مسقط - الرؤية





سلطت المدينة المستدامة – يتي في سلطنة عُمان الضوء على الاستراتيجيات التي تتبعها المدينة لتصبح الأولى في تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2040.


 يقع هذا المشروع الطموح على مشارف العاصمة مسقط، ويمتد على مساحة مليون متر مربع، ويطمح القائمون عليه بأن يصبح أكبر مجتمع مستدام في العالم.

وتهدف المدينة المستدامة – يتي في خفض بصمة الانبعاثات للشخص الواحد من سكانها بنسبة 78% كحدّ أدنى مقارنة بالمساكن وأنماط الحياة التقليدية في السلطنة. وسوف يتم تحقيق هذا الهدف من خلال الاعتماد على مصادر طاقة متجددة بنسبة 100% ، فضلًا عن إعادة تدوير المياه بنسبة 100%، وفرز النفايات بنسبة 100% لتفادي رميها في المكبّات، وتحقيق ما يصل إلى 80% من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء. ومن المقرر إنجاز المشروع في عام 2026، حيث وصلت نسبة إنجاز البنية التحتية للمدينة المستدامة - يتي إلى 75%.

 

تضم المدينة المستدامة - يتي 300 فيلا/تاون هاوس و1225 شقة متنوعة الأحجام بالإضافة لمرافق رياضية وتعليمية وصحية وتجارية وسياحية متعددة، كما توفر نموذج حي لمدن المستقبل، وخارطة طريق للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية  من خلال التركيز على عناصر الاستدامة الثلاثة، البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وخفض الانبعاثات عبر العناصر الستة للاستدامة البيئية: الغذاء والطاقة والمياه والمنتجات والتنقل والنفايات.

الغذاء

تهدف المدينة المستدامة – يتي إلى تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 80%، وذلك من خلال إنتاج غذاء صحي وتبني أنظمة زراعية حضارية. كما سيتم زراعة أشجار النخيل وأشجار مثمرة أخرى في هذا المشروع. وعلاوة على ذلك، ستضم المدينة أربع قبب بيولوجية للزراعة الداخلية والعمودية، كما ستخصص المدينة مساحات خاصة لتشجيع السكان على تبني أنشطة البستنة المجتمعية، ودعم الرفاهية والاستدامة الاجتماعية. وسيضم المشروع أيضاً مختبر "سي" SEE، الذي سيكون مركزاً غذائياً لإنتاج الخضار والأعشاب والحليب والبيض والأسماك.

سيتم دمج كل من مختبر "سي" والقبب البيولوجية بشكل رقمي مع أحدث تقنيات إنتاج الغذاء، لضمان عمليات حصاد فعّالة في الوقت المناسب، في حين سيتم توصيل المنتجات الغذائية إلى السكان من خلال عربات نقل كهربائية لخفض الانبعاثات المرتبطة بعمليات النقل.

الطاقة

تعتزم المدينة المستدامة – يتي نشر ألواح طاقة شمسية على أسطح جميع الفلل ومواقف السيارات، والتي ستقوم بتلبية ما يصل إلى 100٪ من الطلب على الطاقة التشغيلية في الفلل السكنية ومنازل التاون هاوس.

 

كما تعمل الفلل السكنية ومنازل التاون هاوس وشقق البلازا على تقليل استهلاك الطاقة من خلال إدارة الطلب على الطاقة، بما في ذلك التصميم السلبي والنشط. ويمتاز تصميم الوحدات السكنية بتجنب أشعة الشمس المباشرة مع توفير مساحات مظللة أكبر. كما أنها مجهزة بجدران وأسقف ونوافذ عاكسة للأشعة فوق البنفسجية معزولة بشكل قوي لتقليل أحمال تكييف الهواء واستهلاك الكهرباء.

وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تزويد جميع الوحدات السكنية بأجهزة موفرة للطاقة لتقليل استهلاك الكهرباء والموارد وخفض التكاليف المرتبطة بها. وهكذا سيستمتع سكان المدينة المستدامة - يتي، بخفض كبير في فواتير الخدمات العامة، يصل إلى 100٪ على الكهرباء وحوالي 50٪ على المياه، بالمقارنة مع المنازل التقليدية.

