال الولايات المتحدة في المنطقة، وذلك لأنّ إدارة بايدن كما يبدو تضع الاقتصاد العالمي أولوية مقابل حياة الفلسطينيين من خلال استهدافها أنصار الله”.

وختم الموقع مقاله: “إن الضربات الجوية الأمريكية على ما يبدو تعزز مكانة أنصار الله السياسية في الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أنه- وبحسب الخبراء- لا توجد خيارات جيدة لإدارة بايدن.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله الموقع أن التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

“الهزيمة الاستراتيجية” أمام اليمن تحاصرُ البيت الأبيض.. إدارة “ترامب” تواجهُ أفقًا مسدودًا

يمانيون – متابعات
مع قُرْبِ رَحيلِ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من البيت الأبيض، تزايدت بقصدٍ وبدون قصد، أصداءُ الهزيمة التأريخيةِ التي مُنِيَتْ بها الولاياتُ المتحدةُ أمام اليمن.

فإلى جانب الاعترافات المتواصلة على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي، بدأت العديدُ من مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الأمريكية بتحميل الإدارة الراحلة مسؤولية الهزيمة، محاولة حصر الأسباب على الجانب السياسي فقط، لكن توصياتها للإدارة الجديدة كشفت أن المشكلة أكبرُ، حَيثُ لم تقدم تلك التوصيات أيةَ خيارات جديدة فعَّالة ومضمونة لتغيير واقع الفشل؛ وهو ما أكّـد بشكلٍ أكبرَ أن إدارة ترامب لن تواجِهَ أُفُقًا أقلَّ انسدادًا من ذلك الذي واجهته سابقاتها؛ الأمر الذي يؤكّـد أن الهزيمة استراتيجية ولا يمكن تجاوزها.

في تقرير جديد نُشِرَ مطلعَ هذا الأسبوع، اتهم موقعُ “ريل كلير ديفينس” الأمريكي المتخصص بالشؤون الدفاعية، إدارة بايدن بأنها “تفتقرُ إلى الوضوح الاستراتيجي” في مواجهة اليمن، معتبِرًا أن فشل الولايات المتحدة في وقف الهجمات البحرية اليمنية المساندة لغزة يعودُ إلى عدم وجود سياسة واضحة.

مع ذلك، فقد ناقض التقرير نفسه عندما استعرض مظاهرَ الفشل، ومنها أن “ثمنَ القوات والتقنيات الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر -مثل الصواريخ الاعتراضية وطائرات (إم كيو-9 ريبر) بدون طيار والقنابل الموجهة بدقةٍ- يفوق إلى حَــدٍّ كبيرٍ التكلفةَ المنخفضة نسبيًّا لطائرات الحوثيين بدون طيار” حسب توصيفه، وأن “واشنطن تخسر عشرات الملايين من الدولارات مع كُـلّ طائرة (ريبر) يتم إسقاطها، في حين تظل خسائرُ الحوثيين ضئيلةً، وتستمرُّ السفنُ التجارية في مواجَهة التهديدات”.

هذه المظاهر لا تعبِّر عن غياب سياسة واضحة -كما ادعى التقرير- بل عن مأزِقٍ عملياتي ميداني واضح، لا يمكن تجاوزه؛ فحتى “السياسة الهجومية” التي اقترح التقرير أن تتبعَها الإدارة الجديدة لن تستطيعَ أن تلتفَّ على التكاليف العالية، بل إن تلك التكاليف ستزيد في حالة “شن هجوم أوسعَ على مراكز القيادة والسيطرة” كما يقترح التقرير، ولن تكون النتيجة مختلفة كَثيرًا من حَيثُ التأثير؛ لأَنَّ العديد من المسؤولين العسكريين قد أكّـدوا أكثر من مرة أن الولايات المتحدة تعيشُ حالةً من العمى الاستخباراتي فيما يتعلق بالأهداف في اليمن، وقد صرَّحَ قائدُ الأسطول الأمريكي الخامس، جورج ويكوف، في أغسطُس الماضي بأنَّ “من الصعب للغاية العثورَ على مركز ثقل مركَزي واستخدامه كنقطة ردع محتملة”.

لقد اتخذت إدارةُ بايدن بالفعل الخيارَ العدواني (الهجومي بحسب وصف التقرير) لكن أُفُقَه العملياتي كان مسدودًا؛ ليسَ بسَببِ “تردّد” هذه الإدارة، بل لأَنَّ واقع المعركة كان عصيًّا على “استراتيجية الردع الأمريكية الكلاسيكية” بحسب تعبير ويكوف أَيْـضًا، وهذا ما تؤكّـده أَيْـضًا الاقتراحاتُ والتوصيات الأُخرى المقدمة للإدارة الأمريكية الجديدة بشأن التعامُلِ مع الجبهة اليمنية، والتي تتضمن توسيعَ الجهود الأمريكية لتشمَلَ مواجهةَ كُـلٍّ من إيران والصين وروسيا؛ بناءً على دعايات وجود دعم من هذه الجهات لليمن، وهي توصية مثيرة للسخرية وغير واقعية؛ فالمأزق العملياتي التي تواجهه واشنطن في البحر الأحمر في مواجهة اليمن فقط لن يصبح أقلَّ صعوبة عندما تستفز الولايات المتحدة ثلاث دول إضافية تمتلك الكثيرَ من القدرات المتطورة وأدوات الضغط والرد، وأصبح لديها الآن رؤيةٌ واضحة حول نقاط ضعف البحرية الأمريكية.

وينطبق الأمر نفسُه على التوصيات التي قدمها تقرير (ريل كلير ديفينس) للإدارة الجديدة، وهي توصيات قدمتها تقاريرُ نشرتها جهاتٌ أُخرى مثل (معهد دراسات الحرب) الأمريكي ومجلة (ناشيونال ريفيو) وغيرها، والتي تحدثت عن ضرورة استخدامِ ورقة “آلية التحقُّق والتفتيش الأممية” لتشديد الحصار على اليمن، وفرض عقوبات اقتصادية صارمةٍ على الشعب اليمني من خلال تصنيف “المنظمة الإرهابية الأجنبية” ودعم “الجماعات المسلحة في اليمن” وإزالة البنوكِ العاملة في المناطق الحرة من نظام (سويفت).. فقد واجهت إدارةُ بايدن كُـلَّ هذه الخيارات ودرستها جيِّدًا، ولم تكن المشكلة في أنها تردّدت في اتِّخاذها، بل في أن هذه الخيارات لن تغيِّرَ واقعَ الهزيمة ولن تخفِّضَ تكلفة المأزق الأمريكي، وقد حاول البيتُ الأبيض بالفعل دفع المرتزِقة ودولَ العدوان لتحريك الجبهات والتصعيد الاقتصادي ضد البنوك؛ لأَنَّ حزمَ القيادة اليمنية والاستعداد المسبق للتعامل مع أية خطوات عدوانية بصرامة هو من أفشل هذه المحاولاتِ وليس “تقاعس” إدارة بايدن كما تروِّجُ هذه التقارير.

وقد أكّـد (معهد دراسات الحرب) الأمريكي ذلك، حَيثُ ذكر في تقريرٍ نشره هذا الأسبوع أن كُـلَّ هذه الخيارات “تنطوي وبشكل مؤكَّـد على مخاطِرَ كبيرة” وهو ما يعني بوضوح أن الإقدامَ عليها سيكون مغامرة غير مضمونة وأن الأفق سيكون مفتوحًا على نتائجَ عكسيةٍ تكرِّسُ واقعَ الهزيمة الأمريكية، في الوقت الذي سيبقى فيه هدفُ ردع اليمن صعبَ التحقّق كما هو؛ فخيارات العدوان والواسع والحصار المشدّد قد جُرِّبت بالفعل منذ 2015 وفشلت.

هذا ما تؤكّـده أَيْـضًا طبيعة وقائع الهزيمة الأمريكية أمام اليمن، فبحسب المعهد الأمريكي أصبح اليمن يشكل “تهديدًا استراتيجيًّا له تداعياتٌ عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها” وأصبحت القوات المسلحة اليمنية تمتلك “قدرًا هائلًا من البيانات والدروس حول كيفية استجابة دفاعات الولايات المتحدة والحلفاء للهجمات الصاروخية والجوية، وهي بيانات يمكن استخدامُها لتحسين فعاليةِ السفن الحربية الأمريكية والمنشآت البرية في المستقبل” بل ويمكن مشاركةُ هذه البيانات والدروس مع خصومِ الولايات المتحدة، بحسب ما يحذّر المعهد، وبالتالي فَــإنَّ المشكلة التي تواجهها واشنطن أكبرُ بكثير من أن يتم حلها بالاندفاع إلى تصعيد عسكري أوسعَ لن تكون أدواته مختلفة كَثيرًا عن التصعيد القائم.

ويناقض المعهد الأمريكي نفسَه أَيْـضًا وبوضوح عندما يتحدث عن ضرورة التوجّـه نحو تصعيد أكبر ضد اليمن، وفي الوقت نفسه ينتقد تحول البحر الأحمر إلى أولوية لدى الولايات المتحدة بدلًا عن منطقة غرب المحيط الهادئ، حَيثُ يقول إن هذا التحول “يتسبب في حرمان الولايات المتحدة من الموارد في منطقة المحيطَينِ الهندي والهادئ، في حين تقول استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022م: إن الصين تشكل التحدي الأكثر شمولًا وخطورةً على الأمن القومي الأمريكي”، فخيار التصعيد الذي يقترحُه المعهدُ على الإدارة الأمريكية الجديدة، لن يحل هذه المشكلة بل سيفاقهما بشكل أكبر؛ فإذا كانت خياراتُ التصعيد المقترحة نفسها تنطوي على “مخاطرَ كبيرة” بحسب المعهد، فَــإنَّ هدف “الحسم السريع” لا يمكنُ ضمانَه بأي حال، وَإذَا تورطت الولايات المتحدة في معركة أطولَ ضد اليمن فَــإنَّ جميع التداعيات التي يتم انتقاد إدارة بايدن عليها ستتفاقم بشكل أكبرَ بكثير، بما في ذلك استنزاف الموارد لمواجهة بقية التهديدات.

ووفقًا لكل ما سبق، فَــإنَّ الحديثَ عن ضرورة تبنِّي الإدارة الأمريكية القادمة “سياسةً هجوميةً” ضد اليمن، لا يعدو عن كونه محاولةً لتسييس واقع الهزيمة المدوية في البحر الأحمر وجعلها محصورةً على إدارة بايدن فقط، بينما يؤكّـد الواقعُ والاعترافاتُ العسكرية أن تلك الهزيمة قد لحقت بنظامِ الهيمنة الأمريكي نفسه وبأدواته الأَسَاسية وأن اختلاف الإدارات لن يغيِّرَ هذه الحقيقةَ.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: الولايات المتحدة تضغط بكل ما بوسعها للتوصل لحل في لبنان
  • واشنطن تعلن أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار “قريبا”
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط
  • بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة “ملعونة” إلى البرازيل (صور)
  • الموقع الإلكتروني لـ “برنامج التوائم الملتصقة”.. تصميم عصري وعرض تفاعلي
  • “الآثار السورية” توضح حقيقة اكتشاف نصوص لنقوش أبجدية أقدم من مثيلتها في أوغاريت
  • ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
  • “الهزيمة الاستراتيجية” أمام اليمن تحاصرُ البيت الأبيض.. إدارة “ترامب” تواجهُ أفقًا مسدودًا
  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • أوروبا تهدد واشنطن في حال عودة ترامب لـ “حرب الجمارك”