لم أجد أقوى من تلك الجملة التى قالها الرئيس السيسى فى لقائه مع الرئيس الصومالى محمد شيخ حسن عنوانًا للمقال اليوم، الجملة وجهها الرئيس لإثيوبيا وداعمًا فيها جمهورية الصومال الشقيقة التى تتعرض لمؤامرة كبرى على أراضيها من دولة إثيوبيا المتجاوزة لكل حقوق الجوار.
إثيوبيا تحاول الاعتراف بتمرد ما يعرف بأرض الصومال وهى مجموعة متمردة تحاول تمزيق الصومال ووقعت اتفاقًا تمنحه بمقتضاه أديس أبابا ميناء فى الأراضى التى استولت عليها.
لذلك فإن الرئيس السيسى أكد أن مصر لن تسمح بالاعتداء على أشقائها قاصدًا الصومال خاصة إذا طلب الأشقاء تدخل مصر.
هذه الرسالة الواضحة تأتى ضمن سياسة عاقلة تنتهجها مصر، ولكنها سياسة للصبر حدود، وتلك الرسالة ليست الأولى الحاسمة، وإنما تشبه إلى حد كبير الخط الأحمر الذى حدده الرئيس السيسى فى ليبيا، وهو ما أدى إلى وقف الحرب هناك، وعدم تجرؤ ميليشيات مصراتة المدعومة من تركيا وقتها تجاوز هذا الخط
هذا النوع من الرسائل يعجبنى على المستوى الشخصى وأعتقد أنه يلقى راحة وشعورًا بالفخر لدى كل أبناء الشعب المصرى.
لقد مارست مصر مع إثيوبيا أقصى درجات ضبط النفس رغم كل ما فعلته من مراوغة وتحالفات ضدنا لا لشىء إلا لأن مصر تدرك أن انتفاضتها لن تصيب ابى أحمد وحكومته فقط، وإنما الشعب الإثيوبى هو من سيدفع الثمن.
إنما يصل الأمر إلى تهديد دولة عضو بجامعة الدول العربية والاقتراب من نفوذ مصر فى القرن الأفريقى فهيهات يا إثيوبيا.
الزخف بالباطل نحو منفذ على البحر الأحمر من خلال الصومال الدولة الشقيقة لمصر خط أحمر جديد يرسمه الرئيس السيسى، وأعتقد أن الجميع يعلم أنه ليس من السهل أن يتحدث بهذا الوضوح دون أن يعلم الخطوات القادمة إذا لم تردع أديس أبابا.
سوف تكشف الأيام القادمة عن ترتيبات مصر الكبيرة فى البحر الأحمر والقرن الأفريقى، التى يقوم بها رجال مصر فى صمت غير معلن، وتقدم إلى الرئيس الأمن القومى المصرى ليس مجرد جملة نرددها، وإنما عقيدة ثابتة، لا تتغير أبدًا.
الدولة المصرية التى لم تتغير حدودها منذ فجر التاريخ، والتى لم يتوقف نيلها عن الجريان، ستبقى كما هى مهما تقول عليها المرجفون، ودائمًا مهما طال الزمن سيستمر التاريخ فى كتابة مواقف رئيسها وجيشها وشعبها بأحرف من نور.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن القومى المصرى الشعب المصرى الرئيس السيسي محدش يجرب مع مصر الرئیس السیسى
إقرأ أيضاً:
«واشنطن بوست»: أغنى رجل في العالم أصبح «الصديق الأول» لـ«ترامب».. ماسك يجب أن يكون أينما يكون الرئيس المنتخب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ صعود الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، ظلت القواعد غير الرسمية التى تحكم ناديه الخاص دون تغيير، ومؤخرا، انضم رجل آخر إلى هذا النادى وهو إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي، ومؤسس شركة سبيس إكس، ورئيس شركة تيسلا، ومالك موقع تويتر الذى تحول إلى إكس ــ والآن، أحد أتباع ترامب والمقربين منه.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بعد العشاء فى منتجع "مار إيه لاغو" السبت الماضي، وقف ماسك لمغادرة الطاولة التى كان يتناول عليها العشاء مع ترامب، وصفق له ضيوف النادى قبل أن يقفوا لتحيته هو وابنه الصغير، الذى قدمه لأحدهم باسم "بيبى إكس".
لا غنى عنه
وأيد ماسك، ترامب رسميًا قبل أقل من أربعة أشهر من يوم الانتخابات، لكنه عمل بسرعة على جعل نفسه لا غنى عنه منذ ذلك الحين، حيث تبرع بما لا يقل عن ١١٨.٥ مليون دولار لمجموعة أمريكا باك، وهى مجموعة عملت بشكل وثيق مع حملة ترامب لجذب الناخبين ذوى الميول المنخفضة، وانغمس فى تفاصيل المجموعة.
كما قام ماسك شخصيًا بحملة لصالح ترامب فى جميع أنحاء بنسلفانيا، واستخدم منصة التواصل الاجتماعى "X" للترويج للمرشح الجمهوري.
وفى الأسابيع الأخيرة من السباق الرئاسي، أصبح إيلون ماسك بديلًا مهمًا لترامب، والآن خلال فترة الانتقال، برز أغنى رجل فى العالم فى كل مكان مع الرئيس المنتخب.
من جانبها؛ قالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم ترامب- فانس فى بيان عبر البريد الإلكتروني: "إيلون ماسك والرئيس ترامب صديقان عظيمان وقائدان لامعان يعملان معًا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، إيلون ماسك هو قائد أعمال لا يتكرر إلا مرة واحدة فى الجيل، ومن المؤكد أن بيروقراطيتنا الفيدرالية ستستفيد من أفكاره وكفاءته"، بحسب "واشنطن بوست".
ومنذ الانتخابات، استقر ماسك فى منتجع "مار إيه لاغو"، ويظهر بشكل يومى تقريبًا للعب مع ترامب، ولديه قدر ما يريد من النفوذ، وفقًا لشخصين مطلعين.
كان حاضرًا فى كثير من الأحيان خلال الاجتماعات التى كان ترامب وفريقه يناقشون فيها المناصب الوزارية، وانضم إلى بعض اجتماعات ترامب مع المرشحين لشغل مناصب وزارية.
كما شارك ماسك فى مكالمة ترامب الأسبوع الماضى مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي.
وأدى ظهور ماسك كمركز قوة فى فلك ترامب بالفعل إلى دفع الغرباء إلى البحث عن أشخاص مقربين من ماسك يمكنهم الضغط عليه للضغط على ترامب.
إزعاج المستشارين
ولكن ماسك يخاطر بالفعل بتجاوز حدوده، وبدأ بالفعل فى إزعاج بعض مستشارى ترامب والمقربين منه الذين ظلوا فى فلك الرئيس المنتخب لفترة أطول، كما قال أحد المستشارين، فقد انزعج البعض من حضوره الدائم.
فى حين انزعج آخرون من ميل ماسك إلى تقديم ملاحظات حول المرشحين لمناصب مجلس الوزراء وغيرها من المناصب الإدارية، بما فى ذلك فى المجالات التى لا يفهمها تمامًا.
ويشعر آخرون بالانزعاج من علاقاته المستمرة مع عملاء مقربين من حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (جمهوري) - وهو منافس لترامب فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لعام ٢٠٢٤ والذى تربطه علاقة فاترة ببعض كبار مستشارى ترامب.
بما فى ذلك رئيسة الأركان القادمة سوزى وايلز، التى عملت سابقًا مع ديسانتيس فى فلوريدا. وقد أثارت تفاصيل الأمن الكبيرة الخاصة بماسك استياء البعض.
كما بدأ يتدخل علنًا بطرق أخرى تضعه فى مرتبة أعلى من المكانة التى وضعها ترامب، بما فى ذلك تأييد السيناتور ريك سكوت (جمهورى من فلوريدا) كزعيم للأغلبية فى مجلس الشيوخ - وهى الخطوة التى لم يتخذها ترامب نفسه.
فى يوم الأربعاء، رفض الجمهوريون سكوت وانتخبوا السيناتور جون ثون (جمهورى من ساوث داكوتا) كزعيم للأغلبية فى اقتراع سري.
كما أضاف ماسك صوته علنًا إلى جوقة المحافظين المؤيدين لشعار"MAGA" "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، الذين يطالبون دى سانتيس بتعيين زوجة ابن ترامب، لارا ترامب، فى مقعد مجلس الشيوخ فى فلوريدا.
ومع ذلك، فإن العلاقة بينهما تتسم بالتكافل، كان ماسك متشككًا فى الأصل فى ترامب. ولم يدعمه عندما ترشح للرئاسة لأول مرة فى عام ٢٠١٦، قائلًا إنه يفضل سياسات هيلارى كلينتون ووصف ترامب بأنه "ليس الرجل المناسب" فى الأيام التى سبقت الانتخابات.
وفى العام التالي، استقال من مجلس استشارى حكومى احتجاجًا على قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. وحتى خلال دورة الانتخابات هذه، أبقى ماسك ترامب على مسافة فى البداية، وأخبر زملاءه المانحين من المليارديرات أنه يأمل فى مساعدة ترامب فى الفوز بالانتخابات دون أن يصبح مرتبطًا به علنًا.
بدأ ماسك فى التبرع للجنة العمل السياسى المؤيدة لترامب فى أمريكا فى أوائل يوليو، لكنه لم يؤيد ترامب رسميًا حتى بعد وقت قصير من محاولة اغتيال فاشلة.
بالنسبة لترامب، كانت الجاذبية أكثر وضوحا. لطالما كان الرئيس المنتخب مسرورًا عندما يكرمه الأثرياء المؤثرون علنًا، وهو أيضًا من عشاق كبار المسؤولين التنفيذيين الذين ينبهرون بالأفراد الأثرياء الذين لا يحتاجون إلى أى شيء منه.
عودة الحساباتلقد اكتسب ماسك مصداقية لدى ترامب وجمهوره عندما استولى على تويتر، وأعاد تسميته بـ X، وروج له كمنصة لحرية التعبير المتطرفة وأعاد حسابات المحافظين بما فى ذلك ترامب، الذين تم حظرهم سابقًا.
بالطبع، من المتوقع أن يستفيد ماسك أيضًا. فقد خضعت إمبراطورية ماسك التجارية المترامية الأطراف للتدقيق التنظيمى من قبل إدارة بايدن، مع إجراء تحقيقات فى كل من شركتى تسلا وإكس.
فى اليوم التالى للانتخابات، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى صورة عائلية لترامب تضم الرئيس المنتخب وأسرته وماسك.
فى الواقع، نجح ماسك فى إدراج نفسه بسلاسة كشخصية أخرى فى مدار ترامب، وقال أحد الأشخاص الذين يعرفون ماسك: "إنه يراهن بكل قوته على الرئاسة. إنها مسألة تستهلك كل طاقته".
وأضاف ترامب مازحا أنه لن يتمكن من التخلص من ماسك الآن، لأنه يحب أن يكون أينما يكون ترامب.