بوابة الوفد:
2025-01-19@19:49:59 GMT

نتنياهو بين فكى المعارضة وتراجع الحلفاء

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

دراكولا العصر نتنياهو فقد أعصابه، وبات مهتزًا ومترنحًا بصورة كبيرة بعكس ما يحاول إظهاره للمحيطين من أنه الأقوى، وأنه سوف يستمر، وأن خطته فى غزة تؤتى ثمارها، وكل شيء مدروس تمامًا، وأن المعركة سوف تحقق أهدافها، وتصبح إسرائيل ملاذًا أمنًا ليهود العالم، انطلاقًا إلى الحلم الأكبر المزعوم من المحيط إلى الخليج.


هذه الأوهام مردود عليها بالحجة والدليل ونبين خلال السطور التالية الأسباب الكامنة وراء الأرض المهتزة التى باتت تزلزل عرش رئيس وزراء الاحتلال.
أولًا: نتنياهو فى بداية المعركة على غزة قال إن قواتنا ذاهبة فى نزهة نقضى خلالها على حركة حماس تمامًا وتدمير غزة وتهجير الغزيين إلى دول الجوار، وغرته قوته وقوة داعميه، حيث وضع مخططًا زمنيًا مدته 15 يومًا فقط لإنجاز العملية الحربية بنجاح، ونحن الآن وبعد 108 أيام ما زالت إسرائيل فى غيها والمقاومة الفلسطينية تزداد قوة والرهائن اليهود فى خبر كان.
ثانيًا: نتنياهو الذى يدعى القوة والجبروت يحاول تحقيق أى نصر فى غزة، وفتح بؤر صراعات جديدة فى المنطقة ليهرب من مطاردة المعارضة والجبهة الداخلية وأهالى الرهائن ومطالبتهم له بإنهاء الحرب فورًا وتقديمه وقادة الجيش إلى محاكمات عاجلة بسبب الإخفاق فى القطاع، علمًا بأن نهاية هذه المحاكمات محسومة وقدما بأنها سوف تقضى فى أقل خسائرها على مستقبله السياسى إلى الأبد.
ثالثًا: صمود المقاومة الفلسطينية طوال هذه الأيام فى مواجهة حرب الإبادة الجماعية والدعم اللا محدود من أمريكا وأوروبا، وتصديها لترسانة الأسلحة والحرب جوًا وبرًا وبحرًا، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، والرد بقوة وضرب أهداف استراتيجية فى قلب تل أبيب، أصاب رئيس وزراء الاحتلال فى مقتل، وكشفت تقديراته الخاطئة تجاه المقاومة التى أشعلت مسارات المعركة فوق الأرض وتحتها وما زال فى جعبتها الكثير وتعمل وفق تكتيكات عسكرية وأنها دربت تدريبًا أربك صفوف الاحتلال.
رابعًا: ظهور خلاف كبير ومتصاعد بين الحكومة والجيش فى إسرائيل، حيث تحمل الحكومة الجيش المسئولية كاملة عن طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر وتبرئ نفسها، كما ينتقد وزراء بالحكومة أعضاء لجنة شكلها الجيش للتحقيق فى الهجوم الذى تعرضت له إسرائيل، وفى الوقت ذاته الجيش يعارض تعديلات نتنياهو للحد من سلطة القضاء.
خامسًا: بدأت الخلافات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية تتسرب إلى العلن، وبات الصراع واضحًا داخل مركز صناعة القرار بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، والقائد السابق للجيش الإسرائيلى بينى غانيتس، ويدور الصراع المحتدم حول نقطتين جوهريتين وهما: ما إذا كانت إسرائيل مطالبة بالتفاوض لإنهاء الصراع وتحرير الرهائن، والنقطة الثانية والأهم من يحكم القطاع المنكوب بعد انتهاء العرب؟
سادسا: مع تصاعد الضغوط من قبل واشنطن لتخفيف الهجمات على غزة لوقف بحور الدماء استجابة للرأى العالمى الشعبى المتصاعد، خاصة بعد فشل الحكومة الإسرائيلية فى مهمتها بالقطاع حتى الآن، فقد نتنياهو أعصابه حتى تجاه بايدن الحليف الأقوى والأبدى لإسرائيل، وبدأ يراهن على عدم استمرار إدارة بايدن فى الحكم وبالتالى لن تكون قادرة على اتخاذ أى قرار يؤثر على إسرائيل سلبا، مؤكدا أن فوز بايدن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أمر مستحيل بسبب تدنى شعبيته بعد موقفه مؤخرا من حرب غزة، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل فى حربها على غزة سيبقى مستمرا ولن يتأثر بتغير الإدارة الحالية.
باختصار.. نتنياهو يعيش أسوأ أيامه فقد تراجعت شعبيته بصورة كبيرة لأول مرة فى الداخل الإسرائيلى، كما أن خلافاته الحادة مع أعضاء الحكومة وخاصة وزير الدفاع الذى حاول اقتحام مكتبه ظهرت للعلن، وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدى، فى الوقت ذاته بلغت خلافاته مع بايدن ذروتها وبدأت العلاقات تشهد تدهورا غير مسبوق، كما أنه يواجه ردود أفعال داخلية متصاعدة وصلت إلى دعوات للاعتصام المفتوح أمام منزله خلال الساعات المقبلة اعتراضا على الإخفاق الذى تعرض له الجيش فى غزة.
تبقى كلمة.. سيناريوهات الحرب فى غزة تسير جميعها فى اتجاه إنهائها قريبا، ونأمل أن يبقى مصير غزة وإدارتها فى أيدى أبنائها دون وصاية يهودية أو غربية تحت أى ظرف من الظروف، وإذا تطلب الأمر مساعدة لبسط الأمن وإعادة الاستقرار فى المرحلة الأولى فليكن الحل عربيا، فجراحنا لا تحنو عليها إلا أيدينا.. عاشت فلسطين عربية ودامت عربية أبد الآبدين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة حرب غزة باختصار رئيس وزراء الاحتلال فى غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يعلن بقاءه في الحكومة بعد خضوع نتنياهو لشروطه

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسائيل سموتريتش، قرر البقاء في الحكومة، رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت "القناة 12" الإسرئايلية إن "الوزير سموتريتش قرر البقاء في الحكومة بعد اتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وأوضحت أن الاتفاق بين سموتريتش ونتنياهو ينص على تنفيذ كافة أهداف الحرب بما في ذلك تدمير قدرات حركة حماس.

مقالات مشابهة

  • وزير مالية الاحتلال يهدد نتنياهو بإسقاط الحكومة.. تفاصيل
  • نتنياهو يوجه الجيش بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار حتى تسلم بأسماء الأسيرات الثلاث
  • نتنياهو: أتعهد باستكمال تنفيذ كل أهداف الحرب.. والرئيسان بايدن وترامب منحانا دعمًا كاملًا
  • نتنياهو: الرئيسان بايدن وترمب منحا “إسرائيل” الحق في العودة للقتال  
  • ماذا قال بايدن عن تفاصيل محادثته مع نتنياهو حول قصف غزة؟ (شاهد)
  • سموتريتش يعلن بقاءه في الحكومة بعد خضوع نتنياهو لشروطه
  • كواليس..بايدن يشيد بأنفاق حماس ويهاجم نتنياهو
  • بايدن: على نتنياهو استيعاب مخاوف الفلسطينيين المشروعة
  • بايدن: حكومة نتنياهو الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل
  • عاجل | بايدن: الطريق نحو اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لم يكن سهلا