زيلينسكي يقترح السماح بمنح المقاتلين الأجانب الجنسية..وإجراءات روسية لإحباط الهجمات الأوكرانية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
عواصم " وكالات ": قال الكرملين اليوم الاثنين إن روسيا تتخذ جميع "الإجراءات اللازمة" للدفاع عن مواطنيها والبنية التحتية الرئيسية من الهجمات الأوكرانية وذلك بعد يوم من اتهام موسكو لقوات كييف بقتل 27 شخصا في قصف لمدينة تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.
واضطرت شركة نوفاتك الروسية للطاقة امس لوقف بعض عملياتها في محطة كبيرة لتصدير الوقود على بحر البلطيق بعد نشوب حريق بسبب ما قالت وسائل إعلام أوكرانية إنه هجوم بطائرة مسيرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحفية دورية "وزارة الدفاع الروسية وسلاح الدفاع الجوي والهيئات الأخرى ذات الصلة تتخذ الإجراءات اللازمة للحماية من هذا النوع من الهجمات الإرهابية".
وأضاف بيسكوف "نظام كييف يواصل إظهارهجماته من خلال ضرب البنية التحتية المدنية. مشيرا الى انهم يستهدفون المدنيين"، ووصف هجوم اليوم ضد مدينة دونيتسك بأنه "عمل إرهابي فظيع".
وقال مسؤولون روس في دونيتسك إن الهجوم الذي استهدف منطقة مزدحمة بالمتاجر والأسواق أسفر أيضا عن إصابة 25 شخصا.
وقالت القوات الأوكرانية اليوم إنها لا تتحمل المسؤولية عن مقتل أشخاص في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا،وألقت باللوم على موسكو في الخسائر الفادحة في الأرواح.
الى ذلك، قُتل وجرح آلاف المدنيين الأوكرانيين نتيجة القصف والضربات الجوية منذ بدأ الحرب قبل نحو عامين.
وقالت موسكو إن هجوم اليوم هو ثاني أخطر هجوم أوكراني على المدنيين في أقل من شهر. وفي ديسمبر الماضي، قالت روسيا إن 25 شخصا، بينهم خمسة أطفال، قتلوا خلال هجوم أوكراني بصاروخ وطائرة مسيرة على مدينة بيلجورود غرب روسيا.
في هذه الاثناء، تم اليوم الاثنين أُعلن الحداد الرسمي في منطقة دونيتسك، إحدى المناطق الأوكرانية الأربع التي تدعي روسيا أنها ضمتها منذ فبراير 2022، في خطوة تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إنها غير قانونية.
أعطت كييف الأولوية للإنتاج المحلي للطائرات المسيرة بعيدة المدى التي تسمح لها بضرب أهداف في عمق روسيا رغم شكوك الغرب تجاه تلك الهجمات.
وقال رئيس إحدى شركات الصناعات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا في نوفمبر إن كييف بدأت إنتاج سلسلة من الطائرات المسيرة الملغومة بمدى يصل إلى ألف كيلومتر (621 ميلا).
وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بشن حرب عدوانية غير مبررة تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية. فيما تقول موسكو إن ما تسميها "عملية عسكرية خاصة" حملة دفاعية بحتة وتهدف إلى تعزيز الأمن الروسي في مواجهة القوى الغربية المعادية.
وفي خطوة استباقية، القت أجهزة الأمن الروسية القبض على رجل في سيبيريا بتهمة التحضير لهجوم بقنابل مولوتوف على مبنى تابع لوزارة الدفاع، وفق ما أوردت وكالات الأنباء اليوم الاثنين.
وذكر جهاز الأمن الفدرالي في بيان نقلته وكالتا تاس وإنترفاكس، أن المتهم أجرى في نوفمبر اتصالاً عبر الإنترنت مع "منظمة شبه عسكرية إرهابية" بنية تنفيذ هجوم في مدينة بارناول بمنطقة ألتاي السيبيرية.
وبثت وكالة ريا نوفوستي مقطع فيديو يظهر اعتقال المشتبه به من قبل عناصر من جهاز الأمن الفدرالي يضعون أقنعة.
والمشتبه به الذي أقر بتورطه، متهم بـ "محاولة تنفيذ هجوم إرهابي"، بحسب تاس، ويواجه عقوبة مشددة للغاية.
منذ بدء الحرب، تعتقل أجهزة الأمن الروسية بانتظام أشخاصًا بتهمة شن هجمات ضد مكاتب التجنيد العسكرية أو الإعداد لها.
وخلال اليوم الاثنين، نقلت وكالة انترفاكس أن جهاز الأمن الفدرالي اوقف أحد سكان نوفوكوزنتسك (سيبيريا) بتهمة "الخيانة العظمى" لأرساله أموالا إلى الجيش الأوكراني.
منح المقاتلين الأجانب الجنسية الأوكرانية
من ناحية ثانية، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين السماح بمنح الجنسية الأوكرانية للمقاتلين الأجانب والمتحدرين من أصل أوكراني دون أن يضطروا إلى التخلي عن جنسيتهم، في تعديل جذري لقانون البلاد الذي يحظر تعدد الجنسيات.
