مصارف لبنانية ترفع عصا القضاء بوجه الدولة
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
لوّحت مجموعة من أكبر المصارف اللبنانية بالتقدم بدعوى رسمية ضد «الدولة» لدى القضاء الاداري، كخطوةٍ قانونية تَلي مذكرةَ «ربط النزاع» التي سلّمتْها قبل نحو شهرين الى وزارة المال وتطلب فيها تغطية كامل عجز البنك المركزي وسداد ديونها ومستحقات سنداتها له، سنداً الى منطوق المادة 113 من قانون النقد والتسليف.
وورد في مداخلةٍ حملتْ توقيع أمين عام جمعية المصارف الدكتور فادي خلف، أن الخطوة التالية تتمثل برفع دعوى غير مباشرة على الدولة تأتي استكمالاً لخطوة ربط النزاع في حال لم تتجاوب الدولة مع المطالبات، ومع التنويه التقليدي بأن الافتتاحية التي يكتبها الأمين العام في النشرات الدورية للجمعية تمثل رأيَه وتحليلَه الشخصي للمستجدات من دون أن تلزمها بأي شكل بمضمونها.
لا إمكان لـ «حلّ الدولتين» على أرض فلسطين في ظلّ العقلية الصهيونية منذ 23 ساعة فشل أهداف إسرائيل يؤدي إلى «تخبّط غير مسبوق» بين قادتها 18 يناير 2024
وورد في المندرجات، أن مذكّرة ربط النزاع، التي تَقدّم بها 11 مصرفاً، سعت إلى إلزام الدولة سداد المتوجب قانوناً بذمتها لمصرف لبنان، وفق المبالغ المحددة، أي ما يزيد على 68 مليار دولار، إضافة إلى العجْز عن عاميْ 2021 و 2022، يتوجب على الدولة إعادتها لمصرف لبنان ليتمكن بدوره من سداد ودائع المصارف لديه فتعيدها بدورها إلى المودعين.
وفي إشارة تؤكد جدية «الانذار» الوارد، توقّع خلف أن تشارك في هذه الدعوى مصارف عدّة إلى جانب المصارف الأحد عشر. مع تكرار التنويه بأن أي من المطالبات التي تقوم بها المصارف لن تعود في حال تحقيقها إلى المصارف مباشرة، إنما لمصرف لبنان، على أن يساهم ذلك بوفائه بالتزاماته تجاه المصارف.
وجرى الاستنادُ المضاف في الوقائع الواردة إلى مضمون البيان الصادر عن مصرف لبنان اوائل العام الجاري، وما أشار اليه الحاكم بالإنابة الدكتور وسيم منصوري عن وجود خسائر يتوجب على الدولة تغطيتها بموجب المادة 113 من قانون النقد والتسليف.
وقد حظي هذا الموقف بإشادةٍ لافتة من خلف باعتبار «ان هذه الشفافية ليست جديدة على منصوري الذي أثبت مرة أخرى التزامه بمبادئ الوضوح والشفافية في الإدارة المالية».
وعزّز هذا الاقرار، صدقيةَ استنتاجات المدقق الجنائي العالمي «الفاريز أند مارسال» (Alvarez & Marsal )، والذي أوكلته الدولة نفسها، حيث كشف في تقريره حجم هذه الخسائر، وصنّف الجزء الأكبر منها على أنه ناجم عن تغطية عجز الموازنات المتعاقبة للدولة. وبذلك فإن هذه النتائج تؤكد ما هو معروف بالفعل في الأوساط المالية، وتزيل أي لغط مغرض حول هذا الموضوع، وتوضح الصورة بشكل لا لبس فيه.
وفيما رأى خلف انه «في الوقت الذي تحاول الدولة اللعب على وتر الوضع المالي المتعثّر لتأجيل الوفاء بالتزاماتها، ينعكس هذا التأجيل حكماً على القطاع المصرفي ككل، ما يضع النظام المالي اللبناني بأكمله على المحك»، سأل «كيف يمكن لمصرف لبنان أن يفي بالتزاماته تجاه المصارف والمصارف تجاه مودعيها إذا تصرفت الدولة على أساس أن إنكار المسؤوليات كفيل بالتعمية على الحقيقة والتهرب منها».
وأضاف: «إن تصرف الدولة على هذا الشكل يتطلب خطوات مالية وقضائية حاسمة من المصارف لضمان استقرار القطاع المصرفي وحماية مصالح المودعين. ومن هذا المنطلق، تقدمت المصارف بمذكرة ربط النزاع مع الدولة وتتحضر حالياً للتقدم بدعوى غير مباشرة عليها في حال لم تجد أي تجاوب مع مطالباتها».
