في تحيين ذاكرة فلسطين: الأغاني الثورية (1)
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
كنتُ قد وعدت بالكتابة عن فلسطين تباعا وإدمانا.. لعلّي أشفع لنفسي قلّة عنايتي بها طوال حياتي ..وذاك حديث يطول ..، المهم أنّي سأكتب عن أهمّ معالمها ورجالها وسيداتها وكتبها وقاماتها المضيئة ..،إضافة إلى ما تحفظه ذاكرتي من أحداث بصمتْ عمري ..وأصدقاء فلسطينين مرّوا بي خلال مسيرتي الإبداعية .
وأنا في طوفاني الأوّل ..أتدرّج في منعطفات الحياة ..، أكوّن أصحابا ومواعيد جمّة في كلّ وقت ومكان ..، لبّيت دعوة صديق لحضور حفل عيد ميلاده ..، وذهبت واحتفيت معه ومع الرفاق ( كانوا يُسمّون رفاقا ) ، وفي خاتمة الحفل أسمعني الصديق شريط كاسيت جديد مهدى إليه من قِبل والده ..، وكان الشريط صادحا بأغان فلسطينية ثورية ..، وأشهد أنّي منذ تلك اللحظة صرت مدمنا عليها وباحثا عنها ..المهم ثمّة أغنية سمعتها في ذاك الحفل وعنوانها ” من سجن عكا ” أثّرت فيّ كثيرا ..وإليكم خلاصتها :
الأغنية تتحدّث عن ثلاثة مقاومين مجاهدين فلسطينين..حكم عليهم المندوب البريطاني بالإعدام ، لكنّ الأروع في الحكاية أنّ ثلاثتهم ظلّوا يطالبون أن يُعدموا قبل الأخيريْن وظلت الأغنية تردّد هذه الخصال الاستثنائية الحميدة ..إلى نهايتها ..، وإليكم بعض ما جاء في الأغنية بالدارجة الفلسطينية:
” كانوا ثلاثة رجالْ
تسابقوا ع الموتْ
أقدامهم عِلْيِتْ فوق رقْبة الجلادْ
وصاروا مثلْ يا خالْ
بطولْ وعرضْ البلادْ
نهوى ظلام السجنْ
يا أرض كِرْمَ لِكْ
يا أرض يوم تِنْدهي
بتْبيّن رجالكْ
…………
من سجن عكا طلعتْ جنازةْ
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي
………..
ويقول محمد : أنا أوّلكم
خوفي يا عطا أشرب حسرتكم
ويقول حجازي: أنا أوّلكم
ما نْهابْ الردى ولا المنونِ ..”
هذه بعض شذرات مدفونة فيّ ..أردت أن أحشرها فيكم ..وخاصة في الجيل الجديد ليرفع عنّا المشعل ويتحدى هؤلاء القتلة المجرمين ..، والأغاني كثيرة من ضمنها على سبيل الذكر لا الحصر:
ـ طل سلاحي من جراحي
ـ عهد الله ما نرحل
ـ يا فدائي خلّي رصاصك صايب ( يقال أنّها من أوائل الأغاني الثورية )
ـ اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت
ـ وين الملايين ..
وتبقى فلسطين وردة وتاجا على رأس من يحملها كقضية عالمية ..إنسانية تطمح إلى العدالة والحرية والسلام ..
ثمّة شاعر فلسطين وهو محمود درويش ..كتب عنها على جسده وفي أوراقه وخلّدها وخلّدته إلى أن صارا واحدا ..، ومن ضمن ما أنشد قصيدة ” سجّل أنا عربي ” يقول في خاتمتها :
” سجّل… أنا عربي
سلبت كروم أجدادي وأرضا كنت افلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا ولكل أحفادي
سوى هذي الصخور..
فهل ستأخذها حكومتكم..كما قيلا
إذن…
سجّل…
برأس الصفحة الأولى
أنا لا اكره الناس, ولا أسطو على احد
ولكني… اذا ما جعت, آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي ومن غضبي “
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
لورد الأغنية.. وفاة المطرب الشعبي محمود سعد
أعلن الشاعر صلاح عطية -عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- وفاة المطرب الشعبي محمود سعد، الشهير بـ لورد الأغنية الشعبية، ولم يكشف تفاصيل الجنازة وتشييع الجثمان.
وكتب صلاح عطية، عبر فيسبوك: «البقاء لله المطرب الشعبي الكبير محمود سعد 72 سنة، الشهير بـ(اللورد محمود سعد زغلول حمزة الخطيب)، صوت شعبى اصيل، من منشية الصدر حي حدائق القبة».
وتابع: «بدأ حياته في قراءة القرآن والإنشاد الديني، اكتشفه عازف عود حامد أبو ركوة، وهو ينشد، وجعله يغنى أغنية عبد الوهاب في الليل لما خلي، وحب المواويل من خلال المطرب عبده الإسكندراني، وتعلم المقامات الموسيقية من خلال عازف الأكورديون محمود حنفى ابن الريس حنفي البنجاوي مطرب شعبي».
وأضاف صلاح عطية: «وهو شغال مع فرقة حسن ساكس عازف ساكسفون، شافه منتج اسمه بلبل أبو حسام شركة بلبل فون - ملك فون، وعمله أول ألبوم (الدنيا بخير) 1986، ولحن له حسن ساكس أغنيتين فى الألبوم واتشهر فيه أغنية الحلو من الويلي، وبعد كده عمل ألبومات كتير واتشهر له أغاني حلوة: جوز الاتنين - الحريف - موال الأسبوع - الكوتشينه - يالعزيزاه ياغايب عن عيني - موال يا عم يا جمال».