المياه

سيتم تزويد الوحدات السكنية بتركيبات وأجهزة خفض تدفق المياه لتقليل إجمالي استهلاك المياه والبصمة البيئية المرتبطة بها. كما تم تشييد محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، حيث سيتم إعادة استخدام جميع مياه الصرف الصحي  لري المساحات الخضراء باستخدام نظام ريّ ذكي لترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد من المياه. كما سيعمل المشروع على الاعتماد على تقنيات حصاد الرطوبة او حصاد الماء من الهواء لإنتاج مياه الشرب.

 

المنتجات

تستخدم المدينة المستدامة - يتي مواد بناء وتشطيب صديقة للبيئة ومنخفضة الانبعاثات، فضلاً عن أنها تعطي الأولوية للتعامل مع مقاولين يشاركونها الرؤية نفسها حول خفض انبعاثات مرحلة البناء والتشييد، كما تشجع المدينة المقاولين العاملين فيها على اعتماد مواد البناء المحلية، والحصول على هذه المواد من أماكن قريبة من موقع المشروع، مما يساهم في خفض الانبعاثات، بالإضافة للمساهمة في استراتيجية دعم الشركات المحلية التي تتبعها سلطنة عُمان.

 

التنقل

تعمل المدينة المستدامة – يتي على تشجيع جميع أشكال التنقل النظيف، بما في ذلك تشجيع سهولة الحركة واستخدام الدراجات الهوائية والمشي وغيرها من وسائل التنقل المماثلة، وكذلك وسائل النقل الكهربائية والمشتركة. وتماشياً مع فلسفة العيش والعمل والازدهار في مجتمع واحد، يوفر المشروع مختلف المرافق التي يحتاجها السكان، مما يقلل الحاجة للخروج من المدينة وبالتالي تقليل الانبعاثات المرتبطة باستخدام السيارة والتلوث الضوضائي. وفي سياق دعمها للتنقل النظيف، سيتم تخصيص أماكن مظللة خالية من السيارات لتشجيع المشي، كما سيتم نشر أسطول من العربات والدراجات الكهربائية التي يمكن للمقيمين مشاركتها.

كما سيتم نشر ما يصل إلى 297 نقطة شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء المشروع، مع ضح الكهرباء لهذه المحطات من فائض الطاقة التي يتم إنتاجها عبر الألواح الشمسية. كما تعمل المدينة على تشجيع الاعتماد على السيارات الكهربائية في التنقل خارج المدينة، وتوفير برنامج لمشاركة هذه السيارات والتقليل من الاعتماد على السيارات التقليدية.

النفايات

يهدف المشروع الرائد هذا إلى تحويل 100% من النفايات بعيدًا عن المكبات، وذلك من خلال تقليلها وإعادة تدويرها وفرزها في المصدر إلى نفايات قابلة لإعادة التدوير، ونفايات عضوية، وإلكترونية، وغيرها. وسيكون الغاز الحيوي الذي يتم توليده في الموقع قادراً على التعامل مع ما يصل إلى 100 طن من النفايات العضوية يوميًا.

وبالإضافة إلى ذلك، ستسهم المبادرات مثل برنامج الزراعة الحضرية وفصل النفايات من المصدر في تعزيز ونشر ثقافة الاستدامة بين السكان. وستساهم المساحات الخضراء والمسطحات المائية بالإضافة للمحمية الحيوانات لتعزيز التنوع البيولوجي والتعايش بتناغم مع الطبيعة.

وتستعد المدينة المستدامة – يتي، إلى تكرار النجاحات التي حققتها مشاريع المدن المستدامة في كلٍّ من دبي والشارقة وأبوظبي، والتي تعكس بشكل جلي إدراك المستثمرين والسكان للقيمة طويلة الأجل لتبني مفهوم المجتمعات المستدامة. وتمثّل مثل هذه المشاريع دليلاً واضحاً على إمكانية تحقيق الاستدامة دون أي تكلفة إضافية على المطورين أو المستثمرين والسكان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المدینة المستدامة الاعتماد على ما یصل إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

10 طن ذهب صافي مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر

 أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية قد سجلت صافي شراء بمقدار 10 أطنان من الذهب في مايو عبر صندوق النقد الدولي ومصادر البيانات العامة الأخرى.

 حيث قادت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة معاملات شهر مايو. وكان البنك الوطني البولندي أكبر مشتري للذهب خلال الشهر (10 طن)، يليه البنك المركزي التركي والبنك المركزي الهندي.

 

مشتريات البنوك المركزية من الذهب

وتستمر قوة شراء البنوك المركزية في عام 2024، على الرغم من انخفاض إجمالي المشتريات والمبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعتبر بنوك الأسواق الناشئة القوة الدافعة الرئيسية لكل من عمليات الشراء والبيع.

 

سعر أونصة الذهب العالمي

شهد سعر أونصة الذهب العالمي تراجع طفيف خلال تداولات اليوم الثلاثاء ليستمر التذبذب والتحركات العرضية في ظل انتظار أسواق الذهب لعامل خارجي يدفع السعر إلى الخروج من هذه المنطقة، واليوم ينصب تركيز الأسواق على حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول.

 

سعر أونصة الذهب اليوم

انخفض سعر أونصة الذهب اليوم بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليسجل أدنى مستوى عند 2323 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2331 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2330 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

 

ارتفاع سعر الذهب

يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2338 دولار للأونصة، لتظل تداولات الذهب بهذا محصورة بين مستويات 2320 – 2340 دولار للأونصة.

 

عوائد السندات الأمريكية

من جهة أخرى تلقى الدولار دعما من ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، مما يجعل الذهب أقل جاذبية حيث ارتفع مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.2% ليقترب من أعلى مستوياته في شهرين التي سجلها خلال الأسبوع الماضي.

 

سوق الذهب

يحتاج سوق الذهب إلى عامل خارجي قوي ليدفع السعر خارج نطاق التذبذب الحالي، وإذا رأينا هذا الأسبوع انخفاض واضح في بيانات الوظائف الأمريكية سيعمل هذا على زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام وبالتالي يزيد من فرص ارتفاع أسعار الذهب.

 

من المقرر أن يتحدث رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في مؤتمر البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، ولكن من غير المرجح أن يقدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي أي إشارات جديدة بشأن أسعار الفائدة.

 

المتوقع أن يقوم جيروم باول بتكرار تمسكه بالمزيد من البيانات الاقتصادية قبل تغيير السياسة النقدية للبنك الفيدرالي والبدء في خفض أسعار الفائدة، وأن يشير أن التراجع الأخير في معدلات التضخم لا يكفي للحصول على الثقة الكافية لخفض الفائدة.

 

ولكن بعيدًا عن باول من المقرر أن يصدر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو يوم الأربعاء، وذلك بعد أن تسبب الاجتماع الأخير للفيدرالي في تقليل فرص خفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة خاصة بعد توقعات أعضاء البنك الفيدرالي بأن البنك سيقوم بخفض واحد فقط لأسعار الفائدة هذا العام.

 

هذا ومن المقرر صدور بيانات تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة عن الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تقدم المزيد من الإشارات إلى تباطؤ سوق العمل الذي كان قويًا إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة. يعد هذا القطاع أيضًا أحد الاعتبارات الرئيسية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

 

مقالات مشابهة

  • وحدة الحرس البلدي للخدمات العامة تواصل جهود النظافة وجباية المال العام
  • بنك التنمية المحلية: ارتفاع صافي الارباح بـ 200 بالمائة في 2023
  • بحضور الإعلاميين.. مدبولي: مؤتمر أسبوعي لمجلس الوزراء للرد على أسئلة المواطنين
  • "لم نختار الشركة المنفذة للمشروع بعد".. أمانة بغداد تكشف اخر مستجدات مترو بغداد
  • «خبراء البيئة العرب»: ترشيد الطاقة بمهرجان العلمين خطوة مهمة لتقليل الانبعاثات
  • نصائح للتصوير الفوتوغرافي بالهاتف المحمول.. اتبعها للوصول إلى الاحتراف
  • الوزير بنسعيد يتعهد بإعادة فتح كافة دور الشباب المغلقة بحلول العام المقبل
  • التجارة الداخلية: لجنة إعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع
  • إطلاق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام
  • 10 طن ذهب صافي مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر