الراي:
2025-03-04@14:56:09 GMT

مصارف لبنانية ترفع عصا القضاء بوجه الدولة

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

لوّحت مجموعة من أكبر المصارف اللبنانية بالتقدم بدعوى رسمية ضد «الدولة» لدى القضاء الاداري، كخطوةٍ قانونية تَلي مذكرةَ «ربط النزاع» التي سلّمتْها قبل نحو شهرين الى وزارة المال وتطلب فيها تغطية كامل عجز البنك المركزي وسداد ديونها ومستحقات سنداتها له، سنداً الى منطوق المادة 113 من قانون النقد والتسليف.

وورد في مداخلةٍ حملتْ توقيع أمين عام جمعية المصارف الدكتور فادي خلف، أن الخطوة التالية تتمثل برفع دعوى غير مباشرة على الدولة تأتي استكمالاً لخطوة ربط النزاع في حال لم تتجاوب الدولة مع المطالبات، ومع التنويه التقليدي بأن الافتتاحية التي يكتبها الأمين العام في النشرات الدورية للجمعية تمثل رأيَه وتحليلَه الشخصي للمستجدات من دون أن تلزمها بأي شكل بمضمونها.

لا إمكان لـ «حلّ الدولتين» على أرض فلسطين في ظلّ العقلية الصهيونية منذ 23 ساعة فشل أهداف إسرائيل يؤدي إلى «تخبّط غير مسبوق» بين قادتها 18 يناير 2024

وورد في المندرجات، أن مذكّرة ربط النزاع، التي تَقدّم بها 11 مصرفاً، سعت إلى إلزام الدولة سداد المتوجب قانوناً بذمتها لمصرف لبنان، وفق المبالغ المحددة، أي ما يزيد على 68 مليار دولار، إضافة إلى العجْز عن عاميْ 2021 و 2022، يتوجب على الدولة إعادتها لمصرف لبنان ليتمكن بدوره من سداد ودائع المصارف لديه فتعيدها بدورها إلى المودعين.

وفي إشارة تؤكد جدية «الانذار» الوارد، توقّع خلف أن تشارك في هذه الدعوى مصارف عدّة إلى جانب المصارف الأحد عشر. مع تكرار التنويه بأن أي من المطالبات التي تقوم بها المصارف لن تعود في حال تحقيقها إلى المصارف مباشرة، إنما لمصرف لبنان، على أن يساهم ذلك بوفائه بالتزاماته تجاه المصارف.

وجرى الاستنادُ المضاف في الوقائع الواردة إلى مضمون البيان الصادر عن مصرف لبنان اوائل العام الجاري، وما أشار اليه الحاكم بالإنابة الدكتور وسيم منصوري عن وجود خسائر يتوجب على الدولة تغطيتها بموجب المادة 113 من قانون النقد والتسليف.

وقد حظي هذا الموقف بإشادةٍ لافتة من خلف باعتبار «ان هذه الشفافية ليست جديدة على منصوري الذي أثبت مرة أخرى التزامه بمبادئ الوضوح والشفافية في الإدارة المالية».

وعزّز هذا الاقرار، صدقيةَ استنتاجات المدقق الجنائي العالمي «الفاريز أند مارسال» (Alvarez & Marsal )، والذي أوكلته الدولة نفسها، حيث كشف في تقريره حجم هذه الخسائر، وصنّف الجزء الأكبر منها على أنه ناجم عن تغطية عجز الموازنات المتعاقبة للدولة. وبذلك فإن هذه النتائج تؤكد ما هو معروف بالفعل في الأوساط المالية، وتزيل أي لغط مغرض حول هذا الموضوع، وتوضح الصورة بشكل لا لبس فيه.

وفيما رأى خلف انه «في الوقت الذي تحاول الدولة اللعب على وتر الوضع المالي المتعثّر لتأجيل الوفاء بالتزاماتها، ينعكس هذا التأجيل حكماً على القطاع المصرفي ككل، ما يضع النظام المالي اللبناني بأكمله على المحك»، سأل «كيف يمكن لمصرف لبنان أن يفي بالتزاماته تجاه المصارف والمصارف تجاه مودعيها إذا تصرفت الدولة على أساس أن إنكار المسؤوليات كفيل بالتعمية على الحقيقة والتهرب منها».

وأضاف: «إن تصرف الدولة على هذا الشكل يتطلب خطوات مالية وقضائية حاسمة من المصارف لضمان استقرار القطاع المصرفي وحماية مصالح المودعين. ومن هذا المنطلق، تقدمت المصارف بمذكرة ربط النزاع مع الدولة وتتحضر حالياً للتقدم بدعوى غير مباشرة عليها في حال لم تجد أي تجاوب مع مطالباتها».

وعن أسباب التأخير في اللجوء الى هذه الخطوات، لاحظ خلف «ان جمعية المصارف حاولت طوال الفترة السابقة عبر الاتصالات والاجتماعات التي عقدتْها مع المسؤولين، حضّهم على التوصل في أسرع وقت إلى حلول منطقية للأزمة التي تسبب بها مصرف لبنان والدولة وللاستحصال على توزيع عادل للمسؤوليات، لكن بدل ذلك جُبهت المصارف بمحاولة تحميلها كامل المسؤولية عن حالة ينطبق عليها بحسب المعايير الدولية تعريف «الأزمة النظامية» (Systemic Crisis).

ولذا، كان لا بد أيضاً للمصارف، بحسب خلف، انتظار نتائج تقارير الخبراء العالميين لتبيان العجز في ميزانيات مصرف لبنان، فتتمكن بالتالي من مطالبة الدولة بتغطية هذا العجز تنفيذاً لأحكام المادة 113 من قانون النقد والتسليف. ومن هذه التقارير، تقريري المدقق المحاسبي«اوليفر وايمان»( Oliver Wyman) والمدقق الجنائي Alvarez & Marsal المعينيْن من الدولة نفسها.

وبالفعل، أظهرتقرير Alvarez & Marsal أن ميزانيات مصرف لبنان لم تكن صحيحة وكانت تُظْهِر أرباحاً وهمية. وقد قام مصرف لبنان بتوزيع أرباح للدولة من جيب المصارف والمودعين، في حين كانت ميزانيته تخفي في الحقيقة عجزاً.

وبدوره، حدّد التقرير الجنائي قيمة العجز المتراكم في ميزانيات مصرف لبنان منذ 2015 حتى 2020، والذي تجاوز 51 مليار دولار. كما بدأ مصرف لبنان للمرة الأولى في مطلع 2023 بإظهار الدين العائد له بذمة الدولة اللبنانية والذي حدّده بــ 16.5 مليار دولار.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: لمصرف لبنان مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

المرزوقي: ملف التآمر مهزلة قضائية لإدانة خيرة رجالات تونس من قبل أسوأ ما فيها

انتقد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي، استمرار محاكمة عدد من قادة المعارضة والنشطاء الحقوقيين أمام القضاء فيما يُعرف بـ "قضية التآمر"، ووصفه بأنه "مهزلة قضائية تعدّ لإدانة مسبقة لخيرة رجالات تونس من قبل  أسوأ ما فيها".

واعتبر المرزوقي، في تصريحات له اليوم نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك"، أن هذا النوع من المحاكمات في تونس تحول إلى "ظاهرة تكاد تكون قانونا في مأساة  كل مستبدّ: ولعه بالمحاكمات الصورية لمؤامرات وهمية تحاك من وراء ظهره.. وسقوطه ضحية المؤامرات الحقيقية التي تحاك أمام أنفه وهو من عماه لا يبصر".

وقال المرزوقي في تدوينته التي حملها صور كل من الرئيسين التونسيين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، والرئيس الحالي قيس سعيّد: "رأيت فعل هذا القانون مع ''المجاهد الأكبر'' الذي  جنّد القضاء المستغَّل عقودا  للتعامل مع  ''مؤامرات'' الديمقراطيين واليساريين  والاسلاميين  ، فطرده من قصر قرطاج الشرطي  الذي كلّفه بحمايته من مؤامراتهم المزعومة . رأيت فعل هذا القانون مع ''صانع  التغيير'' الذي جنّد القضاء  المنبطح   للتعامل عقودا مع "مؤامرات'' الإسلاميين والديمقراطيين واليساريين،  فطرده من قصر قرطاج شبّان لم ينخرطوا يوما في التنظيمات غير المرخص بها التي كانت في فكره وكر المتآمرين عليه".

وأضاف: "اليوم أشاهد تكرر نفس الظاهرة مع ''المبعوث الإلهي لإخراجنا من الظلمات إلى النور''  وهو  يجنّد منذ انقلابه الغادر القضاء المرتزق  للتعامل  مع ''مؤامرات'' لم توجد إلا في خياله المريض بينما مصيره المحتوم بصدد التفاوض في أماكن وبين أشخاص لم يسمع بهم يوما ومفتاح باب السجن الذي ينتظره بين أيادي من لا يتوقع منهم إلا السمع والطاعة".

