مختصون وأولياء أمور: الحوار مع الأبناء أساس لبناء الثقة
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
ـ التنشئة السليمة تتمثل في المتابعة والإصغاء وحرية التعبير عن الرغبات
تفرض الحياة المعاصرة واقعا مغايرا للتعامل مع الأبناء، حيث تكتسب التربية السليمة للأبناء منذ الصغر، أهمية بالغة في تكوين شخصية الطفل وتنشئته مستقبلا.
وتختلف أساليب التنشئة لدى أولياء الأمور حسب ثقافتهم في التعامل مع الأبناء وسلوكياتهم، حيث يركز الكثير من أولياء الأمور على إكساب أبنائهم الثقة في النفس والاحترام للآخرين، وفتح المجال لهم للتعبير عن آرائهم، ليشقوا طريقهم في الحياة بشخصية متزنة تسهم مستقبلا في واقع حياتهم المستقبلية.
وأكد عدد من أولياء الأمور استطلعت "عمان" آراءهم أن زرع الثقة في الأبناء يجب أن يبدأ منذ وقت مبكر من العمر، كما أن غرس الحب والاحترام في نفوسهم، يعد من الضروريات ليعبروا عن رغباتهم واختياراتهم بكل أريحية.
وقالت كوثر بنت محمد الخروصية: من وجهة نظري عندما يكمل الطفل سنتين من العمر يبدأ بالشعور في مدى ثقة أهله ومحبتهم له من خلال طريقة التحدث معه واللعب، وإعطائه مهام تتلاءم مع قدراته العمرية والفكرية.
وأضافت الخروصية: عن تجربتي بصفتي موظفة في حاضنة أطفال، تعاملت مع الكثير من صغار السن، ولمست مدى استجابة الطفل للمهام، من خلال التعامل معه في كيفية، إعطائه بعض الألعاب وقيام الطفل بإعادتها، إضافة إلى مقدرة الأطفال على تنظيم المقاعد في الحلقات التدريسية والحضانات، والالتزام بالطابور أثناء الخروج لساحة اللعب، مؤكدة أن الطفل يستطيع الشعور بثقة الناس حوله.
وفيما يخص الأجهزة الإلكترونية قالت الخروصية: أشجع إعطاء الطفل فترة معينة ومحددة كل أسبوع للتعامل واللعب بالأجهزة الإلكترونية، حتى لا يشعر أنه أقل عن أقرانه، خاصة وأن الألعاب الإلكترونية تنتشر بين الأطفال، في معظم الأسر، مؤكدة على ضرورة أن يكون ذلك وفق رقابة من الأسرة وتحديد أوقات معينة يقضيها الطفل مع الأجهزة الإلكترونية والألعاب عبر هذه الأجهزة، واقترحت أن لا تتجاوز مدة بقاء الطفل في اللعب بالأجهزة الإلكترونية أكثر من ساعتين أسبوعيا.
زرع الثقة
من جانبها قالت إيمان بنت عبدالله الحسنية: على ولي الأمر أن يزرع الثقة في أبنائه منذ بلوغه السنة الأولى من العمر، وذلك من خلال مساعدتهم في تعلم جوانب جديدة، مشيرة إلى أهمية الثناء على الطفل أثناء قيامه ببعض التصرفات الإيجابية، وذلك لتعزيز الجوانب النفسية لديه، وزرع الثقة في شخصيته، والتعامل معه وفق أساليب جديدة في التربية ومحاولة تكوين شخصية واثقة وغير مهزوزة أو ضعيفة لدى الطفل.
وبينت الحسنية أهمية حرص ولي الأمر على مراقبة تصرفات أبنائه، بطريقة لا توحي للأبناء بأنهم تحت المراقبة، وذلك من خلال قربه منهم ومحاولة مد جسور من العلاقة معهم وإبعاد جوانب الخوف بينه وبينهم، حتى تتكون علاقة من الثقة بين ولي الأمر وأطفاله، للوصول إلى حالة من الصراحة بين الطفل والأب أو الأم، ويستطيع الطفل أن يعبر عن كل ما يريد لولي أمره دون تخوف.
المتابعة
وأكدت نوال بنت حمدان اليوسيفية على أهمية أن يقوم ولي الأمر بإعطاء الثقة لأبنائه بصورة متوازنة ومحفزة، وأن يكون ولي الأمر صادقا مع أبنائه ومحفزا ومشجعا لهم، وأن يشعر ابنه بالأمان عند طرح أي مشكلة لديه، كما أن على ولي الأمر القيام بدوره في حل أي مشكلة قد تقع للطفل بصورة عقلانية وبعيدة كل البعد عن العنف، موضحة بان العنف سبب رئيسي في هدم الثقة وزعزعتها بين ولي الأمر وأبنائه.
وأوضحت اليوسفية بان كل مرحلة عمرية يمر بها الأبناء تختلف فيها سلوكياتهم وتفكيرهم، فلكل مرحلة عمرية تعاملها الخاص الذي يعزز الثقة فيهم ولا يوجد سن معين لإعطاء الثقة، ويستطيع ولي الأمر معرفة سلوكيات أبنائه عن طريق متابعتهم في أسلوب حوارهم مع الآخرين أو سلوكياتهم مع أقرانهم أو مع الآخرين سواء في المحيط المدرسي أو الأسري أو المجتمع الخارجي ومناقشتهم بوعي واحترام، والتشجيع والتحفيز بدون أي مبالغة، وبذلك سيكون الأمر سهلا لولي الأمر في معرفة سلوكيات أبنائه بدون أن يسبب لهم أي خوف أو قلق.
وأضافت: على ولي الأمر أن يحث أبناءه على اختيار الأصدقاء بعناية، ويرشدهم إلى السلوك الذي ينبغي عليهم أن يختاروا فيه أصدقاءهم، وتعريفهم بالسلوك الصحيح والقويم، ومن ثم سيكون الأبناء قادرين على تحديد نوعية أصدقائهم الذين يصاحبونهم.
تقوية العلاقة
وأكدت أخصائية الإرشاد النفسي سرى المسقطي على أن بداية زرع الثقة في الطفل من قبل الوالدين، من الضروري أن تبدأ في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، من ممارسة الوالدين أساليب التنشئة الإيجابية الفعّالة المدّعمة بمشاعر الحب، واحتضان الطفل وتقبله ومعاملته بالتقدير وتجنب العقاب بكل أنواعه خاصة العقاب البدني مما يسهم في تكوين علاقة قوية مبنية على الثقة منذ الطفولة المبكرة.
وقالت إن العلاقة القوية بين الطفل ووالديه تشجع الطفل على التحدث مع والديه، ويخبرهم عن يومه في المدرسة ويذكر لهم التفاصيل الدقيقة، وعلى الأب والأم الاستماع للطفل وعن ما قام به حتى لو كانت بعض التفاصيل غير مهمة، ولكن إفساح المجال له يجعله يتحدث بثقة، ويخبر ولي أمره عن تفاصيل قد تكون مهمة في المستقبل، موضحة بان ذلك يسهم في تكوين علاقة قوية بين الابن وأسرته تسهم مستقبلا في تكوين شخصية الطفل.
وأضافت: عندما تتكون العلاقة القوية المبنية على الثقة ما بين الوالدين والطفل في مرحلة الطفولة فإنها تستمر حتى مرحلة المراهقة فيصبح الوالدان موجهين ومستشارين يلجأ إليهما الناشئة بنفسه خلال مراحل نموه المختلفة وخاصة مرحلة المراهقة، وهنا لا بد أن نذكر أيضا أن بناء النسق القيمي الأخلاقي القوي أثناء مرحلة الطفولة المبكرة في شخصية الطفل عن طريق تقديم القدوة وان يتجنب الوالدان التناقض ما بين القول والفعل في سلوكهم وتجنب المعيار المزدوج وغيرها سيجعل الناشئة تختار الأصدقاء والرفقاء المناسبين.
مشيرة إلى أن لولي الأمر دورا في اختيار أصدقاء أبنائه وذلك عند توفير البيئة المناسبة لتكوين الصداقات وبطريقة غير مباشرة، فلابد من موافقة ولي الأمر على المدرسة والحي وأصدقائه، وكلها تسهم في اختيار الناشئة لأصدقاءه بطريقة غير مباشرة، وقد يعاني الناشئة في مرحلة المراهقة من مشاكل لأسباب متعدده وقد تكون بعض المشاكل متعلقة بكيفية تنشئة الوالدين لهم منذ الصغر وهل ساعدهم الوالدان إلى أن يصلوا إلى مرحلة المراهقة بأمان واستقرار.
موضحة بأنه عندما لا يحصل الابن ولا يشعر بانتمائه لأسرته وبعلاقة قوية قريبة مدعمة بالحب غير المشروط والثقة من والديه والاحترام والتقدير والإصغاء له وفهمه ودعمه فإنه سيبحث عن هذه العلاقة خارج البيت، وهنا وإذا كان الأقران أو الأصدقاء منحرفين أو متمردين ويخالفون نظم ومعايير المجتمع فقد يسلك سلوكهم ويقع في المشاكل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مرحلة المراهقة ولی الأمر فی تکوین الثقة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
معجزات ليلة الإسراء والمعراج .. 7 أمور ثابتة في شأن النبي
يكثر البحث عن معجزات ليلة الإسراء والمعراج، خاصة مع كثرة السؤال عن حقيقة حدوثها 27 رجب من كل عام، وهل هناك سنن معينة لإحيائها، وفي التقرير التالي نرصد ما جاء في معجزات ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل.
معجزات ليلة الإسراء والمعراجيقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل هذا النبي الأمي خاتِمًا للمرسلين، وخاتَمًا للنبيين؛ والخاتِم والخاتَم قد يكون بمعنى الأخير، وقد يكون بمعنى الزينة ؛وهما صفتان لرسول الله ﷺ فهو زينة الخلق وهو آخر المرسلين ﷺ وفيه قالوا : "لعله أخَّره ليقدمه"؛ فلما جاء آخرًا كان سيدًا للنبيين، وكان إمامًا للمرسلين، وحقق الله ذلك له حسًا فاجتمع بهم في ليلة المقدس في ليلة الإسراء والمعراج ، وأمَّ الأنبياء والمرسلين، وكان إمامًا لهم على الحقيقة لا على المجاز؛ فجمع بين الحقيقة والمجاز في ليلة الإعجاز، يعني في ليلة الإسراء والمعراج كان معنويًا وكما أراده الله إمامًا للمرسلين، وسيدًا للخلق أجمعين، ومتفردًا بهذه المعجزة العليا التي كانت له يوم الإسراء والمعراج، وكان إمامًا على الحقيقة حيث إنه صلى بالأنبياء وبالمرسلين؛ فجمع الله فيه بين الحقيقة والمجاز في ليلة الإعجاز؛ فاللهم صلَّ وسلم على نبينا سيدنا محمد ﷺ .
وبحسب دار الإفتاء فإن الإسراء والمعراج رحلتان قدسيتان؛ الأولى من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، والثانية من المسجد الأقصى عروجًا إلى سدرة المنتهى.
ورحلة الإسراء والمعراج من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي كانت اختصاصًا وتكريمًا وتسليةً من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبيانًا لشرفه ومكانته عند ربه، وقد أذن الله جل جلاله لهذه الرحلة أن تكون حتى يُطلع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم على الآيات الكبرى كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
قال العلامة ابن إسحاق في كتاب "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 396-397، ط. مصطفى الحلبي): [كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، عن عبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومعاويـة بن أبي سفيان، والحسن بن أبي الحسن (البصري)، وابن شهاب الزهري، وقتادة وغيرهم من أهل العلم، وأم هانئ بنت أبي طالب، ما اجتمع في هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أسري به صلى الله عليه وآله وسلم، وكان في مسراه، وما ذكر عنه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمَن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه وتعالى على يقين، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء؛ ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد] اهـ.
معجزات ليلة الإسراء والمعراج1- رؤية النبي لجبريل عليه السلام: في رحلة الإسراء والمعراج رأى النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية، ففي سُننه عن عبد الله بن مسعود ما يأتي: (رَأَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ في حُلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السماءِ والأرضِ، وجاءَ في مسند الإمام أحمد: (رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في صورتِه وله ستُّمائةِ جَناحٍ كلُّ جَناحٍ منها قد سدَّ الأفُقَ يسقُطُ مِنْ جَناحِه مِنَ التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ به عليمٌ).
2- بلوغ النبي لسدرة المنتهى: سدرة المنتهى هي منزلة تقع في السماء السابعة، وقد وصل لها النبي صلى الله عليه وسلم خلال رحلة المعراج التي صعد فيها إلى السماوات العلا، وثبتت هذه الرحلة في القرآن الكريم من خلال سورة النجم (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)، وفي حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عما جرى في حادثةِ الإسراء والمعراج قال: (ثُمَّ ذَهَبَ بي إلى السِّدْرَةِ المُنْتَهَى، وإذا ورَقُها كَآذانِ الفِيَلَةِ، وإذا ثَمَرُها كالْقِلالِ، قالَ: فَلَمَّا غَشِيَها مِن أمْرِ اللهِ ما غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَما أحَدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَنْعَتَها مِن حُسْنِها).
3- بلوغ النبي البيت المعمور: البيت المعمور هو مكان يصلي فيه سبعون ألفا من الملائكة، وقد وصل النبي لهذا المكان ليكون ضمن معجزات ليلة الإسراء والمعراج كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ).
4- رؤية النبي لأنهار أربعة: جاء في الحديث النبوي الشريف عن معجزات ليلة الإسراء والمعراج ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ: نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ، فأمَّا الظّاهِرانِ: النِّيلُ والفُراتُ، وأَمَّا الباطِنانِ: فَنَهَرانِ في الجَنَّةِ)، والأنهار الباطنة المقصودة في الحديث نهرُ الكوثر، إذ أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ، الذي أعْطاكَ رَبُّكَ)، والنّهر الآخر هو عَينُ السلسبيل الواردُ ذكره في القرآنِ الكريم.
5- فرض الصلاة على النبي: من أجل وأعظم معجزات ليلة الإسراء والمعراج معجزة كلام الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث فرضت الصلاة في هذه الرحلة الربانية وقد روى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحوار، فقال:
(فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ).
6- رؤية النبي للجنة والنار: من آيات الله الكبرى آية الجنة والنار، وقد اطلع عليها النبي في ليلة الإسراء والمعراج، فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنّة وشيئًا مِن نَعيمها، كما رأى جَهنّم وشيئًا من عذابِها.
7- رؤية النبي للأنبياء والمرسلين: من معجزات ليلة الإسراء والمعراج أيضا ما رآه النبي حيث أنبياء الله جميعهم كما جاء في الحديث الشريف "كان كلّما صَعِدَ سماءً التقى بأحدِ الأنبياء وصولًا إلى السّماءِ السابعة حيثُ سِدرة المُنتهى، فنجد أنَّه التقى بالمسيحِ عيسى ابنُ مريم وبزكريا -عليهمُ السّلام- أولًا، ثم التقى بيوسف -عليه السلام-، ثم إدريس -عليه السلام، ثمّ هارون -عليه السلام- ثمّ موسى -عليه السّلام-، ثمّ سيدنا إبراهيم -عليه السلام- نهايةً، إذ قال: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ).