وزير خارجية إسرائيل: عرضنا جزيرة اصطناعية وطنا بديلا للفلسطينيين
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه عرض فكرة بناء "جزيرة اصطناعية" تكون "وطنا بديلا للفلسطينيين" في تكرار لإصرار تل أبيب على عدم إقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967.
جاء ذلك في لقاء لكاتس مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، داعيا إلى نقل سكان قطاع غزة إلى الجزيرة المقترحة، حسبما أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وتجاهل كاتس المقاربة الأوروبية، التي شرحها عدد من الوزراء، والتي تشمل 10 نقاط، تستند إلى "حل الدولتين"، القائم على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، في موقف أثار استغرابا واسعا في القاعة وانتقادات من دول عدة، منها بلجيكا والبرتغال.
ورد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، على مقترح تل أبيب، قائلا إن "الفلسطينيين ثابتون في أرضهم، ومن يقترح إنشاء جزيرة يذهب هو إليها"، حسبما أوردت قناة العربية. وإزاء ذلك، وصف دبلوماسي أوروبي النقاشات مع الجانب الإسرائيلي بأنها "كانت بمثابة حوار الطرشان".
اقرأ أيضاً
فايننشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يسعى لمعاقبة إسرائيل لرفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية
وشمل عرض الاتحاد الأوروبي، الإثنين، على كل من إسرائيل ودول لجنة المتابعة العربية والسلطة الفلسطينية حزمة أفكار في "خارطة طريق" تنطلق من وقف حرب غزة إلى قيام الدولة الفلسطينية والأمن الإقليمي.
ويشمل ملف إنهاء حرب غزة إطلاق خطة سلام شاملة، مرتبطة بحل مشكلة الأمن بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن ثم إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع، كما تشترط الدول العربية.
كما يتوجب على الفلسطينيين وضع بديل سياسي لحماس، مقابل التزام إسرائيل بحل الدولتين، بحسب العرض الأوروبي.
وتتضمن الوثيقة الأوروبية أيضا دعوة إلى مؤتمر السلام التحضيري، وتتمثل مخرجاته في إعداد مسودة خطة السلام ودعوة الأطراف الدولية للمساهمة فيها.
وتؤكد الوثيقة على ضرورة منح إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية ضمانات أمنية قوية تشمل الاعتراف المتبادل بين الجانبين.
اقرأ أيضاً
"إقامة دولة فلسطينية" بعد حرب غزة يهدد بتعميق الصدع بين أمريكا وإسرائيل
المصدر | الخليج الجديد + والاالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة إيلي كوهين إقامة دولة فلسطینیة
إقرأ أيضاً:
الحزب الديمقراطي الكردستانيمن مواجهة الرياح الى توجيهها
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الظروف التي تأسس فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946 كانت معقدة على الأرض في ظل مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، ولم يكن ممكنا تصور وجود سياسي مؤثر في منطقة توجد فيها دول عدة ترفض بالقطع إقامة دولة كوردية ستكون حتما مترامية الأطراف تضاهي في تعداد سكانها وجغرافيتها ومواردها دول المنطقة التي ترغب على الدوام بتوزيع الكورد على جغرافية متعددة، وتقطيع أوصال تلك الجغرافية، وإبقاء كل مجموعة كوردية ضمن نطاق جغرافية كل دولة، ومنع تحقيق طموحات تلك المجموعة لا في إقامة كيان مستقل، ولافي التواصل مع بقية المجموعات الكوردية، أو الاستمرار في جهود إقامة كيان موحد، بينما بقيت محاولات بناء ذلك الكيان مستمرة الى يومنا هذا.
عندما تسلم السيد مسعود البرزاني المسؤولية بعد رحيل الزعيم الملا مصطفى البرزاني عام 1979 لانجزم بتشابه الظروف في حينه مع ظروف التأسيس، لكن بالحتم لم يكن النضال قد حقق نتائجه المرجوة في الوصول الى الطموح الذي يطبع رغبات كل كوردي على هذا الكوكب، لكن تحولات كبرى بدأت تظهر، وتحالفات أكثر قيمة، ووصول أكثر الى المنصات الدولية، وتعريف بالقضية الكوردية، مع تزايد أعداد الكورد المتواجدين في غرب ووسط وشمال اوربا والولايات المتحدة، وتطور عمل وسائل الإعلام، وإمكانية الحصول على المعلومات، وتطور القناعات، والخروج من العزلة التي فرضتها دول المنطقة التي يتوزع فيها الكورد، مع تشابك في المصالح، وتقاطع قدم بعض المكاسب للفاعل الكوردي السياسي والمثقف الذي كان مهتما بتوفير ضمانات التعريف بتلك القضية، وضرورة عدم التجاهل، وربما الحصول على شيء من التضامن الدولي، صاحب ذلك تطور في القدرات العسكرية، والأعداد التي جعلت الصوت الكوردي عاليا ماسمح بتوقيع إتفاقيات، والوصول الى تفاهمات إقليمية ودولية نجح فيها الحزب الديمقراطي الذي كان يواجه رياح العزلة والتهميش، وتمكن من تحقيق مكاسب على الأرض، والحصول على تنازلات وإعلانات سياسية تعترف ببعض الحقوق للقومية الكوردية التي برغم أنها لاتملك دولة، وتمنع منها في الغالب، لكنها فرضت نفسها في المعادلة البشرية كقومية فاعلة على مستوى الأدب والمعرفة والقيم الثقافية والأخلاقية والسياسية والتراث، والمشاركة في الحضارة الإنسانية على الاقل في منطقة الشرق الأوسط.
نجح الحزب في التأسيس لمعادلة شراكة سياسية بمجرد زوال نظام الحكم السابق في العراق عام 2003 وتمكن من المشاركة في بناء دولة فدرالية إتحادية ببرلمان إتحادي، وآخر يوجه السياسة في الإقليم، الى جانب حكم واضح حقق مكتسبات عدة، وإستقطب رضا دولي جعل من الممكن إقامة شراكات إقتصادية وثقافية مع بلدان حول العالم، إضافة الى كتابة دستور عراقي جديد، وإجراء إنتخابات متعددة، وإدارة وزارات فدرالية بصورة يمكن أن تلخص نشاط وتاريخ ذلك الحزب الذي نجح في مواجهة الرياح طوال عقود، ثم نجح في توجيه تلك الرياح بملايلائم تحقيق طموحات الكورد ورؤيتهم للمستقبل الذي يريدون ويطمحون في الوصول إليه.