في اليوم الـ108 من الحرب الإسرائيلية على غزة، تشهد خان يونس قصفا مكثفا من قوات الاحتلال أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وفي حين تتواصل الاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية، أعلن حزب الله اللبناني مقتل اثنين من عناصره.

وتشهد مدن غزة وجباليا والمغازي وخان يونس اشتباكات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال.

وخلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيدرس خطة جديدة للسلام قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن الطريقة التي تتبعها إسرائيل لتدمير حماس خاطئة، فيما أكدت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب أن الصراع في غزة لن يتم حله بالسلاح.

ساعات عصيبة في غزة

فقد شهدت خان يونس جنوبي قطاع غزة ساعات عصيبة جراء تعرضها لقصف إسرائيلي مكثف وغير مسبوق سقط جراءه أكثر من 160 شهيدا وجريحا، وسط انفجارات ومحاولات إسرائيلية للتوغل بالمحور الغربي للمدينة، واشتباكات ضارية تخوضها المقاومة أدت لمقتل 3 ضباط.

وفي وقت أعلن فيه جيش الاحتلال توسيع عملياته في خان يونس وتحدث عن 7 ألوية تنشط تحت الأرض وفوقها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه ارتكب جريمة جديدة بحق النازحين بقصفه 5 مراكز إيواء بالمحافظة؛ وهو ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.

وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 66 شهيدا و100 جريح سقطوا في القصف الإسرائيلي المتواصل على خان يونس منذ مساء أمس الأحد. وأشارت إلى أن عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في المواقع التي استهدفها الاحتلال غرب المدينة.

وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عن عدد من عملياتها ذد قوات وآليات الاحتلال، كان آخرها قنص جندي إسرائيلي وإصابته إصابة مباشرة جنوب غرب مدينة غزة.

وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 ضباط اثنان منهم برتبة رائد والثالث برتبة نقيب في معارك غرب خان يونس، وأشار إلى أن الضباط القتلى هم نائب قائد كتيبة وقائد سرية وقائد فصيلة بالكتيبة 202 بلواء المظليين.

كما أعلن جيش الاحتلال نقل 15 جنديا وضابطا أصيبوا بجراح مختلفة في معارك خان يونس.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق إصابة 13 عسكريا في معارك قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية.

وذكر موقع واللا الإسرائيلي أن "اليوم هو أصعب أيام القتال في قطاع غزة منذ بداية الحرب".

مزيد من التفاصيل هنا

تقارير نقلت عن يسرائيل كاتس دعوته إنشاء جزيرة صناعية لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين (الفرنسية) دعوة جديدة للتهجير

نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفيها بشكل قاطع عرض وزير الخارجية يسرائيل كاتس تهجير سكان غزة إلى جزيرة صناعية، وقالت إن ما عرضه الوزير بناء ميناء لغزة على جزيرة صناعية.

وكانت تقارير إعلامية نقلت عن الوزير الإسرائيلي خلال اجتماعه مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي لبحث اليوم التالي ما بعد الحرب على غزة قوله اليوم الاثنين، "عرضنا فكرة جزيرة صناعية تكون وطنا بديلا للفلسطينيين".

وقال الوزير إن الجزيرة ستكون على بُعد 5 كيلومترات من ساحل غزة ويمكن إنشاء ميناء ومطار عليها لتكون مركزا تجاريا على غرار سنغافورة، وفق تعبيره.

وأضاف أن إسرائيل ستتحكم في ما يدخل ويخرج من الجزيرة وتربطها بالبر عن طريق جسرين.

مزيد من التفاصيل هنا

ملف الأسرى

وعلى صعيد ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي شروط ضمن مقترح صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تؤدي إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة.

وقال نتنياهو إنه يرفض رفضا قاطعا مقترح تبادل الأسرى لأنه بمثابة مطالبة إسرائيل بالاستسلام، وأضاف أن استمرار الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لاستعادة الرهائن الإسرائيليين.

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تأكيده على عدم الموافقة على صفقة تتضمن وقف الحرب على قطاع غزة.

من جانبه، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي أيزنكوت إن مصير الرهائن يجب أن تكون له الأولوية على باقي أهداف الحرب الأخرى حتى لو كان ذلك يعني تفويت فرصة القضاء على قادة حماس، وقال إن هناك حاجة إلى التوصل لاتفاق قريبا إذا أرادت إسرائيل إطلاق الأسرى أحياء.

وفي السياق، اقتحمت مجموعة من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة اجتماعا للجنة المال في الكنيست الإسرائيلي بالقدس اليوم الاثنين، مطالبة النواب ببذل مزيد من الجهد لمحاولة إطلاق سراح ذويهم.

