عربي21:
2025-05-02@07:19:29 GMT

من تجارة الكبتاغون إلى تجارة الإحداثيات

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

تكثيف الاغتيالات الصهيونية المستهدفة للجنرالات الإيرانيين في سوريا، دفعت المسؤولين الإيرانيين والمقربين من الدوائر السلطوية فيها إلى كسر الصمت، وتوجيه اتهامات مباشرة إلى النظام السوري في الضلوع بهذه الاغتيالات. فمقتل رئيس مخابرات فيلق القدس حاج صادق أميد زاده، ومساعده غلام، المعروف باسم الحاج محروم، بالإضافة إلى ثلاثة من الجنرالات الإيرانيين، كشف عن نقطة ضعف خطيرة في قيادة الحرس الثوري الإيراني، فإن كان رئيس وحدة المخابرات عاجزا عن حماية نفسه، فكيف سيكون مسؤولا عن حماية غيره، فضلا عن حماية فيلقه المختص بالعمليات الخارجية؟

اتهام عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري لجهات سورية محلية بالتعاون مع إسرائيل في اغتيال مستشاري الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية؛ لم يكن نشازا، فقد ترافق مع تصريح مسؤول القسم السياسي والإخباري في الإذاعة الإيرانية باللغة العربية مصدق بور، حين اتهم أجنحة في المخابرات السورية بتسريب مواقع المستشارين الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة الأخيرة، مضيفا أن هذا العمل يحصل فقط على الأراضي السورية.



استهداف الشخصيات الإيرانية على الأراضي السورية ليس وليد اللحظة، ولا وليد الثورة السورية، وإنما سبقها استهداف عماد مغنية وسط العاصمة دمشق في الثاني من شباط/ فبراير 2008، ليبدأ مسلسل اغتيالات ما بعد الثورة، فقتلُ مصطفى بدر الدين في أيار/ مايو عام 2016، وهو الذي تسلم العمل العسكري بعد مقتل مغنية، ما أكد على أن هذه الاختراقات مستمرة. وقبل هذا بعام تم اغتيال جهاد مغنية، ابن عماد، في حزيران/ يونيو من عام 2015 على الحدود مع الجولان السورية، وخلال الأسبوع الماضي قتل المستشار الإيراني رضي موسوي وسط دمشق، ومن قبل تم اغتيال قاسم سليماني بعد مغادرته مطار دمشق بساعات متوجها إلى بغداد.

إيران باتت تعتقد أن النظام السوري لم يعد راغبا في توريد السلاح لحزب الله عن طريقه، وتحديدا باستخدام مطار دمشق، لأن المطار غدا هدفا للطيران الصهيوني تحت هذه الذريعة، ولذا قد يكون الحديث الإيراني عن إنشاء قاعدة عسكرية قرب المطار من أجل تفادي التململ السوري، وتجنيب مطار دمشق القصف المتواصل والمستمر، وإغلاقه بالتالي أمام حركة المسافرين.

لعل مهاجمة رأس النظام السوري بشار الأسد لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في مقابلته التلفزيونية قبل طوفان الأقصى، يصبُّ في هذا السياق، إذ إنه منذ البداية وحتى النهاية لم يكن راغبا بإعادة العلاقات مع حماس، لكن الضغط الإيراني أجبره على ما يبدو على ذلك، ولكن وعلى الرغم من إعادتها ظاهريا العلاقة، ظل يعمل ضدها.

ولا يُستبعد أن يكون التقارب السعودي الأخير مع النظام السوري؛ إن كان بالاستعداد لإعادة ملف الحج للنظام بدلا عن المعارضة، والاستعداد لفتح السفارة السعودية في دمشق، له علاقة بما يجري من تسريب إحداثيات المستشارين الإيرانيين للطرف الإسرائيلي.

فالنظام السوري المعروف ببراعة في التجارة، لجأ اليوم إلى الاتجار بتجارة الإحداثيات، بعد تجارته المعروفة بالمخدرات والكبتاغون والتي جلبت له دعما ماليا، ولكن بالمقابل جلبت له غضبا دوليا وحتى من الدول التي دعت إلى التقارب معه وتطبيع العلاقات معه، كما حصل أخيرا مع الأردن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاغتيالات الإيرانيين سوريا إسرائيل إيران سوريا إسرائيل اغتيالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

حقيقة ما جرى في جرمانا والاتفاق مع الحكومة السورية

ريف دمشق- بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة جرمانا في ريف دمشق أول أمس الاثنين، اتفق مسؤولون في الحكومة السورية، أمس الثلاثاء، مع ممثلين عن المجتمع الأهلي والمحلي بالمدينة على صيغة للتهدئة ووقف التصعيد.

وقال رئيس لجنة العمل الأهلي في جرمانا، ذوقان نصر، إن الهيئة الروحية والمجتمع الأهلي في المدينة كان لديهم شرط جازم لاستيفاء حقوق أبنائها، "الذين هم جزء لا يتجزأ من الوطن"، وهو أن يكون ممثلوها حاضرين في آليات تنفيذ الاتفاق وعلى دراية بالخطوات التي تتخذها الحكومة وغيرها من الإجراءات لتأمين المنطقة.

وأكد نصر، في حديث للجزيرة نت، أن جرمانا قامت بتسليم جثامين القتلى الذين سقطوا من المسلحين ممن هاجموا المدينة للجهات المعنية، أمس الثلاثاء، عملا بالعقيدة الدينية التي تقول إن "إكرام الميت دفنه".

