ما أعظم أن يملك الفنان زمام أمره، وأن يصبح سلطان حقيقته، فلا يعيقه عائق يصده عن منجزه، وليبقى وحده الفاعل، ليجىء القدر حتى وإن ابتسم على مهل ليقدم له ما يستحق، هكذا نستطيع وصف الرحلة من أعلى للموسيقار هانى شنودة، الذى حول «الاستديو» الخاص به إلى صومعة فن تتعاقب عليه الأجيال وأشكال الفن المختلفة، وليقف هانى شنودة وراء جيل الجد والابن والحفيد، فكان جيل قبل محمد منير وعمرو دياب وجيلهما وأجيال تلتهما.

اشتهرت لهانى شنودة أغنيات وأثبتت نجاحًا استمر عبر الزمان، ومؤخرًا تمكن من وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «حالة خاصة»، وقد شاعت هذه الموسيقى فور طرحها وسماعها لتضاف إلى مقطوعات موسيقية ناجحة وشائعة قدمها عبر مشواره.

فى هذه السطور يكشف لنا عن مشواره وآخر أعماله وعن الأغنية المصرية وأحوالها سألته:

- البدء كنا نحن المصريين فأجدادنا القدماء المصريون هم الذين أسسوا قواعد الموسيقى الأولى، وهم الذين اخترعوا أول الإيقاعات، ليمر الغناء بجمال وتردٍ حسب أحوال البلاد والعباد، لكن البدء كنا نحن، وهذا ما يفسر أنه كلما انتكس الفن لدينا عاد، وكلما انصرفت أجيال عن بهاء الفن عادت أخرى لتكتشفه، فهو فى الجينات يظهر ولو بعد حين.

- لكى تستمتع هذه الأجيال بماضى فننا علينا أن نقدم التراث بطريقة جديدة لأن محمد منير عندما غنى «أنا بعشق البحر» أعجب بها الشباب، لكن الذين فى سنى قالوا لأولادهم اسمعوها من «نجاة» واكتشفوا كيف غنتها، فلابد لنا من إحياء التراث بإعادة توزيع أعمال كأعمال «الموجى» و«بليغ» و«الطويل» ومن قبلهم محمد عبدالوهاب وكذلك منير مراد ومحمود الشريف وغيرهم. فلابد لنا من إحياء لكل أغانيهم، وحين وزعت أغنية «أنا كل ما أقول التوبة» من ألحان بليغ حمدى أعجب بها الناس، الأمر الذى يجعلنى أعيد تقديمها فى كل حفلة فلماذا لا يكون لدينا مثلا أغنية «نار» بتوزيع جديد يغنيها أحمد الحجار، وأخرى موجودة بالفعل بصوت عبدالحليم، وبهذه الطرقة يتنفس التراث ويعود للحياة.

- كل شىء له سلبياته وإيجابياته، والإنسان رب التكنولوجيا، فمن الإيجابيات التى لا يكاد يصدقها أحد، أنه بإمكانك حذف صوت أم كلثوم أو عبدالحليم وتبقى الموسيقى التى تعزف بمصاحبتها، ليضع المطرب الحالى صوته محل أم كلثوم أو عبدالحليم وهذه التجربة تقول من كان فى قدرهما فليتقدم لكننا لا نجد فيمن يضعون أنفسهم محل هذين الصوتين إلا قدرًا أقل بكثير من قدرهما.

- السبب هو الوقت المهدر الذى يقضيه المطرب الحالى فى اللهث وراء التكنولوجيا التى تسرق وقتهم، فينسون أنهم أتوا إلى الدنيا ليعمروها، وبذلك لا يتدربون ولا يقرأون فماذا تنتظر.

- حاولت أن أصف الحالة الصحية للمتوحد بالموسيقى من خلال المطربة السوبرانو «تينا» التى استعملت صوتها كآلة من آلات الأوركسترا كى تعطى تأثيرًا إنسانيًا لكل من يسمع الموسيقى، إذ فى كل مقطع صوت بشرى يشعرك بأنه ينبغى أن يساعد بعضنا بعضًا، وقد وجدت بعد عرض العمل أن أنتقد فى أحدهم وتساءل: لماذا لا توجد بالموسيقى آلات «لايف» والحقيقة أن كل الآلات المستخدمة فى موسيقى «حالة خاصة» كلها لآلات «لايف» والموسيقى التصويرية تعبر عن مشهد موجود بالفعل، وأظن أن مشهدًا لعادل إمام والضابط يجرى وراه لا يحتمل آلة العود التى تدل على الأصالة والطيبة، ومن بين أسباب ذلك تكرار وضع هذه الآلة على الشخصيات الطيبة تكرر حتى أصبح ارتباطًا شرطيًا، وكذلك الحال بالنسبة لآلة القانون والناى، فكلها آلات خير، أما الشر فبإمكاننا التعبير عنه من خلال آلات «الإليكتريك»، وسعادتى كبيرة إذ لا يهدأ التليفون من إعراب الناس عن سعادتهم بهذا العمل.

