أثار مقطع فيديو يظهر مئات الأشخاص يؤدون التحية الفاشية بشكل جماعي خلال حفل تأبين في روما وهم يرتدون ملابس سوداء، ردود فعل متباينة لمغردين إيطاليين.

وكانت الفاشية قد انتشرت أوائل القرن الـ20 في أوروبا كحركة وطنية يمينية متعصبة تحتقر الديمقراطية وتؤمن بالسطو والعنف والحرب على الأمم الأخرى للوصول إلى بعث وطني جديد.

وعرف الدوتشي بينيتو موسوليني الذي حكم إيطاليا في الفترة ما بين عامي 1922 و1943 كرمز للفاشية، وكان قائدا كاريزماتيا متسلطا، حوله الآلاف من المؤيدين والمنقادين يسبحون بحمده ويمجدون جبروته صباح مساء.

حتى إن زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر كان من معجبي موسوليني، وكان يبعث له برسائل الإعجاب قبل استلامه الحكم ويطلب صورة موقعة منه، وهو الذي ألهمه فكرة النازية حتى إنه طبّق نفس تحية الفاشية.

وكانت نهاية الفاشية عام 1945م بالقبض على زعيمها و17 من أعوانه وإعدامهم والتنكيل بجثامينهم، ومنذ ذلك الحين أصبحت الفاشية حركة منبوذة في البلاد، بل مجرمة قانونيا، وأي مروج لها أو لرموزها يعاقب بالسجن مدة قد تصل لـ12 عاما

وتحولت إيطاليا لدولة ديمقراطية غربية تقوم على مبادئ الحرية والليبرالية، وتحتكم الى دستور حضاري، واليوم يترأس حكومتها سيدة اسمها جيورجيا ميلوني، وقد وصلت بانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة.

إلا أنه قبل أيام انتشر فيديو لمئات الأشخاص يرتدون الأسود ويؤدون التحية الفاشية بشكل جماعي، خلال حفل تأبيني في روما، وهو مقطع من تجمع حركة طلابية تحيي الذكرى السنوية لرحيل 3 نشطاء يمينيين من حركة تدعى "جبهة الشباب"، التي شكلها أعضاء سابقون في الحزب الفاشي عام 1978.

تفاعلات متباينة

وحظي المقطع بتعليقات كثيرة من الإيطاليين على مواقع التواصل الاجتماعي، رصد برنامج شبكات (2024/1/22) جانبا منها. ومن ذلك ما كتبته مازانتي: "هذه إيطاليا العظيمة بلدنا ويحق لنا أن نقوم بما نريد؛ هذه تحية رومانية لا أكثر، لماذا اعتبرتم الفيديو مخيفا؟".

بينما غرد لويتارو: "أشياء غريبة تحدث الآن في إيطاليا، كلمة موسوليني التي كانت محرمة أصلا… أصبحت ترند على تويتر؛ الكثير من الإيطاليين يحبون موسوليني ولكنهم لا يقولون ذلك علنا".

أما شاردينيا فكتبت: "لماذا لا أرى الشرطة وقوات التدخل يرتدون معدات مكافحة الشغب لتحييد هؤلاء الناس؟ الترويج للفاشية جريمة".

وقال جنويلجي: "الحكومة الإيطالية تعرف بوجود هؤلاء الأشخاص، لماذا لا تعاقبهم بتهم الضرر بالأمن العام، هذا المقطع مؤشر خطير على ما يمكن أن يحدثه هؤلاء في إيطاليا".

يذكر أن رئيسة الحكومة جيورجيا ميلوني، كانت عضوا في "جبهة الشباب"، وحزبها الحالي تعود جذوره إلى المجموعة نفسها، ورفضت التعليق مباشرة على الحدث، ولكنها وصفت ردود الفعل بأنها "هجمات غير مبررة على حكومتها".

وكانت المحكمة العليا في إيطاليا قد قررت أن أداء التحية الفاشية في المسيرات، أمر قانوني؛ وقالت: "التحية الرومانية لا تعتبر جريمة إلا إذا كان هناك خطر ملموس من إعادة تأسيس الحزب الفاشي، أو كانت هناك أهداف ملموسة للتمييز العنصري والعنف".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

سفارةُ سلطنة عُمان في إيطاليا تحتفل بالعيد الوطني الـ 54

العُمانية: أقامت سفارةُ سلطنة عُمان في إيطاليا اليوم احتفالًا بالعيد الوطني الـ 54 المجيد، بحضور سُموّ السّيد نزار بن الجلندى بن ماجد آل سعيد سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الإيطالية.

وألقى سُموّ السّيد خلال الحفل كلمة تطرق فيها إلى تعاظم مكانة سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي بفضل ثوابت سياسة التسامح والحوار ومدّ جسور الصداقة والتعاون مع الدول من أجل عالم يسوده السّلام والاستقرار.

كما تحدث صاحب السُّمو عن النهضة والإنجازات المتواصلة التي تشهدها سلطنة عُمان على ضوء رؤية عُمان 2040 الطموحة.

حضر المناسبة عدد كبير من الساسة والبرلمانيين الإيطاليين فضلًا عن سفراء الدول الشقيقة والصديقة وأعضاء السلك الدبلوماسي والعسكري وحشد من المثقفين والأكاديميين والشخصيات العامة في إيطاليا.

مقالات مشابهة

  • "حديث الحيتان" يكشف غموض أصوات المحيطات بعد 4 عقود
  • مشاورات ثنائية بين إيطاليا وجنوب أفريقيا في روما
  • ستورم ريد لن تعود للموسم الثالث من Euphoria
  • إسرائيل تشهد أكبر هجرة منذ عقود.. هل بدأ انهيار الحلم الصهيوني؟
  • تعزيز التعاون الأمني مع إيطاليا
  • وزير الإسكان ومحافظ دمياط يسلمان عقود وحدات سكن لكل المصريين
  • تحية لروح الدكتورة بثينة علي… معرض خريجي كلية الفنون قسم التصوير لعام 2024
  • سميح عليوي.. قاوم الاحتلال 4 عقود وارتقى شهيدا في سجونه
  • سفارةُ سلطنة عُمان في إيطاليا تحتفل بالعيد الوطني الـ 54
  • كيف تعود لاستكمال حلم استيقظت منه فجأة؟.. 3 طرق هترجعك للبداية