مشاريع فك الاختناقات.. الإعمار: شروط تعاقدية لمنع تلكؤ وتعثر الأعمال
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
الاقتصاد نيوز ـ بغداد
أكدت دائرة الطرق والجسور في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، الاثنين، أن مشاريع فك الاختناقات المرورية خرجت من خانة التلكؤ التي كانت فيها بعض المشاريع في السابق، فيما أشارت إلى فرض شروط على الشركات المنفذة تضمن استمرارية الأعمال دون تعثر حتى لو تأخر التمويل عبر الموازنة.
وقال مدير عام الدائرة التابعة إلى وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة حسين جاسم كاظم، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "مشاريع فك الاختناقات من المشاريع التي توليها الحكومة اهتماما كبيرا عبر المتابعة والحضور المباشر من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وأضاف، أن "هذه المتابعة ولدت زخما كبيرا وأعطتنا دافعا لإنجاز الأعمال بتوقيتات قياسية لم نشهدها سابقا بسبب الظروف التي مر بها العراق"، مشيراً، إلى أن "المشاريع الحالية غادرت خانة البطء والتلكؤ التي كانت عليها المشاريع سابقاً بفضل تذليل رئيس الوزراء للمعوقات، ما منح الأعمال الاستمرارية دون توقف".
وتابع، أن "الأعمال تستمر وبذات التوقيت تفتح مشاريع وتدخل الخدمة ويوضع حجر الأساس لأخرى، وخلال الشهر الجاري تم افتتاح مجسر الفنون الجميلة الذي أنجز بالكامل".
ولفت كاظم، أنه "من المخطط أن تفتح 90% من مشاريع الحزمة الأولى خلال العام تطبيقاً لشعار الحكومة بأن يكون 2024 عام الإنجازات" مبينا، أنه "تم تجاوز مرحلة التلكؤ والتعثر السابقة عبر استبعاد التعاقد مع الشركات المتلكئة واتباع أسلوب التأهيل المسبق في استدراج الشركات الرصينة عبر الإعلان العام عن المشاريع ووضع شروط محددة تتضمن الكفاءة المالية والفنية والخبرة المتطابقة مع المشاريع وتم دراسة العروض وتوصلنا إلى قائمة قصيرة من الشركات ومنح المشاريع للأفضل منها".
وأشار كاظم، إلى أن "المشاريع الحالية تسير بتسارع و بوتيرة عالية جدا؛ نتيجة إمكانيات الشركات العالية من الناحية الفنية والمالية، ولم يؤثر تأخير الموازنة أو التمويل على هذه الشركات كوننا أدرجنا بنودا تعاقدية ألزمنا بها الشركات عدم التحجج بالوضع المالي ورصد مبالغ مالية وسيولة نقدية تخصص لأصل المشروع قبل المباشرة فيه".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
نادر كاظم يناقش التنوع الثقافي والهوية
في جلسة حوارية حل فيها الدكتور نادر كاظم ضيفا، نوقشت مسألة التنوع الثقافي والهوية، وبدأها مدير الحوار علي الرواحي بسؤال: "لماذا اشتعلت مسألة الهوية مؤخرا؟" فعرج كاظم إلى مرحلتين ينبغي الانتباه لهما وهما: مرحلة الحربين الأولى والثانية، حيث رأى كثير من المؤرخين أنها شكلت أوج التصادم بين الهويات القومية، ونهاية الحرب الباردة 1989 - 1990 حيث كانت الهويات تنبعث من جديد، وطالبت كل جماعة بالاعتراف داخل دولة معينة، وصار بإمكان الجماعات أن تطالب بالاعتراف بها على عدة مستويات.
وشرح كاظم الأسباب التي تجعل مجموعات صغيرة تتحد في هويات كبيرة، وأشار إلى أن المجموعات الصغيرة تتكون ثم تتوحد في مجموعات أكبر لأنها تواج تحديات وهذه التحديات تضطرها لمواجهتها بشكل مجموعة أكبر وتكوين دولة مركزية، وقال أن العالم عنما يواجه مشكلات ما وتعجز مجموعة دول أن تحلها بمفردها تتشكل مجموعة دول لتحلها وعلى هذا السياق تكونت الأمم المتحدة.
وتحدث كاظم عن تأثير العولمة وانفتاح العالم فيما يتعلق بالهويات طوال العقود الأخيرة، وأشار إلى نقطتين ترتبط بهما تلك الإشكالات: الأولى: تصاعد وتيرة العولمة وسرعة تحركات الناس بين الاماكن يؤدي إلى تكوين هوية معولمة مما يعني انحسار الهويات المحلية كما وصفه كاظم (شكل من أشكال اليوتيوبيا)، والثانية: العولمة مثلت تحد للهويات فكانت ردة الفعل التمسك بصنع الهويات المحلية وإعادتها. فصعد كل ما هو محلي كردة فعل تجاه العولمة.
وحول وسائل التواصل وصمود الهوية، أحال كاظم إلى ماراشال ماكلوهن الذي رأى أن وسائل التواصل أجرت تحولات اجتماعية على صعيد هوية المجموعات، وقال كاظم لو أن ماكلوهن شهد وسائل التواصل الاجتماعي لتوصل إلى أنها ليست أداة لصنع القرية الكونية على مستوى الهويات.ولكنها فككت المجال العام، وأن حجم المحتوى لا يسمح بتكوين شيء متماسك ومن هنا تأتي فكرة الهويات السائلة، وأن قدرة وسائل التواصل للوصول إلى قطاعات عريضة من المجتمعات هو صناعة الترفيه وليس اتخاذ موقف.
وحول استيعاب التنوع في بلد ما، أشار كاظم إلى أن كل دول العالم متنوعة وتعيش مع تنوعات متعددة دينية ومناطقية وعرقية وسياسية وأيديولوجية، وأن إدارة التنوعات يحفظ استقرار البلد والقدر الذي تستحقه الجماعات، وقال أن هناك 3 خيارات تضمنت سياسات لأنجح إدارة للتنوعات وهي: أن الهوية الأقوى تحكم وتفرض أن يندمج الجميع ويقصى من يرفض الاندماج، أو العلمانية (شكل من أشكال تحييد الدولة تجاه التنوع لدى مواطنيها). أو التعددية الثقافية التي يكون على الدولة فيها أن تعترف بالهويات المتعددة وتعتمد أكثر من دين ولغة رسمية، وأشار كاظم إلى أن كل خيار فيه فيه إشكالا ونقد، وأنها في النهاية قضية لا حل مثالي لها، وعرج إلى معضلة القنفذ لشوبنهاور حيث الهويات داخل الدول وإدارة التنوع الثقافي كالقنافذ في الشتاء التي تتجمع من أجل الدف لكنها تؤذي بعضها بأشواكها فتبتعد وتبرد، حيث كل الحلول تنتج مشكلة لا حل نموذجي لها.
وتناول كاظم الخلط بين الهوية والانتماءات والعضويات الأخرى، وضرب مثالا حول أيهما أكثر عمقا لتكوين هوية: لون البشرة أو اللغة؟ ليلفت إلى أن ليس كل المعطيات تكون هوية، وأحال إلى أن كل الجماعات وجدت قبل الدول الحديثة التي تكونت ثم أرادت أن تكون هوية مشتركة لكل الهويات (الهوية المشتركة الوطنية) لكن ذلك قد يضعها أمام صدام مع الهويات الأخرى المحلية الصغيرة خاصة إذا كان لها امتداد خارج الوطن.
وبين أن الهويات ليست معطى وإنما كيان وبناء يبنى ويصنع وأنه لم يكن هناك فاعل اجتماعي وسياسي معين لديه قدرة على صنع هوية مثل الدول اليوم، فالإعلام والتعليم والمعاملة المتساويةحقوقيا توحد المختلفين. وأن هذه المعاملة تستطيع أن تؤمن للدولة ولاء كاملا من مواطنيها.