دعت الولايات المتحدة الاثنين إسرائيل إلى إجراء "تحقيق عاجل" في ملابسات مقتل شاب أميركي فلسطيني (17 عاما)، قضى الجمعة بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحفيين "نواصل التعاون الوثيق مع الحكومة الإسرائيلية بهدف الحصول على أكبر قدر من المعلومات، وقد طلبنا فتح تحقيق عاجل لتوضيح ظروف مقتله وتحديد المسؤوليات".

وقتل توفيق عبد الجبار عجاق (17 عاما) الجمعة بنيران إسرائيلية في المزرعة الشرقية بشرق رام الله في الضفة الغربية، بحسب وكالة وفا الفلسطينية الرسمية وأفراد من عائلة الشاب.

وتم تشييعه السبت.

واكد المتحدث أنه "صدم" لمقتل الشاب الفلسطيني الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، مكررا دعوته إلى احتواء التصعيد.

وأضاف باتيل "كنا واضحين في شأن التصعيد المأسوي للعنف في الضفة الغربية، وندعو جميع الأطراف إلى تفادي التصعيد".

وأوضح أن مكتب الشؤون الفلسطينية وسفارة الولايات المتحدة في القدس كانا على اتصال بأسرة الشاب الضحية.

وردا على سؤال لفرانس برس، تحدث الجيش الإسرائيلي عن "شرطي لم يكن في الخدمة وعن مدني أطلقا النار في اتجاه فلسطيني يشتبه بأنه كان يرشق الحجارة".

واوضح الجيش أن "جنديا كان موجودا في المنطقة" وأن "تأكيد إطلاقه النار على الفلسطيني هو قيد التحقق".

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في أعمال العنف بمستوى لم يسبق له مثيل منذ نحو عقدين. 

وتفيد السلطة الفلسطينية أن الجيش والمستوطنين قتلوا منذ 7 أكتوبر ما لا يقل عن 364 فلسطينيا في الضفة الغربية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

صبي فلسطيني يعلن: أريد أن أستشهد

ترجمة: أحمد شافعي -

يطلق السكان هنا اسم «غزة الصغيرة» على منطقتهم التي تهدمت مبانيها ودمرت طرقها ونزحت عنها عائلاتها، وامتلأت أزقتها بالفقد والحزن والخوف من القناصة، وليست المنطقة بغزة على الإطلاق، إنما هي مخيم لاجئي طولكرم في الضفة الغربية.

فدونما إثارة للكثير من الاهتمام أو الاعتراض، يتزايد استعمال إسرائيل لأدواتها الحربية المألوفة في غزة -من دبابات وغارات جوية وهدم هائل وتشريد- هنا في الضفة الغربية، وهذا ما تطلق عليه جماعات حقوقية من قبيل بيتسليم مصطلح «غزونة» الضفة الغربية.

وحجر الزاوية في هذه الغزونة هو موجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في يناير في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية التي أرغمت أربعين ألفا من أهل المنطقة على ترك بيوتهم. ويقول مؤرخون إن هذا هو أعلى رقم من المدنيين المشردين في الأراضي منذ استيلاء إسرائيل عليها في عام 1967.

في المدى القصير، يبدو أن الأفعال الإسرائيلية قد نجحت في مفاجأة المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات، ولكن بثمن هائل من الأنفس والمعاناة، وقد كان ممن تردد أنهم لقوا مصرعهم على أيدي القوات الإسرائيلية امرأة تدعى سندس شلبي وتبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما، وهي حامل في الشهر الثامن بطفلها الأول.

وفي المدى الأبعد، قد ينثر التدمير بذور العنف، فعلى حافة منطقة محظورة، وقفت جماعات من الفلسطينيين ينظرون إلى بيوتهم ولا يجرؤون على دخولها خوفا من القناصة الإسرائيليين. تكلمت مع صبي في الثانية عشرة من العمر يدعى محمد عبدالجليل، قال إن بيته تدمر وتوقفت الدراسة في مدرسته على مدى الشهرين الماضيين بسبب الاحتلال العسكري للمخيم.

ماذا يريد أن يصبح حينما يكبر؟ قال بشجاعة فائقة: مقاتل في حماس.

وأوضح: أريد أن أستشهد.

ولذلك أخشى أن إسرائيل بسحقها المقاتلين في 2025 تمضي مبتعدة بوضوح عن حل الدولتين، وتضع حجر الأساس للعنف في عام 2035.

قال فيصل سلامة موظف السلطة الفلسطينية إن «المزيد من الأطفال بطبيعة الحال يرغبون في الاستشهاد» محذرا من أن إسرائيل تخلق أسباب كراهية ضارية هنا. وتساءل: «ما السبب الذي يجعل هؤلاء الأطفال لا يحبون الحياة؟ بسبب طردهم من بيوتهم ومدارسهم وفقدهم الحياة الطبيعية كلها».

وتساءل: «حينما يحطمون بيتك، هل ستقول لهم شكرا جزيلا؟»

ما كاد يبدأ وقف إطلاق النار في غزة في يناير، حتى توجه الجيش الإسرائيلي إلى مخيمات اللاجئين في طولكرم وجنين وطوباس في شمال الضفة الغربية، ولقد كانت هذه المخيمات بالفعل موطنا لمقاتلين، منهم من حصل على أسلحة مهربة من إسرائيل أو الأردن، ومن ثم فإن مخاوف الإسرائيليين مفهومة بشأن خطر الهجمات.

فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير مبررا الهجمات العسكرية: «إننا نقضي على إرهابيين».

