حجمه 4 أضعاف الهرم الأكبر.. هكذا يهدد ركام الدمار في غزة صحة السكان
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
15 مليون طن من الأنقاض تغطي غزة اليوم وتتكون من مزيج سام من الغبار والرماد ومواد أخرى، ويبلغ حجم الركام المتناثر في القطاع ما يقارب 4 أضعاف حجم الهرم الأكبر، وهو أمر سيؤدي على المدى البعيد إلى آثار صحية خطيرة على سكان غزة.
وكان الدكتور محمد حسن الطراونة استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية وخبير العدوى التنفسية الأردني قد قال في تصريحات سابقة للجزيرة نت إن قطاع غزة يشهد إلقاء كمية هائلة من المتفجرات في ظل العدوان الإسرائيلي، ويمكن لهذه الحرب أن تترك أثرا بيئيا ساما وتتسبب في أضرار لا توصف على صحة الإنسان.
وأدى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى استشهاد 25 ألفا و295 فلسطينيا، وفق ما قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الاثنين، كما أصيب 63 ألفا آخرون في العدوان.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى إلحاق الدمار بالماء والأرض وحتى الهواء في القطاع، مما يهدد صحة سكانه على المدى الطويل.
وقال تقرير في موقع ساينتفك أميركان إن الخراب يفوق كل ما شهده سكان غزة على الإطلاق، وقد أدى الهجوم الجوي والبحري والبري المستمر -حسب تقديرات الأمم المتحدة- إلى إتلاف أو تدمير حوالي خُمس المباني في غزة.
تفجيروعندما تم تفجير هذه المباني -التي يبلغ عددها الإجمالي نحو 40 ألف مبنى- تحولت الخرسانة والمواد العازلة والمتفجرات من الصواريخ وغيرها من المواد -ناهيك عن ممتلكات السكان- إلى غبار سام.
فمخيم جباليا للاجئين مثلا -وهو حي مترامي الأطراف يضم أبراجا سكنية معروفة باحتوائها على مادة الأسبستوس- شهد اعتداءات متكررة.
ووفقا لمدير نفايات الكوارث السابق ثورستن كالنيشكيس الذي قدم المشورة لعمليات التنظيف في 20 دولة، فإن 15 مليون طن من الحطام تتناثر الآن في قطاع غزة.
وكانت دراسات أجريت بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة من بين أول الأبحاث التي ربطت التعرض لمثل هذا المزيج من المخلفات بأمراض الرئة والجهاز التنفسي والسرطان.
ويقول خبراء الصحة العامة إن عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالحطام الناجمة عن الدمار في نيويورك سيتجاوز قريبا عدد ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إن لم يكن قد حدث ذلك بالفعل.
وقال ويم زويننبرغ الباحث في منظمة السلام الهولندية "باكس" إن المدنيين في الأماكن التي فيها الكثير من الغبار والحطام والأنقاض يستنشقونها بشكل متكرر، ولكن في الوقت الحالي لا أحد ينظر إلى هذا النوع من المخاطر، ولكن لها آثار على أرض الواقع.
وتعد غزة من بين أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، حيث تضاهي كثافة سكان لندن، وهذا يجعل التلوث السام المرتبط بعقود من الصراع إحدى "المشاكل الصحية العامة والبيئية الخطيرة طويلة المدى" التي يواجهها سكان غزة، وفقا لتقرير أصدرته منظمة باكس في 18 ديسمبر/كانون أول الماضي.
وقال زويننبرغ "إنه أمر معروف ومجهول، نحن نعلم أنها مخاطرة، ولكننا لا نعرف حجمها في غزة الآن".
الخرسانة المسحوقة
أثبتت الأبحاث بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول وجود روابط بين هدم المباني ومجموعة من الأمراض القصيرة والطويلة الأجل، أنتجت الهجمات على مركز التجارة العالمي سحابة سامة من الغبار والدخان والأبخرة، والتي لا يزال تركيبها الدقيق غير معروف حتى الآن، ويعتقد أن معظم الجسيمات تتكون من الخرسانة المسحوقة.
أما الباقي فهو نحو 150 مادة من الزجاج والخشب والرصاص والأسبستوس والمعادن الثقيلة وثنائي الفينيل متعدد الكلور، وهي مواد مسرطنة تنتجها الأسلاك والإلكترونيات المحروقة.
معظم مواد البناء غير ضارة في حالتها اليومية، ولكن تفجرها يمنحها الفرصة للدخول إلى الجسم، وقالت آنا رول الأستاذة المساعدة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة "تماما مثل دخان التبغ، فهو خليط سام".
وأضافت أن الأنف والحنجرة قد يلتقطان جزيئات أكبر، لكن أصغرها يتحرك داخل الجسم "مثل الغاز إلى حد ما"، ويمر عبر الرئتين إلى مجرى الدم وإلى الأنظمة الحيوية الأخرى.
ويعتقد هي يين أستاذ الجغرافيا المساعد في جامعة ولاية كنت أن القتال قد ألحق أضرارا بنسبة 15 إلى 29% من الأراضي الصالحة للزراعة في غزة.
ويحدد تقرير منظمة باكس عمودا من الدخان الأسود من مصنع للصودا، مما يشير إلى حرق المواد البلاستيكية، ويتحدث أيضا عن أضرار جسيمة في مجمع صناعي تصنع فيه الأدوية ومستحضرات التجميل والمواد البلاستيكية والسلع الكيميائية الأخرى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني لاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" حريقا هائلا في محطة لمعالجة المياه، وهو تطور مخيف في واحد من أكثر الأماكن التي تعاني من نقص المياه في العالم.
ومن المحتمل أن يشكل الحطام خطرا أيضا، ويبلغ حجم الركام المتناثر في القطاع ما يقارب 4 أضعاف حجم الهرم الأكبر في الجيزة، وفقا لكالنيشكيس.
كما أن استنشاق السيليكا -وهو مكون رئيسي في الإسمنت والزجاج- يزيد خطر الإصابة بالسرطان، فيما يحدث التعرض الأكبر عندما يتم تدمير المبنى، إذ إن حطامه يشكل خطرا.
مخلفات سامة
وقال الدكتور الطراونة إن المخلفات السامة التي تحملها الحرب لقطاع غزة تشمل:
مواد مشعة. الفسفور الأبيض. الهالوجينات. المعادن الثقيلة.وصرح الطراونة بأنه يمكن أن تؤدي مخلفات الحرب السامة إلى العديد من الآثار الصحية الضارة على البشر، ففي فيتنام مثلا تشير الأبحاث إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالعيوب الخلقية بين أطفال الآباء المعرضين للعامل البرتقالي، وفي بعض المواقع تم العثور على مستويات عالية للغاية من الديوكسينات في التربة والرواسب والأطعمة، وكذلك في حليب الثدي البشري والدم.
والعامل البرتقالي مادة استخدمها الأميركيون في حربهم بفيتنام، ولا تزال تتسبب في ولادة أطفال بعيوب خلقية وإصابات بالسرطان وإعاقات.
وكانت القوات الأميركية رشت 80 مليون لتر من العامل البرتقالي فوق جنوب فيتنام في الفترة بين 1962 و1971، وهو مبيد أعشاب ونازع لأوراق الشجر، في محاولة يائسة لإخراج المليشيات الشيوعية من مخابئها وحرمانها من الغذاء.
وفي غزة، تم تحديد كميات مرتفعة من المعادن الثقيلة لدى الأمهات والأطفال حديثي الولادة الذين تعرضوا للهجمات العسكرية.
وفي غزة أيضا ارتبطت العيوب الخلقية بالتعرض للفسفور الأبيض والقنابل الأخرى التي تحتوي على معادن سامة ومسببة للسرطان.
وقال الطراونة إننا سنشهد ارتفاع نسبة السرطان لدى الغزيين، وذلك لأن تلوث الهواء بسبب الجسيمات العالقة الناتجة عن المتفجرات يزيد احتمالية حدوث سرطان الرئة.
وكان الجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة قد قال في تصريحات سابقة إن إسرائيل تهدف إلى جعل غزة مكانا غير صالح للحياة من خلال استهداف المستشفيات على وجه الخصوص.
وأوضح أبو ستة أن السياسيين والقادة العسكريين الإسرائيليين يتصرفون بوضوح شديد من أجل جعل غزة مكانا غير صالح للعيش.
