مصدر باتحاد الكرة لـ"الرؤية": برانكو في "مهب الريح"
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
كشف مصدر بالاتحاد العماني لكرة القدم، أنه لم يتم اعتماد مسودة تجديد عقد مدرب المنتخب الوطني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش.
وأضاف- في تصريح لـ"الرؤية"- أن مجلس إدارة الاتحاد قرر قبل انطلاقة بطولة كأس آسيا إعداد مسودة العقد والتوقيع مبدئياً على ملحق جزئي يتعلق باستمرارية المدرب حتى نهاية مشوار البطولة في حالة التأهل للأدوار الإقصائية، لافتاً إلى أن العقد الحالي ينتهي في 30 يناير الجاري.
وكان مسؤولون بالاتحاد قد صرحوا في وقت سابق بأن تحقيق الاستقرار الفني والنفسي للمنتخب يضمن تحقيق نتائج إيجابية بالبطولة.
وأكد المصدر لـ"الرؤية" أن المدرب الكرواتي باق في منصبه حتى نهاية العقد، وأنه سيتم البت في مسألة التجديد لاحقاً، موضحا: "هناك ميثاق شرفي تم الاتفاق عليه مع المدرب للاستمرار حتى نهاية مشوار المنتخب بالبطولة سواء تأهل للأدوار الإقصائية أم لا".
ويسود الوسط الرياضي العماني حالة من السخط بسبب الأداء غير المرضي للمنتخب في البطولة بعد الخسارة من المنتخب السعودي والتعادل مع المنتخب التايلندي، حيث بات تأهل المنتخب على المحك ويحتاج إلى الفوز وأن تخدمه نتائج المنتخبات الأخرى في المجموعة والمجموعات الأخرى.
وضجّت وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي بالمطالبة برحيل المدرب وعدم التجديد له، خاصة بعد تصريحاته التي لم تقنع الجمهور ولا الوسط الكروي قبل وبعد المباراتين، إذ يؤكد محللون أن المنتخب لديه ما هو أفضل ليقدمه إلا أن الاستراتيجية التي يلعب بها المدرب الكرواتي هي السبب في الخسارة وعدم تحقيق نتائج مرضية ولا تتناسب مع إمكانيات اللاعبين.
وكان اتحاد كرة القدم العماني قد وقع العقد مع الكرواتي برانكو في يناير 2020، حيث خاض المنتخب تحت قيادته 47 مباراة، حقق الفوز في 23 مواجهة بينما تعادل في 10 مرات وخسر في 14 مباراة، منها 3 مباريات أمام السعودية ومباراتين مع قطر ومباراة أمام كل من أستراليا واليابان والعراق، وتونس وألمانيا والأردن وأوزبكستان وأمريكا وقيرغيزستان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التعليم بين الرؤية والواقع
#التعليم بين #الرؤية و #الواقع
الكاتب: عبد البصير عيد
لطالما كان للمعلم هيبته وللعلم قيمته الرفيعة في قلوب الناس على مر العصور، كما كانت الكتب تُكتب في صفات طالب العلم والقصص تروى والأمثال تضرب في شغف اكتساب العلم وتعلمه. إن القائمة تطول، لكن الزمان يتغير، فهذا التطور المتسارع جعل كثيراً من تلك الأقوال والحكم تشهد ملامح علاقات متغيرة مست طبيعة المعلم ومكانته، وسمات الطالب وشغفه، وباتت العملية التعليمية تواجه تحديات مختلفة في مختلف الأصعدة، لتخلق فينا أسئلة صعبة على رأسها: أين نحن الآن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه؟
لقد كان لتعليم هالته القدسية التي أحاطت به على مر التاريخ من ترسيخ المبادئ، وتعزيز القيم النبيلة، من أجل خدمة المجتمعات والارتقاء بها. فهي رسالة تحمل في طياتها الإخلاص والإبداع، وهيبة تجعل المعلم مصدر احترامٍ وإلهامٍ للطلاب والمجتمع على حدٍ سواء.
