حقق إنتاج الطاقة المتجددة في مصر قفزة كبيرة في توليد الكهرباء خلال السنوات الـ 8 الماضية، لا سيما مع توجُّه القاهرة إلى تنفيذ كثير من المشروعات بالشراكة مع الشركات العربية والعالمية.

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بـ"ديميتريس كوبيلوزوس" رئيس مجلس إدارة مجموعة "كوبيلوزوس" اليونانية للبنية التحتية، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعدد من كبار مسئولي الشركة.

الكهرباء والطاقة المتجددة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على القيام بدور رئيسي في عمليات التحول الدولي للطاقة النظيفة، بما يعود بالفائدة على مصر على المستويين الاقتصادي والبيئي، مشيدا بالتعاون المشترك بين مصر واليونان في كافة المجالات، والذي يعكس العلاقة القوية بين البلدين.

ووجه الرئيس السيسي، باستمرار وتسريع جهود التعاون بين مصر ومجموعة "كوبيلوزوس" اليونانية للبنية التحتية؛ للانتهاء من المشروعات المطروحة في أقرب وقت ممكن، وتيسير كافة الإجراءات وتذليل العقبات التي يمكن أن تواجه المشروعات.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي،  بأن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على تطورات مشروع "جريجي - GREGY" للربط الكهربائي مع أوروبا، خاصةً مع نجاح جهود إدراج المشروع في القائمة الأولى للمشروعات ذات الفائدة المشتركة بالاتحاد الأوروبي، بما يتيح المجال لبدء المرحلة المقبلة من تنفيذ المشروع، والخاصة بإعداد الدراسات الفنية والبيئية النهائية، وكذا الدراسة الخاصة بتحديد مسار كابلات الربط البحرية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس اطلع أيضاً على خطط المجموعة لإنتاج الطاقة المتجددة في مصر، وفي هذا الصدد استمع الرئيس إلى عرض لجهود تعزيز العمل المشترك بين مصر والمجموعة لتنفيذ مشروع إنتاج 9.5 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية، بما سيمثل دعماً حقيقياً للاقتصاد المصري ويسهم في تعزيز جهود الانتقال للطاقة النظيفة في مصر وأوروبا.

وقد حرص المسئولون الأوروبيون في هذا السياق على الإشادة بالمواقف المصرية المتوازنة تجاه التعامل مع أزمات الشرق الأوسط وسبل حلها، مؤكدين على أهمية الارتقاء بمستوى العلاقات مع مصر بصورة تتماشي مع حجم التحديات الدولية والإقليمية القائمة.

وزير الخارجية: تعزيز الاستثمارات الأوروبية المباشرة بمصر في الطاقة المتجددة والنظيفة شكري : مصر تمتلك إمكانيات تلبية المطالب المتزايدة لحصول أوروبا على الطاقة

جدير بالذكر مايو 2023، وقعت مجموعة كوبلوزوس اليونانية على مذكرة تفاهم، لدراسة إمكانية الدخول في شراكة لتطوير عدد من مشروعات الطاقة المتجددة التي ستمد خط «GREGY» للربط الكهربائي بمصدر مستدام للطاقة المتجددة.

وأشارت الشركة في بيان إلى أن مشروع GREGY أو مشروع الربط الكهربائي للطاقة الخضراء يتضمن القيام بالربط الكهربائي المباشر بين مصر واليونان من خلال كابلات بحرية بقدرة 3,000 ميجاوات، مع إمكانية النقل الكهربائي في الاتجاهين لافتا إلى أن مشروع GREGY ينقل طاقة خضراء بنسبة 100% من مصر لليونان، ومن اليونان إلى أوروبا، وهو ما يمثل مساهمة هامة للتعامل مع تحديات تغير المناخ وتأثيرات غازات الاحتباس الحراري من خلال الخفض الملموس في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقالت الشركة إن تعظيم مزايا واستخدامات مشروع GREGY، يتطلب إقامة مشروعات للطاقة المتجددة بقدرات تصل إلى 9.5 جيجاوات ومن ناحية أخرى، سيوفر المشروع عبر هذا الخط مصادر بديلة من الطاقة المستدامة والنظيفة لأوروبا، وبالتالي سيقلل اعتماد القارة على الطاقة التي يتم إنتاجها من بدائل الوقود التقليدي لافتا إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها تمهد لتأسيس لجنة للتنسيق والمتابعة تتألف من ثلاث أعضاء للقيام بتنسيق النقاشات وتبادل المعلومات والمفاوضات.

