تدشين استراتيجية المعهد العربي لإنماء المدن "AUDI 2025" بالرياض
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
دشّن الأمير الدكتور فيصل بن عياف أمين منطقة الرياض، رئيس المعهد العربي لإنماء المدن بمدينة الرياض اليوم، استراتيجية المعهد 2025، بحضور عدد من أصحاب المعالي والأمناء والسفراء وممثلين عن عدة مدن عربية.
وشهد توقيع عقد "مشروع التخضير التشاركي للأحياء" بين المعهد والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وذلك لدعم أنشطة المعهد في مشروع الأنشطة الخضراء في عدد من المدن العربية، مرحباً في بداية كلمته خلال الحفل بضيوف المعهد من ممثلي المدن العربية، مشيرًا إلى دور المدن العربية في حفظ وإنتاج الثقافة والحضارة التي استلهم منها العالم فنون العمران وتخطيط المدن.
وأعرب سموه عن سعادته بالإعلان عن انطلاقة جديدة للمعهد العربي لإنماء المدن، المؤسسة العريقة التي تدعمها حكومة المملكة العربية السعودية حفظها الله، واحتضنتها الرياض مقرًا، لتقود مرحلة التطوير والتحديث للمدن العربية لاستعادة مكانتها الحضرية والتنموية"، لافتًا الانتباه إلى أن الرياض أصبحت مركزًا عالميًا للمعرفة والتطوير بما تشهده من نهضة وتحديث جعلت منها محط أنظار العالم وحازت ثقته باختيارها لاستضافة إكسبو 2030.
وأكد أن الخطة الإستراتيجية للمعهد تأتي لمساعدته على التحول في أدواره ومجالاته ليكون أكثر استجابة ودعمًا للمدن الأعضاء في ظل محدودية موارد المعهد واحتياجات المدن وتطلعاتها التنموية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تطلبت تحليل للوضع الراهن والاستفادة من مشاركة البلديات والخبراء والمنظمات في استطلاع شامل أجراه المعهد، فضلًا عن استقطاب العديد من الكفاءات البشرية الجديدة، مع الاستعانة بأصحاب الخبرات الإقليمية والدولية، لحصر التحديات والفرص التنموية وتطلعات المدن عن دور المعهد بمشاركة معظم المدن والبلديات.
ودعا رئيس المعهد الشركاء من المدن والبلديات الأعضاء، والمنظمات الدولية والجامعات والمهتمين بمجالات تنمية المدن للتواصل والمشاركة في برامج المعهد وأنشطته، متطلعًا إلى تقديم المعهد وشركائه الفائدة المرجوة والأثر الإيجابي في مسار تنمية المدن، وأن تكون السنوات القادمة أوقات خير وبناء ورخاء في جميع المدن العربية.
من جهته، قدّم مدير عام المعهد العربي لإنماء المدن الدكتور أنس المغيري، عرضًا تناول خلاله أبرز ملامح إستراتيجية المعهد 2025، مشيرًا إلى أنه بدأ العمل في تفاصيلها بتوجيه من \رئيس المعهد منذ منتصف الربع الرابع من عام 2022، لتنطلق اليوم بعد دراسات عميقة للتحديات والفرص التنموية المختلفة في المدن والبلديات العربية، ومدى حاجتها للمواءمة مع التوجهات الحديثة في مجالات التنمية الحضرية، لافتًا إلى أن خطة المعهد الإستراتيجية هدفت إلى إعادة هيكلة برامج المعهد وأنشطته لتستجيب لاحتياجات الشركاء والمستفيدين من أعضاء منظمة المدن العربية، مع تركيزها على تطوير قنوات الاتصال مع الشركاء من خلال تحديث موقع المعهد الإلكتروني، بالإضافة إلى وضع آلية لنشر المحتوى والأنشطة في مواقع التواصل، وعقد مجموعة من الشراكات الإقليمية والدولية لتنفيذ المشاريع ضمن الإطار الإستراتيجي الجديد، مشيرًا إلى أن هذا الحراك أدى إلى خروج الإستراتيجية بـ 13 مبادرة ضمن 3 مسارات تمثلت في السياسات الحضرية، وتدريب وتطوير القدرات، والشركات.
