نُظم سباق الغابة الدبلوماسية بطنجة، على مسافة 10 كيلومترات أمس الأحد، 21 يناير 2024، وذلك بمبادرة من فعاليات رياضية، وبدعم خاص من ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشمال.

وتوج العداء يوسف الطاوسي (من إسبانيا) بطلاً للنسخة الثالثة في فئة الذكور بتوقيت 29 دقيقة و37 ثانية، فيما توجت العداءة فاطمة الزهراء الإدريسي (من المغرب) بطلة في فئة الإناث بتوقيت 35 دقيقة و10 ثوان.

وفي النتائج النهائية للسباق، عاد المركز الثاني في فئة الذكور للعداء إبراهيم الزيدوني (من إسبانيا) بتوقيت 29 دقيقة و38 ثانية، فيما أحرز المركز الثالث العداء المغربي بوعزة القصاوي بتوقيت 29 دقيقة و39 ثانية.

أما بخصوص فئة الإناث، فقد عاد المركز الثاني للعداءة المغربية حنان البجاوي بتوقيت 35 دقيقة و51 ثانية، بينما حلّت ثالثة مواطنتها العداءة ابتسام بلغازي (من طنجة) بتوقيت 36 دقيقة و47 ثانية.

وكان الكاتب العام لولاية طنجة تطوان الحسيمة “الحبيب العلمي” قد أعطى انطلاقة هذا السباق في جو حماسي وتنظيم محكم، وترأس فعاليات الحفل الختامي لهذه التظاهرة الرياضية السنوية المتميزة، حيث تم تتويج المتفوقات والمتفوقين وتكريم عدد من الفعاليات الرياضية، بحضور عدة شخصيات من مسؤولين وداعمين وجمهور غفير من محبي الرياضة والطبيعة.

وبالمناسبة، عبر مدير السباق، مصطفى بنسليمان في تصريح لـ “اليوم24” عن سروره بنجاح هذه الدورة بكل المقاييس، سواء على مستوى التنظيم أو حجم مشاركة العدائين والعداءات الذين تجاوز عددهم 4000 شخص، مؤكداً على ضرورة خلق مؤسسة خاصة بالسباق تعمل طوال السنة على تطويره والدفع به قدما إلى مصاف التظاهرات العالمية المماثلة، بشكل يليق بمكانة طنجة وبتاريخها وبحاضرها وبمستقبلها الواعد.

كلمات دلالية التظاهرات العالمية التظاهرة الرياضية السنوية جهة طنجة تطوان الحسيمة سباق “الغابة الدبلوماسية” بطنجة محبي الرياضة والطبيعة. وكالة تنمية أقاليم الشمال

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: جهة طنجة تطوان الحسيمة

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية الاقتصادية من أمستردام إلى موسكو

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

كتبتُ مقالًا سابقًا عن الدبلوماسية الاقتصادية التي باتت توجه العلاقات الدولية وتشكل التحالفات السياسية الجديدة في هذا القرن، الذي أصبحت فيه قوة التأثير مرتبطة بالقوة الاقتصادية بشكل كبير جدًا.

في ذلك المقال تطرقتُ إلى توجه سلطنة عُمان نحو الدبلوماسية الاقتصادية وآثر ذلك على الخطط الاستراتيجية ورؤية "عُمان 2040" والتي يتوقف نجاحها كغيرها من الرؤى الاستراتيجية على استدامة الموارد المالية ودوران الاقتصاد، ولذلك يجب ضمان هذه الاستدامة كإحدى الممكنات الأساسية مع بقية العناصر اللازمة بطبيعة الحال، ولضمان ذلك لابد من وجود خطة اقتصادية متكاملة لتحقيق أهداف التنمية، وهنا يأتي دور السياسة الخارجية كأحد العوامل الرئيسية لضمان خلق فرص استثمارية جديدة ووجود بيئة جاذبة لنمو الاقتصاد الوطني.

وعودةً الى الدبلوماسية الاقتصادية، فإنني ومن خلال نظرة تحليلية بسيطة حول الدبلوماسية الاقتصادية العُمانية والتوجهات المستقبلية، وما هو النموذج الأنسب لها في ظل المبادئ الموَجِّهة للسياسة العُمانية، من حيث الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ورفض التحالفات المبنية على الإضرار بالدول الصديقة. وقد أوردت الدراسات السياسية الاستراتيجية عدة نماذج ومستويات للدبلوماسية الاقتصادية بحسب السياسية الخارجية لكل دولة وما ترغبه من أهداف، ولعل أبرز هذه النماذج التي تنتهجها الدول في دبلوماسيتها الاقتصادية النموذج الثنائي والنموذج الإقليمي والنموذج الجماعي أو المجموعات متعددة الأطراف التي تضم المنظمات والتحالفات السياسية على المستوى الإقليمي والدولي.

إنَّ المتابع لتوجهات السياسة العُمانية يدرك أن الخط الذي وضعه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- للدبلوماسية العُمانية يسير وفق منهجية واضحة تراعي المبادئ التي أقرها النظام الأساسي للدولة، وفي نفس الوقت تساهم في تشكيل دبلوماسية اقتصادية تقوم على تحقيق المصالح الاقتصادية العُمانية وتخدمها بشكل مباشر. لذلك جاءت الزيارات الخارجية لجلالته- أيده الله- لتعزز هذا التوجه والخط الدبلوماسي الذي يتناسب مع المرحلة المقبلة ويحقق تطلعات القيادة الحكيمة والشعب لرفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل والرفاه الاجتماعي.

هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلّا من خلال جهود مختلفة تساهم في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط والغاز كمصادر وحيدة للدخل، مع وجود فرص كبيرة لتحقيق التنوع الاقتصادي.

وفي ظل ما يشهده العالم من تطورات وتغيرات سياسية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الاقتصاد العالمي وخاصة ما دار خلال الأسابيع الماضية من حرب مستعرة حول الرسوم الجمركية التي أشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومدى تأثير كل ذلك على اقتصاديات الدول، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني أساسًا من ازمات سياسية، وحالة من عدم الاستقرار وتحديات تعيق النمو الاقتصادي، الذي يعاني من تباطؤ حركته، كذلك استمرار الاعتماد على النفط والغاز كمصادر للدخل وتأثير الأزمات الاقتصادية على هذين المصدرين بشكل مباشر، وسط كل ذلك لابد من عمل سياسي قوي يعمل على إيجاد مسارات اقتصادية جديدة وينعش الاقتصاد ويواجه هذه التحديات ويقلل من تأثيرها ويمنع الانتكاسات التي قد تؤثر على الخطط والاستراتيجيات التنموية.

وفي هذا السياق، جاءت زيارة جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- إلى كلٍ من هولندا وروسيا لتُعزِّز العلاقات الاقتصادية معها، الى جانب مد جسور الصداقة والتعاون بين الجانبين، وقد كرَّس جلالة السلطان المعظم جهوده خلال الفترة الماضية للوصول إلى شراكات اقتصادية جديدة يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" وجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تعزز من قوة الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي؛ مما يعني زيادة فرص العمل ونمو القطاعات غير النفطية. وقد حرص جلالة السلطان على قيادة المشروع الاقتصادي بشكل شخصي، رغبة من جلالته في إيصال فكرة واضحة عن خطط الدولة واستراتيجيتها الاقتصادية المستقبلية وقدرتها على الالتزام بتنفيذ هذه الخطط ورغبتها الجادة في هذه الشراكات والتحالفات الاقتصادية.

إنَّ الفكر الذي يمضي به جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- وهو يقود المشروع الاقتصادي الوطني من خلال الممارسة الناجحة للدبلوماسية الاقتصادية؛ لهو جدير بالالتفاف حوله ومساندة هذه الجهود، كلٌ حسب موقعه ومكانته ومهامه؛ فهذا الفكر هو السبيل لمستقبل واعد للحاضر وللأجيال القادمة من أبناء الوطن العزيز، ولا بُد من الإيمان بأن هذه الجهود التي تبذل سوف نرى نتائجها في المستقبل القريب- بإذن الله- مع استمرار الجهود والمساعي التي تُسهم في تطوير منظومة الاقتصاد الوطني وتحقق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى الحكومة لتحقيقها، وبالتعاون سوف نرى كل ذلك واقعًا بعون الله.

ختامًا.. ومن خلال الزيارتين الساميتين وما سبقهما من زيارات سامية إلى أقطار عدة، فإنَّ حزمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمتها سلطنة عُمان مع هذه الدول، يجب استثمارها بشكل صحيح وعلى المؤسسات المعنية أن تقوم بدور فاعل في سبيل وضع هذه التفاهمات موضع التنفيذ، وفق خطط محددة، وعلى الوزارات والهيئات ذات العلاقة المُباشرة وكذلك غرفة تجارة وصناعة عُمان والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني وشركات القطاع الخاص، أن تعمل على تحليل مضامين هذه الاتفاقيات وما تحتويه من تسهيلات وخدمات يمكن أن تساعد على تطوير القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثماريّة بين الدول، وربما تكون هناك حاجة لمؤتمرات وورش عمل في هذا الشأن حتى تتحقق الاستفادة من هذه الجهود.

مقالات مشابهة

  • اضطراب "الإنترنت" في المغرب والجزائر بسبب انقطاع كهرباء إسبانيا والبرتغال
  • المغرب يساعد إسبانيا على استعادة التيار الكهربائي بمنطقة الأندلس
  • مطارات مغربية تتأثر بتداعيات انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال
  • «إسبانيا»: التنسيق بين المغرب وفرنسا أعاد خدمات الكهرباء للمدن والمناطق بالدولة
  • انقطاع الكهرباء في إسبانيا.. هل طال تأثيره المغرب؟
  • "مدينة تطوان الجديدة: 1860- 1956"... مؤلف يسلط الضوء على الإرث المعماري للحمامة البيضاء
  • المغرب ينقذ إسبانيا من الظلام.. سانشيز : شكراً للمغرب على تزويدنا بالكهرباء (فيديو)
  • إسبانيا تُكذّب تصريحات تبون وتؤكد أن موقفها من دعم سيادة المغرب على الصحراء لم يتغير
  • المغرب يحتل المركز الثاني في تصدير الكوسة إلى الاتحاد الأوروبي
  • الدبلوماسية الاقتصادية من أمستردام إلى موسكو