المؤتمر السوري الروسي الإعلامي الأول يدعو إلى تحويل التعاون الإعلامي بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
دمشق-سانا
دعا المشاركون في المؤتمر السوري الروسي الإعلامي الأول بختام أعماله اليوم إلى تحويل التعاون الإعلامي بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية، مشددين على أهمية أن يؤسس التعاون الثنائي بينهما لتعاون إقليمي ودولي أوسع بمواجهة منظومة الهيمنة الغربية على الإعلام.
وطالب المشاركون في المؤتمر الذي أقامه المركز الثقافي الروسي برعاية وزارة الإعلام، وبالشراكة مع مؤسسة التعاون السوري الروسي، والرابطة السورية لخريجي الجامعات الروسية بتشكيل مجموعة مشتركة تضع منهجية متكاملة للتعاون الإعلامي المشترك تشمل الأهداف والكوادر والأدوات والمنتجات الإعلامية وأدوات التقييم، تنبثق عنها مجموعات عمل قطاعية للتنفيذ ضمن برامج زمنية محددة، والتعاون في مجال التأهيل والتدريب والاستفادة من التجارب الإعلامية لكلا البلدين.
وأوصى المشاركون بأن يكون المؤتمر نقطة بداية للتعاون المؤسس بين الجانبين في كل الجوانب الإعلامية، إضافة للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بما يساهم في مواكبة إعلاميي البلدين للتطورات التقنية المستجدة عالمياً، وتعزيز التعاون الثنائي بما يتعلق بمصادر الخبر والمحتوى الإعلامي والتبادل البرامجي.
وتخلل المؤتمر جلسات حوارية ناقشت العلاقة بين الإعلامين السوري والروسي، وكيفية تناول الإعلام الروسي للواقع العربي ودبلوماسية الإعلام.
كما ركز المشاركون على سبل مواجهة التحديات التي تواجه تغطية الأحداث الشائكة بالاعتماد على المصادر الموثوقة بعيداً عن البيانات المضللة، وتشكيل منظومة إعلامية متكاملة تستند إلى المراكز البحثية والبيانات التحليلية والمنهجية، وتوفير الدعم المطلوب للكوادر الصحفية، والارتقاء بالمضمون الصحفي وفق معايير وطنية لمواجهة الليبرالية الجديدة التي صنعها الغرب وماكينته الإعلامية لاختراق المجتمعات.
كما استعرض عدد من الإعلاميين الروس عبر تقنية الفيديو تجاربهم في تغطية الأحداث ومواجهة التحديات التي تعترض الكوادر الصحفية وسبل تطوير أفق التعاون مع وسائل الإعلام السورية، وإمكانية تعزيزه من مختلف النواحي وفق برامج منظمة وممنهجة.
مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى استعرض تحديات تواجه عمل البعثات الدبلوماسية في الخارج والمهارات التي يجب أن تتمتع بها، وكيفية نقل الصورة الكاملة عن واقع بلدها والدفاع عن قضاياها، منوهاً بأهمية الإعلام في تغطية جميع أوجه العلاقات الخارجية والأحداث الدولية ومراقبة سلوك وأداء الدبلوماسيين والانخراط الدبلوماسي النشط مع مختلف مراكز القوى وصنع القرار وجميع المنظمات المؤثرة على الرأي العام، وضرورة تدريب البعثات الدبلوماسية على الأداء الإعلامي والتفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، لافتاً إلى مساهمة البعثات السورية في شرح الصورة الكاملة عن السياسة والمواقف التي تتخذها سورية، وما تتعرض له من حرب إرهابية مدمرة.
وفي تصريح للصحفيين تحدث مصطفى عن أهمية تعزيز التعاون بين الإعلامين السوري والروسي في ظل التحديات الكبرى والتشويه الإعلامي الذي يمارس ضد البلدين، مؤكداً أهمية تحويل التعاون بين الجانبين إلى بناء مؤسساتي متكامل يساعد الإعلاميين السوريين والروس والمنتمين إلى وسائل إعلام صديقة تناهض الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وتم في ختام المؤتمر تكريم وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق وعدد من الإعلاميين لجهودهم المبذولة في المجال الإعلامي.
مدا علوش ومحمد السليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
كشفت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع، إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو.
وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير إنه « بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها ».
وشدد المسؤول الأممي خصوصا على أهمية « استعادة الانتاجية من أجل خلق وظائف والحد من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة ».
وفي إطار سلسلة دراسات أجراها لتقييم الأوضاع في سوريا بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الخميس، ثلاثة سيناريوهات للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وبحسب معدل النمو الحالي (حوالي 1,3% سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإن « الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب ».
وسلطت هذه التوقعات « الصارخة » الضوء على الحاجة الملحة لتسريع عجلة النمو في سوريا.
وما يزيد من الضرورة الملحة لإيجاد حلول سريعة للوضع الراهن، هو أنه بعد 14 عاما من النزاع، يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011، وفقا للتقرير.
وتراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقل مما كان عليه في 1990 (أول مرة تم قياسه فيها)، مما يعني أن الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية.
وفي هذا السياق، نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وتيرة النمو اللازمة لعودة الناتج المحلي الإجمالي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وكذلك إلى الوتيرة اللازمة لبلوغه المستوى الذي كان يمكن للبلاد أن تبلغه لو لم تندلع فيها الحرب.
وفي السيناريو الأكثر « واقعية » والذي يتلخص في العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 فقط، فإن الأمر يتطلب نموا سنويا بنسبة 7,6% لمدة عشر سنوات، أي ستة أضعاف المعدل الحالي، أو نموا سنويا بنسبة 5% لمدة 15 عاما، أو بنسبة 3,7% لمدة عشرين عاما، وفقا لهذه التوقعات.
أما في السيناريو الطموح، أي بلوغ الناتج المحلي الإجمالي المستوى الذي كان يفترض أن يصل إليه لو لم تندلع الحرب، فيتطلب الأمر معدل نمو بنسبة 21.6% سنويا لمدة 10 سنوات، أو 13.9% لمدة 15 عاما، أو 10.3% لمدة 20 عاما.
وقال عبد الله الدردري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، إنه لا يمكن سوى لـ »استراتيجية شاملة » تتضمن خصوصا إصلاح الحكم وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد أن تتيح لسوريا « استعادة السيطرة على مستقبلها » و »تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية ».
كلمات دلالية الاقتصاد الامم المتحدة التنمية الحرب تقرير سوريا