تشييع جثمان أحد الضحايا أمام مبنى لجنة وقف مدينة جرمانا (الجزيرة) محتوى الاتفاق

وشهدت جرمانا، صباح اليوم الأربعاء، تشييع جثامين الضحايا الذين سقطوا في الاشتباكات من أبناء المدينة وسط حضور شعبي واسع.

ولاحقا، فرضت جهات محلية في المدينة حظرا للتجول يمتد من الساعة الخامسة مساء وحتى صباح غد الخميس "حرصا على السلامة العامة"، كما تداولت مواقع إخبارية محلية الخبر، في وقت رصدت فيه الجزيرة نت عمل الفصائل المحلية على فرض الحظر بجرمانا ابتداء من الخامسة من مساء اليوم الأربعاء.

وأوضح المسؤول نصر أن الاتفاق تم بحضور كل من مسؤول الغوطة الشرقية محمد علي عامر، ووجهاء ومشايخ من مدينة جرمانا، وممثل محافظة ريف دمشق عامر الشيخ، ومسؤول الشؤون السياسية في محافظة ريف دمشق أحمد طعمة.

إعلان

ونص الاتفاق على:

ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الشبان الذين ارتقوا في المدينة نتيجة الأحداث الأخيرة. التعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير وتقديمهم للقضاء. توضيح حقيقة ما جرى إعلاميا والحد من التجييش الطائفي والمناطقي بكل أشكاله. العمل على تأمين حركة السير بين محافظتي دمشق والسويداء أمام المدنيين. ذوقان نصر: مبدأ حسن النية يحكم تطورات الاتفاق مع الحكومة السورية (الجزيرة) حسن النية

وأضاف ذوقان نصر، رئيس لجنة العمل الأهلي في جرمانا، أن الوجهاء والمشايخ في المدينة لم يحددوا مع مسؤولي الحكومة السورية آليات جبر الضرر وإنما أبقوا المسألة "طلبا مفتوحا" من الحكومة للتعامل معه.

واعتبر أن "مبدأ حسن النية" هو الذي يحكم تطورات هذا الاتفاق، قائلا "نوايانا حسنة، ونحن منذ سقوط نظام الأسد بادرنا بمشاركات حثيثة مع جميع مكونات جرمانا كنوع من الطمأنة للجميع، وأن شعارنا هو: جرمانا للكل سلم وسلام وأمن وأمان، لا نعتدي على أحد، ولا نسمح لأحد أن يعتدي علينا".

وشهدت المدينة اشتباكات عنيفة على مدى اليومين الماضيين أودت بحياة 8 أشخاص، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي مسيء إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما أدى إلى موجة غضب واسعة بين السوريين.

وأفاد مصدر أمني، للجزيرة، بمقتل اثنين من قوى الأمن العام خلال اشتباكات اندلعت فجر أمس الثلاثاء في محيط جرمانا. وأكد أن قوات الأمن العام لم تكن طرفا فيها، لكنها حاولت فض اشتباك بين مجموعات غير نظامية.

وذكرت مصادر أمنية، للجزيرة، أن 6 عناصر من مجموعات مسلحة في جرمانا قُتلوا خلال الاشتباكات، كما أصيب أكثر من 12 آخرين.

تحقيقات جارية

بدوره، قال المسؤول الأمني في منطقة الغوطة الشرقية محمد خير تقلجي، إن "جميع من تورطوا في الدماء على خلفية أحداث مدينة جرمانا سيقدمون إلى القضاء، مهما كان انتماؤهم". وأضاف -في تصريحات سابقة للجزيرة- أن مروجي المقطع الصوتي قصدوا الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

إعلان

وفي وقت سابق، أوضح بيان لوزارة الداخلية أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الشخص الذي وُجهت إليه أصابع الاتهام لم تثبت علاقته بالتسجيل الصوتي، وأن العمل جارٍ للوصول إلى صاحب التسجيل وتقديمه للعدالة لينال العقوبة المناسبة، وفق القوانين المعمول بها في البلاد.

أما وزارة العدل فقالت إنها لن تتهاون في ملاحقة مرتكبي الاعتداءات، لا سيما تلك الموجهة إلى الرسول الأعظم. ودعت المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار إلى خطاب الفتنة والتجييش، واللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن.

في سياق متصل، حذر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز يوسف الجربوع مما وصفها بالفتنة التي تعمل عليها أطراف عديدة لضرب وحدة النسيج السوري. ودعا السوريين إلى التروي وتحكيم العقل، مشددا على أن مشيخة العقل لن تقبل أي إساءة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

من جانبه، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي إن ما جرى في جرمانا بُني على اتهامات غير حقيقية. ودعا -في مقابلة مع الجزيرة- إلى ضرورة وأد الفتنة، وحل المشكلة بأسرع وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهدد النظام السوري بصورة مباشرة
  • كاتس يحذر الرئيس السوري أحمد الشرع
  • حكومة صنعاء تتهم السعودية بعرقلة تفويج الحجاج
  • قطاع الحج يدين عرقلة النظام السعودي تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء
  • حقيقة ما جرى في جرمانا والاتفاق مع الحكومة السورية
  • قطاع الحج والعمرة: النظام السعودي يعرقل تفويج الحجاج اليمنيين عبر مطار صنعاء ويمنعهم من أداء الفريضة
  • قطاع الحج والعمرة يدين عرقلة النظام السعودي عملية تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء
  • اشتباكات بين قوات من الجيش السوري ومسلحين في صحنايا بريف دمشق
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • اشتباكات دامية في ريف دمشق.. والداخلية السورية تحقق في الحادث