وأكد زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي أن التعديل يجب أن يصب في صالح "المقاتلين الأجانب الذين جاءوا للدفاع عن أوكرانيا، وأولئك الذين يقاتلون من أجل حرية أوكرانيا كما لو كانت وطنهم".
وأضاف أن النص "سيمنح أيضاً جميع الأوكرانيين وأحفادهم في العالم حق الحصول على جنسيتنا، باستثناء مواطني الدولة المعتدية بالطبع".
ولا يسمح القانون في أوكرانيا حالياً بالجنسية المزدوجة. ولذلك يتعين على طالبي التجنيس التخلي عن جنسيتهم الأصلية للحصول على الأوكرانية.
منذ بدء الحرب، انضم آلاف الأجانب إلى أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية. وتصفهم موسكو بالمرتزقة، وترى في الغربيين دليلاً على حرب يشنها حلف شمال الأطلسي بالوكالة.
كما تقاتل عدة وحدات مكونة من الروس إلى جانب أوكرانيا، منددة بنظام الرئيس فلاديمير بوتين.
الى ذلك، أدرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين في مرسوم مناطق في روسيا يسكنها الأوكرانيون "تاريخيا" ودعا إلى احترام حقوقهم، في نص أثار غضب موسكو.
في هذه الوثيقة التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية، أدرجت مناطق كراسنودار وروستوف وبيلغورود وبريانسك وفورونيج وكورسك، وكلها مجاورة لأوكرانيا.
يتهم المرسوم روسيا بارتكاب "أعمال هناك تهدف إلى تدمير الهوية الوطنية وقمع الأوكرانيين، وانتهاك حقوقهم وحرياتهم".
وتدعو الوثيقة الحكومة الأوكرانية إلى وضع "خطة عمل للحفاظ على الهوية الوطنية للأوكرانيين في الاتحاد الروسي، بما يشمل المناطق التي يسكنونها تاريخيا".
ويدرج أيضا "الجرائم المرتكبة ضد الأوكرانيين المقيمين هناك أو الذين عاشوا هناك"، منددا بفرض الثقافة الروسية قسرا والقمع السياسي وترحيل أوكرانيين.
العديد من سكان الاراضي الروسية المحاذية لأوكرانيا هم من أصل أوكراني نتيجة للحكم القيصري والسوفياتي مع تغيير حدود وترحيل من الحقبة الستالينية.
ومنذ بدء الحرب، اتُهمت موسكو أيضا بفرض الثقافة الروسية على المناطق التي تسيطر عليها وباعادة كتابة التاريخ فيها وترحيل سكان لا سيما الاطفال.
وواجهت روسيا أيضا اتهامات بقمع السكان هناك ممن يرفضون قبول الجنسية الروسية.
لا يطالب مرسوم زيلينسكي بأراض روسية.
وأعلنت روسيا منذ بدء الحرب ضم خمس مناطق أوكرانية: شبه جزيرة القرم في عام 2014، تلتها في 2022 مناطق لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدة مرات وجود أمة أوكرانية معتبرا ان الأوكرانيين ينتمون الى العالم الروسي وان هويتهم مصطنعة.
وندد الرئيس السابق والمسؤول الثاني حاليا في مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين بمرسوم زيلينسكي متهما إياه بانه لديه "مطالب بالاراضي" ووصفه بانه مدمن مخدرات.
وكتب مدفيديف على تلغرام "ليس هناك أي شيء للتعليق عليه نظرا لأن الأوكرانيين هم في الواقع روس، وروسيا الصغيرة (مصطلح إمبريالي روسي للاشارة الى الأراضي الأوكرانية) هي جزء من روسيا".
وفي تصريح اعتبرته كييف بالصادم، قال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو إنه من أجل إنهاء الصراع في أوكرانيا، يتعين على كييف أن تتخلى عن الأراضي لموسكو.
ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن فيكو، القول اليوم الإثنين "يجب أن يكون هناك نوع من التسوية، لماذا يتوقعون أن يغادر الروس شبه جزيرة القرم ودونباس ولوهانسك؟ هذا مستحيل"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأكد فيكو أيضا أنه خلال زيارته الوشيكة لأوكرانيا سيبلغ سلطات كييف مرة أخرى أنه لن يسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وسبق أن قال فيكو إن أوكرانيا تقع تحت النفوذ والسيطرة الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية، وأن الاتحاد الأوروبي يخطئ بتمسكه بالرأي الأمريكي بشأن الصراع الأوكراني بدلا من تكوين وجهة نظره الخاصة.
وبعد أكثر من عام على بدء العملية العسكرية الخاصة، ظهرت الكثير من الأصوات لدى الغرب، تنادي بضرورة إيقاف دعم نظام كييف، الذي سرق الأموال وزج بجنوده في معركة كان يعلم من البداية أنها فاشلة، على خلفية وعود قدمتها بريطانيا وأمريكا، بحسب سبوتنيك.
أول اختبار حقيقي لاسلحة كوريا الشمالية
وفي سياق آخر، كشف مركز أبحاث أمريكي عن شعورالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بالقلق إزاء نجاح نظام الدفاع الجوي الأمريكي من طراز "باتريوت" في مواجه ترسانته من الصواريخ الباليستية في أول اختبار حقيقي لها في ساحة المعركة في أوكرانيا.