مزيد من التفاصيل هنا

الضفة الغربية

وفي تطورات التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين في اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدة مدن وبلدات، ترافق اتساع رقعة الاقتحامات مع نقل الاحتلال قوات من قطاع غزة للضفة خوفا من تدهور الأوضاع هناك.

فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن فلسطينيا أصيب برصاص قوات الاحتلال في قدمه خلال مواجهات اندلعت في قرية عراق بورين جنوب مدينة نابلس بالضفة، وقد اعتقل جيش الاحتلال شابا قبل انسحابه.

واندلعت مواجهات في قرية مادما جنوب مدينة نابلس أطلق خلالها جيش الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز على شبان فلسطينيين.

وفي جنين شمالي الضفة، أصيب شابان فلسطينيان إثر تعرضهما للضرب المبرح على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي في بلدة يعبد جنوب غربي المدينة.

كما اقتحمت قوات راجلة من جيش الاحتلال اقتحمت قرية فقوعة شمال شرقي جنين.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة زواتا غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/MS40Rs97An

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 21, 2024

واندلعت مواجهات واشتباكات في بلدة نحالين غربي مدينة بيت لحم، حيث أطلق جيش الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على منازل الفلسطينيين، وأغلق المحال التجارية ودفع بتعزيزات عسكرية إلى البلدة بعد تصدي شبان فلسطنيين للاقتحام.

كما أصيب شابين خلال اقتحام قوات الاحتلال قرى كوبر وكفر عين والمزرعة الشرقية وسلواد شرق مدينة رام الله.

وفي ظل المخاوف الإسرائيلية من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة كشف موقع "والا" الإسرائيلي أن جيش الاحتلال قرر تقليص حجم قواته في غزة ونقل بعضها إلى الضفة الغربية لتحل مكان قوات نظامية من الجيش هناك.

وفي مواجهة ما تقوم به قوات الاحتلال بالضفة الغربية دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى "تكثيف التدخل الدولي لوقف العدوان والقتل، ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة".

وقال اشتية إن إسرائيل تمارس عملية "تدمير شاملة" في الضفة الغربية، بالتوازي مع "حرب الإبادة الجماعية" التي تشنها في قطاع غزة.

مزيد من التفاصيل هنا

الجبهة اللبنانية

وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله مقتل اثنين من عناصره، ليرتفع عدد عناصر الحزب الذين قتلوا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 146.

وأعلن الحزب أيضا قصف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية، مؤكدا أن عناصره استهدفوا قوة من الجيش الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج الإسرائيلي‌ بالأسلحة المناسبة.

في المقابل، استهدف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية في عدة بلدات وقرى جنوب لبنان بغارات جوية وقصف مدفعي باستخدام قذائف فوسفورية.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا بالقذائف الفوسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة.

مزيد من التفاصيل هنا

خوف في الشمال

في سياق متصل، أظهرت دراسة أكاديمية إسرائيلية أن نحو 60% من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مناطق الشمال يخشون العودة إلى منازلهم.

فيما أكد نحو 40% ممن بقوا في منازلهم أنهم تعرضوا لأعراض "ما بعد الصدمة" دون تلقي دعم نفسي منظم من الدولة بحسب ما نقلت القناة الإسرائيلية الـ13.

كما أظهرت الدراسة أن مشاعر ما بعد الصدمة ارتفعت لدى سكان الجليل الشرقي 3 أضعاف، مقارنة بالفترة السابقة لما قبل معركة طوفان الأقصى.

تزامن نشر الدراسة مع الإعلان عن إعداد الجيش الإسرائيلي خطة لإيواء محتمل لنحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية.

وذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن خطة الإيواء المذكورة تأتي استعدادا لإجلائهم في ظل التصعيد المحتمل.

بدوره، قال رئيس بلدية حيفا إن على سكان المدينة تخزين الطعام في حال اندلاع الحرب مع لبنان.

مزيد من التفاصيل هنا

18 نائبا فقط وافقوا على مقترح حجب الثقة عن حكومة نتنياهو (رويترز) نتنياهو ينجو من حجب الثقة

فشل الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في عقد جلسة لحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعت إليها زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي.

وجاء فشل الجلسة بعد مقاطعتها من قبل أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث لم يوافق على مقترح حجب الثقة سوى 18 عضوا، وكان يتطلب موافقة 61 (من أصل 120)، كي يتم تمرير المقترح.

