يديعوت أحرونوت: تكتيكات حزب الله حيرت قيادة الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قال يوسي يوشع المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت إن الخطر الماثل من حزب الله اللبناني قلب حال الجليل شمال إسرائيل من منطقة آمنة يستمتع فيها المرء بهواء الجبل، إلى منطقة عسكرية تغص بالدبابات والجنود وكبار الضباط، الذين تتباين آراؤهم بشأن كيفية إعادة الحياة في المنطقة إلى طبيعتها.
وأورد المراسل في مقاله التحليلي أنه في كل مركز عمليات داخل القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، هناك لافتة توجز المهمة وهي "حماية المجتمعات الشمالية"، يمكن للمرء مشاهدتها في كل المناطق السكنية والبؤر الاستيطانية ومواقع الجيش التي أقيمت مؤخرا.
وبحسب رأي يوشع، فقد أضحى جليا أن هذه اللافتة لا تجسد واقعا معاشا فحسب، بل تكرِّس حقيقة "مُرّة" أيضا. فقد قال ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي -لم تذكر الصحيفة اسمه- إنه ملتزم بحماية المنطقة "ولكن من دون سكان لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن مغزى" وجود القوات هناك.
حقيقة صارخة
إن الحقيقة الصارخة -يضيف المحلل العسكري- هي أن الجليل لم تعد تشبه سابق حالها عندما كانت مزدهرة، فهي اليوم أشبه ما تكون بمنطقة مزقتها الحرب حيث لا يُعرف على وجه اليقين من يملك زمام الأمور فيها.
ويتابع الكاتب القول إن الأوضاع الحالية هناك تعيد إلى الذاكرة من خبروا القتال في جنوب لبنان في تسعينيات القرن الماضي عندما كان الجيش الإسرائيلي يجري مناورات عند المنحدر الخلفي لمنطقة صفد، ويتخذ الجنود الاحتياطات اللازمة لتقليل خطر تعرضهم للإصابة بصاروخ مضاد للدبابات من حزب الله كان موجها صوب أهداف عسكرية فقط.
لكن هذا النهج من التعامل مع هجمات حزب الله لم يعد يضمن سلامة الجنود الإسرائيليين كما أظهرت الأحداث الأخيرة، وفقما أفاد مقال يديعوت أحرونوت، الذي يصف مقتل باراك أيالون ووالدته ميرا الأسبوع الماضي بأنه بمثابة تذكير مؤلم بعدم فعالية هذه الإستراتيجية.
وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي لم ينتقم لمقتل أيالون ووالدته، ولم يشن هجوما قويا إعلانا منه بتجاوز الخطوط الحمراء، ويرى أن هذا الامتناع يعد مؤشرا آخرا على تآكل قوة الردع، التي تعرضت بالفعل لأضرار جسيمة عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فوارق
وأورد المراسل في تحليله الفوارق بين الماضي والحاضر في التكتيكات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي كإجراءات احترازية في الشمال المتاخم للبنان.
ففي الماضي، كان الجيش يصدر أوامر واضحة للسائقين في منطقة صفد لإطفاء المصابيح الأمامية لسياراتهم. وكانت هذه المنطقة تجتذب العديد من السياح الذين يريدون الاستمتاع بأجواء المنطقة. وكانت تلك الأوامر العسكرية تصدر وسط مزرعتين من مزارع الكروم المشهورة. وعندما تتوقف قافلة السيارات في نهاية المطاف، كان الجيش يتوخى الحذر الشديد لاختيار موقع سري وخفي.
وكان يُطلب من السائقين ارتداء سترات وخوذات واقية، ووضع شريط أسود لاصق على المصابيح الأمامية لسياراتهم، واستخدام أجهزة الرؤية الليلية. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأوضاع حدثت في وقت لم يكن عصر الهواتف المحمولة قد أطل على الناس.
وهناك فرق آخر ملحوظ، بحسب يوشع، ففي السابق كانت تلك الإجراءات برمتها ضرورية قبل الدخول إلى لبنان.
