كان فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفاجئ، في انتخابات عام 2016، بمثابة صدمة للأسواق المالية، وفي حال تمكن من الفوز مرة أخرى، فسيكون المتداولون أكثر استعدادًا.

ومن المرجح أن يكون التأثير المالي للانتخابات أكثر هدوءًا هذه المرة، وذلك لأن القضية الرئيسية ستكون ما إذا كان سيتم تمديد تخفيضات ترامب الضريبية لعام 2017، عندما تنتهي صلاحيتها العام المقبل، وليس بالضرورة إجراء تخفيضات جديدة.

وتظهر استطلاعات الرأي تفوق ترامب بفارق كبير على كافة مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين، كما أنه لا يوجد منافس ديمقراطي قوي يتحدى الرئيس جو بايدن على ترشيح حزبه.

ومرخرا، تنبأ ترامب بانهيار سوق الأسهم الأمريكية في حال عدم فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، وقال إنه يأمل أن يحدث أي تراجع اقتصادي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، لأنه لا يريد أن يكون مثل الرئيس الأمريكي السابق هربرت هوفر، الذي تولى منصبه خلال فترة استقرار اقتصادي، لكنه أشرف لاحقًا على الكساد الكبير.

وذكر المؤسس والرئيس المشارك للشركة الاستثمارية "كارلايل جروب" ديفيد روبنشتاين: "أخبرني من سيكون الرئيس وسأخبرك ما هو التأثير على الأسواق"

وأضاف: "من الواضح أنه إذا فاز الجمهوريون بالبيت الأبيض ومجلسي الكونجرس، فسيكون هناك نهجًا أكثر تأييدًا للأعمال التجارية، أما في حال فاز الديمقراطيون بالمجلسي والرئاسية فلن يكون النهج كذلك".

وتابع روبنشتاين، أن الإحصائيات تظهر أن الاقتصاد يحقق أفضل النتائج عندما تكون الحكومة منقسمة، لأنه بالعودة إلى الخمسين عامًا الماضية، يتضح أن مؤشر "إس أند بي 500"، على سبيل المثال، يرتفع أكثر عندما تكون الحكومة منقسمة.

اقرأ أيضاً

ترامب يفوز بأول انتخابات تمهيدية وبايدن يعتبره الأوفر حظا لمنافسته

وفي حال كان الرئيس الجديد هو ترامب، فربما يصبح الكثير من المدراء التنفيذيين سعداء، لأنه على الأرجح سيخفض الضرائب ويخفف القيود التنظيمية، أما إذا تم انتخاب بايدن مجددًا سيكون هناك المزيد من التنظيم، وفق ما ذكر تقرير لوكالة "بلومبرج".

لكن روبنشتاين، أشار إلى أنه في الغالب سيكون من الصعب التنبؤ باتجاه السوق، لأن أسعار الفائدة ستحركها أكثر من أي أمر آخر.

من جانبه، ذكر دومينيك ويلسون وفيكي تشانغ من مجموعة "جولدمان ساكس" في مذكرة للعملاء، أنه يبدو من المرجح أن يتمكن الجمهوريون، وليس الديمقراطيون، من السيطرة على كل من البيت الأبيض والكونجرس، وأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع عائدات السندات خاصة طويلة الأجل.

وارتفع الدولار بعد فوز ترامب في 2016 مع صعود عوائد السندات، ولكن بدأ في التراجع في 2017 مع فقدان الاقتصاد الأمريكي الزخم، وانتعاش النمو في أوروبا.

لكن جهود ترامب لفرض الرسوم الجمركية، في حال نجاحها، قد تساعد في ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، من خلال الحد من الواردات ووقف تدفق العملة للخارج.

وقال الخبير الاستراتيجي لدى "دوتشيه بنك" آلان روسكين: "تأثير ترامب إيجابي بشكل جزئي على الدولار على وجه التحديد، لأنه سلبي بالنسبة للعملات الرئيسية مثل اليورو واليوان والبيزو المكسيكي".