وكانت زعيمة حزب العمل قد قدمت مقترحا بحجب الثقة بعد رفض نتنياهو التوصل لاتفاق من أجل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

كما أعلن زعيم المعارضة يئير لبيد رفضه لدعوة زعيمة حزب العمل لحجب الثقة، وأكد أن الظروف الأمنية "لا تسمح بمناقشة مواضيع سياسية"، على حد تعبيره.

ودعا لبيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الحوار من أجل تحديد موعد للانتخابات، بدلا مما وصفها بالمناكفات السياسية خلال الحرب.

مزيد من التفاصيل هنا

مدمرة ألبرز الإيرانية القتالية عبرت مضيق باب المندب مؤخرا بعد تزايد التوترات في البحر الأحمر مؤخرا (الصحافة الإيرانية) تضارب بشأن استهداف سفينة

وعلى صعيد التوتر في البحر الأحمر، أعلن الأسطول الأميركي الخامس أن تقرير الحوثيين عن هجوم ناجح على سفينة شحن عسكرية أميركية في خليج عدن بصواريخ بحرية "كاذب".

وأكد الأسطول الخامس "حافظنا على اتصالات مستمرة مع السفينة "أوشن غاز" طوال فترة عبورها الآمن.

وكانت جماعة أنصار الله الحوثيين قد أعلنت -في وقت سابق اليوم الاثنين- استهداف سفينة شحن عسكرية أميركية في خليج عدن بصواريخ بحرية، في وقت اتهم فيه مسؤول عسكري كبير إيران بالتورط بشكل مباشر في هجمات الحوثيين على السفن.

وجاء في بيان متلفز للمتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع أنه "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأميركي البريطاني على بلادنا، نفذت القوات البحرية (للجماعة) عملية عسكرية استهدفت سفينة شحن أميركية نوع "أوشن جاز" في خليج عدن، بصواريخ بحرية مناسبة".

وأضاف أن الرد على الاعتداءات الأميركية والبريطانية (على اليمن) قادم لا محالة، وأي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب.

مزيد من التفاصيل

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال جیش الاحتلال جزیرة صناعیة قطاع غزة خان یونس فی غزة فی وقت

إقرأ أيضاً:

تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب

مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، نحن أمام سلوك انتهازي إسرائيلي غير مستغرب، ومتكرر في تعامل الكيان الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني والبيئة العربية.

كان الخرق الإسرائيلي لاتفاق التهدئة فاضحا بإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع، بالرغم من أن انتهاء المرحلة الأولى يلزم الجانب الإسرائيلي بمتابعة المفاوضات والاستمرار في فتح المعابر، وصولا للترتيبات النهائية للمرحلتين الثانية والثالثة.

هدف نتنياهو من إغلاق المعابر وتعطيل الصفقة إلى:

1- ابتزاز المقاومة الفلسطينية، ووضع مزيد من الضغوط عليها لمحاولة تحقيق مكاسب غير منصوص عليها في الصفقة المتوافق عليها، وخصوصا في أجواء يسعى فيها أبناء قطاع غزة إلى لملمة أنفسهم وتضميد جراحهم، وتوفير الحد الأدنى لمتطلباتهم الحياتية.

2- الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، وخشية نتنياهو من انهيارها، بسبب تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا ما دخلت الحكومة في استحقاقات المرحلة الثانية.

خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة
3- الاستفادة من الغطاء الأمريكي الذي لا يحترم الاتفاقات والمواثيق، والذي بدا متقدما حتى على الجانب الإسرائيلي في طرح أفكار باستملاك قطاع غزة وتهجير أهله؛ وكذلك الاستفادة من الأفكار التي طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (Steven Witkoff) بشأن إطلاق سراح الأسرى لدى حماس؛ ومحاولة استثمار ذلك في وضع مزيد من الضغوط على المقاومة.

4- محاولة استعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية والنفسية مع المقاومة، وتقديم خطاب متشدد للبيئة الداخلية الإسرائيلية، بعد أن كسبت المقاومة الجولات الإعلامية في عمليات تبادل الأسرى، ومحاولة الإيحاء بوجود تطورات وإعادة تموضع وتجهيزات وترتيبات إسرائيلية متعلقة باستئناف الحرب على قطاع غزة، خصوصا في ضوء تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه، وتغيير عدد من المواقع القيادية، والإعلان عن نتائج بعض التحقيقات في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبالتالي، محاولة الإيحاء بقدرة الجانب الإسرائيلي هذه المرة على حسم المعركة.

* * *

يبدو أن خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة؛ خصوصا أننا أمام صفقة موقّع عليها لها "ضامنون" دوليون؛ وبالتالي فإصرار المقاومة على موقفها له سنده وشرعيته الثابتة.

