تونس.. «النهضة» تناور بتغيير اسمها هرباً من ماضيها
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أحمد شعبان (القاهرة، تونس)
أخبار ذات صلة الجزائر وتونس.. «نتائج محبطة»! البحث عن قارب يقل 40 مهاجراً فقد منذ أسبوع قبالة سواحل تونسحذر محللون سياسيون تونسيون من ألاعيب حركة «النهضة» الإخوانية، ومحاولاتها للعودة مرة أخرى للواجهة من خلال إعلانها تغيير اسمها، في مناورة سياسية مصيرها الفشل، خاصة بعد الأحكام القضائية بالسجن والتي طالت قيادات الحركة، وعلى رأسهم راشد الغنوشي.
وكان العجمي الوريمي، الأمين العام لحزب «حركة النهضة» الذراع السياسية للإخوان في تونس، قد أعلن مؤخراً أنه سيتم تغيير اسمي حركة النهضة ومجلس الشورى، في إطار القيام ببعض المراجعات التي تتماشى مع المرحلة الحالية ومتطلّباتها، وأشار إلى أن الاسم الجديد يجب أن يعبّر عن المرحلة التاريخية والأهداف السياسية للحزب، مرجحاً أن يحمل مجلس الشورى مستقبلاً اسم «المجلس الوطني».
وكشف المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، عن أن تغيير اسم الحركة يأتي ضمن استراتيجية تسويقية تسعى إلى إعادة موقع النهضة جماهيرياً، وكذلك على مستوى الساحة السياسية وخاصة خارجياً، ومحاولة لإعادة إخراج الحركة بوجه يُنسي الرأي العام «العشرية السوداء»، وما آلت إليه من إخفاقات في المستويين السياسي والاقتصادي.
وأوضح ثابت، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «النهضة» من خلال الأمين العام الجديد الوريمي، أرادت أن توجه رسالة لنظام قيس سعيد تؤكد فيها أنها لاتزال تتشبث بالجمهورية الثانية، وثمة عودة لخطاب راديكالي داخل حركة النهضة مع إخراج جديد يستهدف قطاعاً أوسع من الجماهير التونسية، ويستهدف أيضاً الخارج خاصة الاتحاد الأوروبي.
ويرى أن تغيير اسم النهضة محاولة لإنقاذ الحركة كتنظيم أو ما تبقى منه، خاصة بعد ما واجهته في الفترة الأخيرة من انسحاب الحزام الداعم لها من الأنصار والمتعاطفين.
ومن جانبه، ذكر المحلل السياسي التونسي الدكتور خالد عبيد، أنها ليست المرة الأولى التي تغير فيها «النهضة» اسمها، لافتاً إلى أن لها أسماء عدة، منها حركة الجماعة الإسلامية، ثم الاتجاه الإسلامي، وحركة النهضة، والآن تفكر في تسمية جديدة محاولة منها للتأقلم مع الخلفية التي تعيشها، وتقترح اسماً وفق الظرفية التي تراها مناسبة.
وأوضح عبيد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تسمية حركة «النهضة» كانت تخلياً منها سابقاً عن تسمية حركة الاتجاه الإسلامي التي لم تكن مقبولة في فترة الثمانينيات، حيث ارتأت في بداية حكم زين العابدين بن علي، تغيير تلك التسمية حتى لا تظهر وكأنها حركة دينية، فسمت نفسها «النهضة».
وأشار إلى أن هذه التسمية استنفدت كل ما لديها ولم تعد صالحة واقترنت بفترة يراها التونسيون غير ممكن رجوعها مرة أخرى، وينظرون إليها بنظرة غير مقبولة بالمرة؛ ولذلك نفهم لماذا هناك رغبة لدى الحركة في البحث عن تسمية أخرى تريد من خلالها أن تخلق سمة جديدة لها.
وتساءل المحلل السياسي، هل تغيير تسمية الحركة سيجعلها تتخلى عن أفكارها ومرجعياتها الإخوانية؟ وأجاب قائلاً: «بالتأكيد لا، ولكنها محاولة للتأقلم والانحناء أمام العاصفة فقط»، وتنتظر أن تتحسن الظروف التي تتمكن من خلالها أن تندس وترجع مرة أخرى للحكم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تونس حركة النهضة الإخوانية حركة النهضة راشد الغنوشي حرکة النهضة
إقرأ أيضاً:
المحتوى المحلي.. محور النهضة الاقتصادية
د. طارق عشيري
نجاح الدول الصناعية الكبرى يعتمد على كيفية الاستفادة من المحتوى المحلي للدولة؛ حيث تتبنى الرؤية الاستراتيجية للدولة على إمكانياتها بالنهوض المحلي أولًا ثم الانتقال إلى العالمية، وبما أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول عام 2030، تتواءم مع رؤية "عُمان 2040"، التي من خلالها تم تعزيز التنمية المستدامة بكل جوانبها الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية التي تسعى لتحقق الاكتفاء الذاتي والذي بدوره يعزز الأمن الغذائي والدوائي والتقليل من المخاطر الناتجة على الاعتماد على الآخرين، ومن هذا المنطلق يمثل المحتوى المحلي في رؤية السلطنة نقطة تحول في اقتصادها.
ورؤية "عُمان 2040" هي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، مع التركيز على تعزيز المحتوى المحلي في مختلف القطاعات الاقتصادية؛ حيث تشمل أهداف الرؤية دعم الصناعات المحلية، تنمية القطاع الخاص، تعزيز الابتكار، والاستثمار في رأس المال البشري.
وقد حققت الرؤية نجاحات ملموسة، منها زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية، والعمل على نمو الصناعات التحويلية، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. كما شملت النجاحات تطوير الصناعات الزراعية والسمكية ودعم الابتكار التكنولوجي.
ومع ذلك، تواجه الرؤية تحديات مثل: ندرة بعض الموارد، الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التحول الرقمي، والتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية، ولتحقيق أهداف الرؤية يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا بين القطاعين العام والخاص.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يهدف إلى تعزيز استخدام الموارد الوطنية، توفير فرص العمل للمواطنين، وتقليل الاعتماد على الواردات. يتم تحقيق ذلك من خلال سياسات حكومية داعمة، مثل برنامج القيمة المحلية المضافة (ICV)، الذي يُركز على الاستثمار المحلي، تطوير الصناعات الوطنية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتشمل الجهود أيضًا تعزيز التصنيع المحلي في قطاعات مثل التعدين والزراعة، والاستثمار في التعليم والتدريب لتأهيل الشباب العُماني، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار. كل ذلك يسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يمثل جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي. يركز على استخدام الموارد الوطنية من مواد خام، وخدمات، وكوادر بشرية، لتحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الواردات.
ويتمثل المحتوى المحلي في تشجيع الشركات على توظيف الكفاءات الوطنية، واستخدام المواد المحلية في الإنتاج، وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
الحكومة العُمانية وضعت سياسات تهدف إلى زيادة المحتوى المحلي عبر القوانين والمبادرات. تشمل هذه السياسات اشتراط استخدام مواد وخدمات محلية في المشاريع الكبرى، خاصة في قطاع النفط والغاز.
ويُعد المحتوى المحلي أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في سلطنة عُمان. من خلال تعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية، ودعم الصناعات المحلية، وتمكين الكفاءات العُمانية، تسعى السلطنة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعزز من تنافسيتها العالمية. ورغم التحديات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف، فإن الالتزام بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في الابتكار والتعليم، سيضمن تحقيق رؤية عُمان 2040 وجعل المحتوى المحلي محورًا رئيسيًا في نهضتها الاقتصادية.
ويعد تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان هدفًا استراتيجيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومع التوجه نحو التنويع الاقتصادي ضمن رؤية "عُمان 2040"، يبرز المحتوى المحلي كعنصر رئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات.
وهناك ركائز مستقبلية لتطوير المحتوى المحلي؛ منها: تشجيع إنشاء المصانع والشركات المحلية، مع تقديم الحوافز للمستثمرين ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الإنتاج الوطني.
ولا شك أن توسيع برامج التدريب والتأهيل لرفع كفاءة الكوادر المحلية وتزويدها بالمهارات اللازمة للمساهمة في الإنتاجية، مما يضمن تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، إلى جانب تبني تقنيات حديثة لتعزيز الإنتاج المحلي، مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، والاستثمار في البحث والتطوير لدفع عجلة الابتكار، وكذلك بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم سلسلة التوريد المحلية وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، علاوة على تشجيع المنتجات المحلية على دخول الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال تحسين الجودة ودعم العلامات التجارية العُمانية.
في المقابل، هناك تحديات مُحتملة، مثل تحدي التمويل بتوفير قروض ميسرة وحوافز ضريبية لدعم المشاريع المحلية، ووضع سياسات تحمي الصناعات المحلية دون الإضرار بالتجارة الحرة، وإطلاق حملات توعوية لتحفيز المواطنين والمقيمين على دعم المنتجات المحلية.
وأخيرًا.. إنَّ تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان ليس مجرد خيار؛ بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، ويمثل ذلك خطوة نحو تحقيق رؤية مستقبلية قوية ومستقرة نحو "عُمان 2040".