- كل الذين يعجزون بفعل السن يتساءلون: هل نحن عبء على أهلنا، وحين يبعثون بهم إلى دار المسنين يتأكدون أنهم بالفعل كانوا عبئًا على أهلهم، الأمر الذى يقودهم إلى الاكتئاب، ومع مشاغل الحياة لا يعود أحد من أهلهم يسأل عنهم، ومن أجل هذا جاءت فكرة «قافلة السعادة» لتخفف عنهم وتدعوهم إلى السعادة وإلى تذكار أغانٍ طالما ارتبطت بهم وبأحلامهم قبل سنين، فنحن نقدم أغانى فرق المصريين وأغانى أخرى لآخرين ارتبطوا بها سواء أغنيات لأن كلثوم أو عبدالحليم أو نجاة أو حى فلكلوريات «الريس متقال»، كل ذلك من أجل أن نسعدهم وتتعاظم سعادتنا حين نرى السعادة فى عيونهم وابتساماتهم، وكذلك حين يتمايلون رقصًا فلم تدع صحتهم الآن كصحتهم فى الماضى فلا يستطيعون الوقوف للرقص فيرقصون جلسوا أو يهتزون وقد تعلمنا من الأديان أن الذى يجبر بخاطر إنسان له أجر كبير عند الله، فنحن بقافلة السعادة نغسل روحانيات إذ نقابل أناسًا لا نعرفهم مسبقًا يكونون فى استقبالنا ونقدم لهم الأغانى المناسبة لهم.

- أسعدنى لا شك وقد كنا فى الماضى نأخذ منهم، أما الآن فهم يأخذون منا، وأتعجب من الذين يسألون عن حقوقى المادية فى هذا الأمر كأنه كل هذا الذى يعنينا، ولا يسألون عن القدر الفنى لهذا الاستخدام، وهم إما يكونون قد حصلوا على موافقة من جمعية المؤلفين والملحنين أو من المنتج محسن جابر سنرى، لكنى سعيد باستخدامها على منصتهم وفى الترويج التجارى والرياضى للفريق، وكل مجد تحصل عليه موسيقاى هو مجدى لى ولبلدى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هانى شنودة قافلة السعادة شمس الزناتى ليڤربول

إقرأ أيضاً:

هل سماع الموسيقى والأغاني حرام؟.. الإفتاء: مباحة بشرط واحد

لعل ما يطرح السؤال عن هل سماع الموسيقى والأغاني حرام  ؟، هو أن الأمر يتعلق بعادة شائعة بين كثير من الشباب بل والكبار، وهي سماع الموسيقى والغناء كثيرًا ، لذا فإنه ينبغي الوقوف على حكمها وحقيقة هل سماع الموسيقى والأغاني حرام ؟.

هل الموسيقى بدون غناء حرام؟.. الإفتاء: حلال بشرط واحد لماذا كان النبي يمشي خلف أصحابه ولا يتقدم عليهم؟.. 3 أسباب لا تعرفها هل سماع الموسيقى والأغاني حرام

قال الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سماع الموسيقى والغناء في حد ذاته لا حرج فيه إذا كان في سياق غير مخالف للشرع ولا يحمل كلمات بذيئة أو مثيرة للفتن والشهوات.

 وأوضح “ عبد السلام” في إجابته عن سؤال : هل سماع الموسيقى والأغاني حرام
؟، أنه من المعروف في السنة النبوية أن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام فوجد جاريتين تغنيان في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها.

وتابع:  فاعترض قائلاً: (مزمار الشيطان في بيت رسول الله)، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (دعهم يا أبا بكر، فإن اليوم يوم عيد)، مما يدل على أن الغناء والموسيقى لا بأس بهما في بعض المناسبات، مثل الأعياد والفرح".

ونبه إلى أن الموسيقى والغناء في ذاتهما لا يعدان محرمين في الإسلام، بشرط ألا يحتويان على كلمات بذيئة أو ما يثير الفتن أو الشهوات، في النهاية، الغناء الذي يحتوي على كلمات حسنة أو فنية جميلة يعتبر مباحًا.

وأفاد بأن الغناء الذي يتضمن كلمات قبيحة أو دعوة إلى الرذيلة يكون محرمًا، منوهًا بأنه لا حرج في سماع الموسيقى أو الأغاني المناسبة في أوقات معينة، مثل أثناء التنظيف في المنزل أو تحفيز الذات في العمل أو الدراسة، إذا كانت تلك الأغاني كلماتها طيبة.

وأشار إلى أنه قد اعتاد الناس في مجالس الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدحوا النبي بإنشاد المدائح، مثلما كان يفعل سيدنا حسان بن ثابت الذي كان يمدح النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمات التي تشبه الغناء، فهذا لا يعد محرمًا، بل هو عمل مبارك ومحبب إلى الله".

هل الموسيقى حرام

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الفتوى المصرية، إن الموسيقى في الأصل، هي محاكاة لأصوات خلقها الله سبحانه وتعالى، لذا، يمكن القول إن الموسيقى في أصلها حلال.

وأوضح " الورداني " في إجابته عن سؤال : هل الموسيقى حرام أم حلال في الإسلام وبالنسبة للموسيقى والغناء، فما هو الوضع؟، أن  إذا استخدمت الموسيقى فيما حرمه الله سبحانه وتعالى، فهنا تكون المشكلة.

ونبه إلى أن الحرام هو ما حرمه الله سبحانه وتعالى ، وليس الموسيقى نفسها، إذا استُخدمت الموسيقى فيما حرمه الله عز وجل ، يصبح هذا الاستخدام هو الحرام، منوهًا بأن الدف والآلات الموسيقية أيضًا أصوات.

وأضاف أننا في بعض الأحيان، نجد أن أصوات البشر مثل بعض الأشخاص الذين يغنون، يمكن أن تكون مشابهة لأصوات الكمان، أو الطبل، أو أصوات أخرى، مشيرًا  إلى أنه كذلك حال الغناء.

وتابع:  إذا كان مقترنًا بالكلام الفاحش أو البذيء أو الأنغام التي تدعو إلى الفحش أو إلى مفاسد الأخلاق، فلا شك أن لا أحد يبيح أبدًا مفاسد الأخلاق، ولا الفحش، ولا الكلام البذيء، ولا أي شيء من ذلك.

حكم سماع الموسيقى

وأفادت دار الإفتاء المصرية ، بأن هناك خلافًا فقهيًا في سماع الموسيقى؛ فمن لم يُجِزِ السماع لم يُجِز البيع، ومن أجاز السماع أجاز البيع، ومن المقرر أنه: "إنما يُنكَر المُتفَقُ عليه، ولا يُنكَر المُختلَفُ فيه"، وقد أجاز سماع غير الفاحش وما لا يُلهي عن ذكر الله منها كثيرٌ من الفقهاء؛ وهو مذهب أهل المدينة، ومَروِيٌّ عن جماعةٍ مِن الصحابة: كعبدِ الله بن عُمر، وعبدِ الله بنِ جعفر، وعبدِ الله بنِ الزُّبَير، وحسَّان بنِ ثابتٍ، ومُعاوِيَة، وعَمرو بنِ العاص، رضي الله عنهم.

وواصلت : ومِن التابعين: القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف -وكان لا يُحدِّث حديثًا حتى يضرب بالعُود-، وغيرهم؛ قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (8/ 113، ط. دار الحديث): [نَقَل الأثباتُ مِن المُؤَرِّخين أنَّ عبدَ الله بنَ الزُّبَير رضي الله عنهما كان له جَوَارٍ عوَّادَاتٌ -أي: يَضربن بالعُود- وأنَّ ابن عمر رضي الله عنهما دَخَل عليه وإلى جَنْبِه عُودٌ، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فناوَلَه إياه، فتَأمَّلَه ابنُ عمر، فقال: هذا مِيزانٌ شامي، قال ابنُ الزبير رضي الله عنهما: يُوزَن به العقول] اهـ.

وبينت أنه إلى هذا أيضًا ذهب ابنُ حزمٍ، وأهلُ الظاهرِ، وبعضُ الشافعيةِ ومنهم: الشيخُ أبو إسحاق الشيرازي، والقاضيان (الماوردي، والروياني)، والأستاذُ أبو منصور عبدُ القاهر بنُ طاهر التميمي البغدادي، والرافعيُّ، وحُجَّةُ الإسلامِ الغزاليُّ، وأبو الفضل ابنُ طاهر القيسراني، والإمامُ سلطان العلماء عزُّ الدِّين بنُ عبد السلام، وشيخُ الإسلام تقيُّ الدِّين ابن دقيق العيد، وعبدُ الغني النابلسي الحنفي.. وغيرُهم.

 

 

مقالات مشابهة

  • تاجر معروف ينهي حياته في السليمانية نتيجة ضغوط مالية
  • المرأة.. ذلك الكاىٔن المحير!!
  • دفتر احوال وطن «٢٩٧»
  • أصوات الجمعية العمومية.. خبير لوائح يصدم هانى أبو ريدة وقائمته
  • خارج السرب(خارج السرب)
  • هل سماع الموسيقى والأغاني حرام؟.. الإفتاء: مباحة بشرط واحد
  • ميكالى: شباب مصر كانوا الأفضل والحظ ساند المغرب
  • عودة سوبر دونالد
  • محافظ أسوان: حققنا معدلات إنجاز بملف التقنين واسترداد أراضى الدولة
  • بعد الأزمة الصحية .. ظهور مميز لـ هند عبدالحليم بمهرجان القاهرة السينمائي|صور