وعن أسباب التأخير في اللجوء الى هذه الخطوات، لاحظ خلف «ان جمعية المصارف حاولت طوال الفترة السابقة عبر الاتصالات والاجتماعات التي عقدتْها مع المسؤولين، حضّهم على التوصل في أسرع وقت إلى حلول منطقية للأزمة التي تسبب بها مصرف لبنان والدولة وللاستحصال على توزيع عادل للمسؤوليات، لكن بدل ذلك جُبهت المصارف بمحاولة تحميلها كامل المسؤولية عن حالة ينطبق عليها بحسب المعايير الدولية تعريف «الأزمة النظامية» (Systemic Crisis).
ولذا، كان لا بد أيضاً للمصارف، بحسب خلف، انتظار نتائج تقارير الخبراء العالميين لتبيان العجز في ميزانيات مصرف لبنان، فتتمكن بالتالي من مطالبة الدولة بتغطية هذا العجز تنفيذاً لأحكام المادة 113 من قانون النقد والتسليف. ومن هذه التقارير، تقريري المدقق المحاسبي«اوليفر وايمان»( Oliver Wyman) والمدقق الجنائي Alvarez & Marsal المعينيْن من الدولة نفسها.
وبالفعل، أظهرتقرير Alvarez & Marsal أن ميزانيات مصرف لبنان لم تكن صحيحة وكانت تُظْهِر أرباحاً وهمية. وقد قام مصرف لبنان بتوزيع أرباح للدولة من جيب المصارف والمودعين، في حين كانت ميزانيته تخفي في الحقيقة عجزاً.
وبدوره، حدّد التقرير الجنائي قيمة العجز المتراكم في ميزانيات مصرف لبنان منذ 2015 حتى 2020، والذي تجاوز 51 مليار دولار. كما بدأ مصرف لبنان للمرة الأولى في مطلع 2023 بإظهار الدين العائد له بذمة الدولة اللبنانية والذي حدّده بــ 16.5 مليار دولار.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: لمصرف لبنان مصرف لبنان
إقرأ أيضاً:
صور أقمار صناعية تكشف تحويل إسرائيل بلدات لبنانية لأطلال وحطام | شاهد
أظهرت صور أقمار صناعية قدمتها شركة "بلانت لابس" لرويترز، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى دمار كبير في أكثر من 12 بلدة وقرية حدودية حتى تحول العديد منها إلى مجموعات من الحفر الرمادية.
وكان كثير من هذه البلدات مأهولة بالسكان منذ قرنين من الزمان على الأقل قبل أن تصبح خالية الآن بسبب القصف الإسرائيلي.
وتشمل الصور التي تم الاطلاع عليها، بلدات فيما بين كفركلا في جنوب شرق لبنان وجنوبا لما بعد قرية ميس الجبل، ثم غربا لما بعد قاعدة تستخدمها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل) ووصولا إلى قرية لبونة الصغيرة.
وقارنت رويترز بين صور الأقمار الصناعية التي التقطت في أكتوبر تشرين الأول 2023 بتلك التي التقطت في سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول 2024. وتقع العديد من القرى التي لحقت بها أضرار واضحة على مدار الشهر الماضي على قمم تلال تطل على إسرائيل.
وكثفت إسرائيل الغارات على جنوب لبنان ومناطق أخرى الشهر الماضي بعد قرابة عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود. وتوغلت القوات الإسرائيلية برا في المناطق الجبلية على الحدود مع لبنان واشتبكت مع مقاتلي حزب الله في بعض البلدات.
وقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان، التي تتابع أعداد القتلى والمصابين والهجمات على بلدات بعينها، إن البلدات التي اطلعت رويترز على صورها، وعددها 14، تعرضت لإجمالي 3809 هجمات إسرائيلية خلال العام الماضي.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاجاري في 24 أكتوبر، إن إسرائيل قصفت أكثر من 3200 هدف في جنوب لبنان.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يهاجم بلدات في جنوب لبنان لأن حزب الله حول "القرى المدنية إلى مناطق قتال حصينة" يخفي فيها أسلحة ومتفجرات ومركبات. وينفي حزب الله استخدام البنية التحتية المدنية في شن هجمات أو تخزين أسلحة، كما ينفي سكان تلك البلدات هذا الادعاء.