منذ بداية الصراع في غزة، تزايدت الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ويستهدف الجيش الإسرائيلي بشكل خاص قوافل الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حزب الله اللبناني. منذ عدة سنوات، كانت إيران تنسج نفوذًا متعدد الأبعاد بدعم من دمشق.

ووفقًا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت إسرائيل أكثر من ٤٥ غارة على الأراضي السورية منذ هجوم حماس في ٧ أكتوبر، مما أدى إلى مقتل ١٤ جنديًا سوريًا و٢٢ من مقاتلي الميليشيات السورية و٣٢ عنصرًا من الميليشيات الموالية لإيران المتمركزين في سوريا.

أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت مبكر من مساء يوم ٨ يناير، أنه قضى على حسن عكاشة "المسئول عن إطلاق صواريخ حماس من سوريا باتجاه إسرائيل"، في عملية نفذها في بلدة بيت جن الواقعة جنوب غرب سوريا. 

ونادرًا ما تعلق السلطات الإسرائيلية على الضربات في سوريا، لكن القوات الجوية للدولة اليهودية تستهدف الثكنات والمستودعات وقوافل الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حزب الله اللبناني وكذلك مسئولي قوة القدس، العمود الفقري الحقيقي للسياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط. وهذا أيضًا ما فعلته إسرائيل في ٢٥ ديسمبر الماضي، بتصفية رضا موسوي في حي السيدة زينب جنوب دمشق.

كان رضا موسوي، قائد الظل الناشط بشكل خاص في سوريا ولبنان، مسئولًا بشكل خاص عن نقل الأسلحة من إيران، عبر الوحدة ٢٢٥٠ التي كان يقودها، إلى هذين البلدين، وكذلك إلى العراق واليمن والأراضي الفلسطينية. ولعب الإيراني دورًا حاسمًا في تسليم صواريخ باليستية أرض- أرض إيرانية من طراز فتح إلى حزب الله، وفقًا لمصادر نقلتها أمواج.

وكان أيضًا متعاونًا وثيقًا مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس حتى اغتياله بطائرة أمريكية بدون طيار في بغداد في ٢ يناير ٢٠٢٠. وكان رضا موسوي موجودًا على الأرض منذ الثمانينيات.

عدد لا يحصى من الميليشيات

بالنسبة لتيري كوفيل، الباحث في مؤسسة إيريس والمتخصص في الشئون الإيرانية، فإن "وفاته ستؤدي بالتأكيد إلى فترة صغيرة من عدم اليقين في جهاز الأمن الإيراني، لكن يجب ألا ننسى أن طهران صممت نظامًا منظمًا، وبالتالي حتى لو سقط رأس، سيتم استبداله بسرعة".

وبالفعل، يعود الوجود الإيراني في سوريا إلى عدة عقود. عند ظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام ١٩٧٩، اختارت السلطة السورية المركزية بقيادة حافظ الأسد التحالف الجيوسياسي مع طهران. لكن النظامين متناقضان، أحدهما ثيوقراطي شيعي والآخر جمهورية قومية. ومع ذلك، كان لدى البلدين نفس الأجندة الجيوسياسية ونفس الخصوم الإقليميين، وبالتحديد عراق صدام حسين وإسرائيل.

ومن خلال تقاسم جذورها الشيعية مع السلطة المركزية في دمشق، فإن إيران سوف تبرر تدخلها العسكري مع قوات بشار الأسد لحماية الأماكن المقدسة لهذا الفرع من الإسلام. وبالفعل، فمنذ بداية الصراع، كان وجود حزب الله والإيرانيين واضحًا في ضواحي دمشق، حيث يقع مقام السيدة زينب (ابنة الإمام الحسين). مكان العبادة هذا هو الحج الحقيقي للشيعة.

علاوة على ذلك، تزين الضريح مئذنتين قدمتهما إيران. وبسرعة كبيرة، تضم طهران إلى صفوفها ميليشيا، لواء أبوالفضل العباس، مؤلفة من قوات خاصة لبنانية وعراقية وسورية وإيرانية للدفاع عن الموقع.

لكن السبب غير الرسمي للتدخل الإيراني في سوريا يكمن في "الخوف من تقويض تدفق الأسلحة إلى حزب الله اللبناني" من قبل الجماعات الجهادية المختلفة على الأرض، كما يوضح مؤلف كتاب "إيران قوة متحركة" في إصدارات Eyrolles.  وقد سمح هذا الدعم للقوات السورية لإيران بنسج شبكة كبيرة من الميليشيات عبر الزوايا الأربع للإقليم. وسرعان ما انخرط حزب الله اللبناني في الصراع في عام ٢٠١٣.

