الظروف التى تأسست فيها إسرائيل كانت الدول العربية تقع تحت احتلال أجنبى غاشم موالٍ للحركة الصهيونية ولقيام دولة يهودية على حساب حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره على أرضه. وترى نسبة كبيرة من الشعوب العربية إسرائيل كدولة محتلة لا شرعية لها.
وترجع حالة الرفض العربى للوجود الإسرائيلى بسبب الغرض الذى قامت من أجله الدولة فى المقام الأول، حيث ينص دستور إسرائيل «غير المكتوب» على أنها الوطن القومى لليهود، وهى بذلك تكون الدولة الوحيدة فى العالم التى ينص دستورها على أنها وطن قومى لديانة معينة.
ولذلك يرى الكثيرون أن إسرائيل ما هى إلا ثيوقراطية دينية راديكالية متخفية فى رداء الديمقراطيات الغربية العلمانية. وتستمر حالة الاحتقان الدائمة بين الطرفين بسبب إصرار إسرائيل على اعتبار الصهيونية حركة غير عدائية للديانات الأخرى ولا تنتهك حقوق المواطن العربى المسلم فى أن تكون له نفس الأرض «كوطن قومى أيضاً» ونتيجة للحرب الدينية التى بدأتها إسرائيل على تلك الأرض، ووجود عدد كبير من الضحايا العرب الذين قضوا جراء مواجهات مسلحة مع إسرائيل خلال الحروب وتستمر العداوة بين أغلب العرب وإسرائيل على أساس دينى وقومى أو تحديداً بين المسلمين والصهاينة «يهوداً كانوا أو مسيحيين بوتستانت الذين يرون فى إسرائيل أنها تحقق نبوءات توراتية فى نهاية الزمان».
ويستند المشككون فى شرعية إسرائيل كدولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية على عدم الوجود المنظم لليهود على الأرض إلا منذ ما يقارب 200 عام، فى حين سكن المسلمون فلسطين فى عهد خليفة المسلمين الثانى عمر بن الخطاب.
إسرائيل لم تتبنَّ دستوراً رسمياً بالرغم من أن إعلان الدولة دعا إلى إقرار دستور بتاريخ لا يتجاوز أول أغسطس 1948، وأصدر رئيس الحكومة المؤقتة دافيد بن جوريون آنذاك أمراً ينص على استمرار سريان مفعول قوانين الانتداب البريطانى بما لا يتعارض مع التغيير الناشئ عن إقامة الدولة وتحديده للجمعية التأسسية المنتخبة كجهة منوط بها وضع الدستور وإقراره، إلا أن هذه المهمة ظلت تنقل إلى شخصيات أخرى، وبالرغم من توقعات أن تكون هذه التسوية والتسويات اللاحقة آنية أو مؤقتة، إلا أنه ما زال الأمر المذكور فى تعديلاته المفصلة فى «أمر أصول الحكم والقانون» الصادر عن مجلس الدولة المؤقت فى 19 مايو 1948 سارى المفعول فى هذا اليوم. ومع ذلك فإن الكنيست الإسرائيلى، سن «قوانين أساسية» كأدوات قضائية بديلة للدستور والتى تنظم أعمال السلطات وحقوق الإنسان فى بعض المجالات، ولكن عدم وجود دستور كامل وعدم وضوح أفضلية القوانين الأساسية على القوانين العادية تجبر المواطنين والمؤسسات على التوجه للمحكمة العليا لتفسير النظام القانونى فى العديد من حالات الغموض ما يجعل مكانة المحكمة العليا أقوى من المقبول فى دول أخرى.
تعرِّف إسرائيل نفسها على أنها دولة ديمقراطية برلمانية ومتعددة الأحزاب بشكل مماثل للأنظمة الديمقراطية فى أوروبا الوسطى. أى أن المؤسسة المركزية هى البرلمان الذى يلعب دور المجلس التشريعى كما ينتخب أعضاؤه الحكومة ورئيس الدولة ويراقب أعمال المؤسسات الحكومية.
يطلق على البرلمان الإسرائيلى اسم «الكنيست» أى «المجمع».
ويحق لجميع المواطنين الذين بلغ عمرهم 18 عاما أو أكثر والذين يقيمون داخل حدود إسرائيل لعام 1948 والجولان والمقيمين فى المستوطنات فى الضفة الغربية التصويت للكنيست، بينما لا يحق التصويت فى الكنيست لسكان الضفة الغربية ولا سكان قطاع غزة، وذلك منذ احتلالها عام 1967 حتى اليوم. بعد الانتخابات العامة ينتخب أعضاء الكنيست رئيساً لحكومة جديدة من بين الأعضاء ويمنحونه فترة معينة لتشكيل حكومته، ثم يقرر أعضاء الكنيست الحكومة بالشكل الذى يقترحه رئيسها المنتخب.
رغم ما تزعمه إسرائيل من أنها دولة ديمقراطية إلا أنها تعتبر دولة عنصرية لارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى المجلس التشريعى حكاية وطن
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: إسرائيل تخطط لتكرار ما حدث في غزة بالضفة الغربية
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، إن الموقف المصري شكل حائط صد وسد منيع أمام مخططات إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، ليس فقط في التدمير والقتل واستهداف النساء والأطفال، كما نرى على مدار عام من جرائم الإبادة الجماعية، ولكن فيما يتعلق بمخطط تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية.
تصريحات الحكومة اليمينة المتطرفةوأضاف «أحمد»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح» تقديم الإعلامي رامي الحلواني عبر فضائية إكسترا نيوز، أن تصريحات الحكومة اليمينة المتطرفة الإسرائيلية على مدار اليومين الماضيين بشأنّ فرض السيادة على الضفة الغربية، تشير إلى مخطط إسرائيلي حول استنساخ ما حدث في قطاع غزة، ونقله للضفة أيضا.
موقف مصر صلب يرفض كل المخططات الإسرائيليةوتابع خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن موقف مصر صلب يرفض كل المخططات الإسرائيلية، كما تتحرك مصر على كل الاتجاهات من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي وكشف جرائم الحرب، موضحا: «نشهد الآن معركة الشريعة والحق الفلسطيني مقابل نظيرتها الخاصة بمخططات اليمين المتطرف الإسرائيلي في تقويض الدولة الفلسطينية وكل مقومات الشعب الفلسطيني».