ما التأثير المحتمل لفوز ترامب على الأسواق والدولار؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
كان فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفاجئ، في انتخابات عام 2016، بمثابة صدمة للأسواق المالية، وفي حال تمكن من الفوز مرة أخرى، فسيكون المتداولون أكثر استعدادًا.
ومن المرجح أن يكون التأثير المالي للانتخابات أكثر هدوءًا هذه المرة، وذلك لأن القضية الرئيسية ستكون ما إذا كان سيتم تمديد تخفيضات ترامب الضريبية لعام 2017، عندما تنتهي صلاحيتها العام المقبل، وليس بالضرورة إجراء تخفيضات جديدة.
وتظهر استطلاعات الرأي تفوق ترامب بفارق كبير على كافة مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين، كما أنه لا يوجد منافس ديمقراطي قوي يتحدى الرئيس جو بايدن على ترشيح حزبه.
ومرخرا، تنبأ ترامب بانهيار سوق الأسهم الأمريكية في حال عدم فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، وقال إنه يأمل أن يحدث أي تراجع اقتصادي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، لأنه لا يريد أن يكون مثل الرئيس الأمريكي السابق هربرت هوفر، الذي تولى منصبه خلال فترة استقرار اقتصادي، لكنه أشرف لاحقًا على الكساد الكبير.
وذكر المؤسس والرئيس المشارك للشركة الاستثمارية "كارلايل جروب" ديفيد روبنشتاين: "أخبرني من سيكون الرئيس وسأخبرك ما هو التأثير على الأسواق"
وأضاف: "من الواضح أنه إذا فاز الجمهوريون بالبيت الأبيض ومجلسي الكونجرس، فسيكون هناك نهجًا أكثر تأييدًا للأعمال التجارية، أما في حال فاز الديمقراطيون بالمجلسي والرئاسية فلن يكون النهج كذلك".
وتابع روبنشتاين، أن الإحصائيات تظهر أن الاقتصاد يحقق أفضل النتائج عندما تكون الحكومة منقسمة، لأنه بالعودة إلى الخمسين عامًا الماضية، يتضح أن مؤشر "إس أند بي 500"، على سبيل المثال، يرتفع أكثر عندما تكون الحكومة منقسمة.
اقرأ أيضاً
ترامب يفوز بأول انتخابات تمهيدية وبايدن يعتبره الأوفر حظا لمنافسته
وفي حال كان الرئيس الجديد هو ترامب، فربما يصبح الكثير من المدراء التنفيذيين سعداء، لأنه على الأرجح سيخفض الضرائب ويخفف القيود التنظيمية، أما إذا تم انتخاب بايدن مجددًا سيكون هناك المزيد من التنظيم، وفق ما ذكر تقرير لوكالة "بلومبرج".
لكن روبنشتاين، أشار إلى أنه في الغالب سيكون من الصعب التنبؤ باتجاه السوق، لأن أسعار الفائدة ستحركها أكثر من أي أمر آخر.
من جانبه، ذكر دومينيك ويلسون وفيكي تشانغ من مجموعة "جولدمان ساكس" في مذكرة للعملاء، أنه يبدو من المرجح أن يتمكن الجمهوريون، وليس الديمقراطيون، من السيطرة على كل من البيت الأبيض والكونجرس، وأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع عائدات السندات خاصة طويلة الأجل.
وارتفع الدولار بعد فوز ترامب في 2016 مع صعود عوائد السندات، ولكن بدأ في التراجع في 2017 مع فقدان الاقتصاد الأمريكي الزخم، وانتعاش النمو في أوروبا.
لكن جهود ترامب لفرض الرسوم الجمركية، في حال نجاحها، قد تساعد في ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، من خلال الحد من الواردات ووقف تدفق العملة للخارج.
وقال الخبير الاستراتيجي لدى "دوتشيه بنك" آلان روسكين: "تأثير ترامب إيجابي بشكل جزئي على الدولار على وجه التحديد، لأنه سلبي بالنسبة للعملات الرئيسية مثل اليورو واليوان والبيزو المكسيكي".
وأضاف: "يدرك المتداولون أن تأثير ترامب على التجارة والجغرافيا السياسية، هو لأسباب مختلفة، وعلى الأقل في البداية، إيجابي بالنسبة للدولار".
اقرأ أيضاً
ترامب يغدق الوعود لدى الفوز بانتخابات 2024
وأوضح استراتيجيو "دوتشيه بنك"، في مذكرة، أن الانتخابات من المرجح أن تُبقي الدولار هذا العام عند مستويات 2023، حتى لو خفض الفيدرالي الفائدة بصورة حادة، كما هو متوقع.
في المقابل، يعتمد انتعاش الأسهم الأمريكي على الاحتياطي الفيدرالي أكثر من أي شىء آخر، وقدرته على خفض الفائدة وتمكين الاقتصاد على تحقيق هبوط ناعم وليس ركود.
