ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما مصير النساء المؤمنات القانتات في يوم الحساب؟ وهل يشتركن في الهبة التي يهبها الله لأزواجهم المؤمنين في الآخرة؟

واستشهدت دار الإفتاء، بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ۝ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس: 55-56].

كما استشهدت بقول الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ [الزخرف: 70]؛ قال الإمام الطبري في "تفسيره" (21/ 639، ط. مؤسسة الرسالة): [وقوله: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ يقول جلّ ثناؤه: ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله، مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم] اهـ.

وغير ذلك من الآيات التي تفيد أنَّ الزوجات المؤمنات يشاركن أزواجهن في التمتع بنعيم الجنة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الم المؤمنات النساء الزوجات

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآيات 7-14 من سورة الواقعة: “وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً . فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ . وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ . وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ”.
واضح أن هذه الآيات تصف حال البشر يوم القيامة بعد الحساب، إذ سيتم تصنيفهم الى ثلاثة أقسام، بناء على النتيجة التي حققوها في عملهم الدنيوي.
لكن من يطلع على تفسير شيوخ التفسير القدامى، سيستغرب انهم جميعا (ابن كثير والبغوي والقرطبي والطبري والسعدي)، قد اتفقوا على قول واحد، وهو أنه سيتم تقسيم الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف: قوم عن يمين العرش، وهم الذين خرجوا من شق آدم الأيمن، ويؤتون كتبهم بأيمانهم، وهم أهل الجنة، وآخرون عن يسار العرش، وهم الذين خرجوا من شق آدم الأيسر، ويؤتون كتبهم بشمائلهم، وهم أهل النار، والثالثة طائفة سابقون بين يديه، فيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء.
وجه العجب أن ذلك يعني أن استحقاق الجنة والنار قد قضى به الله على البشر قبل خلقهم، فإن كان خرج من شق آدم الأيمن فهو سيتبع الهدى وبذلك يفوز بالجنة.
إذاً ما ذنب من شاء الله أن يخلقه من الشق الأيسر (بزعمهم) ومقدر عليه الضلال مسبقا؟.
كيف سيحاسبه الله على ما كتبه عليه وليس له حيلة بدفعه!؟.
هذا يدل على أنهم أقرب الى مذهب الجبرية الذين قالوا بأن الهدى أو الضلال مكتوب على المرء قبل أن يخلق.
لا يمكن أن يتوافق ذلك مع عدالة الخالق ورحمته، فلماذا أرسل رسله الى البشر وكلفهم بالدعوة بالحسنى، إن لم يكن لمخاطبة عقولهم لأجل تغيير قناعاتهم الفاسدة ونقلهم من الضلال الى الهدى!؟.
بل هو تعالى وجّه رسله للتلطف عند محاولة هداية أشد المعادين وأكثرهم عنادا (فرعون)، لعل ذلك يفيد في هدايته: “فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ” [طه:44]، ورغم أنه جل وعلا يعلم أنه لن يغير رأيه، فلم يشأ أن يحبط أمل موسى، كما أراد أن يعلمنا أنه لا يقدّر على أحد الضلالة مسبقا، بل المرء هو من يختار ذلك، وإن قرار استحقاق النار لمن أخبرنا بمصيرهم وهم ما زالوا في الدنيا مثل أبي لهب وامرأته وفرعون وهامان وقارون ..الخ، فذلك لأنه علام الغيوب، يعلم الماضي والحاضر والمستقبل، وليس لأنه مكتوب عليهم ذلك من قبل.
الآن أصبح واضحا أن أصحاب اليمين هم من يؤتون كتابهم (صحيفة أعمالهم) بيمينهم، وذلك بشارة لهم بأنهم من الفائزين برحمة الله وجنته، وبالمثل فأصحاب الشمال يعلمون مصيرهم التعس من قبل أن يطلعوا على كتابهم، والأشد عتوا هم من يربط كتابهم على ظهورهم لأنهم لا نفع لهم من قراءته، فلن يجدوا فيه خيرا ياملون أن يشفع لهم.
يبقى فهم من هم الفريق الثالث: (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) الذين بشرهم الله تعالى بأنهم المقربون، فدلالة تكرار لفظة (السابقون) تعني أنهم سبقوا غيرهم بالإيمان والتصديق بما أنزله الله على رسوله، كما سبقوهم وبزوهم بالتضحيات في سبيل الله ونصرة دينه.
ويأتي قوله تعالى (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) لكي لا يعتقد أحد أن هؤلاء السابقين هم فقط من سبق باقي المسلمين زمنيا، أي ليسوا هم فقط من الصحابة، بل منهم من سيأتي في أزمان متأخرة.
فقد رأينا الشهيد أبا ابراهيم أسداهصورا يقاتل الأعداء المتفوقين عددا وعدة بكل مافي يده، ولما أصيب في يده ربطها بسلك، وأمسك بعصا يهاجم بها الطائرة المسيرة، فهو لا يقل بسالة وإقداما عن جعفر الطيار.
كما شهدنا الشهيد أبا العبد صابرا محتسبا عندما تلقى خبر اغتيال العدو لأفراد عائلته، ولم يزد على قوله: معلش.
فهو لا يقل صبرا وصمودا عن الخنساء.
وما نال أهل القطاع الصابرين من تقتيل وتجويع لينفضوا عن المجاهدين ويسلموهم لعدوهم، هو أكثر مما نال آل ياسر زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين بشرهم بأن موعدهم الجنة.
ومن ذلك نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ليتَ أنَّا نرى إخوانَنا قالوا: يا رسولَ اللهِ ألسنا إخوانَك؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني قومٌ آمنوا بي ولم يرَوني.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/12/25

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • الإفتاء تكشف معنى الإرجاف الواردة في سورة الأحزاب
  • حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل
  • ما معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟.. دار الإفتاء توضح
  • دعاء نهاية عام 2024.. أدعية تغفر ذنوبك وتدخلك الجنة
  • ما حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية؟.. الإفتاء: جائز شرعًا ويظهر التعايش أبناء الوطن الواحد
  • ما حكم التيمم لعذر يمنع من استعمال الماء؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء: حث الشرع على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها دون مواربة أو مداهنة
  • حكم التيمم لعذر يمنع من استعمال الماء.. دار الإفتاء تجيب