أما اليوم، فإن تلك التدابير يجري تطبيقها قبل الدخول إلى الأراضي الخاضعة لإسرائيل، والتي يُطلق عليها المنطقة الأمنية الجديدة، وفق المقال التحليلي.
وقال يوشع إنه يحزنه أن يشهد التحول من مركبات السياح الرباعية الدفع إلى الدبابات وسيارات الجيب العسكرية، وإقامة مواقع حصينة للجنود المقاتلين داخل الأودية، امتثالا لتعليمات قائد فرقة الجليل العميد شاي كالبر.
كابوس
وأضاف أن كالبر على دراية وثيقة بما سماه "الكابوس" الذي يلوح في الأفق والمتمثل بغزو محتمل من "وحدة الرضوان" العسكرية التابعة لحزب الله. وبحسب يوشع، فإنه على الرغم من الجهود التي يبذلها الجيش لإبعاد هذا التهديد الكبير بضعة كيلومترات، فإنه من المؤكد أن هذا لا يكفي لتهدئة مخاوفه.
وفي صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سارع كالبر إلى التحرك وأعلن حالة الحرب وقام بتعبئة جميع قوات الاحتياط للطوارئ.
وكان ما يخشاه أن يكون حزب الله مشاركا في مخطط حركة حماس، وأن ينفذ إستراتيجية مماثلة في شمال إسرائيل، وفقا للمحلل العسكري في مقاله حيث يصف الحزب اللبناني بأنه أكثر استعدادا ومهارة وفتكا بالمقارنة مع حماس.
ومضى الكاتب إلى القول إن التقارير الواردة من لبنان تشير إلى عدم إحراز تقدم في المفاوضات الرامية لإبعاد حزب الله من الحدود مع إسرائيل.
وقال يوشع إن الحكمة "تملي علينا بألا نتحمل مخاطر لا مبرر لها"، فمع أن حزب الله ربما يكون قد سحب وجوده الفعلي على الحدود، فإن تصميمه لا يزال راسخا ولم يتزعزع، كما يتجلى ذلك في إعلانه الاستمرار في القتال إلى أن تضع الحرب في قطاع غزة أوزارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
البرهان من مقر قيادة الجيش: “الدعم السريع” إلى زوال
الخرطوم: قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، الأحد، إن “المعركة ماضية إلى نهايتها” ضد قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن الأخيرة متجهة “إلى زوال”، جاء ذلك خلال مخاطبة البرهان، ضباط وجنود الجيش في مقر القيادة بوسط الخرطوم، بحسب بيان من الجيش.
وزيارة البرهان، هي الأولى إلى مقر قيادة الجيش في وسط الخرطوم، بعد حوالي 17 شهرا من مغادرته للمقر، حيث كان مقراً له فيه الشهور الأولى للحرب.
وذكر أن “القوات المسلحة في أفضل حالاتها.. وسنمضي بعزيمة شعبنا نحو القضاء على التمرد في كل السودان”.
وأضاف أن الانتصارات التي تحققت مؤخرا في مختلف المحاور، “ما كان لها أن تحدث لولا التفاف الشعب حول قواته المسلحة”، مضيفا أن “المعركة ماضية نحو نهاياتها وأن التمرد (الدعم السريع) إلى زوال”.
وأشاد البرهان- الذي يتولى منصب قائد الجيش- بالضباط والجنود المرابطين بالقيادة “الذين صمدوا لأكثر من 20 شهراً داخل مقر قيادة الجيش”.
وفي 25 أغسطس/ آب 2023، ظهر البرهان بمدينة “أم درمان” غرب العاصمة، وتفقد عددا من المنشآت العسكرية بعدما ظل متمركزا في مقر القيادة العامة بالخرطوم منذ أبريل/ نيسان.
وقال حينها: “خروجي تم بمشاركة كل وحدات الجيش؛ القوات الجوية والبرية والبحرية، وكانت عملية شهدت قتالا ولم تكن عملية استجداء لأي شخص”.
والجمعة، أعلن الجيش فك الحصار عن مقر “سلاح الإشارة” بمدينة بحري، والتقاء قواته بمدينتي أم درمان وبحري بالقوات المرابطة بالقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
ويخوض الجيش و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
(الأناضول)