الجزيرة:
2024-11-26@08:13:15 GMT

كيف أصبح التبرؤ من إسرائيل مربحا لشركات الشحن؟

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

كيف أصبح التبرؤ من إسرائيل مربحا لشركات الشحن؟

أصبح إعلان شركات الشحن وقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية، وجهر سفنها بذلك، عبر أجهزة معلومات الملاحة، خلال مرورها في البحر الأحمر مربحا لها، خاصة بعد الخطوات التي اتخذتها شركات شحن كبرى كان آخرها من شركة "ميرسك" اليوم.

استفادة صينية

وذكرت صحيفة غلوبس الإسرائيلية الاقتصادية أن قرار شركة كوسكو الصينية للشحن، الذي كشفت عنه قبل أسبوعين، بعدم زيارة الموانئ الإسرائيلية؛ أثار اهتماما وقلقا دوليين، لكنها أشارت اليوم، في تقرير، إلى مدى استفادة الصين من الخطوة.

يأتي ذلك على خلفية احتدام التوترات في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند مضيق باب المندب بفعل هجمات جماعة الحوثي والتي تقول إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل فقط؛ في تطور لحربها على قطاع غزة، وعلى إثر ذلك ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بغارات على مواقع حوثية؛ وهو ما أجج التوترات في المنطقة.

ووفقا لمجلة "لويدز ليست" لأخبار الشحن، فإن قرار خطوط الشحن الكبرى، وعلى رأسها مجموعة الشحن الدانماركية "ميرسك"، بتجنب المرور في البحر الأحمر اعتبارا من 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أدى إلى انخفاض عدد السفن التي تعبر الطريق من أكثر من 100 أسبوعيا إلى ما دون 36.

وأكّدت الصحيفة الإسرائيلية، أن تجنب البحر الأحمر، الذي يمر من خلاله 12% من التجارة العالمية يعني رحلة أطول أسبوعين أو 3 أسابيع عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

وبحسب الصحيفة، فإن أكبر المستفيدين من هذا التراجع في حركة سفن الشحن في البحر الأحمر هي الشركات الصغيرة التي تعلن سفنها عدم ارتباطها بإسرائيل، وهو ما يطالب به الحوثيون، فضلا عن السفن المملوكة للصين، التي زادت في نسبتها إلى إجمالي السفن المارة في البحر الأحمر.

استيلاء الحوثيين على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" في نوفمبر/تشرين الأول الماضي بسبب تداعيات حرب غزة (وكالة الصحافة الفرنسية) المنفعة الاقتصادية

ورأت الصحيفة أن التوجه الصيني يظهر، بما لا يدع مجالا للشك، أنه إلى جانب الضغوط التي يسعى الصينيون إلى فرضها على إسرائيل، فإنهم مهتمون أيضا بالمنفعة الاقتصادية الناشئة عن حقيقة أن المستوردين الأوروبيين من الشرق الذين يريدون سلاسل توريد قصيرة أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على خطوط الشحن الصينية.

وأكّدت الصحيفة الإسرائيلية أن الطريق الأقصر بكثير عبر البحر الأحمر مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح يضمن أيضا وفرة سفن كوسكو أكثر من منافسيها.

وفي سياق متصل، ستحوّل مجموعة ميرسك الدانماركية للشحن مسار خدمة الحاويات "إم إي 2" بعيدا عن البحر الأحمر وخليج عدن إلى رأس الرجاء الصالح، حسبما أبلغت عملاءها، في مذكرة استشارية اليوم.

وتربط هذه الخدمة إيطاليا وغرب البحر المتوسط بالساحل الشرقي للهند والإمارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن

وعلى الرغم من التوجهات الأميركية المتجددة لتصعيد الأعمال الحربية على الحديدة تحت حجة وقف هذه الهجمات، فإن المعطيات والوقائع على الأرض تكشف أن هذه الرؤية تتسم بالعشوائية وعدم الاستناد إلى تحليل دقيق للواقع العسكري.

إن الدعوات الأميركية لشن هجوم بري على الحديدة تطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستراتيجية. فالمنطق العسكري يقول إن استهداف السفن في المياه الإقليمية لم يكن يوما مرتبطا بموقع جغرافي معين، بل كان مرتبطا بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية عبر تقنيات متنوعة.

إذ إن أنصار الله لم يعتمدوا في استهداف السفن على الزوارق المسيرة إلا بعد شهور طويلة من استخدام صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من مختلف المناطق اليمنية.

