تجاوزت عواقب هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر إسرائيل التي تتحجج بها المليشيا (المصنفة جماعة إرهابية)، إذ تردّد صدى الاضطّراب الناجم عنها في جميع أنحاء شبكة التجارة العالمية.

وأوضح تحليل صادر عن "مركز سوث 24 للأخبار والدراسات"، أن أصداء هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية بواسطة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تردّدت خارج نطاق إسرائيل، حيث شهد الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على التجارة الدولية السلسة اضطّرابات تجاوزت تلك التي شهدتها جائحة كورونا "كوفيد 19".

وأشار التقرير إلى التداعيات بعيدة المدى لهجمات الحوثيين على جميع الأطراف المعنية، وخاصةً قناة السويس وهي شريان حيوي في سلاسل التوريد العالمية.

وأثّرت الهجمات التي نفّذها الحوثيون منذ 19 نوفمبر الماضي سلباً على عمالقة الشحن في جميع أنحاء العالم وتسبّبت في زيادة التكاليف المرتبطة بإعادة توجيه الطرق البحرية من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.

وتسهّل منطقة البحر الأحمر التي تعمل كممر بحري حيوي حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مع حوالي 35 ألف سفينة تعبر مياهها سنوياً.

وتتعامل قناة السويس خصوصاً مع 12% من التجارة العالمية، بما في ذلك 30% من حركة الحاويات والتي تصل قيمتها إلى أكثر من تريليون دولار من البضائع كل عام.

ودفعت هجمات الحوثيين شركات الشحن العالمية إلى تعليق الرحلات عبر البحر الأحمر، ما أدّى إلى تحويل السفن إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.

وأدّت إعادة التوجيه هذه إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ما أثّر على تدفّق البضائع وشكّل ضربة مفاجئة للاقتصاد العالمي في عام 2024.

ومع قيام عمالقة الشحن بما في ذلك "مايرسك" و"بي بي" بتغيير مساراتهم يصبح الازدحام حول رأس الرجاء الصالح واضحاً.

وقال التقرير "مع استمرار تطور الوضع في اليمن، تعكس المواجهات بين المتمردين الحوثيين والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شبكة راسخة من التوتّرات الجيوسياسية، مع تداعيات تمتد إلى ما وراء المنطقة المباشرة.. ولا يزال تأثير هذه التطورات على الأمن والاستقرار الاقتصادي العالميين يشكّل شاغلاً حاسماً، مع إمكانية إعادة تشكيل مشهد العلاقات الدولية".

وأضاف، إنه تم تصميم العملية العسكرية التي نظّمها التحالف، بشكل استراتيجي لتفكيك البنية التحتية العسكرية والذخائر الحوثية، مع تحديد أهداف محدّدة في العاصمة اليمنية صنعاء.

ولفت التقرير إلى أن تداعيات هجمات الحوثيين وما تبعها من ضربات جوية أمريكية وبريطانية تمتد إلى ما هو أبعد من أسعار الشحن، حيث ارتفعت تكاليف التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر بشكل حاد بسبب المخاطر المتزايدة في المنطقة. وقامت شركات التأمين البحري في لندن بتوسيع المناطق عالية الخطورة داخل البحر الأحمر، ما أدّى إلى زيادة عشرة أضعاف في تكلفة التأمين على السفينة الواحدة.

وتوقّع التقرير أن يؤدّى هذا الارتفاع في التكاليف إلى جانب تضخّم استهلاك الوقود وزيادة أسعار الحاويات، إلى رفع أسعار البضائع المنقولة عن طريق البحر، وبالتالي من المتوقّع أن يقوم تجّار التجزئة والمصنّعون بتمرير هذه التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين ما قد يؤدّي إلى زيادة عالمية في معدّل التضخّم.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: هجمات الحوثیین البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

بتأييد 12 عضوا وامتناع الجزائر.. مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

اعتمد مجلس الأمن الدولي،  يوم الخميس، قرارا يجدد مطالبته لجماعة الحوثي بوقف فوري لهجماتها على السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وصدر القرار رقم 2739 بتأييد 12 عضوا، وامتناع 3 عن التصويت، بينهم الجزائر، وفق بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الالكتروني.

وجدد القرار الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة واليابان، المطالبة بأن يطلق الحوثيون فورا سراح السفينة “غالاكسي ليدر” وطاقمها.

وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوتر الإقليمي والإخلال بالأمن البحري، من أجل ضمان الاستجابة بسرعة وكفاءة وفعالية.

وحث القرار على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر وعلى صعيد المنطقة ككل.

وشجع على تعزيز الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك مواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتعليقاً على القرار، قال عمار بن جامع الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، في كلمة، إن “تصويت بلاده على مشروع القرار الحالي يتوافق مع امتناعها عن التصويت على القرار السابق”، حسب البيان نفسه.

وقال: “الامتناع عن التصويت يعكس القلق بشأن تطبيق القرار 2722 وما نؤمن بأنه إساءة استخدام وإساءة تفسير للحق في الدفاع من خلال شن هجمات على أراضي دول ذات سيادة”.

وأكد السفير الجزائري على الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.

وشدد بن جامع: “لا يمكننا تجاهل العلاقة الواضحة بين الوضع المدمر في غزة وتصاعد الأعمال العدائية في البحر الأحمر، واليوم مجددا لا يمكننا التأكيد بما يكفي على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة”.

 

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية اليمن: هجمات الحوثيين هدفها كسب تأييد شعبي والهروب من مشكلاتها
  • هجمات البحر الأحمر تبطئ نمو الاقتصاد الأمريكي
  • معهد واشنطن يحذر من “تصعيد أكبر”: هجمات الحوثيين البحرية تتصاعد وفشل أمريكي في الحد منها
  • الجزائر وروسيا والصين تمتنع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن هجمات الحوثيين البحرية
  • مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن
  • بتأييد 12 عضوا وامتناع الجزائر.. مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن
  • مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • مجلس الأمن يصوت على قرار يدين هجمات الحوثي
  • مجلس الأمن يعتمد قرارا يطالب بوقف الحوثيين لجميع الهجمات على السفن
  • تأكيد أمريكي: تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مرتبطة بالوضع في غزة