قائد البحرية الأمريكية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هي الأسوأ منذ حرب الناقلات في الثمانينيّات
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
أكد قائد البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الإثنين، برادر كوبر، أن هجمات الحوثيين على السفن في الشرق الأوسط تعد الأسوأ منذ ما يسمى بحرب الناقلات في الثمانينيات، متهما إيران بالتورط فيها بشكل مباشر.
وقال كوبر لوكالة أسوشيتد برس إن إيران “متورطة بشكل مباشر للغاية” في هجمات السفن التي نفذها الحوثيون في اليمن، مشيرا إلى الهجمات المرتبطة بإيران توسعت من مجرد تهديد الخليج العربي ومضيق هرمز في السابق إلى المياه عبر الشرق الأوسط الأوسع.
وأضاف: "من الواضح أن تصرفات الحوثيين، ربما فيما يتعلق بهجماتهم على السفن التجارية، هي الأكثر أهمية التي شهدناها منذ جيلين". "الحقائق ببساطة هي أنهم يهاجمون المجتمع الدولي، وبالتالي الرد الدولي الذي أعتقد أنكم رأيتموه».
وأشار قائد البحرية الأمريكية، إلى التهديد الذي يشكله وكلاء إيران لافتا إلى أن توزيع الأسلحة يمتد من البحر الأحمر إلى أقصى المحيط الهندي.
وأردف كوبر: "ما سأقوله هو أنه من الواضح أن إيران تمول، وتوفر الموارد، وتوفر الإمدادات، وتوفر التدريب. ومن الواضح أنهم متورطون بشكل مباشر للغاية. ليس هناك سر هناك."
وقال كوبر إن مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار توفر اليوم تغطية للأسطول الخامس عبر حوالي 10000 ميل مربع (25900 كيلومتر مربع) من مياه الشرق الأوسط التي لم تكن البحرية لتضع أعينها عليها لولا ذلك. وهذا يساعد في جهودها لاعتراض شحنات المخدرات والأسلحة المشتبه بها.
وصادرت القوات الأمريكية هذا الشهر أجزاء صواريخ إيرانية الصنع وأسلحة أخرى من سفينة متجهة إلى الحوثيين في غارة أدت إلى اختفاء اثنين من قوات البحرية الأمريكية. وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي يوم الأحد إنها تعتقد الآن أن أفراد القوات الخاصة قد لقوا حتفهم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر اسرائيل غزة مليشيا الحوثي واشنطن البحریة الأمریکیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط وأوروبا يقترب
تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الدولي في فترة ما بعد الحرب الباردة، بإصراره على أن يهتم حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط بمصالحهم الاستراتيجية، بدلاً من الاعتماد على واشنطن في توفير الأمن لهم.
كان الأوروبيون يتجاهلون احتمال اضطرارهم إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية
وكتب الزميل البارز غير المقيم في برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية ليون هدار في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن رسالة ترامب واضحة: لن تعمل الولايات المتحدة على حل الصراعات التاريخية في أوروبا الشرقية وبلاد الشام، وتكمن المصالح الجيوستراتيجية الأساسية لأمريكا في شرق آسيا، حيث تواجه الولايات المتحدة التهديد العالمي الرئيسي، ألا وهو الصين.
وأعلن ترامب أنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إجراء محادثات من شأنها إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأبلغ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث زملاءه الأوروبيين، أن واشنطن وافقت على بعض المطالب الأساسية لروسيا. ووصف رغبة أوكرانيا في استعادة سلامة أراضيها، بأنها هدف "وهمي"، وأنه لن تكون هناك عضوية في حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.
https://t.co/DECwAUdFM8
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 24, 2025وشكلت هذه التعليقات صدمة لحلفاء أوكرانيا وأمريكا الأوروبيين، الذين شعروا بالقلق من أن واشنطن تستعد لاسترضاء موسكو، حيث كان المسؤولون الروس والأمريكيون على استعداد للتفاوض في شأن مستقبل أوكرانيا في المملكة العربية السعودية، من دون مشاركتهم في المحادثات.
وكان ترامب قد أطلق موجات مماثلة من الصدمة في الشرق الأوسط قبل أسبوعين، عندما اقترح خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن خطة لنقل مليوني فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر.
وتعتبر فكرة توطين ملايين الفلسطينيين في الأردن ومصر، بمثابة تهديد وجودي لهذه الدول، وقد تم رفضها من قبل السعوديين والحكومات العربية الأخرى.
وكانت الرسالة التي بعث بها ترامب إلى الحلفاء العرب مشابهة تماماً لتلك التي أرسلها إلى شركائه في الناتو: "لقد حان الوقت لكم للحفاظ على الاستقرار والحفاظ على السلام في جواركم الجغرافي".
Bidding Farewell to the Middle East and Europe https://t.co/YAtjvYpXx4 via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) February 23, 2025وهذا يعني أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدول الأعضاء الأخرى في حلف الأطلسي، ستكون بحاجة إلى زيادة مساهماتها في حلف شمال الأطلسي وإنفاقها الدفاعي عموماً. وهذا من شأنه أن يسمح للأمريكيين بتحويل اهتمامهم ومواردهم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
في غضون ذلك، يتعين على الدول العربية أن تضع خطة للمساعدة في إنهاء الحرب بغزة، وإعادة إعمار المنطقة، ونشر قوات حفظ السلام للحفاظ على النظام. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة حملتها لتدمير حماس وربما طرد الفلسطينيين.
وبطريقة ما، لا ينبغي لحلفاء أمريكا في الأطلسي ولا العرب، أن يتفاجأوا بالقرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب، والتي تعكس، من نواحٍ عدة، التغيرات في الاستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية. وكانت الرغبة في الحصول على المزيد من المساعدة من أوروبا والانفصال عن الشرق الأوسط، من الأفكار التي اكتسبت تأييداً قبل فترة طويلة من بدء قطب العقارات السابق في تعزيز أجندته "أمريكا أولاً".
وبدأ ما يطلق عليه "التحول نحو آسيا" من الشرق الأوسط إبان عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، رداً على الصعود الاقتصادي والعسكري للصين والحاجة إلى حماية المصالح الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
والحقيقة، أن الإخفاقات التي شهدتها حربي العراق وأفغانستان، ومساعي "تغيير النظام" و"تعزيز الديمقراطية"، فضلاً عن "عمليات السلام" الفلسطينية-الإسرائيلية الكثيرة، كانت سبباً في خلق الضغوط الشعبية وضغوط النخبة، لبدء عملية فك الارتباط التدريجي مع المنطقة. ولا يوجد دعم في واشنطن الآن للتدخلات العسكرية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، ظلت فكرة أن الأوروبيين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، هي المقولة التقليدية في واشنطن لسنوات.
وفي يوليو (تموز) 2011، وبخ وزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس بعض أقرب حلفاء أمريكا، قائلاً إن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في العمل كشريك ثقيل الوزن في النظام العسكري، الذي عزز علاقة الولايات المتحدة مع أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وندد غيتس بالتخفيضات الدفاعية الأوروبية، قائلاً إن الولايات المتحدة سئمت المشاركة في مهام قتالية لأولئك الذين "لا يريدون تقاسم المخاطر والتكاليف".
وفي واقع الأمر، كان الأوروبيون يتجاهلون احتمال اضطرارهم إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية منذ نهاية الحرب الباردة. والآن بعد أن دار الحديث عن احتمال تخفيضات كبيرة في الوجود الأمريكي في أوروبا، بدأ ناقوس الخطر يدق في لندن وباريس وبروكسل وبرلين. ويتساءل المسؤولون: "هل ستأتي الولايات المتحدة لمساعدتهم في حالة وجود تهديد وجودي من روسيا؟".
وفي الشرق الأوسط، تأمل واشنطن، في أن تجبر ضغوطها الدول العربية، على "فعل شيء ما" في شأن غزة.
وردت الدول العربية على ضغوط ترامب من خلال المضي في خططها لمرحلة ما بعد حماس في غزة، والالتزام بتقديم المساعدات الاقتصادية والمساعدة العسكرية لهيئة الحكم الذاتي في القطاع.