هل معنى ذلك أن نتنياهو سيلجأ للحرب؟!

ليس بالضرورة، فالمعطيات التي بين يديه ربما تدفعه للابتزاز التكتيكي ولكن ليس في الولوغ في مستنقع الحرب. فبعد تجربة 471 يوما من الحرب الهمجية الوحشية التي استخدم فيها كل ما يمكن تخيُّله من وسائل القتل والدمار، ثم خرج بهذه الصفقة، ليس ثمة ما في الأفق ما يشجعه على حرب مماثلة تؤدي إلى نتائج أفضل. ثم إن المزاج العام للجمهور الإسرائيلي الصهيوني لا يميل للحرب، ويفضل الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.

نعم، ثمة غُصَّة لدى الجانب الإسرائيلي أنه لم يحقق أهدافه من الحرب، وأن حماس استرجعت تموضعها القوي في القطاع، وملأت مباشرة سؤال "اليوم التالي" للحرب؛ ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تدرك قبل أكثر من سبعة أشهر على نهاية الحرب أنها وصلت إلى أقصى مدى ممكن وأنها استنفذت أدواتها.. وأنها دفعت أثمانا هائلة في "الوقت الضائع" إلى حين وصول القيادة السياسية لقناعة بتوقيع الاتفاق.. ولذلك فإن قرع طبول الحرب يظل في إطار التكتيك.

وصحيح أن ثمة مخاوف لدى نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة ومن انهيار حكومته، ولكن في المقابل فإن الاستحقاق الانتخابي للكنيست لم يتبقَّ عليه أصلا في توقيته الدوري سوى بضعة أشهر (نحو 8 أشهر)؛ وبالتالي فلن يُحدث انسحابه فرقا كبيرا. ثم إن أطرافا من المعارضة مستعدة لإعطاء الحكومة نوعا من شبكة الأمان لإنفاذ المرحلة الثانية من الاتفاقية، بما يمنع سقوط الحكومة.

تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع
أما تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع، وإلا فسيكون الثمن "جحيما".. فترامب نفسه يمارس براجماتية التاجر الانتهازي، بينما ينظر بنرجسية وفوقية للآخرين؛ غير أنه شخصية مُتقلّبة لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ثم إن سعيه لسرعة الإنجاز مع عدم ميله لخوض الحروب، يجعله ينتقل من موقف إلى آخر. وقد سبق لترامب أن هدد المقاومة بإطلاق سراح الأسرى في توقيت محدد، ولم تستجب له، وهو من طرفه لم يفعل شيئا.

ثم إن ترامب نفسه تجاوز "المحرمات" الأمريكية على مدى نحو ثلاثين عاما، وعقد محادثات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكان. وهو نفسه يعمل الشيء ونقيضه في دعمه لمسار التسوية السلمية والتطبيع، بينما يدعم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وتهجير أهل قطاع غزة وتهديد الأمن القومي للبلاد العربية.

* * *

حماس من طرفها، أوضحت أنها غير قابلة للابتزاز، وأنها لا تخشى تهديدات نتنياهو وترامب، وأنها مع إنفاذ الاتفاقية، لكنها لا تخشى من الحرب إن فُرضت عليها، وأن تهديدات ترامب (من ناحية منطقية) يجب أن تُوجَّه إلى من يُعطّل الاتفاق ويرفض تنفيذه (الطرف الإسرائيلي)، وليس إلى من يلتزم به.

وتظل المعضلة الإسرائيلية أن حماس ما تزال تملك ورقة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في تحرير أي من أسراه طوال هذه الحرب المريرة، لن يحصد إلا الفشل إذا ما أعاد المحاولة.

ولذلك، فقد يتابع الاحتلال الإسرائيلي لعبة الضغوط والابتزاز وتضييع الوقت، لكن يقظة المقاومة وحكمتها وحزمها المعتاد، سيجبر الاحتلال في النهاية على تنفيذ الاتفاق.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • حماس: سياسة التجويع الإسرائيلية تطال الأسرى في غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل صحفيا من باحات المسجد الأقصى
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • إصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وسط وجنوب قطاع غزة
  • في جنوب سوريا..توغل جديد للقوات الإسرائيلية
  • آخر تطورات عدوان الاحتلال على طولكرم مع دخوله اليوم الـ 41
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
  • العدوان الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه الـ40
  • طائرة بدون طيار.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارة على شمال قطاع غزة
  • تطورات الضفة.. هدم منازل لشهداء وأسرى واستشهاد فلسطيني بنابلس