وأضاف أنهم يريدون تطهير غزة من سكانها، وإحدى الطرق الأكثر فعالية لجعل المكان غير صالح للسكن هي تدمير قطاع الصحة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الفلبين تحث السكان على الفرار مع اقتراب الإعصار مان يي
نوفمبر 16, 2024آخر تحديث: نوفمبر 16, 2024
المستقلة/- أصدرت السلطات الفلبينية نداء عاجل يوم السبت للسكان في المناطق المنخفضة والبلدات الساحلية للانتقال إلى أماكن آمنة مع اكتساب الإعصار القوي مان يي قوة عند اقترابه من جزيرة لوزون الرئيسية في البلاد.
اشتد مان يي، وهو الإعصار المداري السادس الذي يضرب الفلبين في شهر واحد، مع رياح قصوى مستمرة بلغت سرعتها 195 كيلومترًا في الساعة (121 ميلاً في الساعة) وعواصف تصل سرعتها إلى 240 كيلومترًا في الساعة، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الحكومية.
دفع هذا الوكالة إلى رفع حالة التأهب للعاصفة إلى أعلى مستوى لها في مقاطعتي كاتاندوانيس وكامارينيس سور في منطقة بيكول الوسطى.
حث أرييل نيبوموسينو، رئيس مكتب الدفاع المدني، السكان في مسار الإعصار المتوقع على الامتثال لأوامر الإخلاء حيث هدد مان يي بإطلاق أمطار غزيرة ورياح قوية يمكن أن تؤدي إلى فيضانات وعواصف.
وقال نيبوموسينو “إن الوضع أصبح أكثر خطورة الآن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق المعرضة للانهيارات الأرضية لأن الأرض أصبحت مشبعة بالأعاصير المتتالية”، محذراً من أن ارتفاع العواصف قد يصل إلى 3 أمتار (10 أقدام).
وحذرت باجاسا من أن الإعصار لا يزال يشكل “وضع كارثي محتمل ويهدد الحياة” بالنسبة لمنطقة بيكول.
وقال مسؤول الكوارث لإذاعة دي زد آر إتش إن أكثر من 500 ألف شخص تم إجلاؤهم في المقاطعات الست في المنطقة، مضيفا أن العدد من المتوقع أن يرتفع مع حشد السلطات المحلية لمزيد من السكان.
وبحلول الساعة الخامسة مساء (0900 بتوقيت جرينتش)، ذكرت باجاسا أن العاصفة تقع على بعد 120 كيلومتر شرق كاتاندوانيس ومن المتوقع أن تهبط على اليابسة في وقت متأخر من مساء السبت أو صباح الأحد.
وقالت باجاسا “يجب التأكيد على أن الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة والعواصف قد لا تزال تشهدها المناطق خارج نقطة الهبوط”.
ومن المرجح أن تتأثر منطقة العاصمة الرئيسية مترو مانيلا أيضًا بأمطار غزيرة إلى شديدة في وقت مبكر من يوم الأحد.
تسبب إعصار مان يي، الذي أطلق عليه محليًا اسم بيبيتو، في إلغاء عشرات الرحلات الجوية في منطقة فيساياس الشرقية المواجهة للمحيط الهادئ.
في المتوسط، تضرب الفلبين حوالي 20 عاصفة استوائية كل عام، مما يجلب أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية وانهيارات أرضية مميتة.
في أكتوبر، تسببت العاصفة الاستوائية ترامي والإعصار كونغ راي في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية أسفرت عن مقتل 162 شخصًا، ولا يزال 22 في عداد المفقودين، وفقًا لأرقام الحكومة.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن هذا الشهر شهد المرة الأولى في التاريخ المسجل التي كانت فيها أربع عواصف نشطة في وقت واحد في غرب المحيط الهادئ.
وقال نيبوموسينو إن ما يقرب من 40 ألف فرد من أفراد الجيش كانوا في وضع الاستعداد لعمليات البحث والإنقاذ والإغاثة، بينما كانت أكثر من 2000 مركبة، بما في ذلك السفن البحرية، جاهزة للنشر.
وقال نيبوموسينو: “نهدف إلى عدم وقوع إصابات”.