فيما شهدت فقرات الحفل عددًا من العروض المرئية التي تناولت نبذة عن المعهد وتطلعاته لتحقيق الريادة في تنمية المدن العربية، وأسباب ارتباط السكان بمدنهم من خلال عرض مرئي بعنوان "ليش تحب مدينتك؟"، بالإضافة إلى برامج ومشاريع إستراتيجية المعهد 2025، والتي شملت نبذة عن مشروع نشرة مدننا الدورية، ومشروع "مدن بلس" وبرنامج الابتكار والإدارة الحضرية، ومشروع بوابة التنمية الحضرية العربية، إلى جانب معرض مصاحب بعنوان " عيش المدينة " الذي تضمن جزءًا من حياة المدن العربية ومظاهر حضارتها.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الرياض المدن العربیة مشیر ا إلى ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبراء لـ "الفجر": زيارة الشرع إلى السعودية.. خطوة استراتيجية لإعادة التموضع العربي والدولي
خلال الساعات القليلة الماضية التقى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، الأحد، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه السلطة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مصافحة بين الجانبين قبل بدء المحادثات الرسمية، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين سوريا والسعودية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه قال محمد هويدي، المحلل السياسي السوري، إن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم الخطوات التي تتخذها الإدارة الجديدة في سوريا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، وما تبعها من لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى.
أضاف هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السعودية تمثل البوابة الرئيسية لانخراط سوريا مجددًا في المشهدين العربي والدولي، مشيرًا إلى أن مؤتمر الرياض، الذي جمع الدول الفاعلة في الملف السوري تحت سقف واحد بحضور وزير الخارجية السوري، شكّل نقطة انطلاق نحو تعزيز الدعم لسوريا، وفتح آفاق جديدة أمامها، من بينها المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، وهو ما يعكس حجم التحولات في السياسة الإقليمية تجاه دمشق.
وأكمل أن المملكة تُعتبر من الدول الداعمة لاستقرار سوريا، وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على عمق العلاقات العربية، ولتبعث برسالة واضحة بأن سوريا لا تخضع لنفوذ أي جهة إقليمية، بل تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، بما يخدم مصالحها الوطنية واستقلالية قرارها السياسي.
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن الملفات المطروحة خلال الزيارة تتجاوز الجانب السياسي لتشمل القضايا الأمنية والاقتصادية، حيث تواجه سوريا عدة تحديات، أبرزها الأزمة الأمنية والسياسية، وإعادة الإعمار، والتعافي المبكر، بالإضافة إلى مناقشة رفع العقوبات الدولية وإخراج "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، وهي قضايا تحتاج إلى دور محوري من المملكة العربية السعودية.
كما لفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة تعوّل بشكل كبير على دور السعودية، خاصة في ظل التغيرات الدولية واللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما يعزز أهمية الرياض كمنصة رئيسية لإعادة ترتيب علاقات سوريا مع المجتمع الدولي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن اختيار المملكة العربية السعودية كوجهة لأول زيارة خارجية للرئيس أحمد الشرع، يؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا أساسيًا في إعادة تموضعها عربيًا ودوليًا، وتدرك أهمية التنسيق مع المملكة في رسم معالم المرحلة المقبلة.
أبعاد استراتيجية ورسائل سياسية
في نفس السياق أكد يمان شواف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تحمل دلالات استراتيجية وسياسية مهمة، خاصة أنها أول زيارة خارجية له، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين وأهمية الدور السعودي في المشهدين العربي والدولي.
أضاف شواف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، ن هذه الزيارة تمثل خطوة محورية في تعزيز التقارب السوري السعودي، بعد فترة من القطيعة والتوتر، مشيرًا إلى أنها تعكس الرغبة المشتركة في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون، مبنية على التنسيق السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
أستكمل حديثه قائلًا:" أن المملكة العربية السعودية، باعتبارها إحدى الدول الأكثر تأثيرًا في القرارات الإقليمية والدولية، يمكن أن تسهم في دعم الإدارة السورية الانتقالية على مختلف الأصعدة، من خلال توجيه الاستثمارات والمساعدات نحو مشاريع إعادة الإعمار، مما قد ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد السوري المنهك بعد سنوات من الحرب".
وأشار شواف إلى أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم أشقائها العرب لاستعادة دورها في المنطقة، موضحًا أن الدعم العربي، سواء السياسي أو الاقتصادي، ضروري لتحقيق الاستقرار الداخلي والتعافي الاقتصادي، كما أن توحيد الجهود العربية يقلل من التدخلات الخارجية ويعزز الأمن القومي العربي.
كما شدد على أن رمزية كون هذه الزيارة الأولى للرئيس أحمد الشرع تؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا رئيسيًا في إعادة تموضعها إقليميًا ودوليًا، مما يرسل رسالة واضحة بأن سوريا تعمل بقوة على استعادة مكانها الطبيعي داخل المنظومة العربية.
واختتم الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن الزيارة تمثل خطوة تاريخية تؤكد أن سوريا في الطريق الصحيح للعودة إلى الحضن العربي، وأن المملكة العربية السعودية تبقى ركيزة أساسية في صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها.