الأكثر أخلاقية في العالم.. رسام بولندي يقدم لوحة عن الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
نشر الرسام البولندي إيغور دوبرولسكي مشهدا ساخرا جسّد من خلاله ممارسات الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، من خلال عمل فني أطلق عليه عنوان "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".
في المشهد الساخر الذي نشره عبر صفحته على "إنستغرام"، أدى دوبرولسكي دور جندي إسرائيلي يدخل مدججا بالسلاح إلى أحد المنازل في قطاع غزة ليجد طفلا رضيعا نائما على سريره فيقوم بتفخيخ السرير بالمتفجرات.
بعدها، يجد الجندي دراجة في الغرفة فيركبها ويتجول بها داخل الغرفة، ثم يأخذ لقطة سيلفي مع سرير الطفل ليكتشف بعد ذلك أنه يقوم بأفعال خارج نطاق العقل فينزل عن الدراجة ويطرحها أرضا ويحرك هزاز السرير ويترك الغرفة وينصرف مسرعا.
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
ويبدو أن الفنان البولندي استلهم المشهد من مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها جنود إسرائيليون وهم يعبثون بمقتنيات منازل غزة، وهو ما علق عليه بالقول ساخرا، "تساءلت عدة مرات في حياتي كيف كانت الأجواء بين المضطهدين في معسكرات الاعتقال، والآن أنا مقتنع بأنهم قضوا وقتًا ممتعًا".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وأضاف، "يظهر الفيديو الجنود في منطقة غزة وهم يسخرون من تدمير ضحاياهم وتجريدهم من إنسانيتهم. أود أن أذكركم بأن جيش الدفاع الإسرائيلي هو من أغنى الجيوش في العالم، وأن الفلسطينيين في منطقة غزة فقراء للغاية".
ولم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يعلن فيه الرسام البولندي تضامنه مع ضحايا غزة من الأطفال، ففي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشر دوبرولسكي صورة لجثث ثلاثة من الأطفال وكتب عليها "غزة.. الحرب".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وقال، "الحرب قوة مدمرة تؤثر على جميع الأطراف المعنية، وتحول الضحايا إلى مضطهدين والجناة إلى ضحايا. إنها هاوية مظلمة تستنزف كل شيء وكل شخص. كثيرا ما نضفي طابعا رومانسيا على الحرب، ونتخيلها وكأنها فيلم من أفلام هوليود يضم أبطالا خالصين وأشرارا مظلمين. ومع ذلك، يجب أن نشعر بالرعب كلما سمعنا عن الحرب، لأنها لا تجلب سوى المعاناة".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وأضاف، "في الحرب، يتم التعامل مع الضحايا وكأنهم قمامة يمكن التخلص منها، في حين أن حفنة فقط من الأفراد الأكثر ثراء يستفيدون ويحصلون على السلطة. إن دموع الأم لها نفس الطعم، سواء حدث الموت في فلسطين أو إسرائيل، أو أوكرانيا أو روسيا، أو العراق أو الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر".
وتساءل، "ما الجريمة التي ارتكبها أطفال غزة غير ولادتهم فيما يمكن وصفه بمعسكر اعتقال منذ عام 2007؟ يعد قطاع غزة أحد أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، فهو أكثر سكانًا من طوكيو. لا شيء ولا أحد يستطيع الدخول، لا أحد يستطيع الخروج. ونصف السكان الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة هم من الأطفال".
وفي 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذهب دوبرولسكي إلى السفارة الإسرائيلية في العاصمة البولندية وارسو رافعا لافتة كتب عليها "نحن نشاهد الإبادة الجماعية التي ترتكبونها"، وعلق "أعبر عن معارضتي للإبادة الجماعية التي تجري في قطاع غزة. هذه الإبادة الجماعية مستمرة منذ 75 يومًا. الضم غير القانوني لفلسطين مستمر منذ 75 عامًا".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشر صورة لمعسكرات الاعتقال التي أقامتها إسرائيل في غزة قائلاً، "هذه ليست ألمانيا النازية، هذه هي غزة في عام 2023. تخبرنا إسرائيل أنها تهاجم فقط جنود حماس، لكن في مقاطع الفيديو التي نشروها يمكننا أن نرى حرفيا أطفالا صغارا.. أطفال صغار!!!".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشر مقطع فيديو على صفحته بإنستغرام تحت عنوان "في كل مرة أنظر إلى وجهي أبكي… وأتمنى أن يعود وجهي كما كان… أصيب الطفل علي مشتهي (11 عاما) إثر انفجار قنبلة على منزل عائلته، أدى إلى مقتل 12 فردا من عائلته. وتطلب الأسرة المساعدة في السفر لتلقي العلاج".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وفي 8 يناير/كانون الثاني 2024، نشر مقطع فيديو لجنود إسرائيليين يطلقون النار على امرأة فلسطينية في غزة أثناء استسلامها ورفعها الراية البيضاء.
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وعلق دوبرولسكي على المشهد قائلا، "تُظهر اللقطات مقتلها برصاص القوات الإسرائيلية في شوارع غزة يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما كانت المرأة وآخرون يحاولون الإخلاء وهم يحملون الأعلام البيضاء. ووفقا لكبرى منظمات حقوق الإنسان، يمكنك التأكد من أن إطلاق النار على المدنيين الذين يحملون العَلم الأبيض هو سلوك شائع جدا للجنود الإسرائيليين".
من إيغور دوبرولسكي؟ولد إيغور دوبرولسكي في عام 1987 في مدينة غيلينيا غورا بمحافظة سيليزيا السفلى جنوب غربي بولندا، وبدأ مغامرته مع عالم الفن في عام 2016، فاستطاع خلال وقت قصير أن يكون موضع تقدير واكتسب شهرة في جميع أنحاء العالم.
أمضى دوبرولسكي ساعات في الرسم مستمدًا إلهامه من مسقط رأس طفولته ومجموعة الكتب الفنية الخاصة بعائلته والتي كان لها تأثير عميق على ممارسته وهو ما عبر عنه بقوله، "في ذلك الوقت، كنت أقرأ عما يحدث في العالم وأذهلتني الصدمة والألم والمعاناة – أردت أن أفعل شيئًا ما. لقد كانت طريقتي للتعبير عن نفسي وشعرت بها في قلبي. كنت فقط أرسم وأنام. الرسم والنوم. تحاول أن تحدث فرقا".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وبدافع من الرغبة في نقل قصص حقيقية، أطلق دوبرولسكي سلسلة من حملات فن الشارع في بلدان مختلفة، مستخدمًا فنه للجمع بين النزعة الاستهلاكية الغربية والمعاناة الإنسانية التي يعيشها العالم الثالث.
وعبر الفنان البولندي من خلال لوحاته التشكيلية عن التأثير الضار الذي أحدثه انهيار مصنع للأزياء الحديثة والموضة في بنغلاديش والذي أدى إلى وفاة أكثر من ألف عامل.
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
وفي عام 2017، أطلق من برلين حملة بعنوان "عيد الميلاد في اليمن" تضمنت مشاهد مجمعة من الحرب والفقر وعلق عليها بقوله، "أريد فقط أن أعطي صوتًا لمن لا صوت لهم. لأن العالم بالنسبة للكثيرين هو شيء لا يرحم".
View this post on InstagramA post shared by Igor Dobrowolski (@igor_dobrowolski)
عرض دوبرولسكي أعماله في مدن عالمية عديدة مثل ميامي وتايوان ولندن ولوس أنجلوس وبرلين ووارسو ورزيشوف وفروتسواف، بالتعاون مع المعارض الشهيرة مثل معرض مادوكس في لندن ومعرض غين هوانغ في الصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی العالم قطاع غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يوظّف مقاولين مدنيين لتعويض النقص في المعدات الهندسية
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، إن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرًا بتوظيف مقاولين مدنيين لأداء مهام هندسية وعسكرية في مناطق القتال، بما في ذلك قطاع غزة ، والضفة الغربية المحتلة، وجنوب لبنان، وسورية، وذلك نظرًا لنقص الأفراد والمعدات الهندسية في ظل الحرب المتواصلة منذ 436 على قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن الاستعانة بالمقاولين المدنيين توسعت تدريجيًا منذ بداية العام الجاري. وتتمثل مهامهم في تسوية وتدمير المباني، وحفر الأنفاق، وبناء السواتر الترابية في مناطق تعتبرها إسرائيل "تهديدًا أمنيًا"، منها شمال قطاع غزة بالقرب من محور "نيتساريم"، ومحور "صلاح الدين" (فيلادلفي) الحدودي مع مصر، والذي بات يبلغ عرضه نحو 3-4 كيلومترات.
وذكرت الصحيفة أن المقاولين المدنيين يعملون تحت إشراف ضابط إسرائيلي عادة ما يكون برتبة قائد سرية أو قائد كتيبة؛ وفي الأسابيع الأخيرة، امتدت هذه الظاهرة إلى لبنان، حيث يعمل المقاولون بتدمير الغابات الكثيفة وتسوية المواقع الحرجية في المنطقة الحدودية، واتسع ذلك مع الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وأفادت الصحيفة بأن مقاولين مدنيين شوهدوا في خمسة مواقع على الحدود بين الجولان المحتل وسورية، ضمن مشروع أطلقه الجيش تحت اسم "شرق جديد"، وقالت إن المشروع يهدف إلى "تعزيز التحصينات" في المنطقة الحدودية على خلفية انهيار نظام بشار الأسد، وانسحاب جيش النظام من مواقعه، تاركًا خلفه معدات وبنية تحتية عسكرية مهجورة.
ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن الجيش لجأ إلى هذا الخيار بسبب استهلاك مئات الجرافات والآليات الهندسية العسكرية خلال العمليات في قطاع غزة. وتزامن ذلك مع تأخر وصول 132 جرافة من طراز D9 التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، نتيجة "حظر صامت" على توريد المعدات العسكرية لإسرائيل فرضته وزارة الخارجية الأميركية.
وتتضمن المهام هدم المباني وتدمير البنية التحتية التي تعتبرها إسرائيل "تهديدًا أمنيًا"، كالمصانع وورش تصنيع السلاح. ويعمل المقاولون خلال النهار فقط تحت حماية عسكرية مشددة، ويغادرون مواقعهم مع حلول الليل. ويطلب الجيش من العمال المدنيين التوقيع على عقود تفيد بإدراكهم المخاطر المرتبطة بهذه الأعمال.
ونقل التقرير عن أحد مديري المشاريع قوله: "نحن نوفر مشغلين متخصصين لجرافات وحفارات. العمل يتطلب شهورًا من الالتزام، خمسة أيام أسبوعيًا، من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً. الأجر يختلف: من يملك معداته يحصل على أعلى عائد، بينما من يعمل ضمن شركات مقاولات يتقاضى أجرًا بالساعة، ومع ذلك يظل الأجر مجزيًا".
ويقر الجيش الإسرائيلي بأن هذه المهام تنطوي على مخاطر كبيرة، خاصة عندما يعمل المقاولون بالقرب من خطوط المواجهة. وفي بعض الحالات، يرسل الجيش فرقًا مدنية لتدمير المباني التي يتم إطلاق النار منها. ويشير التقرير إلى أن العمال يعملون غالبًا دون سترات واقية أو خوذ بسبب طبيعة عملهم تحت أشعة الشمس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أيار/ مايو الماضي، قُتل مقاول بقذيفة هاون أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على آليات هندسية إسرائيلية، وذكرت الصحية أن عائلة القتيل "لا تزال عائلته تكافح للاعتراف به كقتيل جيش أسوة بعامل مدني آخر قُتل في لبنان خلال مواجهات مع حزب الله".
وصرح الجيش الإسرائيلي بأن المقاولين يوفرون "مرونة تشغيلية"، ويؤدون مهام "غير متاحة للجنود النظاميين"، مشيرًا إلى أنهم "يساهمون في تخفيف الضغوط عن قوات الهندسة القتالية التي تعمل في مهام خطيرة على خطوط المواجهة الأمامية".
ولفت التقرير إلى أن "هذه الاستعانة بالمقاولين المدنيين تُعد سابقة، حيث كان الجيش يوظفهم سابقًا فقط في أوقات السلم، ولأعمال هندسية داخل الأراضي المحتلة" في إشارة إلى الضفة الغربية؛ لكن مع تصاعد العمليات العسكرية، بات الاعتماد عليهم ضرورة حتمية لتعويض النقص المتزايد في الأفراد والمعدات الهندسية.
المصدر : وكالة سوا