كان الطالب يسعى للتعلم بكل إصرار غير مكترثٍ ببعد المسافات ولا وعورة الطرق، فقد كان الشغف دافعه والعزيمة زاده، يرحل في طلب العلم، وينهل من ينابيعه الصافية، مدركًا أن التعليم هو مفتاح مستقبله وأساس نهضته.
أما اليوم في عصرنا هذا، أصبح التعليم في العديد من الأحيان يخضع لتأثيرات خارجية أو داخلية، تؤثر على العملية التعليمية لتحويلها من رسالة أخلاقية نبيلة إلى معادلة حسابية مادية. وكنتيجة لذلك تتراجع قيم التعليم الأصيلة أمام التحديات اليومية التي تواجه المعلمين والطلاب على حدٍ سواء.
تُضاف إلى ذلك ظاهرة دخول بعض الأفراد إلى مهنة التعليم دون امتلاك رؤية واضحة أو شغف حقيقي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ومخرجاته، ليصبح التعليم جسداً لا روح فيه.
وتتعدى المشكلة إلى أبعد من مجرد تحويل التعليم إلى سلعة تجارية إلى مرحلة غياب الرؤية الحقيقية لدى بعض القائمين على التعليم. الرؤية التي تُغرس في النفوس، وتستند إلى حب المهنة والرغبة في تحقيق تغيير إيجابي. فلا شك في أن للجانب المادي طريقه وفلسفته في قطاع التعليم، لكن لا يمكن أن يُتَهَاوَن في جوهر العملية التعليمية وهي كونها رسالة ورؤية لها مكانتها، بل وهي حجر أساسها وركيزتها.
الرؤية ليست مجرد كلمات تُعلق على الجدران، أو تُكتب في التقارير، بل هي إيمان داخلي يتجلى في العمل اليومي للمعلم وبوصلة يهتدي بها العاملون كلهم في هذا المجال معلمين وقادة من أجل تقديم التعليم المطلوب بحب وشغف وإخلاص.
يواجه التعليم اليوم أجيالاً تعيش في عالم متغير يتطلب مهارات ومعارف مبدعة ومبتكرة. هؤلاء الطلاب هم بناة المستقبل، لكن إعدادهم لمواجهة التحديات يتطلب رؤية تعليمية متكاملة، تُوازن بين القيم المتوارثة والأصيلة والرؤية العصرية والحديثة واستشراف المستقبل.
ومع كل هذا لا ننكر أن المعلمين يواجهون تحديات كبرى، مثل التعامل مع طلاب مختلفي الخلفيات والاحتياجات، والضغط الناتج عن المناهج المكثفة، والتقنية المتسارعة، فضلاً عن ضعف التقدير المجتمعي في بعض الأحيان.
لذلك، ومن أجل إحداث فرق حقيقي، يجب أن يكون لكل فرد في مجال التعليم رؤيته الخاصة التي تُميّزه عن غيره. رؤية تقوم على المبادئ الأصيلة، والإبداع في مواجهة التحديات، والإيمان بأهمية الرسالة، فيجب ألا يفقد المعلم شغفه وبوصلته ورؤيته تجاه هذه المهنة النبيلة. هذه الرؤية يجب أن تكون صامدة أمام التحديات، فلا تُحيدها الظروف، أو تجعلها تتأثر بضغوط الحياة اليومية.
رغم تعقيد المشهد الحالي، لا بد أن نحافظ على أهم مبادئ هذه المهنة والعودة بها إلى بساطتها وقيمها الأولى. فالعودة إلى رؤية واضحة ومخلصة للتعليم ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة بناء الأجيال القادمة.
فحينما تغيب الرؤية، يصبح التعليم مجرد وظيفة، وقد يفقد المعلم شغفه، والطالب دافعيته، والمجتمع أمله في مستقبل أفضل. التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو فن يحيى العقول، وأمانة تضمن بقاء القيم، وطريق لتحقيق النهضة. لهذا، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه، واضعين نصب أعيننا أن التعليم هو أساس أي نهضة حضارية مستدامة.
كاتب وخبير تربوي
مقالات ذات صلة استنهاض هِمَم / مروى الشوابكة 2024/12/20