80 فنانا وفنانة بكتارا يتبارون في رسم عادات شعوب آسيا وتقاليدها
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
في إطار فعاليات المؤسسة العامة للحي الثقافي المصاحبة لكأس آسيا قطر 2023 ، تتواصل مسابقة الفن التشكيلي التي تقيمها كتارا تحت عنوان "عادات شعوب آسيا وتقاليدها"، حيث يتبارى 80 فنانا وفنانة من جنسيات مختلفة في تقديم إبداعاتهم وإنجاز لوحاتهم الفنية ضمن المهلة الزمنية المحددة للمسابقة.
وفي هذا السياق، قالت الفنانة التشكيلية القطرية نوف عبدالرحمن اليافعي أن عملها الفني يجسد الثقافة الكورية من خلال رسمها لأبرز ملامحها مثل النمر الذي يعتبر أبرز الرموز المهمة في الثقافة الكورية، إلى جانب رسم المعالم الشهيرة القديمة والحديثة في كوريا والتي شملت بعض القصور والأبراج والمتاحف، معربة عن سعادتها بما تتيحه هذه المسابقة من تعريف بالمواهب الفنية وصقلها في جو من التنافس والإبداع.
وبدوره أعرب الفنان التشكيلي الأردني إياد صبحه عن سعادته بالمشاركة في مسابقة الفن التشكيلي من خلال عمل فني يمزج بين العديد من المعالم الحضارية في القارة الآسيوية، لافتا إلى أن أهمية المسابقة تأتي من كونها تجمع نخبة من الفنانين التشكيليين في مكان واحد، وجنبا إلى جنب مع عشاق ومحبي الفن التشكيلي من الجمهور، مؤكدا أن الفن التشكيلي يسهم في التواصل بين الشعوب والتقاء الحضارات رغم كل الاختلافات.
من جهته، يقول الفنان التشكيلي اليمني عبدالله خالد أنه استلهم من تقاليد وعادات الصين وكوريا واليابان موضوعا للوحته الفنية، وهي تستلهم موضوع ارتداء الأقنعة التي لها دلالاتها في الفلكلور لتلك الشعوب، معربا عن إعجابه بفكرة المسابقة التي تربط الفن بالموروث الشعبي وتزامنها مع البطولة الكروية الآسيوية.
من جهة أخرى، أقيمت أمسية موسيقية في مركز كتارا لآلة العود أحياها الباحث الدكتور مجيد ناظم، بحضور جمع من محبي الموسيقى، تضمنت عزفا على مختلف الآلات الموسيقية الشرقية التي ازدهرت في الحضارات القديمة مثل القيثارة السومرية إلى جانب الناي وآلة العود، كما استعرض الباحث تاريخ الموسيقى في حضارة مصر والصين واليابان واليونان وصولا للعصر العباسي الذي يعتبر العصر الذهبي لآلة العود.
كما تحدث عن أشهر الموسيقيين مثل إبراهيم الموصلي وولده إسحاق وزرياب الذي وضع الوتر الخامس.
ويشهد الحي الثقافي كتارا حضورا كبيرا لمتابعة مختلف الفعاليات المصاحبة لكأس آسيا قطر2023 والتي تتنوع بين فنون استعراضية وعروض تراثية وثقافية إلى جانب المعارض الفنية والمسابقات وتوفر أكشاك عرض المشغولات اليدوية والمأكولات الشعبية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: المؤسسة العامة للحي الثقافي
إقرأ أيضاً:
على قائمة اليونسكو.. «فن التغرودة» شعر مرتَجل على ظهور الإبل
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يُعتبر «فن التغرودة» أحد العناصر التراثية المهمة في الثقافة الإماراتية، حيث ظهر هذا الشعر الغنائي لترفيه المرتحلين على ظهور المطايا عن أنفسهم أثناء سيرهم لمسافات طويلة في الصحراء، كما أن أهل الصحراء وركاب الإبل كانوا يعتقدون أن هذا النوع من الغناء يحث الإبل على السير والتحمل، في الوقت نفسه يزيد من سرعتها كلما أسرع الحادي في إيقاعه الذي يشدو به.
يلعب «فن التغرودة» دوراً مهماً في توثيق التاريخ الاجتماعي والثقافي في المنطقة، واقترنت «التغرودة» التقليدية بالصحراء وركوب الناقة وقطع المسافات البعيدة والسفر الشاق للعديد من الأغراض من بينها التنقل والترحل والتجارة، وقد أُدرج «فن التغرودة» عام 2012 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو».
شعر مرتجل
«التغرودة».. نوع من أنواع الشعر الشعبي الذي يتم إلقاؤه بشكل لحني من قبل الرجال الذين يرتحلون على ظهور الإبل من مكان إلى آخر، أو أثناء رحلات القنص أو في المجالس، وعن هذا الفن، قال بخيت محمد المهري، مؤدي «فن التغرودة»: نشأ هذا الفن في البيئة الصحراوية، والمناطق الجبلية في دولة الإمارات كأحد أنماط الشعر المرتجَل، وانتشر هذا الفن كأحد أهم فنون الأداء التقليدية التراثية المحببة في الثقافة الإماراتية.
وتابع: تبدأ «التغرودة» بارتجال قصيدة قصيرة تُؤدّى على شكل غناء، يرددها شخص أو اثنان وهما على ظهور الإبل، حيث يبدأ الأول بالتغريد، ثم يرد عليه الآخر بنفس البيت الشعري، ولا يصاحب هذا الإنشاد أي من الأدوات الموسيقية، وتتنوع موضوعات شعر التغرودة بين الحب والصداقة والطموح والمدح والعلاقات القبلية، ويمتاز هذا النوع من الشعر بأنه مباشر ولا يستخدم صوراً مجازية معقدة، ويبدأ الشخص الأول بالغناء ويسكت الآخر، ومن ثم يغني الآخر أثناء سكوت الأول، بحيث يضيف الثاني بيتاً جديداً إلى ما قاله الأول، وهكذا.. ويتوافق إيقاع ونغم الغناء مع حركة الناقة وسرعتها.
وسيلة تسلية
ولفت بخيت إلى أن شعر التغرودة الغنائي التقليدي ظهر في الأصل وسيلة تسلية للرحالة في أسفارهم الطويلة في الصحاري الشاسعة، واعتقد حداة الإبل أيضاً أن هذا النوع من الشدو يحث الإبل على المضي في السير بهمة، فيتزامن تسارع خطاها كلما أسرع إيقاع شدو الحادي بشعره وأهازيجه، وعادةً ما يرتجل الحداة كلمات التغرودة في أكثر من شطرة شعرية قصيرة تتألف الواحدة من 7 أبيات شعرية أو أقل تكررها مجموعات الحداة بالتناوب بينهم نداءً وجواباً، ويصدح المؤدّي الرئيسي متغنياً بمطلع الشطرة، ومن ثم تجيبه باقي المجموعة بإتمام باقي الشطرة الشعرية، ثم يشدو المؤدي الرئيسي منتقلاً إلى السطر الثاني من الشطرة، فتكرر المجموعة أيضاً نفس السطر.
تطور
أوضح بخيت أن «فن التغرودة» قد شهد تطورات تلائم العصر فأصبح لا يرتبط بالضرورة بإنشاد أبيات الشعر القصيرة، بل يقدمها حالياً مكتوبة أو مسجلة صوتياً، لا سيما في العروض الحية خلال الفعاليات والمناسبات، منوهاً بأنه يتم إنشاد هذه القصائد في جلسات السمر والتخييم وحفلات الزفاف وسباقات الهجن والمهرجانات التراثية والوطنية، وتدمج بعض أشكال التغرودة ضمن بعض عروض الأداء التقليدية، مثل «العيالة».
إنجازات تاريخية
لفت بخيت محمد المهري إلى أن «فن التغرودة» يغلب على موضوعاته تعبير المنشد عن حبه لأحبائه وأقاربه وأصدقائه، ويستخدم الشعراء هذا الفن أيضاً لإبداء آرائهم في القضايا الاجتماعية، وإبراز الإنجازات التاريخية.
منصة مثالية
شدد بخيت المهيري على أهمية الحفاظ على هذه الفنون التقليدية، وقال: حرصت دولة الإمارات على صون هذه الفنون وإعادة إحيائها، وتعرف الجيل الجديد والآخر بثقافة الإمارات وفنونها الأصيلة من خلال المناسبات الفنية والمهرجانات التراثية، التي تتخذ منها فرق الفنون الشعبية منصة مثالية لإبراز هذه الفنون، والحرص على حضورها وتواجدها، كعملية تسهم في صون فنون الأجداد ونقلها إلى الأجيال.