قطر لم تتخيل الحضور الجماهيري بكأس آسيا.. وتتطلع لاحقا لـالحلم الأكبر
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
اعتبر رئيس اللجنة المنظمة لكأس آسيا في كرة القدم الشيخ القطري حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، الاثنين، أن الحضور الجماهيري للبطولة فاق كل التوقعات.
وقال الشيخ حمد، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم سابقا، المُعيّن وزيراً للرياضة في بلاده خلال الشهر الحالي خلال لقاء مع الصحفيين "بصراحة، الحضور الجماهيري فاق كل التوقعات وهو أمر لم نتخيّله" كاشفا ان بيع التذاكر تخطى "مليون ومئتي ألف بطاقة وشاهد المباريات حتى الآن 620 ألف متفرج".
واعتبر أن الإقبال الجماهيري الضخم مرده إلى "عوامل عدة أبرزها العدد الكبير من جاليات المنتخبات المشاركة ولا سيما العربية منها، كما أن حداثة الملاعب التي احتضنت مباريات مونديال قطر جعلت الجمهور يتوق إلى متابعة المنافسات في ملاعب أنيقة"، كاشفا أن جميع تذاكر مباريات قطر وفلسطين نفدت بالكامل.
وتابع "عامل آخر ساهم أيضا هو سهولة المواصلة بوجود المترو الذي يستطيع نقل آلاف الأشخاص بسرعة كبيرة إلى مكان الحدث".
وعن الفرق بين تنظيم مونديال 2022 وكأس آسيا قال "وضعنا المعايير العالية ذاتها، كما أن معظم الأشخاص الذين أشرفوا على سير عمليات كأس العالم هم أنفسهم متواجدون في البطولة القارية، وبالتالي لم نفرق إطلاقا بين البطولتين".
وكانت قطر استضافة في الفترة من 21 نوفمبر إلى الثامن عشر من ديسمبر 2022 كأس العالم، لتصبح بذلك أول دولة عربية تنال هذا الشرف.
وكشف أن كأس العرب مستمرة وستنظم من جديد بحلة جديدة بالتعاون بين الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد العربي للعبة.
واعتبر أنه بعد النجاحات التي حققها قطر من خلال احتضان العديد من البطولات العالمية والقارية يبقى الحلم الأكبر هو استضافة الألعاب الأولمبية وقال "سبق أن ترشحنا لاستضافة الألعاب في الأعوام الأخيرة ونملك النية للتقدم مجددا".
وتابع "لا شك أن النجاحات التي أصبناها في تنظيم أكثر من بطولة عالمية وفي أكثر من رياضة في السنوات الأخيرة جعلتنا نهدف إلى تنظيم الألعاب الأولمبية في المستقبل".
وستقام الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس صيف عام 2024، تليها لوس أنجلوس عام 2028 ثم بريزبين الأسترالية عام 2032.
واعتبر أن منطقة الخليج ككل أثبتت أنها تملك الإمكانيات لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية ونوه بالسعودية التي ستستضيف كأس آسيا عام 2027 وستنظم على الأرجح كأس العالم 2034.
وعن إمكانية استضافة بعض دول الخليج لمباريات مونديال 2034، قال "أصحاب الحق لهم الحق في تقرير ما إذا كان هذا الأمر ممكنا أم لا بحسب اللوائح القانونية لكأس العالم".
وستنظّم ثلاث دول مونديال 2026 هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ثم ثلاث دول مونديال 2030 وهي إسبانيا والبرتغال والمغرب، بالإضافة إلى بعض المباريات في الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، وتعد السعودية مرشحة وحيدة لاستضافة مونديال 2034.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کأس العالم کأس آسیا
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري