أظهر العدوان المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تضارباً في المواقف بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بعد ظلا لسنوات طويلة يدوران في فلك واحد، فيما يتعلق بكثير من القضايا الدولية في مختلف أنحاء العالم.

استنكارات ضد أفعال الاحتلال الإسرائيلي

وبدأت أصوات بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتعالى للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وجاء اليوم رد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بالدعوة لإلزام حكومة الاحتلال بقبول إقامة دولة فلسطينية، باعتبار أن حل الدولتين يوفر ضمانة حقيقية لإقرار السلام في الشرق الأوسط، وتمت هذه المطالبة خلال لقاءات في العاصمة البلجيكية بروكسل، جمعت وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية عدد من الدول العربية، إضافة إلى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب ما ذكرت شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27، مع وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قبل الاجتماع اللاحق مع وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، حيث تمت هذه الاجتماعات بشكل منفصل على هامش الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وفي وقت سابق، أدانت الأمم المتحدة تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي أعلن فيها رفضه الدعوات لإقامة دولة فلسطينية، لدرجة أن البعض يفسر هذا الموقف من جانب نتنياهو على أنه يمثل تحدياً لموقف إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي أعلن دعمه لحل الدولتين.

وأعرب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه إزاء الوضع الإنساني الصعب في غزة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك.

واستنكر عضو البرلمان الأوروبي، ميك والاس، في كلمته أمام البرلمان الأوروبي، دعم الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة في هجماتها المستمرة على الحوثيين في اليمن.

وقال «والاس» في كلمته: «لم يقتل الحوثيون أحدًا، بل إن موقفهم مشرف وإنساني لأنهم قرروا مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها الصهاينة ضد أبناء غزة».

نشر الأكاذيب بهدف تعزيز النفوذ العسكري

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان بشدة إقناع بقية الدول الغربية التي لم تشارك في تحالف البحر الأحمر بالمشاركة من خلال ممارسة ضغوط وإثارة المخاوف ونشر الأكاذيب بهدف تعزيز النفوذ العسكري في المنطقة وتوفير الحماية للاحتلال.

الاتحاد الأوروبي يدعو واشنطن إلى إنهاء النزاع بشأن الصلب 

وعلى جانب آخر، حذّرت مفوضية التجارة في الاتحاد الأوروبي من الآثار السلبية المستمرة لنزاع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الصلب، وأكدت على أهمية إيجاد حل وسط ينهي المواجهة بين الطرفين.

وفي عام 2018، فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25٪ على الصلب و 10٪ على الألومنيوم، وذلك بحجة الأمن القومي، وتسببت هذه الرسوم في استياء عواصم الاتحاد الأوروبي.

ويوم الخميس الماضي، رفض البرلمان الأوروبي اعتماد مشروع اتفاق مؤقت يسمح بنقل البيانات المصرفية للمواطنين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة، وذلك لغرض مكافحة تمويل الإرهاب.

ورفض 378 نائبًا أوروبيًا المشروع، في حين وافق 196 نائبًا عليه، بعدما تم طرحه للتصويت في البرلمان، تم توقيع اتفاق مبدئي بين وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في نهاية نوفمبر الماضي.

تعقيد الأمر بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا

ومن ناحية آخرى، صرّح جوناثان نورونها جانت، المتحدث باسم «جلوبال ويتنس»، أنه صدم بالأمر ووصفه بأنه مثير للصدمة، وأضاف أنه من المدهش أن دول المجتمع تبذل كل الجهود للتخلي عن الغاز الروسي المورد عبر الأنابيب وتستبدله بالغاز الطبيعي المسال. 

وحذر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن فرض حظر شامل على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي قد يتسبب في أزمة طاقة مماثلة لتلك التي واجهتها العام الماضي في عام 2023.

مما يعقد الأمر بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا تجاه تفعله ضد استمرار مساعدات إسرائيل لاستمرار الحرب ومساندة أوكرانيا لاستكمال الحرب ضد روسيا وانخفاض الغاز إلى دول أوروبا التى تعتمد بنسبة كبيرة عليه، بالإضافة إلى أفعال الولايات المتحدة تجاه الحوثيين مما عمل تغير مسار السفن والمركبات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي أوروبا أمريكا الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی فی الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة وزراء خارجیة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون علمها

أكد زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون موافقتها أو خلف ظهور شركائها في أوروبا، قبل شهر واحد فقط من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.

وأصبح موقف أوكرانيا محفوفًا بالمخاطر بعد أكثر من 1000 يوم من الحرب، حيث تواصل روسيا تحقيق مكاسب في ساحة المعركة، ودفع خط المواجهة تدريجيًا غربًا على الرغم من معاناتها من خسائر فادحة، بالإضافة إلى أن شبكة الطاقة في أوكرانيا في حالة يرثى لها ومن الصعب العثور على المجندين العسكريين.

في إظهار للتضامن في قمة في بروكسل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كرر العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي التأكيد على أنه لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا، ولا شيء عن الأمن في أوروبا بدون الأوروبيين، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

يعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 بعد أن وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة وتحدث عن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

ويشعر العديد من الأوروبيين بالقلق من أن هذا قد يؤدي إلى صفقة سيئة لأوكرانيا، والقلق الكبير الآخر هو أن بوتين سيستخدم أي فترة انتقالية لإعادة التسلح والتسبب في المزيد من الصراعات.

تدور الشائعات في أوروبا حول محادثات السلام المحتملة في أوائل عام 2025، وما إذا كانت قوات حفظ السلام الأوروبية قد تكون ضرورية لفرض أي تسوية، لكن القادة يحاولون إبقاء الغطاء على التكهنات حول ما هم على استعداد للقيام به حتى لا يكشفوا عن أوراقهم لروسيا.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه من المهم "ضمان المساعدات طويلة الأجل لأوكرانيا - يجب أن يكون من الواضح أننا مستعدون لتمكين الدعم طالما كانت هناك حاجة إليه". 

وأضاف أن الدفاع الجوي والمدفعية والذخيرة على رأس القائمة.

وعندما سئل عن ترامب، قال شولتز إن انطباعه من الحديث مع الرئيس المنتخب "هو أن التعاون الجيد بين أوروبا والولايات المتحدة ممكن"، مضيفا أن "المبدأ هو دائما: لا قرارات فوق رؤوس الأوكرانيين، وهذا يعني بالطبع فوق رؤوس الدول الأوروبية".

وكان لرئيس وزراء لوكسمبورج لوك فريدين رسالة مماثلة.

وقال: "نحن بحاجة إلى الوقوف مع أوكرانيا، وكل خطوة ... يجب أن تُتخذ مع أوكرانيا وفي حضور الاتحاد الأوروبي، يتم تحديد مستقبل أوكرانيا في أوروبا وليس في أي مكان آخر".

وأكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن أوكرانيا وحدها يمكنها تحديد شروط المحادثات، "وليس من حقنا التحدث عن ذلك، في الوقت الحالي، لم تشير أوكرانيا بعد إلى استعدادها للقيام بذلك".

وقال زيلينسكي إن كييف بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للبقاء متحدين العام المقبل، قائلاً إن "الولايات المتحدة وأوروبا فقط معًا يمكنهما إيقاف بوتين وإنقاذ أوكرانيا"، موضحا أن الضمان الأمني ​​الفعال الوحيد يظل عضوية الناتو.

وعندما سُئل عن تفاصيل الخيارات التي تتم مناقشتها مع الأوروبيين، قال زيلينسكي إنه لا يستطيع التعليق.،"لا توجد قرارات بشأن ذلك، وهناك بعض الإرادة السياسية، والفهم بأن بوتن خطير، والفهم التام بأنه لن يتوقف بشأن أوكرانيا".

مقالات مشابهة

  • ترامب مهددا دول الاتحاد الأوروبي: اشتروا المزيد من نفطنا وغازنا أو واجهوا التعريفات الجمركية
  • ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي: اشتروا النفط والغاز وإلا…
  • ترامب يوجه تهديدا إلى دول الاتحاد الأوروبي
  • ترامب: على الاتحاد الأوروبي زيادة شراء النفط والغاز أو مواجهة رسوم جمركية
  • الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لـ أونروا
  • ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية
  • الحوثي: الجماعة في حرب مفتوحة مع تل أبيب والولايات المتحدة وبريطانيا
  • زيلينسكي: ليس لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا قرار بشأن نشر قوات في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون علمها
  • وزيرة خارجية ألمانيا: الاحتلال الإسرائيلي الدائم لمرتفعات الجولان انتهاك للقانون الدولي