معرض القاهرة للكتاب .. يعقوب الشاروني رائد أدب الطفل
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قررت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، اختيار اسم كاتب الأطفال المبدع الكبير يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام، بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، وله مشروع ثقافي عظيم، وإنتاج أدبي أقل ما يوصف به أنه شديد الغزارة والتنوع والتأثير، فضلًا عن استلهام معظم مؤلفاته من التراث الشعبي المصري، هذا إلى جانب تأثيره في أجيال وأجيال من القراء والكتَّاب.
وأعادت هيئةُ الكتاب إصدار عدد من مؤلفاته، فضلًا عن إعداد كتاب احتفائي عن الراحل، يضم شهادات كتبها عدد وافر من الكتاب، من مختلف الأجيال، امتازت جميعها بطابع المحبة، وجاء تحت عنوان "في محبة يعقوب الشاروني"، وقد كتب هذه الشهادات كُتاب من مصر والوطن العربي، ومن إيطاليا والصين والهند. وتُصدر الهيئة مجموعة من مؤلفات الراحل، هي: «أجمل حكاياتنا العربية»، و«البخلاء»، و«حكايات إيسوب»، و«زهرة السعادة»، ومسرحية «أبطال بلدنا».
يعقوب الشاروني فى سطور
يعقوب الشاروني كاتب وصحفي مصري من رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، حائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عام 2001 في التأليف عن كتابه «أجمل الحكايات الشعبية» . وفي عام 2002 فاز كتابه نفسه بجائزة «الآفاق الجديدة» من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا، وهي جائزة تُمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا، وهي واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم.
رشَّح توفيق الحكيم يعقوب الشاروني عام 1963 ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية وقال: «أزكِّي هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن السيد يعقوب الشاروني من موهبة تجلَّت في مسرحية (أبطال بلدنا) التي ظفرت بالجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للفنون والآداب».
ولد يعقوب إسحق قليني الشاروني في 10 فبراير سنة 1931 بالقاهرة حيث درس القانون، وحصل على ليسانس الحقوق في مايو سنة 1952، وحصل عام 1955 على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة بمصر. وفي عام 1958 حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد التطبيقي من كلية الحقوق جامعة القاهرة بمصر .
في عام 1953 تقلد منصب مندوب هيئة قضايا الدولة بمصر. وفي عام 1954 عمل محاميًا بهيئة قضايا الدولة. حتى وصل عام 1959 إلى منصب نائب هيئة قضايا الدولة (تعادل رئيس محكمة)
في عام 1967 تم انتدابه بناء على طلبه مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة ومُشرفاً على مديرية الثقافة وقصر الثقافة بمحافظة بني سويف بصعيد مصر. ثم تم نقله بناء على طلبه عام 1968 من وظيفته القضائية بوزارة العدل ليعمل مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة.
في فبراير 1969 سافر إلى فرنسا لمدة عشرة أشهر في منحة من الحكومة الفرنسية لدراسة العمل الثقافي بين الجماهير خاصة في مجال ثقافة الطفل. وفي عام 1970 تم اختياره مديرًا عامًا لثقافة الطفل وقصر ثقافة الطفل المتخصص بالهيئة العامة لقصور الثقافة. ثم تم اختياره مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1973. وفي عام 1975 أصبح مسئولاً عن شئون التدريب بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل. إلى أن تم اختياره رئيسًا ومديرًا عامًا للشئون القانونية لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1980. حسب ويكيبيديا.
ما بين عام 1981 إلى عام 2008 اختارته صحيفة الأهرام المصرية مشرفاً على صفحة الأطفال اليومية، وذلك إلى جوار عمله بوزارة الثقافة. وما بين عام 1984 إلى 1991 تم اختياره رئيسًا للمركز القومي لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية بدرجة وكيل وزارة.
في عام 1984 أصدر سلسلة «مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل» كما أنشأ أيضًا في النفس العام «المسابقة القومية للطفل الموهوب». وفي عام 1985 أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل، بهدف خلق حركة نقدية حول أدب الأطفال. وفي نفس العام أصدر العدد التجريبي من أول مجلة للثقافة العلمية للأطفال باسم «النحلة».
أُحيل إلى المعاش عام 1991، لكنه ظل متعاقدًا مع وزارة الثقافة كمستشار لشئون ثقافة الطفل. وما بين عام 1982 إلى 2008 عمل كأستاذ زائر لأدب وقصص ومسرح الأطفال بكليات التربية بجامعات حلوان والإسكندرية وجنوب الوادي وطنطا وكفر الشيخ في مصر.
حصل عام 1960 على الجائزة الأولى لتأليف الرواية المسرحية من المجلس الأعلى للفنون والآداب - وزارة الثقافة عن مسرحية «أبطال بلدنا». وفي عام 1962 حصل على الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من الهيئة العامة لفنون المسرح والموسيقى، وزارة الثقافة، عن مسرحية «جنينة المحطة».
وحصل عام 1981 على جائزة أحسن كاتب أطفال، من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية عن روايته «سر الاختفاء العجيب». وفي عام 1998 حصل على جائزة أفضل كاتب أطفال «عن مجموعة مؤلفاته للأطفال»، من المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة. كما حصل في نفس العام على جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحة في مسابقة الإبداع الأدبي للأطفال، عن كتابه «أبطال أرض الفيروز»، كما حصل أيضًا في العام نفسه على جائزة «السندباد»، من مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، تقديرًا لدوره الرائد في ثقافة الأطفال.
عضو اتحاد كتاب مصر من 1965 إلى 2008. وعضو في المجلس الأعلى للثقافة - لجنة ثقافة الطفل من 1970 – 2007. وعضو جمعية الرعاية المتكاملة لتلاميذ المدارس الابتدائية، التي ترأسها سوزان مبارك من 1978 إلى 2007 وعضو لجان تحكيم جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال للمؤلفين الشباب من 1989 إلى 2007. وفي عام 1993 كان عضو لجنة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المكلفة بوضع الخطة القومية الشاملة لثقافة الطفل العربي. وما بين 1995 إلى 2008 عضو المجلس المصري لكتب الأطفال. عام 1999 كان عضو لجنة تحكيم جائزة الدولة التقديرية لأدب الأطفال بالأردن. وهو عضو اللجان الاستشارية لمكتبة الإسكندرية - لجنة الطفولة والنشء من 2002 إلى 2008.
أهم رواياته وأعماله الأدبية
بلغ عدد الكُتب التي كتبها للأطفال وتم نشرها أكثر من 400 كتابًا، من أهم مؤلفاته:
سر الاختفاء العجيب (1981).
مُفاجأة الحفل الأخير (1983).
مُغامرة البطل منصور (1984).
الرحلة العجيبة لعروس النيل (1994) صدرت الطبعة الخامسة 2004.
مُغامرة زهرة مع الشجرة (1997).
في عام 1998 صدرت عشرة مُجلدات تضم ألف حكاية بعنوان «ألف حكاية وحكاية».
عفاريت نصف الليل (1998)صدر منها 5 طبعات آخرها 2005.
شجرة تنمو في قارب (2002).
صندوق نعمة ربنا (2002).
حكاية طارق وعلاء (2002).
أحسن شيء أني حرة (2002).
الجائزة وأنياب النمر (2003).
يذكر أن الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولى الكتاب، تنعقد في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، في التجمع الخامس، من 24 يناير إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة"، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل. كما تحل النرويج كضيفة شرف لنسخة هذا العام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يعقوب الشارونى هيئة الكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب كاتب الأطفال شخصية معرض الطفل یعقوب الشارونی المجلس الأعلى وزارة الثقافة معرض القاهرة أدب الأطفال على جائزة وفی عام حصل على ا عام ا إلى 2008 فی عام
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
لطالما كان معرض القاهرة الدولى للكتاب منصة ثقافية عالمية تجمع بين عقول المفكرين وأقلام الأدباء ليصبح جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الحضارات، ويؤكد ريادة مصر الثقافية والتاريخية.. فخلال حضورى لفعاليات المعرض فى دورته الـ56، لمست عن قرب قيمة الأعمال الفكرية التى زينت أروقته، والتى حملت فى طياتها رسائل عميقة حول قضايا الوطن والمجتمع والفكر الاستراتيجى.
إصدارات قيمة: فكر مستنير وقضايا وطنية
كان من أبرز المحطات التى شهدتها خلال زيارتى للمعرض حضور حفل توقيع كتب الدكتور شحاته غريب، حيث قدم فى كتابه «ثوابت مصرية» رؤية وطنية شاملة حول القيم الراسخة التى تشكل وجدان الدولة المصرية، كما سلط الضوء فى كتابه «دقات على أبواب الوطن» على القضايا الوطنية التى تمس المجتمع المصرى، بأسلوب تحليلى يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات الراهنة. هذه الكتب لم تكن مجرد نصوص، بل جاءت كصرخة وعى تعزز الانتماء الوطنى، وتحفز القارئ على التفكير النقدى.
كما أتيحت لى الفرصة للمشاركة فى مناقشة كتاب «فى عمق التفاصيل بين الرجل والمرأة» للدكتورة أمل منصور، والذى قدم قراءة دقيقة للعلاقات الإنسانية من منظور علمى واجتماعى، حيث عكست المناقشة مدى تعقيد العلاقات بين الجنسين، وأهمية الوعى النفسى والاجتماعى فى بناء روابط صحية ومتوازنة داخل الأسرة والمجتمع.
أما فى ندوة مناقشة كتاب «الفكر الإستراتيجى عند اليهود» للواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، فقد كان الطرح أكثر عمقًا وتحليلًا، حيث ناقش الكاتب الاستراتيجيات التى يتبناها الفكر اليهودى فى التخطيط السياسى والعسكرى، مما منح الحضور رؤية واضحة عن آليات صنع القرار والتخطيط بعيد المدى فى السياسات العالمية. كانت الندوة ثرية بالأفكار، وعكست مدى أهمية فهم الاستراتيجيات العالمية للتعامل معها بوعى وحنكة سياسية.
وبالتأكيد لا يمثل معرض القاهرة الدولى للكتاب مجرد حدث ثقافى سنوى، بل هو انعكاس حقيقى لدور مصر كمركز للثقافة والفكر فى العالم العربى، وملتقى يجمع الأدباء والمفكرين من مختلف الدول،فمن خلال هذا المعرض يتم تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب العربية، وتتاح الفرصة لتبادل الرؤى حول القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية، فالمشاركة الواسعة من جميع الدول تؤكد أن الثقافة تظل الجسر الأهم الذى يربط الشعوب ويوحدها.
وفى الختام أؤكد إن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 ليس مجرد سوق للكتب، بل هو منصة للفكر والحوار، وحلقة وصل بين ماضينا الثقافى ومستقبلنا الواعد، فهو يعكس التزام مصر الراسخ بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم السلام العالمى،وان وما شهدته من كتب قيمة وندوات فكرية خلال زيارتى يؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مجتمعات أكثر وعيًا وتقدمًا.