عالم أزهري يوضح حكم إفشاء أسرار الأزواج بعد الطلاق
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
حذر الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، ووكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، الأزواج من نشر أسرار بعضهما بغرض إفساد حياة الطرف الآخر، لأن هذا التصرف يمنع من دخول الجنة، مستشهدا بحديث سيدنا النبي، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: … وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وأوضح العالم الأزهري ووكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، في تصريحات صحفية: «يعني لو زوج أو زوجة تفرقا، يبقى يتفرقا ولا ينسوا الفضل بينهما، ويفتكروا لبعض يوم حلو، وميحولوش الأمر بينهم لمعركة كل طرف يحاول يشوه الثاني، فتلاقيهم يفعلون بالغيبة والنميمة، ما يوصلهم لأهدافهم وهي أن يبرئ المغتاب نفسَه من شيء، وينسبه إلى غيره، أو يذكر غيره بأنَّه مُشارك له، ورفع النَّفس وتزكيتها بتنقيص الغَيْر، وحسد من يثني عليه النَّاس ويذكرونه بخير، ولاستهزاء والسخرية وتحقير الآخرين».
وتابع قابيل: «البعض بيرتكب جرم كبير، فتلاقي زوج او زوجة أخطاوا في علاقتهم، وتوصلو للافتراق، ينشروا فضائح بعضهم، ويفضحوا ما أمر الله بستره وخاصة الاعراض، وهذا الأمر عاقبته عدم دخول الجنة، ومن يقوم به له حساب عسير عند الله سبحانه وتعالى»، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات].
وأضاف أن الله عز وجل شبَّه من يخوض في أعراض الناس بمن يأكل لحم أخيه ميتًا؛ لتشمئز منه الأبدان وتعافه الأنفس السليمة، لافتا إلى أن هذا الفعل يعتبر من الكبائر، ويقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت -حين أسري بي- رجالًا لهم أظفار من نحاس، يخمشون بها وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم.
وشدد على ضرورة أن يقوم بهذا الفعل بالتوبة إلى الله وطلب المغفرة، ويقوم بحذف ما نشره خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزواج الطلاق السوشيال ميديا
إقرأ أيضاً:
كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
اجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال ورد اليه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:"كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟".
فالإجابة تكون : تعبد الله على شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لا عبادة إلا لله، ولا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الجمع بين شرطي العمل، فالله لا يقبل العمل إلا إذا كان "مخلصا" أي له وحده ، "صوابا" أي على شريعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. وقال سبحانه : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }.
وقد علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا قبول للعبادات إلا إذا كانت على هيئة عبادته صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولذلك كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم : «صلوا كما رأيتموني أصلي». وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «خذوا عني منساككم».
ويثمر الإيمان بالشهادتين معرفة الله سبحانه وتعالى، وهي بغية الصادقين، فمن وصل إلى تلك المعرفة لم ينشغل بغيره، ولذا قالوا : «من عرف ربه لم ينشغل بغيره» ذلك لأنه من عرف عظمة الله سبحانه وتعالى وقدره وكماله لا يمكن أن يجد من هو خير منه لينشغل عنه به، ومهما انشغل رغم إرادته عنه يضيق ويستوحش حتى يرجع للانشغال بأنس ربه فهو الأنس الحقيقي، ويتحقق ذلك بكثرة ذكره سبحانه وتعالى. فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، فمن ذاق حلاوة الأنس بالله لا يلتذ بغيره، ومن داوم على ذكره وصل إلى الأنس بربه حتى إن انشغل ظاهره بغيره يظل قلبه مع الله دائمًا..