وبالتحديد، منذ بداية هجمات أنصار الله على السفن التجارية، تم استهداف 153 سفينة خلال الأشهر السبعة الأولى من المواجهات، ولم يحتاج المهاجمون إلى الزوارق المسيرة في تلك الفترة. بل كانت الهجمات تتم عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة أُطلقت من 12 محافظة يمنية. وهذا يثبت أن استهداف السفن لا يعتمد على الحديدة أو على منطقة معينة في البحر الأحمر، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية شاملة تتوزع فيها العمليات من عدة مواقع في اليمن.

واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذه الهجمات، بلغ إجمالي السفن المستهدفة 202 سفينة، منها اثنتان فقط استُهدِفتا عبر الزوارق المسيرة في البحر الأحمر أما بقية السفن، فقد تم استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة، وصواريخ باليستية متطورة انطلقت جميعها من مختلف المناطق اليمنية، باتجاه مسرح العمليات البحري الذي يشمل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط. هذه الوقائع تؤكد أنه لا توجد علاقة حتمية بين الهجمات على السفن وبين الحديدة بشكل خاص.

يستند التحليل العسكري إلى الوقائع الميدانية، ولا يمكن تجاهل المعطيات التي تؤكد أن الهجمات على السفن لن تتوقف في حال شن حرب برية على الحديدة. بل إن النتيجة ستكون كارثية، حيث ستجد المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة ردود فعل عسكرية عنيفة من قبل أنصار الله، سواء في البحر أو على الأرض وفي حال تم تنفيذ الهجوم البري على الحديدة، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الهجمات على السفن السعودية والنفطية، التي تشكل جزءا رئيسيا من الاقتصاد السعودي. ومن الممكن أن يكون الرد الحوثي على أي تصعيد في الحديدة جزءا من استراتيجية عسكرية أوسع تشمل استهداف المنشآت النفطية الحيوية للمملكة

وبالتالي حدوث ازمة عالمية في اسواق الطاقة بالعالم

علاوة على ذلك، فإن ما يبدو أنه اقتراح عسكري عشوائي يتجاهل تماما حقيقة أن أنصار الله يمتلكون القدرة على استهداف السفن باستخدام تقنيات أخرى لا تعتمد على موقع جغرافي معين.

لذلك، يمكن الاستنتاج بأن إشعال حرب على الحديدة لن يؤدي إلى توقف الهجمات على السفن، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهات، وسيضر بمصالح الأطراف المتورطة في هذا النزاع، وعلى رأسها السعودية التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المعادية في اليمن.

هذه المعطيات العسكرية تؤكد أن الرهان الأميركي على استهداف الحديدة كوسيلة لوقف الهجمات على السفن هو رهان خاطئ. بل إن التصعيد العسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ ستزيد الضغوط على المملكة العربية السعودية التي قد تجد نفسها في مواجهة تهديدات متعددة، سواء كانت في البحر أو على الأرض.

في النهاية، يعكس الموقف الأمريكي تجاه الحديدة فشلا في فهم تعقيدات الواقع العسكري اليمني، ويجسد عجزا في قراءة التفاعلات الاستراتيجية على الأرض. وإذا كانت الولايات المتحدة تظن أن الهجوم على الحديدة سيقيد قدرة أنصار الله على استهداف السفن، فهي بذلك تقامر بمصالحها الإقليمية وتضع الأمن السعودي والاقليمي في خطر أكبر.

وما كان من المفترض أن يكون خطوة نحو وقف الهجمات البحرية عبر وقف العدوان الاسرائيلي على غزة قد يتحول إلى تصعيد عسكري شامل، مع ما يترتب عليه من عواقب كارثية على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة للمملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.
- عرب جورنال / كامل المعمري -

مقالات مشابهة

  •   تأثر 55% من المصدرين البريطانيين و53% من شركات الخدمات بالوضع في البحر الأحمر
  • وزيرة البيئة تتابع حادث شحوط سفينة الشحن بالقصير
  • وزيرة البيئة تصل البحر الأحمر لمتابعة حادث شحوط سفينة الشحن بالقصير
  • وزيرة البيئة تعقد اجتماعًا لمتابعة حادث شحوط سفينة الشحن بالقصير
  • القاهرة: مصر أكثر البلدان تضرراً من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • ننشر أول صور لعملية إنقاذ طاقم سفينة بضائع القصير التي تعرضت للاصطدام بالشعاب المرجانية
  • فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر
  • اليمن: تحول السفن إلى رأس رجاء الصالح تهديد مباشر لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر
  • هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟
  • الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن