لجريدة عمان:
2025-01-18@05:54:44 GMT

صندوق عُمان المستقبل.. انطلاقة للمستقبل

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

يشهد الاقتصاد العماني منذ عدة سنوات حراكا كبيرا وجهودا مضنية لتنميته ومواصلة نموّه حتى يكون أحد الاقتصادات الواعدة المتطورة خلال السنوات المقبلة عبر تنفيذ العديد من الأعمال والأنشطة والمبادرات التي تسهم في تعزيز الجهود الوطنية للمضي قدما نحو التنويع الاقتصادي وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان.

من بين هذه الجهود الداعمة لتنمية الاقتصاد العماني هو إطلاق صندوق عُمان المستقبل وهو صندوق استثماري أسسه جهاز الاستثمار العماني بالشراكة مع وزارة المالية، ويعد المحفظة الثالثة للجهاز مع محفظتي التنمية الوطنية والأجيال. ويحظى الصندوق باهتمام واسع من مختلف شرائح المجتمع العماني منذ صدور التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بإنشائه في شهر مايو من العام الماضي، وذلك لترقبهم نشر تفاصيل الصندوق وآلية عمله وحوكمته ليكون أحد الصناديق الاستثمارية الرائدة عالميا. وقبل التطرق إلى تفاصيل صندوق عُمان المستقبل لا بد أن نشير إلى أن الصندوق يهدف إلى تعزيز الاقتصاد العماني، وتمكين القطاع الخاص، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع رأس المال الجريء، والمساهمة في التنويع الاقتصادي، والدخول في شراكات استثمارية، إضافة إلى التكامل مع منظومة التمويل الحكومي، وهذه الأهداف الوطنية التي وضعت لتحقيق الغاية المرجوة من الصندوق خصّص لها مليارا ريال عُماني وفق خطط مدروسة واستراتيجيات وطنية تمتد لـ5 سنوات (2024-2028) بمعدّل 400 مليون ريال عماني كل سنة يخصص منها 10% للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و90% للمشاريع المحلية المباشرة في قطاعات كل من السياحة، والصناعة والإنتاج، والطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعدين، والثروة السمكية، والزراعة إضافة إلى الموانئ والخدمات اللوجستية. ولأن صندوق عُمان المستقبل يهتم بالاستثمارات في مجالات تقنية المعلومات ونظمها وعلومها والتكنولوجيا المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، قام جهاز الاستثمار العماني بإطلاق منصة إلكترونية لتقديم طلبات الاستثمار والرد عليها ومتابعتها وكذلك تمكّن المستفيدين من الوصول للمعلومات المتعلقة بالصندوق والمتطلبات والمعايير لاختيار المشاريع التي ستحظى بتمويل من صندوق عُمان المستقبل؛ فالتحسن الذي يشهده الاقتصاد العماني خلال السنوات الماضية نتيجة انخفاض نسبة الدين العام إلى المستويات الآمنة وتحسّن التصنيف الائتماني لاقتصاد سلطنة عمان، إضافة إلى الانتعاش الاقتصادي المتوقع من صرف منافع الحماية الاجتماعية الداعم للقوة الشرائية في سلطنة عمان، كان لها دور في تشجيع الحكومة على إطلاق برامج تحفيز الاقتصاد ودعم القطاع الخاص مما سيدعم الجهود الوطنية لتعزيز التنويع الاقتصادي وإيجاد معالجات مستدامة لبعض الموضوعات الاجتماعية التي تعتمد على النمو الاقتصادي والتوسّع في المشروعات الاستثمارية وجلب المشروعات الاستثمارية الأخرى عبر تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر. ومن بين هذه الموضوعات المؤمل معالجتها موضوع الباحثين عن عمل ورفع مستوى رفاهية المواطنين رغم وجود مبادرات تتبناها الجهات ذات العلاقة للتعامل مع هذه الموضوعات، وبدأ أفراد المجتمع بتلمّسها حديثًا مثل مبادرات وزارة العمل المتنوعة في التوظيف، وكذلك منافع الحماية الاجتماعية التي استفاد منها كافة شرائح المجتمع العماني مما سينعكس إيجابا على حماية بعض فئات المجتمع مع التأثيرات الناتجة عن السياسات المالية المتخذة.

إن ما نرجوه ونأمله من صندوق عُمان المستقبل أن يتم اختيار الاستثمارات ذات القيمة المضافة للاقتصاد العماني البعيدة كليا عن تذبذبات أسعار النفط عالميا والقادرة على مجابهة التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجه الاقتصاد العالمي بين فترة وأخرى والبعيدة. كذلك من المهم أن يبتعد المستثمرون عن طلب التمويل من الصندوق لإطلاق مشاريع ذات طابع تقليدي وغير متوقع استدامتها على المدى المتوسط والبعيد. وأن يكثّف الترويج والتسويق لصندوق عُمان المستقبل داخل سلطنة عمان وخارجها عبر إعداد دليل استرشادي لغير الناطقين باللغة العربية، فما كان هاجسا قبل سنوات بعدّم توفّر التمويل المالي لإطلاق المشاريع أصبح الآن التمويل في متناول أصحاب الأفكار الاستثمارية المجدية والجيدة.

أيضا من المهم أن يتم استقطاب الاستثمارات الأجنبية النوعية ذات المردود الاقتصادي والمالي والاجتماعي كذلك وقادرة على توليد فرص عمل للباحثين عن عمل، ولا تتأثر كثيرا بالصدمات الاقتصادية وتساعد على توطين بعض الصناعات في سلطنة عمان وأن تكون شريكًا حقيقيًا للقطاع الخاص في تنمية الاقتصاد العماني وتحسين مؤشراته وأدائه.

ختامًا، لقد أثمرت الجهود الحكومية مدعومة بفاعلية السياسات المالية والاقتصادية في إيجاد حالة من التفاؤل والارتياح بين المتابعين للوضع الاقتصادي في سلطنة عمان مما كان محفّزًا لإطلاق برنامج إسكان بقيمة 1.9 مليار ريال عماني وصندوق عُمان المستقبل برأس مال قدره مليارا ريال عماني وطرح جملة من المشاريع التنموية للتناقص تمهيدا للبدء في إنشائها مثل مشاريع البنى الأساسية كالطرق والمستشفيات والمرافق الخدمية، وعلينا أن نواصل العمل بجد واجتهاد وبعزيمة أكبر لإنجاز ما يمكن إنجازه وتحقيق المؤشرات والأرقام الإيجابية للاقتصاد العماني خلال الفترة المقبلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد العمانی سلطنة عمان ریال ع

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي في 2025

خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في 2025 إلى 3.3%، مرجعًا ذلك في الأساس إلى تمديد تخفيضات إنتاج النفط.

كما خفض الصندوق اليوم الجمعة، في تحديث لتوقعاته لآفاق الاقتصاد العالمي، تقديراته لنمو اقتصاد المملكة في 2024 إلى 1.4%.

وفي تقريره عن آفاق الاقتصاد الإقليمي الصادر في أكتوبر/تشرين الأول، قدر الصندوق أن يتسارع النمو في السعودية إلى 4.6% هذا العام، مقارنة بـ1.5% المتوقعة في 2024.

وأدى خفض توقعات الناتج المحلي الإجمالي السعودي إلى خفض توقعات صندوق النقد الدولي لنمو منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى عمومًا إلى 3.6% هذا العام، وهي أقل من التوقعات السابقة في أكتوبر/تشرين الأول التي بلغت 3.9%.

وقال الصندوق في تقريره اليوم الجمعة "من المتوقع أن يزيد النمو في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ولكن بأقل من المتوقع في أكتوبر/تشرين الأول".

وأضاف "يعكس هذا بشكل أساسي مراجعة بالخفض بمقدار 1.3 نقطة مئوية لنمو الاقتصاد السعودي في عام 2025، وهو ما يرجع في الغالب إلى تمديد تخفيضات إنتاج أوبك بلس".

دول "أوبك بلس" أجّلت إلغاء تخفيضات الإنتاج بسبب ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج من خارج المجموعة (رويترز)

وتوقع معظم المحللين ارتفاعا كبيرا في النمو الاقتصادي للمملكة، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، في عام 2025 مع زيادة إنتاج النفط، وذلك بعد عامين من النمو المتواضع.

إعلان

وتوقع استطلاع أجرته رويترز في أكتوبر/تشرين الأول نمو الاقتصاد السعودي 4.4% في عام 2025، بينما تتوقع الحكومة السعودية أن يبلغ النمو 4.6%.

لكن في ديسمبر/كانون الأول، أرجأت دول أوبك بلس، التي تضم السعودية، البدء في زيادة إنتاج النفط لمدة 3 أشهر حتى أبريل/نيسان، وأجلت الإلغاء الكامل لتخفيضات الإنتاج بسبب ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج من خارج المجموعة.

وقد أثّر هبوط أسعار النفط وتمديد تخفيضات الإنتاج على إيرادات السعودية في السنوات القليلة الماضية، لكن الرياض تمضي قدما في خطة إنفاق تستهدف تعزيز النمو غير النفطي وتنفيذ خطتها للتحول الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • المسرح العماني.. تطور وتحديات الحداثة وما بعدها
  • صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي في 2025
  • صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.1 % خلال 2026
  • صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3 بالمائة في 2025
  • صندوق النقد يشيد بـ"مفاجأة إيجابية" بشأن الاقتصاد الصيني
  • ترامب وإنهاء الحروب.. هل يكون 2025 عام الانتعاش الاقتصادي العالمي؟
  • النمو الاقتصادي في الصين يواصل تقدمه: ماذا يعني وصول الناتج المحلي إلى 5%
  • حمدان بن محمد: دبي هي المستقبل والمستقبل هو دبي
  • الاستثمارات غير النفطية تحافظ على زخم النمو الاقتصادي في الإمارات
  • التوجه الاستراتيجي نحو المستقبل