وأنهى المرزوقي تصريحاته قائلا: "صدق من  قال الغباء أو الهوس ليس أن تفعل فعلا خاطئا ينتهي بكارثة وإنما أن تكرر نفس الفعل متوقعا نتيجة أخرى"، وفق تعبيره.



وتنطلق أولى جلسات المحاكمة غدا الثلاثاء 4 مارس/آذار الجاري، وتشمل نحو 40 معارضا من مختلف التيارات على غرار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي وغيرهم.

وتصاعدت هذه القضية عقب موجة دهم واعتقالات واسعة ضد هؤلاء المعارضين هزت الرأي، وشنتها قوات الأمن في فبراير/شباط 2023، ووجه القضاء تهما خطيرة للمعتقلين تصل عقوبتها إلى الإعدام كتكوين "مجموعة إرهابية" و"التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".

وترى المعارضة أن تلك الاتهامات باطلة وملفّقة ضد المعارضين للرئيس قيس سعيد، وهدفها إزاحتهم من طريقه لتكريس حكم فردي مطلق عقب الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها في 25 يوليو/تموز 2021 والتي أصبح بموجبها يتحكم في كامل مفاصل الدولة، حسب رأيهم.

وتعود أطوار قضية التآمر على أمن الدولة إلى فبراير/ شباط 2023، عندما تم إيقاف عدد من السياسيين والناشطين في المجتمع المدني والمحامين.

ويضم الملف نحو 40 متهماً "بتكوين وفاق بغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي" والانضمام إلى تنظيم إرهابي.

وكانت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس، قررت يوم 2 مايو/أيار الماضي، إحالة 40 متهما في قضية "التآمر على أمن الدولة" على الدائرة الجنائية المختصّة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائيّة بتونس، ورفض جميع مطالب الإفراج.

وأبرز السجناء المتهمين في القضية: جوهر بن مبارك (عضو جبهة الخلاص الوطني)، وعصام الشابي (أمين عام الحزب الجمهوري)، وعبد الحميد الجلاصي (قيادي سابق في حركة النهضة)، وغازي الشوّاشي (وزير سابق)، وخيّام التركي (قيادي سابق في حزب التكتل)، ورضا بلحاج (رئيس الديوان الرئاسي السابق).

ويتهم الرئيس قيس سعيّد، سياسيين بـ"التآمر على أمن الدولة، والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار"، بينما تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021.

وتعتبر قوى سياسية تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على دستور الثورة"، بينما تعتبرها قوى أخرى مؤيدة للرئيس سعيد "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، فيما يؤكد سعيد أن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم"، مشددا على عدم المساس بالحريات والحقوق.

ومرارا، أعلن الرئيس سعيد أن النظام القضائي في بلاده مستقل ولا يتدخل في شؤونه.

وشهدت تونس منذ فبراير/ شباط 2023، حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال، بينهم رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي المسجون منذ أبريل/ نيسان 2023.

إقرأ أيضا: إعلامي تونسي يتعهد بكشف خفايا "قضية التآمر".. المعارضة ترفض المحاكمة السرية

مقالات مشابهة

  • معارضون تونسيون متهمون "بالتآمر" أمام القضاء  
  • عن سعر صرف الليرة.. هذا ما كشفه حاكم مصرف لبنان بالإنابة!
  • بعد مداهمات الأمن وتوقيف أفراد وشركات غير شرعية... هذا ما أعلنته نقابة الصرافين
  • وزير العدل: لا أحد تجرأ أو سيتجرأ أساسًا على القيام بخطوة كهذه!
  • المرزوقي: ملف التآمر مهزلة قضائية لإدانة خيرة رجالات تونس من قبل أسوأ ما فيها
  • ختام استثنائي لـمهرجان البستان: ليلة لبنانية زينّها صوت سمية بعلبكي بتوقيع لبنان بعلبكي (فيديو)
  • لبنان تعلن عن استيرادها للنفط العراقي الخام بدلا من “الفيول”
  • الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
  • حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على لبنان تلامس 6 آلاف شخص أفادت تقارير صحفية لبنانية بأن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان مع استمرار عمليات رفع الانقاض، اقتربت من 6 آلاف شخص.
  • بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الشقق.. قروض مصرف الإسكان إلى 100 ألف دولار؟