أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اليوم الاثنين أن مصر تقف إلى جانب بلاده في أصعب الظروف في تاريخها الحديث، مشددا على أن مصر والصومال يتمتعان بعلاقات جيدة للغاية وطويلة الأمد..واصفا في الوقت ذاته زيارته إلى مصر بأنها "مهمة واستراتيجية".

وقال الرئيس الصومالي - في لقاء خاص مع قناة (القاهرة الإخبارية) اليوم - :"إن علاقتنا مع مصر لا تمثل تهديدا لأي طرف آخر ولكنها موجهة لمصلحتنا الخاصة".

.مضيفا : "إننا نعمل بشكل مشترك على توسيع وتعميق هذه العلاقة من خلال إنشاء مجلس تعاون مشترك جديد يعمل معا من أجل المصلحة المشتركة لمصر والصومال".

ووصف العلاقة الثنائية بين مصر والصومال بـ"العميقة" حتى في الفترات الصعبة التي مرت على بلاده...منوها بأن العلاقة المصرية ـ الصومالية ترجع إلى عهد الملكة حتشبسوت.

وقال الرئيس الصومالي : "إن مصر والصومال لديهما تاريخ عظيم من العلاقات الثنائية الممتدة منذ آلاف الأعوام كما أن القاهرة تعتبر حليفا تاريخيا لمقديشيو في جميع المجالات والجوانب الاقتصادية والأمنية والاجتماعية"..مشيرا إلى الخدمات الهائلة والرائعة التي تقدمها مصر للطلبة والأسر الصومالية المقيمة في القاهرة.

وحول التوترات التي تثيرها مذكرة التفاهم الموقعة بين أرض الصومال وإثيوبيا مؤخرا..أجاب الرئيس الصومالي قائلا:"إن مذكرة التفاهم هذه خلقت الكثير من المشكلات وغيرت البيئة بأكملها"..مضيفا : "أن الوضع داخل البلاد قبل توقيع هذه المذكرة كان جيدا للغاية، وكانت هناك مفاوضات بين الصومال وأرض الصومال لإعادة توحيد البلاد، ولسوء الحظ تدخلت الحكومة الإثيوبية في الوضع وأقنعت قيادة أرض الصومال بأنهم يستطيعون تقديم الاعتراف وظلت أرض الصومال تبحث عن الاعتراف بها منذ 31 عاما وهذا أمر غير ممكن".

وكانت "أرض الصومال" وإثيوبيا قد وقعتا يوم الاثنين (الموافق 1/1/ 2024 ) في أديس أبابا مذكرة تفاهم تمهد لوصول إثيوبيا - الدولة الحبيسة - إلى الموانئ البحرية وتعزز الشراكة الأمنية والاقتصادية والسياسية بين الجانبين مقابل الاعتراف بانفصال "أرض الصومال" مستقبلا ، وهو ما سبب توترا في العلاقات ما بين مقديشيو وأديس أبابا خلال الفترة الماضية.

ولفت الرئيس الصومالي إلى أن الاعتراف بهذه الأرض لا يعتمد على دول منفردة مثل اعتراف إثيوبيا..قائلا : "إننا ننتمي إلى النظام العالمي والقانون الدولي الذي يحكم كيفية تعامل الدول مع بعضها البعض".

وشدد على أن مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال عاقت مستقبلا كان سيسمع في إفريقيا وقضت على كل الآمال وأوجدت ظلا من الخوف وانعدام الثقة في المنطقة وأعادت تاريخا قديما في العداء مع أديس أبابا، كما أن هذه المذكرة أصبحت بمثابة منصة لتجنيد حركة الشباب الإرهابية.

وحول إمكانية التفاوض مع إثيوبيا بشأن الأزمة الراهنة.. قال الرئيس الصومالي :"إننا لا نرى أي مجال للتفاوض ولا توجد فرصة للحوار مع إثيوبيا، حيث قالوا إنهم لا يعترفون بحكومة ولا بدولة الصومال، وقالوا إن جزءا من الصومال منفصل ونعترف به كدولة منفصلة وبعد ذلك قالوا نضم جزءا من أراضي الصومال إلى إثيوبيا".

وأضاف : "أن ما نريده أن تعود إثيوبيا إلى ما كانت عليه قبل الأول من يناير، ومن ثم ستكون هناك فرصة للتفاوض..إثيوبيا تدعي أنها تريد الوصول إلى البحر، وهذا ليس صحيحا ولم يمنعها أحد من الوصول إلى البحر..إثيوبيا تريد انتزاع قطعة أرض من الصومال وضمها إلى أراضيها وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا".

وبشأن التحديات الأمنية في الصومال.. قال الرئيس حسن شيخ محمود : "إن الحرب على حركة الشباب بدأت منذ عام ونصف تقريبا ومازالت مستمرة حتى هذه اللحظة".. مشيرا إلى تحرير أكثر من 50% من قبضة حركة الشباب خلال المرحلة الأولى من إعلان الحرب عليها والتي مازالت محتفظة ببعض الأجزاء في الجنوب الصومالي.

وكشف عن انطلاق المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب في الصومال خلال الأسابيع القادمة.. معربا عن تفاؤله في تحقيق تقدم كبير في هذه المرحلة التي ستنطلق خلال أسابيع قليلة في البلاد.

واتهم الرئيس الصومالي ، إثيوبيا بخلق إجراءات تهدف إلى انشغال بلاده بعيدا عن أهدافها الراهنة بالقضاء على الإرهاب بشكل كامل واستيراد كامل الأراضي من حركة الشباب..مؤكدا قدرة الصومال بالتعاون مع الشركاء الدوليين على مواصلة الحرب ضد حركة الشباب والدفاع عن أراضيها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس الصومال مصر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مصر والصومال الملكة حتشبسوت الرئیس الصومالی مصر والصومال أرض الصومال حرکة الشباب

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يسلم رئيس تشاد رسالة من الرئيس السيسي

التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الجمعة، مع رئيس جمهورية تشاد المشير محمد إدريس ديبي اتنو، في العاصمة نجامينا.

وخلال اللقاء سلمّ الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، رسالة من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره التشادي، تؤكد على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، والرغبة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات.

واستهل الوزير عبد العاطي اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أخيه المشير محمد إدريس ديبي اتنو، وقدم التهنئة للرئيس التشادي على قرب الانتهاء من الاستحقاق الدستوري الأخير بالفترة الانتقالية.

وأكد وزير الخارجية، عمق العلاقات التي تربط البلدين، والأهمية التي توليها مصر لتطوير أطر التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية، مشيراً إلى أهمية متابعة تنفيذ مخرجات القمة التي عقدت بين رئيسي البلدين في نهاية شهر يوليو 2024.

وأشار الوزير عبد العاطي، إلى أنه بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، فقد اصطحب خلال زيارته إلى تشاد مجموعة من ممثلي أبرز شركات القطاع العام والخاص المصري، في ضوء التكليفات الرئاسية بدعم تشاد والمساهمة في نهضتها التنموية بقيادة الرئيس ديبي اتنو، منوهاً إلى أن الإمكانات الكبيرة والخبرة التي تتمتع بها الشركات المصرية في إفريقيا تمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى في العديد من المجالات الحيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والصحة، والزراعة، والدواء لدعم الاقتصاد التشادي. وأوضح إمكانية قيام الشركات المصرية بمساعدة تشاد في بناء السدود وحفر الآبار لحصد مياه الأمطار، واستخدامها لاحقاً في المناطق الصحراوية النائية.

وثمن وزير الخارجية، مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين الجانبين لتنفيذ مشروع طريق الربط البري بين مصر وتشاد، مؤكداً على أهمية تنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، والذي سيعد شرياناً للتنمية بين مصر وتشاد، وسيحول تشاد إلى مركزاً تجارياً هاماً يربط بين البحر المتوسط وخليج غينيا.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، استعرض وزير الخارجية الرؤية المصرية للتعامل مع تلك الظاهرة من خلال منظور شامل يواجه كافة العوامل المؤدية إلى ظهورها، مشيراً إلى الدور الهام للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في توضيح وسطية وسماحة الإسلام في مواجهة التشدد والتطرف، وكذلك البرامج التدريبية التي ينظمها كل من مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مؤكداً على أهمية التعاون الثنائي في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف زعزعة استقرار الدول الأفريقية.

ومن ناحية أخرى، تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تناول المستجدات على الساحة السودانية والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، مع أهمية تكثيف التشاور على ضوء تأثير التطورات في السودان بشكل مباشر على مصر وتشاد.

حضرت اللقاء الدكتورة حنان مرسي مرشحة مصر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تم استعراض في اللقاء رؤيتها لتعزيز كفاءة عمل مفوضية الاتحاد الإفريقي، وخبراتها الممتدة في المنظمات الدولية في المجالات المالية والإدارية بما يحقق المصالح الجماعية للدول الأفريقية.

من جانبه، طلب المشير ديبي اتنو، نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، معرباً عن تقديره للعلاقات الأخوية التي تجمع مصر وتشاد، وللدور المصري الفاعل في القارة الإفريقية وجهودها لتعزيز الأمن والاستقرار، ورحب بوفد رجال الأعمال المصري وممثلي الشركات الكبرى المصرية المرافق، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يؤكد حرص مصر على دعم قدرات المؤسسات التشادية في مختلف المجالات

وزير الخارجية يؤكد التزام مصر بتعزيز العمل المشترك مع تجمع دول الساحل والصحراء

وزير الخارجية يزور فرع جامعة الإسكندرية في تشاد

مقالات مشابهة

  • واشنطن: الحوثيون يشكلون تهديدا لإسرائيل وهجماتهم ستستمر ضد قواتنا
  • وزير الخارجية يسلم رئيس تشاد رسالة من الرئيس السيسي
  • السوداني: علاقتنا مع أميركا استراتيجية ولن نعبث بأمن سوريا
  • استقرار اسعار النفط لكنها تتجه لتحقيق مكاسب اسبوعية
  • خبيران: إسرائيل ستكثف ضرباتها على اليمن لكنها لن تمنع هجمات الحوثيين
  • الصومال يوافق على استفادة إثيوبيا من سواحله
  • رئيس الوزراء: التغيرات العالمية تمثل تحديا أمام وضع خطط طويلة الأجل
  • نتانياهو يوجه تهديداً جديداً للحوثيين
  • ترامب يشكل تهديداً لسياسة واشنطن الخارجية
  • الصومال يدين هجوماً إثيوبياً على مدينة حدودية.. وأديس أبابا تعرب عن الانزعاج