وتمكنت طهران أيضًا من تجنيد ألوية أفغانية (لواء الفاطميون) ويتألف من حوالي ٣٥٠٠ مقاتل وألوية باكستانية (لواء الزينبيون). بالإضافة إلى ذلك، تمكنت إيران من الاعتماد على الميليشيات الشيعية العراقية مثل لواء ذوالفقار (سمي على اسم سيف الرسول)، ولواء عمار بن ياسر، ومنظمة بدر، وحركة النجباء. وهذا الوجود غير المتجانس يقوده فيلق القدس الإيراني.

ليس لدى الروس والإيرانيين نفس الأهداف في سوريا

الفكرة الأساسية من إنشاء هذا العدد الكبير من المجموعات الصغيرة التابعة لطهران هي حماية ممر بري يمتد من الأراضي الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا. يوضح تييري كوفيل: "إنها استراتيجية طبقتها إيران بصبر لسنوات".

وقد تجسد هذا التدخل أيضًا من خلال وجود العديد من القواعد العسكرية. وفي هذا الصدد، أدرج موقع «المجلة» السعودي ما يقرب من ٥٣٠ موقعًا عسكريًا تابعًا لإيران وحلفائها. وتشمل هذه المواقع المستودعات والثكنات وحتى المباني غير الرسمية.

وهي تقع في بوكمال، على الحدود السورية العراقية، في دير الزور، وفي دمشق وضواحيها، وفي حلب، على الساحل، وفي مصياف، وفي حمص، وفي حماة ولكنها أيضًا قريبة من الجولان المحتل عسكريًا من جانب إسرائيل منذ عام ١٩٨١ مع وجود قواعد قرب السويداء ودرعا والقنيطرة. ويضيف الباحث أنه بالإضافة إلى مساعدة حزب الله اللبناني، فإن الهدف هو "إقامة توازن القوى مع إسرائيل، من خلال زيادة الضغط على العدو".

وبالتالي فإن هذا الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية يواجه غارات منتظمة من الطائرات الإسرائيلية. سياسة القصف هذه في سوريا أطلقها بنيامين نتنياهو. منذ التدخل الروسي إلى جانب قوات بشار الأسد في سبتمبر ٢٠١٥، أصبحت روسيا لاعبًا رئيسيًا على عتبة إسرائيل. ولذلك سارعت تل أبيب إلى الاتفاق على المعايير الأمنية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قام برحلات عديدة إلى موسكو للحصول على ضمانات من الكرملين. المعادلة السورية معقدة؛ وتتمتع روسيا، المتحالفة على الأرض مع القوات السورية والإيرانية، بعلاقات جيدة مع الدولة اليهودية. وفي الواقع، فإن الاتفاق الضمني ينص على أن الروس لن يعارضوا الضربات الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية في سوريا.

ومن خلال سيطرته على الأجواء السورية، لا يستطيع نظام الدفاع الجوي الروسي S-٤٠٠ اعتراض جميع صواريخ الدولة العبرية. يشن جيش الدفاع الإسرائيلي، من خلال حملة عسكرية منخفضة الكثافة، "حربًا بين الحروب" (ميلخاما با ميلكهاموت بالعبرية).

وفي دور الحكم، لمنع عسكرة الوجود الإيراني في مكان غير بعيد عن الجولان، كانت موسكو في عام ٢٠١٨ مسئولة عن فرض تجريد منطقة منزوعة السلاح يبلغ طولها ٨٥ كيلومترًا – خط برافو – حول الهضبة السورية.

وسمح الروس والإيرانيون للنظام السوري باستعادة ما يقرب من ثلاثة أرباع الأراضي. قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الذي اغتالته طائرة أمريكية بدون طيار في يناير ٢٠٢٠، ذهب بنفسه إلى موسكو في أغسطس ٢٠١٥ لإقناع فلاديمير بوتين بالتدخل عسكريًا لإنقاذ حليفه بشار الأسد.

كان لكل من البلدين أجندته الخاصة على الأرض، لكن الهدف كان نفسه: إنقاذ النظام السوري. كان هناك بلا شك تقارب في الصراعات على الصعيد العسكري. واليوم، تشارك إيران وروسيا بشكل مشترك في عملية أستانا التي تهدف إلى حل الأزمة السورية من خلال تجاوز نظام الأمم المتحدة.

ألكسندر عون: صحفى فرنسى لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يقدم لنا لمحة تاريخية عن التواجد الإيرانى فى سوريا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الغارات الإسرائيلية الأراضى السورية الجيش الإسرائيلي ألكسندر عون إيران سوريا حزب الله اللبنانی إلى حزب الله حزب الله ا على الأرض فی سوریا من خلال

إقرأ أيضاً:

حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس  خليل الحية، مساء الأربعاء،15 يناير 2025 ، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهدافها في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية، مشددا على أن الفلسطينيين قادرون على بناء غزة من جديد.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الحية بعد دقائق من إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، لافتا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.

أبرز ما جاء في كلمة الحية

في هذه اللحظة التاريخية من جهاد شعبنا ونضاله المستمر على مدار عقود -والتي سيكون لها ما بعدها- نتوجه بكل عبارات الفخر والشموخ والثناء إليكم يا أهلنا وشعبنا في غزة الأبية.

 يا دُرّة الطائفة المنصورة، يا أهل غزة العظام، يا أهل غزة الكرام، يا أهل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، يا من صدقتم الوعد وصبرتم وتجرعتم الآلام ما سبقكم بها أحد، ولاقيتم ما لم يلاقه أحد، وأديتم الأمانة على حقها وأنتم أهلٌ لها، فديتم لحظة الفداء، وقدّمتم لحظة العطاء، وصبرتم في مواقع الصبر، وجاهدتم في مواطن الجهاد، ونلتم من الشرف أعظمَه بإذن الله.

هنيئا لكم رباطَكم وجهادَكم وصبرَكم وعطاءَكم وتضحياتِكم {سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}. 

نقف في هذه اللحظة بالتحية والإجلال أمام قوافل الشهداء، من الأطفال والنساء والشيوخ والعلماء والمجاهدين والأطباء والإعلاميين، ورجال الدفاع المدني ورجال الأمن والحكومة والشرطة، ورجال العشائر والعائلات.

 نحيي كل أولئك الذين ارتقوا في أشرف معركة وأعظم قضية، معركة الدفاع عن القدس والأقصى في طوفان الأقصى، والتحية كل التحية لمن بقي بعدهم ثابتاً على العهد، وواصل وأكمل الطريق وحمل الراية من بعدهم. 

نقف بإجلال أمام القادة الشهداء الذين تناثرت أشلاؤهم في هذه المعركة القائد الشهيد إسماعيل هنية أبو العبد والقائد الشهيد يحيى السنوار أبو إبراهيم، والقائد الشهيد صالح العاروري أبو محمد، والإخوة في القيادة السياسية والعسكرية للحركة في القطاع.

 نقف بإجلال أمام الشهداء من كل الفصائل المقاومة والمجاهدة لا نستثني منهم أحداً، ونقول لهم ولشعبنا ربح البيع قادتنا وشهداءنا ربح البيع بإذن الله، وإنها لتجارة مع الله لا تبور وإننا سنواصل على درب القادة الشهداء حتى النصر أو الشهادة بإذن الله. 

لقد شكلت معركةُ طوفان الأقصى منعطفاً مهماً في تاريخ قضيتنا ومراحل مقاومة شعبنا العظيم، وستستمر آثارُ هذه المعركة ولن تتوقف بانتهاء هذه الحرب. 

 ما حدث في السابع من أكتوبر من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني قامت به نخبة كتائب القسام سيبقى مفخرةً لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، وقد أصابت كيان العدو في مقتل، وسيستعيد شعبُنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا عما قريب بإذن الله تعالى.

 إن ما قام به الاحتلال وداعموه من حرب إبادةٍ وحشية، وجرائمَ نازيةٍ، ومعاداة للإنسانية، على مدى 467 يوماً سيبقى محفوراً في ذاكرة شعبنا والعالم وإلى الأبد، كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث، بكل ما فيها من أصناف الألم والعذاب وألوان المعاناة.

 فصول حرب الإبادة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل، ولن ينسى شعبُنا كل من شارك في حرب الإبادة، سواء من وفر لها الغطاء السياسي والإعلامي، أو من قدموا آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أُسقطت على رؤوس أهلنا وأبنائنا وبناتنا في قطاع غزة، ونؤكد أن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وفعلوا ولو وبعد حين.

 بالرغم مما تعرض له شعبنا من أهوالٍ وشدائدَ تشيب لها الولدان، فإننا نرفع رؤوسنا بمقاومتنا ونفخر بأبطالنا ومقاومينا، وبشعبنا الصابر، ولن يرى عدوُّنا منا لحظة ضعف ولا انكسار.

 نقول باسم الأيتام والأطفال والأرامل وأصحاب البيوت المهدمة وأهالي الشهداء والجرحى والمكلومين، باسم كل الضحايا، باسم كل قطرة دم سالت، وباسم كل دمعة ألم وقهر، نقول باسمهم: لن ننسى ولن نغفر، نعم، لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يفرط بحق كل هذه الآلام والتضحيات.

 لقد حاول الاحتلال منذ بَدء العدوان تحقيقَ العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر، فقال صراحةً أنه يسعى لإنهاء المقاومة والقضاءِ على حماس، واستعادةِ الأسرى بالقوة العسكرية، وتغييرِ وجه المنطقة، فيما كان هدفُه المبطن، تصفيةَ القضية وتدميرَ القطاع والانتقامَ من أهله وتهجيرَهم، والقضاءَ على إرادة شعبنا بالحرية، وتدميرَ كلِ معاني الأملِ، وإنهاءَ آثارِ العبورِ المجيد في السابع من أكتوبر.

 لكنَّ الاحتلالَ المجرم اصطدم بصلابة شعبنا، وتشبثه بأرضه، ففشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه السرية أو المعلنة، فقد ثبتَ شعبُنا في أرضه، لم يرحل أو يهاجر، وكان الدرعَ الحصينَ لمقاومته.

 تَمترسَ مقاومونا أبناءُ كتائب القسام، أولئك الأبطال الذين أذهلوا العالم أجمع ببطولاتهم وعملياتهم الاستثنائية، واستمروا حتى آخر لحظة من لحظات هذه الحرب، يقاومون بشرف وأخلاق، في الدفاع والهجوم، ونفذوا عملياتٍ نوعيةً، بجرأةٍ لم يرَ العالمُ مثلَها، واستبسال قَلّ نظيرُه، وهم يضعون العبوات ويطلقون القذائف وينصبون الكمائن ويقاتلون من نقطة صفر، ويثخنون في العدو حتى جعلوا آلياتِ الاحتلال توابيتَ متفحمةً.

 نحيي كلُّ المقاومين من فصائل المقاومة الأبطال، ونخصُّ منهم أبناءَ سرايا القدس إخوةَ الدرب والسلاح في الجهاد الإسلامي، وكانوا نموذجاً للمقاتل الفدائي الحر، وباعوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل وطنهم ودفاعا عن شعبهم.

نحن اليوم نُثبت أن الاحتلال لم ولن يهزم شعبَنا ومقاومتَه بفضل الله ومعيتِه، ولم يحقق سوى الخرابِ والدمارِ والمجازرِ بحق شعبِنا، ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة بوقف الحرب والعدوان وصفقة تبادل مشرفة.

 نقول بثقة ويقين: إن صمودَ شعبِنا وعظيمَ تضحياتِه وبسالةَ مقاومتِه قد أجهض وأفشل أهداف الاحتلال المعلنة والمستترة من هذه الحرب، ولا زالت إرادة شعبنا حرةً أبية نقية، لا تشوبها شائبةٌ من تخاذل أو ضعف، بل بقي عزيزاً شامخاً حتى آخر لحظة بفضل الله.

 شعبَنا الوفيَّ المعطاء .. إننا ونحن نعلن عن الوصول لاتفاق وقف الحرب والعدوان، نستذكر بكل كلمات الشكر والامتنان، كلَّ من وقف معنا ومع شعبنا ومقاومتِنا في اللحظات القاسية.

 نخص بالذكر هنا الإخوةَ في جبهات الإسناد: في لبنان الشقيق، حيث الإخوةُ في حزب الله الذين قدموا مئات الشهداء من القادة والمجاهدين على طريق القدس، وعلى رأسهم سماحةُ الأمين العام السيد حسن نصر الله وإخوانه في القيادة.

 نستذكر كذلك مساندة الإخوة في الجماعة الإسلامية، وما قدمه الشعبُ اللبناني من مقاومة وتضحياتٍ كبيرةٍ وصبر عظيم، دفاعاً وإسناداً لشعبنا الفلسطيني، وقد أبلَوْا بلاءً حسناً، وحوّلوا حياةَ الاحتلال إلى جحيم وتشريد، في مشهد تضامن وإسناد حقيقي، يجسد أُخوّة الإسلام والعروبة.

  كما نستذكر الإخوةَ في اليمن أنصار الله -إخوان الصدق- الذين تجاوزوا البعد الجغرافي، وغيّروا من معادلة الحرب والمنطقة، وأطلقوا الصواريخَ والمُسيَّرات على قلب الاحتلال وحاصروه في البحر الأحمر، 

  نستذكر أيضا جهد الإخوةَ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت مقاومَتنا وشعبَنا، وانخرطت في المعركة ودكت قلبَ الكيان في عمليتيْ الوعد الصادق (1) و(2)، والمقاومةَ العراقية التي اخترقت كلَّ العوائق، لتساهمَ في إسناد فلسطين ومقاومتِها، ووصلتْ صواريخُها ومُسيّراتُها إلى أراضينا المحتلة.

 نحيي كذلك أهلَنا وشبابَنا الثائر في الضفة الغربية وخاصة في مخيم جنين البطولة، وفي القدس والداخل المحتل، وشعبَنا في المنافي والشتات، وشعوبنا العربية والإسلامية.

 نعبر عن عميق شكرنا وتقديرنا للإخوة الوسطاء الذين بذلوا جهوداً مُضنية وجولاتٍ متعددة من المفاوضات منذ اليوم الأول، للوصول إلى وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ونخص منهم الإخوةَ في دولة قطر الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

نستذكر كذلك المواقف المضيئة للعديد من الدول التي وقفت معنا في مختلف الميادين: الإخوةَ في تركيا وجنوب إفريقيا والجزائر وروسيا والصين وماليزيا وإندونيسيا وبلجيكا وإسبانيا وإيرلندا، وأحرارَ العالم.

  نشكر كلَ من وقف معنا بالكلمة والقلم والصوت والصورة، والمَسِيرة والمظاهرة، وسلاحِ المقاطعة، وبالجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني، ورفع صوتَه ضد العدوان والظلم، على مستوى المنطقة والعالم، أولئك الأحرار الذين كسروا مؤامرة الصمت وفضحوا جرائم الاحتلال ضد الإنسانية في غزة، وأدركوا حقيقة المشهد.

 نحن الآن أمام مرحلة جديدة في غزتنا الأبية هي مرحلةُ البناء والمواساة وإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار، مرحلةُ التضامن والتعاطف، التي من خلالها نؤكد للعالم أننا شعب حر يبني ولا يهدم، ويعمّر ما يخربه الاحتلال.


 أهلنا في غزة، كما كنتم رجالاً في الحرب ستكونون رجالاً بعد الحرب –كما عهدناكم، نحن أمام مرحلة المرحمة، فنتراحم فيما بيننا ونتكاتف، فَإن مَا أصابنا من لأواءَ وألمٍ كبير، ولكنْ عظمةُ هذا الشعب أكبرُ وأخلاقُه أعظم.

 قادرون –بعون الله أولاً- ثم بمساعدة الإخوة والأشقاء والمحبين والمتضامنين، أن نبنيَ غزةَ من جديد، وأن نخففَ من الآلام، ونداويَ الجراح، ونمسحَ على رؤوس الأيتام، ونكفكفَ دموعَ المكلومين، ونرسمَ البسمةَ على الشفاه التي سلبت الحربُ بسمتها، كما أن أسرانا الأبطال على موعد مع فجر الحرية بإذن الله.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أول تعقيب من الرئيس المصري على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حماس تصدر بيانا حول الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النَّار والعدوان على غزة مخيم جنين - 5 شهداء بقصف إسرائيلي على حارة الدمج الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس 09 يناير أجواء غائمة وشديدة البرودة - أحوال طقس فلسطين اليوم بالصور: شهداء بينهم أب وأطفاله الثلاثة – آخر تطوّرات الحرب على غزة "اليونيسيف" تكشف عدد شهداء الأطفال بغزة منذ بدء العام 2025 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حكم تلوين الشفاه عن طريق التاتو
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • عدنان الروسان يكتب : لن يكون هناك حماس … ننتظر رد Hماس
  • هيومن رايتس ووتش: إسرائيل نفذت تهجيرا قسريا يرقى إلى جرائم حرب
  • الشرع: تقدم إسرائيل في المنطقة العازلة كان عذره تواجد الميليشيات الإيرانية وحزب الله
  • حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة
  • الوجه الآخر للذكاء الاصطناعى
  • ظريف: إسرائيل خططت لتفجيرات "بيجر" في إيران
  • هل حاولت إيران اغتيال ترمب؟.. هذا جواب الرئيس الإيراني
  • ‎حزب الله: إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد اشترتها إيران لبرنامجها النووي .. فيديو