رأي الدين في السحر والسحرة.. دار الإفتاء تكشف عنه
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما هو رأي الدين في السحر والسحرة، وكيف تتقي شرهم؟ وما هو العلاج لهذه المشكلة؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إنه الله تعالى قد ذَكر السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.
وتابعت: فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
كما وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم.
ما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.
وبناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
وفي النهاية، نصحت دار الإفتاء، السائلة، أن تقوي صلتها بالله، وأن تكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، وعدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الله تعالى ى الله
إقرأ أيضاً:
أدعية زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تجمع الروضة الشريفة في المسجد النبوي، أسمى صور الحب والإيمان والروحانيات داخل جدرانها الطاهرة، وبينما يعبق الهواء بالمسك تتعالى تجليات الزوار الدعاء والذكر، وتنبعث في قلوب المؤمنين أنوار الإيمان والشوق العميق للوقوف أمام قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد شهدت هذه المساحة الصغيرة وجود أعظم البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وتعد زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم لحظات العمر بالنسبة للمسلمين، فهي فرصة للتواصل الروحي مع أفضل خلق الله، حيث يُعتبر المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة قبلةً للمسلمين من كافة أرجاء العالم، إذ يقصدونه لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة في الروضة الشريفة التي ورد في الحديث الصحيح أنها إحدى رياض الجنة.
أفضل الأدعية عند قبر النبيومن الأدعية المأثورة التي يرددها الزوار عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا شفيعنا يوم القيامة"، وفي دعاء آخر، يُقال: “اللهم اجعلنا من الذين يحبون نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويشفع لنا في يوم القيامة”، وتعبّر هذه الأدعية عن الحب العميق والولاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وتُظهر شوق المؤمن إلى الشفاعة النبوية يوم الحساب.
ومن الأدعية الأخرى التي يمكن للمسلم أن يرددها عند زيارة القبر: “اللهم اجعلنا من أهل الجنة، واجعلنا من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وارزقنا شفاعته يوم القيامة”، ومن الأدعية التي تلامس القلوب وتعبّر عن التوبة والرجاء، "اللهم إني أسالك شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واغفر لي ولعائلتي ولأمة محمد أجمعين".
أهمية الدعاء في زيارة قبر النبييُعتبرالدعاء في هذه اللحظات فرصة عظيمة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يكون الزائر في مكان مبارك، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن الدعاء في المدينة المنورة مستجاب، خصوصًا في الأوقات التي تتسم بالروحانية العالية مثل وقت زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
فيما تجسد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أسمى معاني الإيمان والتعلق بالمصطفى، وهي لحظة اتصال روحي للمسلمين مع سيرة النبي، وهو ما يعكس عمق العلاقة بين المؤمنين والنبي الكريم، ويجسد أسمى معاني الحب والوفاء في سعي المسلم لأن يحقق السلام الداخلي في تلك البقعة الطاهرة.