غير أن عددا لا يحصى من الأبرياء يعانون أيضا، كما هو الحال في غزة، فقد التقيت بامرأة في منتصف العمر تدعى سهى معين، فبكت وهي تروي كيف هدمت القوات الإسرائيلية منزلها، فاستأجرت منزلا آخر، ولكن قبل أيام قليلة من حديثنا، أمرتها القوات الإسرائيلية بإخلائه، وهي الآن تنام مع طفليها في عراء مقبرة.

تساءلت «أين نذهب؟ المساجد ممتلئة بالفعل».

قد تبقى هي وغيرها مشردين لبعض الوقت، فقد طلب إسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي من جيش بلده أن يبقى في مخيمات اللاجئين طوال سنة «وألا يسمح للمقيمين فيها بالرجوع أو للإرهاب بالنمو».

تبلغ سعيدة مصطفى من العمر خمسين عاما وهي واحدة ممن مروا بغزونة الضفة الغربية من نواح عديدة. فقد قتلت غارة جوية ابنها وخمسة آخرين وهم يثرثرون على درج منزل العائلة حسبما حكت. يبدو أن الجنود اعتبروهم خطرا، في حين أنهم كانوا -كما قالت أسرتهم- يتناولون طعاما خفيفا ويتحدثون. ثم قطعت القوات الإسرائيلية الماء في فبراير وأقامت نقاط تفتيش جديدة حسبما قالت سعيدة فجعلت الأسرة تهرب من بيتها وتنتقل للإقامة عند بعض الأقارب.

قالت لي سعيدة: «ما نحتاج إليه ليس علب مساعدات، وإنما حل». وقالت إنها غير متفائلة بأن الحل قريب.

وأجرت السلطة الفلسطينية حملتها القمعية الخاصة على المسلحين في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، وذلك على ما يبدو من أجل إقناع إسرائيل وأمريكا بإمكانية تكليفها بإدارة غزة، لكن يبدو بين الفلسطينيين أنفسهم أن هذا قد فاقم من عدم شعبية السلطة الفلسطينية التي تعتبر أصلا عاجزة وفاسدة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حماس أكبر شعبية في الضفة الغربية -حيث ترمز إلى مقاومة إسرائيل- منها في غزة، حيث يضطر الناس للعيش في ظل حكمها. باختصار، بدلا من القضاء على حماس في الضفة الغربية، قد تزيد الغارات الإسرائيلية من اليأس الذي يغذي حماس.

هناك سؤال جوهري في هذا العام، وهو: هل ستضم إسرائيل الضفة الغربية، وهذا ما يتوق إليه بعض المنتمين إلى اليمين المتطرف في إسرائيل، كان الفلسطينيون العاديون الذين تحدثت إليهم أقل قلقا مما توقعت بشأن ضم الضفة الغربية. فهم من وجهة نظرهم منضمون بالفعل إلى حد ما.

ولعل الضم الكامل سيلحق ضررا أكبر بإسرائيل نفسها. إذ قال لي رئيس الوزراء السابق إيهود باراك إنه «سيكون ذا أثر عكسي مؤلم علينا»، مضيفا إنه سوف يقتل فعليا الحلم الصهيوني الموروث بدولة يهودية مثالية وديمقراطية، ففي حال ضم الأراضي الفلسطينية بالكامل دونما تطهير عرقي بتهجير أعداد كبيرة من السكان، سوف يمثل الفلسطينيون نصف السكان.

ولقد قالت أوريت ستروك -وهي من وزراء الحكومة الداعين إلى الضم- بصراحة تامة، إن الفلسطينيين لن يتمكنوا من التصويت للكنيست ولن يحظوا بحقوق ملكية الأراضي.

وأشار باراك إلى أن «هذا لا يسمى ديمقراطية»، مضيفا إن إسرائيل في حال ضمها الضفة الغربية بالكامل «ستصبح حتما إما غير يهودية أو غير ديمقراطية».

وطالما كان الرؤساء الأمريكيون السابقون أقرب المانعين لنتنياهو واليمين الإسرائيلي، أما إدارة ترامب فتبدو أقرب إلى ممكِّنة لهم. فقد أنهى ترامب بالفعل بعض العقوبات المتواضعة التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتطرفين.

وهكذا، ففي حين لا يحظى الأمر باهتمام كبير مقارنة بغزة، يبدو أن القمع هنا في الضفة الغربية سوف يستمر وقد يتفاقم، وهذا أمر مريع للفلسطينيين، ولكنه قد يكون أكثر تدميرا لفكرة إسرائيل نفسها.

نيكولاس كريستوف من كتاب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز منذ عام 2002، فاز بجائزتي بوليتزر.

خدمة نيويورك تايمز.

مقالات مشابهة

  • رتيبة النتشة: الوضع في الضفة الغربية يتدهور بسبب التصعيد الإسرائيلي
  • استشهاد 13 فلسطينيًا في الضفة الغربية وغزة وسط عمليات هدم وتجريف
  • صبي فلسطيني يعلن: أريد أن أستشهد
  • حماس تدعو إلى إضراب شامل في الضفة الغربية تنديداً بالعدوان على غزة
  • مسؤول روسي يعلن لقاء جديدا محتملا مع وفد أميركي
  • أنصار الله الحوثيون يعلنون مقتل شخص في "عدوان أميركي" على اليمن  
  • محافظ الغربية: تنسيق كامل بين النواب والتنفيذيين لتحقيق تنمية حقيقية
  • تصعيد إسرائيلي – أميركي متوقع لثلاثة اسباب
  • الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية خلال أسبوع
  • عاجل | لو فيغارو عن وزير الخارجية الإسرائيلي: الضفة الغربية بالنسبة لنا أرض متنازع عليها وليست أرضا محتلة