جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-14@13:22:32 GMT

الكيان الصهيوني والبحث عن "صورة نصر"

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

الكيان الصهيوني والبحث عن 'صورة نصر'

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لم يشعر الكيان الصهيوني ورعاته بمشاعر الزوال كما شعروا في "طوفان الأقصى" منذ بدايته وفي أدق تفاصيله اليومية، كما لم يشعر الكيان الصهيوني برغبات متضادة ومشاعر متضاربة كما شعر في تفاصيل هذا الطوفان.

الكيان الصهيوني اليوم أرهقته المنازلة مع فصائل المقاومة على أرض غزة والتي فاقت في أيامها جميع حروب الكيان مع العرب، كما أرهقه أكثر ليس تحقيق أهدافه المُعلنة والضمنية فحسب؛ بل أرهقته محاولاته البحث عن صناعة نصر يسوقه للداخل والخارج لتبرير وقف عدوانه.

العدو اليوم يتمنى وقف الحرب لوقف نزيفه اليومي ميدانيًا وعلى كافة الصُعد، كما يتمنى إطالتها كذلك لتحقيق أي نصر ومن أي نوع وحجم. نتنياهو يسعى إلى تسويق ثقافة جديدة في الصراع العربي الصهيوني، فحواها إمكانية التطبيع مع أقطار عربية دون المرور على قضية فلسطين، والتي كانت فيما مضى دومًا ميزان التطبيع. بينما يرى الراعي الأمريكي ويحرص على قناعته- اليوم أكثر من ذي قبل- بضرورة حل القضية الفلسطينية، وعائق مشروعها هو تفاصيل هذا الحل، وبما يضمن أمن الكيان. لهذا عرض الأمريكي إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وهذا يعني رفع سقف ماهية الدولة مستقبلًا لتصبح منزوعة الحجارة والسكاكين؛ بل والأظافر كذلك.

بحث نتنياهو عن نجومية شخصية ومكانة وزعامة تاريخية للكيان الصهيوني بحجم بن جوريون وجولدا مائير، وهذا ما سيكلف الكيان حربًا أهلية لا تُبقي ولا تذر، ستبدأ على شكل صراع سياسي مؤسسي بين الساسة والأحزاب وقادة الجيش، وستنتهي بصراع مسلح ينتهي بفرض الجيش سيطرته وبما يعادل خسائره و"تضحياته"، وبما يليق بـ"صورته التاريخية" في خارطة الكيان، وتحقيقًا لشعار الكيان التاريخي: "لكل دولة جيش ما عدا إسرائيل، لجيشها دولة".

الحرص الكبير من الكيان الصهيوني بتحقيق نصر سياسي عبر مسلسل الدمار والقتل الممنهج بغزة، يقابله حرص فصائل المقاومة على تحقيق نصر استراتيجي على الكيان، يترتب عليه خلط أوراق كثيرة في فلسطين والمنطقة، وعودة التلاحم بين غصن الزيتون والبندقية مجددًا.

طوفان الأقصى اليوم برهن وبقوة على مدى الحاجة الماسة لعودة خيار البندقية إلى جوار غصن الزيتون، لا لتحقيق "سلام" ومباركة عدو على جرائمه؛ بل لتحرير أرض وعودة حق تاريخي مغتصب. الكيان الصهيوني ورعاته اليوم ولأول مرة يجدون أنفسهم في موقف- كحالة طوفان الأقصى- بلا قدرة على تحقيق انتصار، ولا قدرة على وقف الحرب، ولا قدرة على مواصلة الحرب كذلك!

قرار الكيان بتوسعة رقعة الحرب وجغرافيتها رغم أنف الراعي الأمريكي وبالتعارض مع مصالحه، لا يمكن تفسيره بغير الهروب الى الأمام والرغبة في الانتحار وفقد قوة العقل والرُشد معًا.

قبل اللقاء.. التطبيع مع الكيان الصهيوني اليوم لم يعد مُمكنًا تسويقه للعقل العربي بعد الطوفان كـ"مشروع سلام واستقرار" للمنطقة، وكما كان يُقال ويُسوَّق سابقًا؛ بل هو بمثابة مشروع مكافأة وهدية مجانية واستراتيجية للعدو على جميع جرائمه وبغيه وعدوانه في الماضي والحاضر والمستقبل.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منصور: يجدد مطالبته المجتمع الدولي بوقف المذبحة الصهيونية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة

الثورة نت/
جدد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحد رياض منصور الليلة الماضية، مطالبته المجتمع الدولي بوقف المذبحة الصهيونية للشعب الفلسطيني، وداعيا إلى ضمان حماية الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي وأوامر التدابير المؤقتة الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” قال منصور خلال رسائل بعثها الليلة الماضية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسي مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة: “لا يوجد مكان يذهب إليه الناس، ولا مكان يشعرون فيه بالأمان. لقد دمرت “إسرائيل” غالبية قطاع غزة وما بقي منها، وتعتبره هدفاً مشروعاً، بينما تصر على انتهاكاتها المنهجية والجسيمة للقانون الدولي، وتمزيق القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وتنتهك كل أشكال الحماية للمدنيين في وقت الحرب.”

وشدد منصور على أن التهجير القسري غير القانوني وغير الإنساني للمدنيين الذي يمارسه الكيان الصهيوني، يتكرر في جميع أنحاء غزة، مما يسبب اضطرابات وصدمات مستمرة، وخاصة بين الأطفال وغيرهم من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، بما في ذلك المرضى والجرحى وذوو الإعاقة. وحتى في شمال غزة، الذي أجبر الكيان الغاصب سكانه على الإخلاء للمرة الأولى في أكتوبر 2023، يخضع الآن لأوامر الإخلاء مرة أخرى.

وأضاف أنه حتى المناطق الإنسانية وملاجئ الأمم المتحدة حولها الكيان الصهيوني إلى مناطق قتل.
وأشار منصور إلى أنه على الرغم من مرور شهر على اتخاذ مجلس الأمن القرار 2735 (2024)، وتحمل أكثر من تسعة أشهر من هذه الفظائع، إلا أنه لا يوجد حتى الآن وقف لإطلاق النار، ولا حماية للمدنيين، ولا راحة للمدنيين من انتقام الكيان الصهيوني.
وأوضح أن من الضروري وجود وقف لإطلاق النار، وأن تتوقف هذه الحرب المروّعة التي يشنها الكيان الصهيوني في غزة ويجب أن تكون هناك محاسبة على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الكيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني على مدى عقود.

مقالات مشابهة

  • إدانات واسعة لمجزرة العدو الصهيوني بحق النازحين في خان يونس
  • الخارجية تُدين جريمة الكيان الصهيوني في خان يونس
  • الخارجية تُدين جريمة الكيان الصهيوني في خان يونس بغزة
  • كنعاني: مجزرة خان يونس أكدت مجدداً أنه لا خطوط حمراء إنسانية وأخلاقية للكيان الصهيوني
  • وزارة الخارجية تدين بأشد العبارات جريمة العدو الصهيوني بخان يونس
  • وزارة حقوق الإنسان تدين مجازر الكيان الصهيوني في خان يونس بغزة
  • حقوق الإنسان تدين مجازر الكيان الصهيوني في خان يونس و قطاع غزة
  • حقوق الإنسان تدين مجازر الكيان الصهيوني في خان يونس ومناطق غزة
  • منصور: يجدد مطالبته المجتمع الدولي بوقف المذبحة الصهيونية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • تفاؤل حذر لصفقة ركوع وإستسلام