وربما يكون أحد القطاعات الفائزة المحتملة هو الدفاع، على الرغم من أن تفاصيل سياسته غير متاحة في المرحلة الحالية من الحملة، ولكن قد يعزز ترامب الإنفاق عليه في ضوء الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، واستمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
من جانبه، قال مدير أبحاث السياسات لدى شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية "بي تي آي جي" إسحاق بولتانسكي، إن المجال الآخر الذي قد يستفاد من فوز ترامب هو المصارف الإقليمية، إذ يرغب بايدن في وضع متطلبات رأسمالية أكثر صرامة على البنوك، بينما يريد ترامب تخفيف تلك اللوائح.
وقد تصبح متطلبات رأس المال بموجب اتفاقية "بازل 3"، وهي اتفاقية دولية تهدف إلى ضمان سلامة البنوك، أكثر صرامة هذا العام، وهو ما يعني احتفاظ البنوك برأس مال يعادل نسبة أعلى من أصولها لضمان قدرتها على تجاوز الأوقات الصعبة.
بينما يرغب ترامب في التراجع عن تلك القيود الأمر الذي من شأنه تحرير رأس المال في النظام المصرفي للإقراض.
وبالطبع التنظيم ليس هو العامل الوحيد الذي يدفع الأسهم للارتفاع، ولكن تتأثر الأرباح وأسعار الأسهم بالتغيرات في الطلب على السلع والخدمات ومدى رغبة العملاء في الاقتراض ومستوى الفائدة، ولكن التنظيم الأكثر مرونة سيكون بالتأكيد أمرًا إيجابيًا.
اقرأ أيضاً
انتخابات أميركا 2024: هل يعزز تزايد المرشحين فرص ترامب بالفوز؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أسواق المال الدولار ترامب انتخابات أمريكا فی حال
إقرأ أيضاً:
تقلبات ترامب السياسية والاقتصادية تدفع المستثمرين صوب حيازة الذهب وارتفاع سعره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتجه بصورة متزايدة المستثمرون الباحثون عن ملاذ آمن، من التقلبات السياسية والاقتصادية التي أثارتها الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى صناديق تداول الذهب في البورصة، ما يعزز زخم الارتفاع القياسي للسوق.
ومنذ أن تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه خلال شهر يناير الماضي، فإن تحوله الجذري في سياسته - بما في ذلك فرض التعريفات الجمركية، وتصريحاته بشأن نيته لضم جرينلاند لبلاده، فضلا عن نهجه الدبلوماسي غير التقليدي في محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا - أدى إلى إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية متتالية، حسبما ذكرت شبكة "إم إس إن" الأمريكية.
وكان المستثمرون الأوروبيون في البداية هيمنوا على تدفق الأموال إلى صناديق تداول الذهب في البورصة، أو سلال الأوراق المالية التي تُتداول مثل الأسهم، غير أن الاضطرابات السياسية بدأت تجذب حتى المستثمرين الأمريكيين الذين لطالما فضلوا الأسهم.
وأشار رئيس استراتيجية السلع في بنك "ساكسو" الدنماركي، أولي هانسن، إلى أن المستثمرين، مثل مديري الأموال الحقيقيين، وخاصةً هؤلاء الموجودين في الغرب، في حاجة إلى النمو الاقتصادي بينما المخاوف من سوق الأسهم كافية لإقناعهم بالعودة إلى الاستثمار في الذهب، وأن ذلك ما يحدث في الوقت الحالي.
وصرح هانسن بأن سياسات ترامب أدت إلى تراجع في سوق الأسهم الأمريكية، التي جذبت لسنوات كميات كبيرة من أموال المستثمرين، وأن الذهب قد يكون مستفيدًا، على الأقل على المدى القصير.كما أص
بح مستثمرو التجزئة الأمريكيون حذرين من أسواق الأسهم بعد موجة البيع المكثفة التي شهدتها أسواق الأسهم يوم الاثنين الماضي، حين سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي أكبر انخفاض له هذا العام، ما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن من الاضطرابات.
وقال متداول المعادن النفيسة في شركة "هيراوس ميتالز" العالمية، ألكسندر زومبفي، قد يكون بعض المستثمرين في الولايات المتحدة أقل قلقًا على الرغم من المخاطر العالمية المماثلة، ربما بسبب ازدياد الثقة في الاقتصاد المحلي.
ومع ذلك، أضاف أن التدفقات الأخيرة إلى صناديق تداول الاستثمار في الذهب في أمريكا الشمالية أشارت إلى تزايد الاهتمام بالذهب كأداة تحوّط في الولايات المتحدة أيضًا.
في الولايات المتحدة، ارتفعت حيازات الذهب في صناديق تداول الاستثمار بمقدار 68.1 طن، بزيادة قدرها 4.3%، لتصل إلى 1،649.8 طن حتى الآن هذا العام.