وأضاف: "يدرك المتداولون أن تأثير ترامب على التجارة والجغرافيا السياسية، هو لأسباب مختلفة، وعلى الأقل في البداية، إيجابي بالنسبة للدولار".

اقرأ أيضاً

ترامب يغدق الوعود لدى الفوز بانتخابات 2024

وأوضح استراتيجيو "دوتشيه بنك"، في مذكرة، أن الانتخابات من المرجح أن تُبقي الدولار هذا العام عند مستويات 2023، حتى لو خفض الفيدرالي الفائدة بصورة حادة، كما هو متوقع.

في المقابل، يعتمد انتعاش الأسهم الأمريكي على الاحتياطي الفيدرالي أكثر من أي شىء آخر، وقدرته على خفض الفائدة وتمكين الاقتصاد على تحقيق هبوط ناعم وليس ركود.

وربما يكون أحد القطاعات الفائزة المحتملة هو الدفاع، على الرغم من أن تفاصيل سياسته غير متاحة في المرحلة الحالية من الحملة، ولكن قد يعزز ترامب الإنفاق عليه في ضوء الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، واستمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

من جانبه، قال مدير أبحاث السياسات لدى شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية "بي تي آي جي" إسحاق بولتانسكي، إن المجال الآخر الذي قد يستفاد من فوز ترامب هو المصارف الإقليمية، إذ يرغب بايدن في وضع متطلبات رأسمالية أكثر صرامة على البنوك، بينما يريد ترامب تخفيف تلك اللوائح.

وقد تصبح متطلبات رأس المال بموجب اتفاقية "بازل 3"، وهي اتفاقية دولية تهدف إلى ضمان سلامة البنوك، أكثر صرامة هذا العام، وهو ما يعني احتفاظ البنوك برأس مال يعادل نسبة أعلى من أصولها لضمان قدرتها على تجاوز الأوقات الصعبة.

بينما يرغب ترامب في التراجع عن تلك القيود الأمر الذي من شأنه تحرير رأس المال في النظام المصرفي للإقراض.

وبالطبع التنظيم ليس هو العامل الوحيد الذي يدفع الأسهم للارتفاع، ولكن تتأثر الأرباح وأسعار الأسهم بالتغيرات في الطلب على السلع والخدمات ومدى رغبة العملاء في الاقتراض ومستوى الفائدة، ولكن التنظيم الأكثر مرونة سيكون بالتأكيد أمرًا إيجابيًا.

اقرأ أيضاً

انتخابات أميركا 2024: هل يعزز تزايد المرشحين فرص ترامب بالفوز؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أسواق المال الدولار ترامب انتخابات أمريكا فی حال

إقرأ أيضاً:

إطلاق دليل أبوظبي الإرشادي لدراسات التأثير المروري المحدث

أعلن مركز النقل المتكامل أبوظبي للتنقل، إطلاق النسخة المحدثة من "دليل أبوظبي الإرشادي لدراسات التأثير المروري لعام 2024"، بمشاركة دائرة البلديات والنقل، وبلديات أبوظبي، والعين، والظفرة إلى جانب عدد من الاستشاريين والمطورين.

ويمثل الدليل الجديد خطوة نوعية نحو توفير إطار عمل متكامل يهدف إلى تحسين وتقييم التأثيرات المرورية للمشاريع التطويرية، إذ يتضمن معايير حديثة تهدف إلى دعم التخطيط المستدام، وتقليل الازدحام المروري، وتحسين تجربة التنقل للمقيمين. معايير شاملة ويتضمن الدليل مجموعة شاملة من المعايير الفنية والتوجيهات المتقدمة، التي تهدف إلى تحسين عمليات تقييم المشاريع وتحديد تأثيرها على شبكة النقل في إمارة أبوظبي، كما تضمن تنفيذ مشاريع نقل متكاملة وفعالة تدعم الاستدامة وتلبية متطلبات التنمية في إمارة أبوظبي، مع مراعاة معايير السلامة والتأثير البيئي وتوفير حلول مبتكرة لإدارة التنقل بشكل شامل.
ومن أبرز المعايير، توسيع نطاق التقييم ليشمل مختلف أنواع المشاريع، سواء الصغيرة أو الكبيرة، مع الأخذ في الاعتبار مستوى التأثيرات المرورية المحتملة على البنية التحتية وهو ما يسهم في دقة التوقعات المرتبطة بتأثير المشاريع على شبكة الطرق. منهجيات تحليل كما يتضمن الدليل منهجيات تحليل جديدة تشمل استخدام تقنيات نمذجة متقدمة، مثل نماذج المحاكاة المرورية والتقييمات الاستراتيجية باستخدام أنظمة محاكاة STEAM+، لضمان دقة التوقعات والنتائج. ويشمل الدليل معايير متعلقة بالتصميم الحضري تركز على تعزيز أولويات المشاة ووسائل النقل العامة والدراجات الهوائية، بما يدعم التنقل المستدام ويحسن التدفق المروري.
ومن المعايير التي يشملها الدليل، تحديث إجراءات تقديم الدراسات، حيث جرى إدخال تحسينات على آليات تقديم الدراسات ومراجعتها من قبل أبوظبي للتنقل لضمان الالتزام بالإطار الزمني المحدد وتسريع عملية الموافقات، كما توفر الإرشادات قدرة على تحديد متطلبات التخطيط وتفاصيل دقيقة حول كيفية إعداد دراسات تأثير النقل، بما يشمل خطوات جمع البيانات وتحليلها، ونطاق التقييم الزمني، ونماذج التنبؤ بتدفق المرور. تعزيز التنمية المستدامة ومع تطبيق هذه الإرشادات، يمكن للجهات المعنية والمطورين تنفيذ دراسات تأثير النقل بدقة، مما يضمن توافق المشاريع المستقبلية مع البنية التحتية المتاحة، ويرفع القدرة الاستيعابية للنمو السكاني المتزايد والتوسع الحضري المستمر، كما سيُسهم هذا التحديث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للإمارة، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية ودعم الاستراتيجية الشاملة لتحقيق بيئة حضرية آمنة وصديقة للبيئة.
وأكد المهندس عبدالله حمد العرياني، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والشؤون الاستراتيجية بالإنابة، أهمية هذه التحديثات التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي وتعزيز دورها مدينة رائدة في التطوير الحضري المستدام، منوهاً بأن الدليل يعتبر خطوة مهمة في تعزيز كفاءة شبكة النقل في الإمارة، حيث يوفر إطار عملٍ متكامل لتحليل تأثيرات المشاريع التطويرية بما يضمن تحقيق تنمية حضرية مستدامة.
وينظم مركز النقل المتكامل ورش عمل لتعريف الأطراف المعنية، بما في ذلك بلدية أبوظبي وبلدية العين وبلدية الظفرة، إلى جانب عدد من الاستشاريين والمطورين، على الدليل المحدث، لضمان الالتزام بتطبيق المعايير الجديدة بفعالية.

مقالات مشابهة

  • عُمان تحول تأخرها لفوز مثير على قطر في خليجي 26
  • إطلاق دليل أبوظبي الإرشادي لدراسات التأثير المروري المحدث
  • الرئيس تبون:أكثر من 6,5 مليون جزائري مسّتهم إصلاحات مناطق الظل.
  • الخارجية القطرية تصدر تصريحا مهما بشأن مفاوضات غزة
  • تركيا تعلن عودة أكثر من 25 ألف سوري منذ سقوط نظام الأسد
  • مساعد الرئيس الروسي: أكثر من 20 دولة تبدي اهتمامها بالحوار مع «البريكس»
  • ترامب: ماسك لن يحلّ محلي لأنه لم يولد في هذا البلد
  • عادات يومية إذا طبقتها ستصبح أكثر سعادة ووفرة وإيجابية
  • الرئيس السيسي: مصر تهدف إلى التنافس مع الأسواق الأوروبية بمجال الطاقة
  • من يكون أسعد الشيباني الذي عينته السلطات السورية الجديدة وزيرا للخارجية