ومع اقتراب الحرب في أوكرانيا من نهاية عامها الثاني، لجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كيم لتوفير الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وأكثر من مليون قطعة ذخيرة مدفعية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال خبراء الأسلحة إن الصواريخ الكورية الشمالية التي تم إرسالها حتى الآن تشبه سلسلة الصواريخ الروسية من طراز "إسكندر" من حيث الحجم وديناميكيات الطيران.
وأظهر تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي من طراز "باتريوت" أثبت فعاليته إلى حد كبير في مواجهة الصواريخ الروسية حتى الآن.
وذكر المركز، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي "باتريوت" أسقط جميع الصواريخ من طراز "إسكندر" و"كينجال" البالغ عددها 34 صاروخا أطلقتها روسيا، في ونيو الماضي، لمحاولة تدمير بطارية صواريخ نظام الدفاع الجوي باتريوت في كييف.
وقال مركز الأبحاث إن هذا يعد تحذيرا لبوتين بشأن الصواريخ من طراز "كيه إن 23" و "كيه إن 24" التي يعتقد أن كيم يزود موسكو بها.
وتم تصميم أنظمة هذه الصواريخ بحيث يتم نشرها بسرعة، وتكون قادرة على المناورة أثناء الطيران وضرب الأهداف بشكل موثوق وبدرجة من الدقة، غير أن ذلك قد لا يكون كافيا.
وقال زميل مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، شان شيخ، إن "منظومة الدفاع الصاروخي باتريوت يجب أن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة المدى الكورية الشمالية، نظرا لفعاليتها ضد صواريخ إسكندر الروسية".
رئيس وزراء بولندا يصل إلى كييف
من جهة اخرى، وصل رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إلي كييف، اليوم الاثنين، في أول زيارة له لأوكرانيا منذ تولي حكومته المؤيدة لأوروبا السلطة الشهر الماضي.
وقالت وكالة بلومبرج للأنباء إن تاسك سوف يسعى خلال زيارته إلى إعادة ضبط العلاقات بين الدولتين الجارتين، بعد أن فرضت حكومة حزب القانون والعدالة السابقة حظرا من جانب واحد على واردات الحبوب من أوكرانيا، في قرار سرعان ما تصاعد إلى خلاف سياسي.
وذكرت وكالة بلومبرج أن رئيس الوزراء البولندي الجديد والرئيس السابق للمجلس الأوروبي قد وعد بحشد دعم لكييف بين الحلفاء الغربيين، لكنه تعهد أيضا بأن يكون أكثر حزما في العلاقات مع أوكرانيا، ولم يقدم أي التزام حتى الآن برفع الحظر على استيراد الحبوب من أوكرانيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نظام الدفاع الجوی الیوم الاثنین منذ بدء الحرب الأمن الروسی فی أوکرانیا من طراز
إقرأ أيضاً:
"بلومبرغ": قوات كييف استخدمت للمرة الأولى صواريخ بريطانية بعيدة المدى لضرب عمق روسيا
ذكرت وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مسؤول غربي، اليوم ، أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت لأول مرة صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى لضرب عمق روسيا.
وقالت الصحيفة: "لأول مرة، أطلقت القوات المسلحة الأوكرانية صواريخ مجنحة بريطانية على أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية"، في إشارة إلى صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء ذكرت صحيفة "التايمز" نقلا عن مصادر في الحكومة البريطانية أن الولايات المتحدة ستسمح قريبا لكييف باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية.
وكانت موافقة واشنطن ضرورية لأن هذه الصواريخ موجهة بأنظمة أمريكية، وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا لن تصدر إعلانا رسميا حول هذا الموضوع.
وكانت قد نقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية القول إن بريطانيا توقفت عن تزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو، بسبب نقص هذا النوع من الصواريخ لديها.
وتعتبر بريطانيا من الداعمين العسكريين الرئيسيين لنظام كييف بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في فبراير 2022. وأرسلت الحكومة البريطانية لأوكرانيا صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى وكذلك منظومات الدفاع الجوي ودبابات "تشالنجر 2" وغيرها من الأسلحة المختلفة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأحد الماضي، نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم أن الرئيس جو بايدن سمح لأول مرة لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ ATACMS، المهاجمة أهداف في عمق الأراضي الروسية.
ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية هاجمت منشأة في مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية بستة صواريخ باليستية من طراز ATACMS أمريكية الصنع الليلة الماضية.
هذا وأشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن قرار واشنطن هذا يعني "موجة نوعية جديدة من التوتر وانتقال الأمور إلى وضع جديد من حيث تورط الولايات المتحدة" في النزاع الأوكراني."
وأضاف أن "الرئيس فلاديمير بوتين قد صاغ موقف روسيا بشكل واضح للغاية لا لبس فيه فيما يتعلق بقرارات الضربات بالأسلحة بعيدة المدى على أراضيها.. وتلقى الغرب الجماعي هذه الإشارات".