افتتحت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين  الدكتورة، نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، «برنامج المعايشة اللغوية» في نسخته الثانية والثالثة لطلاب «معهد الشفاء الإسلامي- سجالا هيرانج- سوبانج - بإندونيسيا» البالغ عددهم«٧٦» طالبًا وطالبة، وطلاب «مدرسة المحمدية» البالغ عددهم«٤٤» طالبًا وطالب

 

أكدت مستشار شيخ الأزهر ، على أهمية هذا البرنامج، الذي يعد خطوة مهمة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفقًا لأحدث النظم التعليمية، موضحة أننا نسعى من خلال «برنامج المعايشة اللغوية» إلى تأهيل الطلاب، وتمكينهم من اللغة العربية عن طريق رفع قدراتهم اللغوية.

 

 

التعرف على المنهج الأزهرى

وعبرت مستشار شيخ الأزهر عن سعادتها بإطلاق البرنامج للمرة الثالثة، متمنيةً أن تكون هذه الانطلاقة دافعًا للعديد من الطلاب لتنمية مهاراتهم في اللغة العربية، والتعرف على المنهج الأزهري الوسطي، مؤكدةً حرص فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف على إعداد الطلاب علميًا وعمليًا، وفتح أبواب العلم والمعرفة أمامهم، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لهم، ليكونوا خير سفراء للأزهر في بلادهم.

 

يُذكر أن «برنامج المعايشة اللغوية» تم تدشينه يوم ٢١ يناير ويستمر حتى ٨ فبراير المقبل، ويستهدف تدريب الطلاب على عدد من المهارات اللغوية، وممارسة بعض الأنشطة اللغوية التي تُعزِّز تيسير تعاملهم في المجالات الحيايتة المتنوعة، كما أنه يبرز وجه مصر الحضاري الممتد عبر سبعة آلاف عام، ويؤكد مكانتها العالمية في تصدير العلم والمعرفة.

 

على الجانب الآخر عقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بالتعاون مع مدينة البعوث الإسلامية والكليات الشرعية بجامعة الأزهر، محاضرات علمية لمراجعة المقررات الدراسية للطلاب الوافدين قبل بدء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، وبمشاركة فعّالة من جانب الطلاب، حيث عُقدت المراجعات لطلاب كليات الشريعة والقانون وأصول الدين.

 

قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد إن هذه المحاضرات العلمية تأتي ضمن الأنشطة المتنوعة الموجهة للطلاب الوافدين لدعم مستوياتهم التعليمية خلال فترة الدراسة، وبالاستعانة بأساتذة المواد الدراسية من كليات جامعة الأزهر المختلفة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بضرورة الاهتمام بالطلاب الوافدين، والعناية باحتياجاتهم الدراسية فهم يمثلون مصدرًا مهمًا لنشر العلم بشكل منضبط في ظل ما يعانيه العالم في هذه الأيام من انتشار لأصحاب الأفكار المنحرفة.


أضاف الأمين العام أن الطالب الوافد يمثل النموذج الأزهري في بلاده وبالتالي فإن إعداده الإعداد الجيد في مختلف المجالات العلمية أمر لا غنى عنه، ولذلك فإن الأزهر الشريف بجميع قطاعاته حريص على دعم هؤلاء الطلاب علميًا شكلاً ومضمونًا بما يحافظ على انتماءهم للمنهج الأزهري الوسطي، ويحول دون أية محاولات لاستقطابهم والتلاعب بعقولهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر مستشار شيخ الأزهر للوافدين برنامج المعايشة اللغوية الإمام الأكبر الطلاب الوافدين مستشار شیخ الأزهر الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى

أقام الأزهر الشريف احتفالية كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة الذكرى الـ 53 لانتصارات العاشر من رمضان، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، واللواء محمد العتريس مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والسيد: محمود الشريف نقيب الأشراف، والسيد: عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من كبار العلماء والمسؤولين، وسط حضور كثيف من طلاب الأزهر وجموع المصلين في الجامع الأزهر.

الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من شهر رمضانالطالب النابغة.. كفيف يؤم المصلين في الجامع الأزهر ويصبح حديث الملايين |فيديو

استُهِلَّ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ الطبيب أحمد نعينع، ثم ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمته، مشيرًا إلى أن مصر تحتفي اليوم بانتصار العاشر من رمضان عام ١٣٩٣هـ، الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وهو الانتصار الذي لا يُنسى، والذي سطَّر فيه أبناء مصر أروع البطولات.

رؤيا النصر

وقال: «لا ننسى ذلك اليوم الذي وقف فيه فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، رحمه الله، على هذا المنبر، وقص على الرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيا رآها، إذ قال له: "رأيت رسول الله ﷺ يعبر القناة، ووراءه العلماء والجيش المصري، فَسر يا سيادة الرئيس، فإنك منصور بإذن الله". وقف الشيخ على المنبر وأعلنها حربًا في سبيل الله، مؤكِّدًا أن من مات فيها فهو شهيد، ومن فرّ منها وهو قادر عليها فهو على شعبة من النفاق».

وأضاف: «مصر كنانة الله في أرضه، والكنانة هي جعبة السهام التي يحملها الفارس، أي أن مصر مستودع القوة في العالم الإسلامي، كما أن الكنانة مستودع قوة الفارس. لقد ذقنا مرارة الانكسار في عام ١٩٦٧، ثم ذقنا حلاوة الانتصار في عام ١٩٧٣، والفترة بينهما كانت عصيبة جدًّا، استطاع خلالها شعب مصر وعلماء الأزهر أن يحطموا اليأس في النفوس، ويزيلوا الهزيمة النفسية من القلوب، فانتشروا في كل مكان، حتى في ميادين القتال والمعسكرات».

واستشهد بقول الشاعر: «إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ، فلابد أن يستجيبَ القدرُ، ولابدَ لليل أن ينجلي، ولابدَ للقيد أن ينكسرَ». وأوضح أن المحتل الغاشم كان يُروّج لأسطورة جيشه الذي لا يُقهر، ولكن الحقيقة ظهرت عندما سمع العالم كله صوت جنودنا وهم يرددون "الله أكبر"، فانهارت أوهام الاحتلال، وسقط خط بارليف الذي كانوا يظنونه حصنًا منيعًا، وذاق أبطال قواتنا المسلحة جيش الاحتلال الصهيوني هزيمةً ساحقةً ستظل وصمة عار في تاريخه العسكري.

وأشار إلى أن جنود مصر البواسل كانوا يكتبون على خوذهم عبارات مثل «الله أكبر! لا إله إلا الله»، وكتبوا على عرباتهم العسكرية «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وكانوا يؤمنون بأنهم يخوضون معركة الحق ضد الباطل، وكان ذلك من أسباب النصر الكبير الذي أكرمهم الله به.

وقوف الأزهر ضد الغزاة

من جانبه، تحدَّث الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، عن هذا الانتصار العظيم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان دائمًا في طليعة المؤسسات الداعمة للوطن في جميع معاركه ضد الغزاة والمحتلين، وأنه كان له دور محوري في حشد همم المصريين للوقوف في وجه كل معتدٍ.

وقال: «بعد الخامس من يونيو ١٩٦٧، ظن المحتل الغاشم وداعموه أنهم تمكنوا من القضاء على الجيش المصري تمامًا، وأنه لن يتمكن في المستقبل من مواجهتهم. وربما كان لهذا الظن بعض المبررات، فقد مُنينا بهزيمة قاسية، وقُصفت الطائرات والدبابات قبل أن تتحرك. لكن خلال ست سنوات فقط، استطاعت مصر أن تُعيد بناء جيشها من جديد، رغم ضعف الإمكانات، وقلة الموارد، ورفض بعض الدول تزويدنا حتى بقطع غيار للأسلحة المتقادمة. لم يكن الجيش المصري يُبنى فقط، بل كانت هناك عمليات فدائية وحرب استنزاف أضعفت العدو، حتى جاءت اللحظة الحاسمة».

وأضاف: «ظن العدو المحتل أنه في مأمن، فأنشأ خط بارليف، وقال قادته: "لا يمكن للجيش المصري اختراق هذا الحاجز إلا باستخدام قنبلة نووية". ولكن المفاجأة الكبرى للعالم كله كانت في العاشر من رمضان، حين عبرت القوات المصرية قناة السويس في ساعات معدودة، وسقط خط بارليف ليس بقنبلة نووية، بل بفكرة مصرية غير مسبوقة: استخدام مدافع المياه. لقد سقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وحرر رجالنا جزءًا كبيرًا من أرضنا، وبفضل قوتهم وتوفيق الله لهم، أُجبر العدو على الرضوخ للسلام، فاستعدنا أرضنا، وستظل مصر حرة أبية إلى يوم القيامة».

وأشار إلى دور الأزهر وعلمائه خلال تلك المرحلة، مؤكدًا أن شيوخ الأزهر لم يتخلوا يومًا عن دورهم الوطني. وأوضح أن الشيخ حسن مأمون كان أول من نادى باستخدام سلاح البترول، وخاطب رؤساء الدول العربية، مطالبًا إياهم باستخدام هذا السلاح، قائلًا: «إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، وإنما تتصدى للعدوان الموتور الذي تدعمه أمريكا وبريطانيا». وبعد السادس من أكتوبر، تم قطع سلاح البترول، وكان لهذا القرار أكبر الأثر في حراسة النصر الذي حققه رجال القوات المسلحة على الأرض.

وأكد أن الشيخ محمد الفحام، رغم ضعف قوته، كان دائم الذهاب إلى جبهة القتال، معتبرًا نفسه جنديًا مقاتلًا، وكان يقول: «أريد أن أعفِّر قدميَّ في سبيل الله»، فشارك في شحذ همم الجنود وتشجيعهم. وكذلك الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قسّم المهام بينه وبين قواتنا المسلحة، قائلًا: «أنا بالحرف، وأنتم بالسيف. أنا بالكتاب، وأنتم بالكتائب، أنا باللسان، وأنتم بالسنان». هؤلاء هم علماء الأزهر، الذين لم يتخلوا يومًا عن وطنيتهم، ولم يقعدوا عن نصرة بلادهم».

وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور عباس شومان رسالة إلى الشباب، قائلًا: «المخاطر ما زالت تحيط بنا، وأعداؤنا يعلنون عداءهم لنا جهارًا، ويؤكدون أنهم ماضون في خصومتهم معنا، لكننا نشكر لدولتنا وقيادتنا السياسية والعسكرية أنها مدركة لهذه التحديات، وأن جيشنا دائم التطوير والتحديث. وأعتقد جازمًا أن جيشنا اليوم أقوى مما كان عليه في حرب أكتوبر، بفضل الله، ثم بفضل الإعداد المستمر والتحديث الدائم». وختم حديثه بالتأكيد على أن «مصر ستظل حرة أبية بإذن الله، ولن ينال منها أحد، كائنًا من كان، ومهما امتلك من القوة، لأننا نمتلك قوة الإيمان، ونتوكل على الرحمن».

وفي ختام الاحتفالية، ألقى المبتهل حسام الأجاوي ابتهالات دينية مميزة، تضرع فيها إلى الله بالدعاء لمصر وأهلها، وبالنصر والعزة للأمة الإسلامية، فحملت كلماته معاني الإيمان والتوكل على الله، واستحضرت روح الانتصار والعزة التي تجسدها ذكرى العاشر من رمضان.

مقالات مشابهة

  • ثورة النماذج اللغوية: التوظيفات الخطرة للذكاء الاصطناعي في الإرهاب البيولوجي
  • وظائف الأزهر الشريف 2025.. موعد وطريقة التقديم
  • خاص| خطة الأزهر الشريف للمشاركة في إعادة إعمار غزة
  • رئيس جامعة الأزهر وقيادات الكليات يشاركون الوافدين وخريجي إعلام الإفطار السنوي
  • رئيس جامعة المنوفية يستقبل وفدا من الطلاب الوافدين
  • الأزهر الشريف يُحيي ذكرى العاشر من رمضان باحتفالية كبرى في الجامع
  • وكيل تعليم أسوان وقنصل السودان يناقشان أوضاع الطلاب الوافدين
  • الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات.. كتاب جديد لرودينا خير وعدنان عبد الخفاجي
  • علماء الأزهر الشريف في ذكرى العاشر من رمضان: جيشنا اليوم أقوى من أي وقت مضى
  • كتاب "الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات" إصدار جديد لـ رودينا خيري وعدنان الخفاجي