مشروع النقل الكهربائي بين مصر واليونان

وأكد محمد إسماعيل منصور، رئيس مجلس إدارة إنفينيتي باور تحقيق مزايا متبادلة هائلة وشراكة متميزة في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في مصر والقيام بنقل الطاقة الخضراء التي تم إنتاجها إلى أوروبا عن طريق مشروع النقل الكهربائي بين مصر واليونان عبر البحر (GREGY) لافتا إلى إنّ هذا المشروع يمثل فرصة ممتازة لمصر لتحقيق مزايا عديدة متمثلة في التنمية الاقتصادية ونمو في الإيرادات.

وأضاف "منصور"، أن المشروع سيعمل على تعزيز أمن الطاقة في البلاد، كما يمثل نموذجًا لتعزيز التعاون الدولي ولن يساهم فقط توفير الطاقة المتجددة للدول الأوروبية في دعم اقتصادنا القومي، ولكنه سيعمل أيضًا على جعل مصر مركزًا إقليميًا ولاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي، كما يتوافق تمامًا مع رؤيتنا لمستقبل مستدام للعالم".

يشار إلى إنتاج الطاقة المتجددة في مصر ارتفع بشكل واضح؛ إذ وصل إلى 12.5% خلال الربع الثالث من العام الماضي (2022-2023)، خلال 3 أشهر بداية من شهر يناير وحتى 31 مارس.

وقالت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر إن مؤشرات الأعمال في سوق الطاقة المتجددة تقدمت خلال الربع الثالث من العام المالي.

وانخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو مليونين و304 أطنان نتيجة لارتفاع إنتاج الطاقة المتجددة، إلى جانب توفير الوقود بكميات بلغت 909 آلاف طن من النفط المكافئ، وذلك يعطي الدولة مزيدًا من الدعم لمكافحة تبعات تغير المناخ.

وارتفع إنتاج الطاقة الكهرومائية أيضًا بوضوح، مقارنة بالعام الماضي، حيث قفز بنسبة 9%.

وكشف تقرير لمجلس الوزراء المصري تَمكّن البلاد من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، من خلال تحقيق احتياطي تجاوز 13 ألف ميجاوات في 2022، مقارنة بعجز قيمته 6 آلاف ميجاوات في عام 2014.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المتجددة الكهرباء السيسي كوبيلوزوس جريجي اليونان الطاقة المتجددة فی مصر إنتاج الطاقة المتجددة بین مصر والیونان

إقرأ أيضاً:

سباق دولي على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بأفريقيا

قبل أيام أعلن المغرب اختيار شركات من عدة دول بينها الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا والصين لتنفيذ مشاريع الهيدروجين الأخضر بميزانية تقارب 32 مليار دولار.

وبجانب المغرب، بدأت عدة دول أفريقية مثل مصر وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا باستقطاب رؤوس أموال دولية للاستثمار بمشاريع الهيدروجين الأخضر.

يأتي ذلك في إطار محاولة تلك الدول الانخراط في التوجه الدولي المتنامي لاستخدام هذا النوع من الطاقة المتجددة، ما جعل شركات دولية تبدي اهتمامها بالاستثمار في هذا القطاع.

التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين من اليوريا، قد يكون أكثر كفاءة وأقل كلفة، مقارنة بالتحليل الكهربائي التقليدي لإنتاجه من المياه (شترستوك)

عبد العالي الطاهري، الخبير المغربي المتخصص بالطاقات المتجددة والهندسة البيئية قال في حديث للأناضول إن الاستثمارات الخاصة بالهيدروجين الأخضر ستخلق فرصا للعمل وستحفز النمو الاقتصادي.

وأضاف أن الطاقات الشمسية والمائية والريحية دفعت مستثمرين دوليين للاستثمار بالهيدروجين الأخضر في أفريقيا، خاصة أن هذه الطاقات تمثل مدخلات إنتاج الهيدروجين الأخضر.

والهيدروجين الأخضر نوع من الوقود الناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تنتج طاقة من دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.

إعلان 6 دول لتنفيذ مشاريع بالمغرب

وأعلن المغرب في السادس من مارس/آذار الجاري اختيار 5 مستثمرين وطنيين ودوليين لإنجاز 6 مشاريع بالأقاليم الجنوبية بالبلاد، بما فيها إقليم الصحراء.

ومن هذه المشاريع، توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة والتحليل الكهربائي، وتحويل الهيدروجين الأخضر إلى الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي.

وأوضح رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن الكلفة المالية لهذه المشاريع تبلغ 31.9 مليار دولار لإنتاج الأمونياك والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر.

ووفق أخنوش، فقد تم اختيار شركات وتحالفات من الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا والإمارات والسعودية والصين بالإضافة إلى المغرب.

تنافس أفريقي

وبجانب المغرب، أطلقت عدة دول أفريقية مثل مصر وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا مشاريع لاستقطاب رؤوس أموال دولية للاستثمار في الهيدروجين الأخضر.

ويأتي هذا التنافس القاري تزامنا مع إعلان دول كبرى عن استثمارات في دول أفريقيا بسبب الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها، وهذا يجعل القارة مرشحة لتصدر هذه الاستثمارات دوليا.

"الأمونيا" تعمل كحامل في عملية تخزين الهيدروجين (شترستوك)

وبخصوص مصر، أعلن مجلس الوزراء في يونيو/حزيران الماضي أن الصندوق السيادي وقّع 4 اتفاقيات في مجال الأمونيا الخضراء مع عدد من المطورين الأوروبيين بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 33 مليار دولار، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري-الأوروبي المشترك المنعقد بالقاهرة.

كما وقعت موريتانيا والاتحاد الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي اتفاقا يقدم بموجبه الأخير 100 مليون يورو لتعزيز التنمية، بما فيها التركيز على تطوير الهيدروجين الأخضر، بوصفه محركا للنمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل.

وفي نفس التوجه القاري وقعت 6 شركات طاقة من الجزائر وألمانيا والنمسا وإيطاليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاقا لإطلاق أولى الدراسات لإنجاز مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر.

إعلان

ويهدف الاتفاق إلى تزويد الدول الأوروبية بهذه الطاقة، وفق بيان للشركة الجزائرية للمحروقات.

موارد ومؤهلات القارة

ولعل اهتمام الدول الغربية بأفريقيا يرجع إلى اعتماد الهيدروجين الأخضر بعملية الإنتاج على الطاقة الكهربائية، حيث تتمتع القارة بمصادر كثيرة لتوليد هذه الطاقة مثل أشعة الشمس والرياح والسدود.

ويأتي الاهتمام بأفريقيا وسط تزايد الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر، وعجز باقي القارات على تلبية هذا الطلب، خاصة أن الدول الأفريقية لديها إمكانيات لتصدير الهيدروجين.

ووفق الخبير الطاهري فإن التوسع بإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا يكتسب ميزة عن غيره من المواقع الأخرى، نظرا إلى توفر سعة متجددة تصل إلى 69% من طاقة الرياح، و25% من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إسهام موارد الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية وغيرها.

يسعى الباحثون لاستخدام التحفيز الضوئي في إنتاج الهيدروجين الأخضر (غيتي)

واعتبر أنه "من شأن الموارد المتجددة المتاحة أن تؤهل أفريقيا لإنتاج الوقود النظيف ومشتقاته، مثل الأمونيا، إذ يسمح الاستغلال الأمثل لهذه الموارد بإنتاج كهرباء منخفضة التكلفة، لتصبح عنصرا رئيسا في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي".

وتوقع الطاهري أن تصل صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر إلى 11 مليون طن سنويا، بحلول 2050، مع ارتفاع حصة القارة من حجم تجارة الوقود النظيف.

وتقدر قيمة الاستثمارات التراكمية في الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بـ400 مليار دولار، وفق مجلس الهيدروجين؛ وهو منظمة دولية تضم شركات طاقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يوجه المديرين العامين بالدوام في عطلة العيد لضمان تجهيز الطاقة
  • السوداني يوجه بانطلاق مشاريع الطاقة المتجددة بداية الصيف المقبل
  • وزير الكهرباء يبحث مع سفير بريطانيا التعاون في شبكات النقل والطاقة المتجددة
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير بريطانيا بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون بالشهادات الخضراء وشبكات النقل
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير بريطانيا لبحث الشراكة في مجالات شبكات النقل والطاقة المتجددة
  • الوزراء: مصر تسعى للتحول إلى مركز إقليمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر
  • متحدث الوزراء: مصر تسعى لتكون مركزا رئيسيا للطاقة المتجددة من خلال الهيدروجين الأخضر
  • خطة الكهرباء لصيف 2025.. توفير الوقود والطاقة المتجددة لتحقيق الوفر المستهدف
  • الحكومة تعلن خطتها لمواجهة صيف 2025 وتأمين إمدادات الكهرباء
  • سباق دولي على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بأفريقيا