الكيان الصهيوني والبحث عن "صورة نصر"
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
لم يشعر الكيان الصهيوني ورعاته بمشاعر الزوال كما شعروا في "طوفان الأقصى" منذ بدايته وفي أدق تفاصيله اليومية، كما لم يشعر الكيان الصهيوني برغبات متضادة ومشاعر متضاربة كما شعر في تفاصيل هذا الطوفان.
الكيان الصهيوني اليوم أرهقته المنازلة مع فصائل المقاومة على أرض غزة والتي فاقت في أيامها جميع حروب الكيان مع العرب، كما أرهقه أكثر ليس تحقيق أهدافه المُعلنة والضمنية فحسب؛ بل أرهقته محاولاته البحث عن صناعة نصر يسوقه للداخل والخارج لتبرير وقف عدوانه.
بحث نتنياهو عن نجومية شخصية ومكانة وزعامة تاريخية للكيان الصهيوني بحجم بن جوريون وجولدا مائير، وهذا ما سيكلف الكيان حربًا أهلية لا تُبقي ولا تذر، ستبدأ على شكل صراع سياسي مؤسسي بين الساسة والأحزاب وقادة الجيش، وستنتهي بصراع مسلح ينتهي بفرض الجيش سيطرته وبما يعادل خسائره و"تضحياته"، وبما يليق بـ"صورته التاريخية" في خارطة الكيان، وتحقيقًا لشعار الكيان التاريخي: "لكل دولة جيش ما عدا إسرائيل، لجيشها دولة".
الحرص الكبير من الكيان الصهيوني بتحقيق نصر سياسي عبر مسلسل الدمار والقتل الممنهج بغزة، يقابله حرص فصائل المقاومة على تحقيق نصر استراتيجي على الكيان، يترتب عليه خلط أوراق كثيرة في فلسطين والمنطقة، وعودة التلاحم بين غصن الزيتون والبندقية مجددًا.
طوفان الأقصى اليوم برهن وبقوة على مدى الحاجة الماسة لعودة خيار البندقية إلى جوار غصن الزيتون، لا لتحقيق "سلام" ومباركة عدو على جرائمه؛ بل لتحرير أرض وعودة حق تاريخي مغتصب. الكيان الصهيوني ورعاته اليوم ولأول مرة يجدون أنفسهم في موقف- كحالة طوفان الأقصى- بلا قدرة على تحقيق انتصار، ولا قدرة على وقف الحرب، ولا قدرة على مواصلة الحرب كذلك!
قرار الكيان بتوسعة رقعة الحرب وجغرافيتها رغم أنف الراعي الأمريكي وبالتعارض مع مصالحه، لا يمكن تفسيره بغير الهروب الى الأمام والرغبة في الانتحار وفقد قوة العقل والرُشد معًا.
قبل اللقاء.. التطبيع مع الكيان الصهيوني اليوم لم يعد مُمكنًا تسويقه للعقل العربي بعد الطوفان كـ"مشروع سلام واستقرار" للمنطقة، وكما كان يُقال ويُسوَّق سابقًا؛ بل هو بمثابة مشروع مكافأة وهدية مجانية واستراتيجية للعدو على جميع جرائمه وبغيه وعدوانه في الماضي والحاضر والمستقبل.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: اتفاق وقف الحرب في لبنان يؤثر على صفقة غزة
أكد عاموس هوكستين مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، الخميس، على تأثير اتفاق وقف القتال في لبنان على صفقة الرهائن بين حركة "حماس" وإسرائيل في غزة.
وقال مبعوث الريس الأمريكي إلى لبنان، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "صمود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان مهم لصمود اتفاق غزة"، على حد تعبيره.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قد قال في وقت سابق الخميس، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" لا يزال "على المسار الصحيح"، لتنفيذه بحلول نهاية الأسبوع.
وأكد، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" كذلك، أن "واشنطن على علم بالمسائل المتعلقة بتصويت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق وتعمل على معالجتها بالتنسيق مع المسؤولين الإسرائيليين".
وأضاف كيربي: "لا نرى أي مؤشرات على أن الاتفاق سيتعثر في هذه المرحلة". مؤكداً أنه لا يزال يسير وفقًا للجدول الزمني المخطط له ليبدأ التنفيذ في نهاية الأسبوع.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد قال في وقت سابق إن "هناك حاجة إلى حل مشكلة عالقة في المفاوضات.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن الخلاف يتعلق بأسماء عدد من السجناء الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم، وفق "رويترز".
وقال المسؤول إن بريت ماكجورك مبعوث الرئيس جو بايدن وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين للعمل على حل الخلاف.