مفاجأة عن إتفاق قبل 74 عاماً بين لبنان وإسرائيل.. إقرأوا ما كُشف!
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
نشرت منصة "بلينكس - blinx"، اليوم الإثنين، تقريراً تحت عنوان: "الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.. 13 نقطة تؤخر الترسيم"، وجاء فيه: على الرغم من استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزّة، إلا أن مصادر دبلوماسية أميركية كشفت لمنصة "بلينكس" عن جهود لوساطة أميركية لتهدئة الأجواء بين لبنان وإسرائيل وسط تصاعد العمليات بين الطرفين، تمهيداً لتوقيع اتفاق لترسيم الحدود البرية بين البلدين، فيما يشبه الاتفاق السابق حول الحدود البحرية.
وأشارت المصادر، إلى الزيارات المتكررة الأخيرة للمستشار الرئاسي الأميركي لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين إلى بيروت، تأتي ضمن جهود الوساطة بين البلدين، لافتة إلى استمرار وجود عدد من الخلافات حول الاتفاق النهائي.
ومن بعض النقاط الخلافية، ملف جبل دوف، المعروف باسم مزارع شبعا؛ وتقع شمال قرية مجدل شمس، وارتفاعها يجعلها نقطة استراتيجية مهمة. ووفقاً لمصادر دبلوماسية أميركية، فأنه على ما يبدو أنه تمّ التوصل إلى تفاهمات حول 7 نقاط، بينما مازالت 6 نقاط عالقة بين الطرفين.
بدورها، ترى بعض الجهات اللبنانية أن أي حل لملف الحدود البرية يبدأ من خطوة الانسحاب الإسرائيلي من كل أرضٍ لبنانية محتّلة.
حل سياسي
المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قال في تصريحٍ لـ"بلينكس"، إن الولايات المتحدة ما زالت تحاول استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني لاستعادة الهدوء وتجنّب التصعيد بينهما.
ورداً على سؤال حول إمكانية تأثر المفاوضات بالمناوشات على الحدود والحرب الدائرة في غزّة، أوضح ميلر، أن الولايات المتحدة أكدت مراراً وتكراراً أنها لا تدعم الصراع المستمر الذي يمتد إلى لبنان.
وكشف ميلر، عن سعي الولايات المتحدة إلى حلٍ دبلوماسي يمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة إلى ديارهم والعيش في أمن واستقرار، على طول الحدود بين البلدين.
الإنسحاب.. بداية الحل
النائب في البرلمان اللبناني قاسم هاشم قال لـ"بلينكس" إن أي حل لملف الحدود البرية يبدأ من خطوة الإنسحاب الإسرائيلي من كل أرضٍ لبنانية محتلة، وقال "الحدود مُرسمة منذ العام 1923 ولا مجال للنقاش فيها مجدداً، وعلى إسرائيل أن تتراجع عن احتلال كل أرض لبنانية بدءاً من نقطة B1 في الناقورة ولغاية مزارع شبعا بما في ذلك قرية الجزء الشمالي من قرية الغجر".
قاسم، العضو في كتلة التنمية والتحرير النيابية، يوضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كانا واضحين تماماً في مباحثاتهما مع الوسيط الأميركي هوكستين خلال زيارة الأخير قبل أكثر من أسبوع، أن لبنان متمسّك بكل شبر من أراضيه ولا تنازل أبداً في ملف الترسيم.
يلفت قاسم أيضاً إلى أن الأميركيين يطالبون لبنان بتنفيذ القرار 1701 الصادر عام 2006 إبان الحرب بين لبنان وإسرائيل، ويضيف "الأساس هنا هو أنه على إسرائيل أيضاً الالتزام بتنفيذ مضمون ذاك القرار واحترام سيادة لبنان ووقف كافة الخروقات براً وبحراً وجواً".
وتابع: "ما طرحه هوكستين أمام المسؤولين اللبنانيين ارتبط بكيفية الوصول إلى تهدئة ساحة جنوب لبنان، وكان همّه كغيره من الموفدين طمأنة المستوطنين الإسرائيليين في شمال إسرائيل. في المقابل، كان هناك كلام واضح في لبنان مفاده إن النقاش يتمحور حول إنهاء الحرب في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وتطبيق القرار1701 من قبل إسرائيل وأيضاً الالتزام بعدم التنازل عن المناطق المحتلة".
وختم: "النقاش حول الحدود البرية وتثبيتها سيكون مطروحاً في نقاط عديدة قيد البحث والأميركيون يعلمون ذلك والجانب اللبناني واضح في خياراته بشأن الحدود".
13 نقطة برية
وهناك 13 نقطة برية متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل بالإضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر.
العميد في الجيش اللبناني بسام ياسين والذي ترأس سابقاً الوفد اللبناني التقني المكلف التفاوض مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، قال لـ"بلينكس" إن لبنان لا يجب أن يتحدث عن ترسيم للحدود البرية، بل عن "تثبيت" لها وذلك كي لا تأخذ إسرائيل أي ذريعة للبحث مجدداً بالحدود المرسمة سنة 1923 والتي تم تثبيتها بشكل أوضح عام 1949 من خلال إتفاقية الهدنة.
يلفت ياسين إلى أن التنازل عن أي نقطة من النقاط الـ13 المتنازع عليها يعتبر مساومة غير مقبولة أبداً، موضحاً أن الفقرة الـ2 من الدستور تمنع التخلي عن أي شبر من الأراضي اللبنانية وتعتبر هذا الأمر في حال حصوله، بمثابة "خيانة وطنية".
وتابع: "في ملف الحدود البحرية، كانت الأمور قابلة للنقاش، لأنه توجد العديد من الطرق للترسيم في البحر. أما على صعيد الحدود البرية، فلا مجال للنقاش، فالحدود واضحة جداً ويجب عدم تقديم أي ورقة مجانية لإسرائيل في هذا الملف".
وختم: "لدى الجيش اللبناني خرائط واضحة تُظهر كافة الحدود البرية وهي تبين كافة التفاصيل والإحداثيات ويمكن حسم أيضاً مسألة قرية الغجر المقسومة بين شطرين لبناني وسوري".
إتفاق لبناني - إسرائيلي بشأن الحدود قبل 74 عاماً
من جهته يقول الباحث والمؤرخ اللبناني عصام خليفة لـ"بلينكس" إن إتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم إنجازه بين لبنان وإسرائيل في تشرين الأول من العام 2022، نصّ على وجوب المضي نحو إتفاقٍ آخر على ترسيم الحدود البرية، خصوصاً أن إسرائيل تحتل ما يصل إلى 800 ألف متر مربع من الأراضي اللبنانية والقرار الأممي 1701 ينص على الانسحاب منها.
خليفة الذي تمّ ترشيحه لرئاسة الجمهورية في لبنان، يوضح أن الحدود بين لبنان وإسرائيل مُرسمة ومحددة ومثبتة على مراحل عديدة أبرزها يوم 7 آذار 1923، حينما قام الفرنسيون والبريطانيون بتحديدها، في حين جرى أيضاً تثبيتها في إتفاقية الهدنة الموقعة في 23 مارس عام 1949.
يشير خليفة، إلى أن لبنان هو الدولة الوحيدة المجاورة لإسرائيل والذي يشهد على تطابق بين خط الهدنة وخط الحدود الدولية، كاشفاً أنه في 15 كانون الأول من عام 1949، تمت إعادة إحياء ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل عبر اللجنة اللبنانية-الإسرائيلية المشتركة بإشراف الضابط اللبناني آنذاك الكابتن إسكندر غانم من جهة، والضابط الإسرائيلي الكابتن فريد ليندر عن إسرائيل من جهة أخرى.
يوضح خليفة أنه عبر تلك اللجنة حصل اتفاق موقع بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البرية تم إرفاقه بخريطة، ما يشير إلى الاعتراف بوجود إسرائيل منذ ذلك الحين.
سوريا حاضرة في القرار 1701
القرار 1701 الذي تتمحور المطالبة الأميركية لتطبيقه، يتضمن فقرة أساسية تنص على وجوب ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا أيضاً وليس فقط مع إسرائيل.
خليفة ينتقد جزئية إغفال لبنان لتلك المسألة في نقاشاته بشأن ملف الحدود البرية، ويضيف: "يقولون إنه يجب تطبيق القرار 1701.. هناك مادة واضحة فيه تنص على ترسيم الحدود مع سوريا، فلماذا لا يُفتح هذا الملف؟ إذا أرادوا تثبيت القرار وتطبيقه بالكامل فيجب أيضاً ترسيم الحدود البرية مع سوريا أيضاً وليس فقط مع إسرائيل".
الغجر.. سورية أم لبنانية؟
يقول خليفة أيضاً إن النقاش في ملف الحدود البرية يتمحور أيضاً حول بلدة الغجر، ويردف: "الغجر هي بلدة سورية وليست لبنانية وهي تنقسم إلى قسمين حالياً سوري ولبناني، وحينما احتلتها إسرائيل كان عدد سكانها قليل، لكن التوسع العمراني كان كبيراً مع السنوات، والسكان فيها راحوا يتوسعون باتجاه الأراضي اللبنانية، الأمر الذي دفع إسرائيل أيضاً لتوسيع نطاق الاحتلال فأخذت الجزء اللبناني". (بلينكس - blinx)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ترسیم الحدود البریة بین لبنان وإسرائیل الحدود البحریة القرار 1701 أن الحدود
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته البرية جنوبي لبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة صور تعكس تعثر العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت سلسلة غارات على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن جنوبية كصور والناقورة، مستهدفة مباني سكنية وأحياء مكتظة، وهذا تسبب في دمار واسع وتهجير العديد من السكان.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري في جبهة لبنان أن القصف الإسرائيلي للمربعات السكنية يهدف إلى تهجير السكان وإحداث دمار واسع، مشيرا إلى نفاد بنك الأهداف لدى جيش الاحتلال.
وبين أن القصف اليومي لأحياء جديدة يشير إلى الارتباك الواضح في الميدان وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهداف المرحلة الثانية من العملية البرية.
وأكد الفلاحي أن المناورة البرية في المرحلة الثانية تواجه فشلا كبيرا بسبب الخسائر البشرية واللوجستية، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر تقدر بـ110 جنود، فضلا عن تدمير دبابات وانسحابات متكررة من مواقع القتال.
وأشار إلى أن هذا الفشل تسبب في توتر داخل القيادات العسكرية الإسرائيلية، مع مطالبات بإقالة قيادات بارزة مثل قائد لواء غولاني.
الطبيعة الجغرافيةوأوضح الخبير العسكري أن الطبيعة الجغرافية للمناطق اللبنانية، بما فيها المرتفعات والوديان، تزيد من صعوبة تحقيق تقدم ميداني للجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على القصف المدفعي والجوي.
وأضاف أن تلك الطبيعة تحد من حركة الآليات والمدرعات وتجبر القوات المهاجمة على الاعتماد على المشاة، ما يعقد العمليات بشكل كبير.
وأشار إلى أن الاحتلال لجأ إلى تغيير محاور الهجوم، لا سيما في مناطق مثل شمع والبياضة، ولكنه فشل في تحقيق أي اختراقات رغم قصر المسافات.
وذكر أن حزب الله يعتمد على تكتيكات قتالية تستهدف استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق تُعرف بـ"منطقة القتل"، وهذا يكبد الاحتلال خسائر كبيرة.
وتطرق الفلاحي إلى تعثر العمليات في مناطق مثل بنت جبيل والخيام، حيث شهدت انسحابات إسرائيلية متكررة بسبب الخسائر.
وأكد أن استمرار هذا التعثر قد يؤدي إلى وقف العمليات البرية مؤقتا لإعادة التنظيم، وهو ما يعكس حالة الضعف في التخطيط والتنفيذ.